موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ من المَحَبَّةِ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


- وعن مُعاذِ بنِ جَبلٍ رَضِيَ اللهُ عنه، ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذ بيَدِه، وقال: يا معاذُ، واللهِ إنِّي لأحِبُّك، واللهِ إنِّي لأحِبُّك، فقال: أوصيك يا مُعاذُ، لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِك، وشُكْرِك، وحُسنِ عِبادتِك)) [8173] أخرجه أبو داود (1522) واللفظ له، والنسائي (1303)، وأحمد (22119). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (2021)، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (1010)، وابن كثير في ((البداية والنهاية)) (7/97)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/297). .
- وعن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((رأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النِّساءَ والصِّبيانَ مُقبِلين -قال: حسِبْتُ أنَّه قال:- من عُرسٍ، فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُمثِلًا، فقال: اللَّهُمَّ أنتم مِن أحَبِّ النَّاسِ إليَّ. قالها ثلاثَ مرارٍ)) [8174] رواه البخاري (3785) واللفظ له، ومسلم (2508). . وفي روايةٍ: يعني الأنصارَ [8175] ((صحيح مسلم)) (2508). . أي: أنَّ المرادَ بقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنتم)): طائفةُ الأنصارِ [8176] يُنظَر: ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (9/ 4010). .
- وعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يا أبا ذَرٍّ، إني أراك ضعيفًا، وإنِّي أحِبُّ لك ما أحِبُّ لنفسي، لا تأَمَّرَنَّ على اثنينِ، ولا تَوَلَّينَ مالَ يتيمٍ)) [8177] رواه مسلم (1826). .
- وعن عمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَثَه على جَيشِ ذاتِ السَّلاسلِ فأتيتُه فقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إليك؟ قال: عائشةُ، فقُلتُ: مِنَ الرِّجالِ؟ فقال: أبوها. قلتُ: ثمَّ مَن؟ قال: ثمَّ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ، فعَدَّ رِجالًا)) [8178] أخرجه البخاري (3662) ومسلم (2384). .
- وعن أسامةَ بنِ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، حدَّث عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّه كان يأخُذُه والحَسَنَ فيقولُ: اللَّهُمَّ أحِبَّهما؛ فإنِّي أحِبُّهما)) [8179] رواه البخاري (3735). .
- وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ نساءَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُنَّ حزبينِ: فحِزبٌ فيه عائشةُ وحفصةُ وصَفِيَّةُ وسَودةُ، والحِزبُ الآخَرُ أمُّ سَلَمةَ وسائِرُ نِساءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان المُسلِمون قد عَلِموا حُبَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عائشةَ، فإذا كانت عِندَ أحَدِهم هديَّةٌ يريدُ أن يُهديَها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَّرَها، حتى إذا كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِ عائشةَ بَعَث صاحِبُ الهديَّةِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِ عائشةَ، فكَلَّم حزبُ أمِّ سَلَمةَ فقُلْنَ لها: كَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكَلِّمُ النَّاسَ فيقولُ: من أراد أن يُهديَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَديَّةً فلْيُهدِها حيثُ كان من بيوتِ نسائِه، فكَلَّمَتْه أمُّ سَلَمةَ بما قُلْنَ، فلم يَقُلْ لها شيئًا، فسأَلْنَها فقالت: ما قال لي شيئًا! فقُلنَ لها: فكَلِّميه. قالت: فكَلَّمْتُه حين دار إليها أيضًا، فلم يَقُلْ لها شيئًا. فسأَلْنَها فقالت: ما قال لي شيئًا! فقُلْنَ لها: كَلِّميه حتى يُكَلِّمَك. فدار إليها فكلَّمَتْه، فقال لها: لا تُؤذيني في عائشةَ؛ فإنَّ الوَحيَ لم يأتِني وأنا في ثوبِ امرأةٍ إلَّا عائشةَ. قالت: أتوبُ إلى اللهِ مِن أذاك يا رسولَ اللهِ! ثمَّ إنهنَّ دَعَونَ فاطمةَ بنتَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأرسَلَت إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تقولُ: إنَّ نساءَك يَنشُدْنَك العَدلَ في بنتِ أبي بَكرٍ. فكلَّمَتْه، فقال: يا بُنيَّةَ، ألا تحبِّين ما أحِبُّ؟ قالت: بلى. فرجعَت إليهنَّ فأخبَرَتهنَّ، فقُلنَ: ارجِعي إليه، فأبَتْ أن ترجِعَ...)) [8180] رواه البخاري (2581) واللفظ له، ومسلم (2441) مختصرًا. .

انظر أيضا: