موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: أقسامُ المُروءةِ


كلُّ من تكلَّم عن المُروءةِ وحَدِّها وبيانِها لم يخرِجْها عن أحَدِ نوعَينِ:
إمَّا أفعالٌ أو تُروكٌ، وهذا ما بيَّنه ابنُ حِبَّانَ بعدَ أن سرَد مجموعةً من الأقوالِ في تعريفِ المُروءةِ؛ قال: (والمُروءةُ عندي خَصلتانِ:
- اجتنابُ ما يَكرَهُ اللهُ والمُسلِمون من الفِعالِ.
- واستِعمالُ ما يحِبُّ اللهُ والمُسلِمون من الخِصالِ) [8428] ((روضة العقلاء)) (ص: 232). .
 وهذا ما عناه ابنُ القَيِّمِ بقَولِه: (وحقيقةُ المُروءةِ تجنُّبٌ للدَّنايا والرَّذائِلِ من الأقوالِ والأخلاقِ والأعمالِ؛ فمُروءةُ اللِّسانِ: حلاوتُه، وطِيبُه، ولِينُه، واجتناءُ الثِّمارِ منه بسُهولةٍ ويُسرٍ. ومُروءةُ الخُلُقِ: سَعَتُه وبَسطُه للحبيبِ والبغيضِ. ومُروءةُ المالِ: الإصابةُ ببَذلِه مواقِعَه المحمودةَ عقلًا وعُرفًا وشَرعًا. ومُروءةُ الجاهِ: بَذلُه للمحتاجِ إليه. ومُروءةُ الإحسانِ: تعجيلُه، وتيسيرُه، وتوفيرُه، وعدَمُ رؤيتِه حالَ وُقوعِه، ونسيانُه بعدَ وقوعِه، فهذه مُروءةُ البذلِ.
 وأمَّا مُروءةُ التَّركِ: فتركُ الخِصامِ والمعاتبةِ، والمطالبةِ والمماراةِ، والإغضاءُ عن عيبِ ما يأخُذُه من حَقِّك، وتَركُ الاستِقصاءِ في طَلَبِه، والتَّغافُلُ عن عَثَراتِه) [8429] ((مدارج السالكين)) (3/151-152). .
وبهذا التَّقسيمِ -أعني مُروءةَ الفِعلِ والبَذلِ ومُروءةَ التَّركِ- ينتَظِمُ جميعُ الأقوالِ التي عُرِفَت بها المُروءةُ في سِلكٍ واحدٍ.

انظر أيضا: