موسوعة الأخلاق والسلوك

ثاني عَشَرَ: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ كِتمانِ السِّرِّ


1 - مَن يُسارِرُ غيرَه ينبغي له أن يجتَنِبَ المحافِلَ والمجالِسَ العامَّةَ؛ لأمرَينِ:
أحَدُهما: حَذَرًا من أن يُساءَ به الظَّنُّ؛ فهذا يقولُ: قد اغتابني، وذا يَستريبُ، وذا يتَّهِمُ.
والثَّاني: أنَّه ربَّما يُتتبَّعُ بالفَحصِ، فيُطَّلَعُ على مرادِه، ويُكشَفُ سِرُّه [7946] يُنظَر: ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص: 213). .
2- لا ينبغي التَّحدُّثُ بالأسرارِ أمامَ الأطفالِ الصِّغارِ وهم لا يُدرِكون؛ فهذا مَظِنَّةٌ لإفشائِهم الأسرارَ.
وكذلك لا ينبغي التَّحدُّثُ بالأسرارِ أمامَ الخَدَمِ والعُمَّالِ وأمثالِهم، لأنَّهم مَظِنَّةٌ لعَدَمِ الكِتمانِ.
3- مِن صُوَرِ كِتمانِ السِّرِّ غيرِ الجائزةِ: كِتمانُ المرأةِ ما خَلَق اللهُ في رَحِمِها؛ قال تعالى: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة: 228] .
فأوجَب تعالى على النِّساءِ الإخبارَ عن مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ، وحرَّم عليهنَّ كِتمانَ ذلك من حَملٍ أو حَيضٍ؛ لأنَّ كِتمانَ ذلك يُفضي إلى مفاسِدَ كثيرةٍ [7947] يُنظَر: ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 101). . ومن فوائِدِ الآيةِ: تحذيرُ المؤتَمَنِ -الذي لا يَعلَمُ بأمانتِه إلَّا اللهُ عزَّ وجَلَّ- من عذابِ اليومِ الآخِرِ إنْ هو لم يَقُمْ بواجِبِ الأمانةِ؛ لقَولِه تعالى:  وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [7948] ((تفسير ابن عثيمين: الفاتحة والبقرة)) (3/ 104). .

انظر أيضا: