موسوعة الأخلاق والسلوك

ثاني عَشرَ: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ المَحَبَّةِ


1- الاعتقادُ بأنَّ مَحَبَّةَ الإنسانِ لنَفسِه مذمومةٌ بإطلاقٍ، وهذا خطَأٌ؛ فإنَّ مَحَبَّةَ النَّفسِ طَبعٌ في الإنسانِ، وإنما المذمومُ هو المَحَبَّةُ التي تؤدِّي إلى إيثارِ محبوباتِ النَّفسِ على ما يحبُّه اللهُ ورسولُه، واتِّباعِها وتلبيةِ شهواتِها ورغباتِها، إلى أن تجُرَّ صاحِبَها إلى الوَقوعِ في المحرَّماتِ أو تَركِ الواجباتِ؛ فمَحَبَّةُ اللهِ ورَسولِه مقَدَّمةٌ على مَحَبَّةِ النَّفسِ والأهلِ والوَلَدِ والنَّاسِ جميعًا.
2- من الأخطاءِ الإفراطُ في المَحَبَّةِ أو في البُغضِ؛ فعن محمَّدِ بنِ عُبَيدٍ الكِنديِّ، عن أبيه قال: سمِعتُ عَليًّا يقولُ لابنِ الكَوَّاءِ: (هل تدري ما قال الأوَّلُ؟ أحبِبْ حبيبَك هَونًا ما؛ عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما؛ عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما) [8199] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1321). حسَّن إسناده البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/106)، وحسَّنه لغيره الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (997). .
وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (لا يكُنْ حُبُّك كَلَفًا، ولا بُغضُك تَلَفًا. فقال أسلَمُ لعُمَرَ: وكيف ذاك؟ قال: إذا أحبَبْتَ فلا تَكلَفْ كما يَكلَفُ الصَّبيُّ بالشَّيءِ يحِبُّه، وإذا أبغَضْتَ فلا تُبغِضْ بُغضًا تحِبُّ أن يتلَفَ صاحِبُك أو يَهلِكَ) [8200] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1322)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6598). صحَّح إسنادَه الألباني في صحيح ((الأدب المفرد)) (993) وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (9/579).  .
وعن الحَسَنِ قال: (أحبُّوا هَونًا وأبغِضوا هَونًا؛ فقد أفرَطَ أقوامٌ في حُبِّ أقوامٍ فهَلَكوا، وأفرَطَ أقوامٌ في بُغضِ أقوامٍ فهَلَكوا، لا تُفرِطْ في حُبٍّ ولا تُفرِطْ في بُغضٍ) [8201] ((الزهد)) لأحمد بن حنبل (ص: 219). . وكان يقالُ: (إذا أحبَبْتَ فلا تُفرِطْ، وإذا أبغَضْتَ فلا تُشطِطْ) [8202] يُنظَر: ((شعب الإيمان)) للبيهقي (5/ 261) (6600). .

انظر أيضا: