موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- من صُوَرِ النَّظافةِ عِندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين


- عُلَماءُ القَيروانِ وحِرصُهم على التَّنظُّفِ واهتمامُهم به:
قال ابنُ العَرَبيِّ: (وقد كان عُلَماءُ القيروانِ يتَّخِذون في متوضَّآتِهم أحجارًا في ترابٍ يُنقونَ بها ثمَّ يَستَنجون بالماءِ) [9392] ((الجامع لأحكام القرآن)) (8/262). .
- القاضي علاءُ الدِّينِ بنُ القاضي فَتح الدِّينِ واهتمامُه بنظافةِ ثيابِه وطِيبِ رائحتِه:
 كان القاضي علاءُ الدِّينِ كثيرَ المكارِمِ، بيتُه مجمَعُ الفُضَلاءِ والأدَباءِ، ومحلُّه محطُّ الخامِلين والنُّبَهاءِ والنُّبَلاءِ، لا يزالُ يراعي مصالحَ النَّاسِ ويساعِدُهم على بلوغِ مآربِهم، وكان حَسَنَ الشَّكلِ، ظريفَ العِمامةِ، نظيفَ الملبوسِ، ظاهِرَ الوَسامةِ، طَيِّبَ الرَّائحةِ [9393] يُنظَر: ((أعيان العصر وأعوان النصر)) لصلاح الدين الصفدي (3/486، 487). .
- ابنُ حَجَرٍ العَسْقلانيُّ وطِيبُ رائحتِه:
كان إمامَ زمانِه، وحافِظَ وَقتِه وأوانِه، وعِندَه من الذَّكاءِ والفِطنةِ، وصفاءِ القريحةِ، ما تحيرُ فيه الأبصارُ، وكان شَكِلًا حَسَنًا، مهابًا، ضَوِيَّ الوجهِ، حليمًا، نظيفَ اللِّسانِ، نَكِتًا، طَيِّبَ الرَّائحةِ [9394] يُنظر: ((بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين)) للرضي الغزي (ص: 136)، ((الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)) للسخاوي (1/314). .
- الشَّنوانيُّ ورعايتُه للمَسجِدِ وتنظيفُه:
قال الجَبَرتيُّ عنه: (وعندَ فراغِه من الدُّروسِ يُغَيِّرُ ثيابَه، ويَكنُسُ المسجِدَ، ويغسِلُ القناديلَ ويُعَمِّرُها بالزَّيتِ والفتائِلِ، حتى يَكنُسَ المراحيضَ) [9395] ((تاريخ عجائب الآثار)) (3/382). .
- الشَّريفُ زَيدٌ واهتمامُه بتنظيفِ المسجِدِ الحرامِ بعدَ السَّيلِ بمساعدةِ شَيخِ الحَرَمِ وعامَّةِ النَّاسِ:
قال المحبِّي: (في أيَّامِه وَقَع بمكَّةَ سَيلٌ في ليلةِ الأربعاءِ لثلاثَ عَشرةَ بَقِينَ من شوَّالٍ سَنةَ خَمسٍ وخمسينَ وألفٍ، وخَرَّب دورًا وأبنيَّةً، ودخل المسجِدَ الحرامَ، وعلا على عتَبةِ بابِ الكعبةِ مقدارَ ذِراعٍ، وأتلف ما في قبَّةِ الفرَّاشين من المصاحِفِ والرِّباعِ والكُتُبِ، وامتلأ المسجِدُ بالتُّرابِ والقُماماتِ، فتصدَّى الشَّريفُ زيدٌ ونادى على العامَّةِ بتنظيفِ المسجِدِ، وحضر بنفسِه وساعَده شيخُ الحرَمِ الأميرُ مصطفى صاحِبُ جُدَّةَ وبَذَل من مالِه مالًا جزيلًا، واستمَرَّ العَمَلُ فيه إلى النِّصفِ من ذي القَعدةِ، فتَمَّ تنظيفُه من سائرِ جهاتِه) [9396] ((خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر)) (2/178). .
- نظافةُ ثيابِ شَيخِ الإسلامِ البُرهانِ:
وقد كانت ثيابُ شَيخِ الإسلامِ البرهانِ بنِ أبي شريفٍ رَضِيَ اللهُ عنه في غايةِ النَّقاءِ والنَّظافةِ والبياضِ، إلى حدٍّ لا يبلُغُه ثيابُ الملوكِ في عَصرِه! كأنَّه مع ثيابِه قِطعةُ نورٍ [9397] ((فيض القدير)) للمناوي (2/ 225). !

انظر أيضا: