موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الكِتمانِ والسِّرِّ والنَّجوى والاختِفاءِ


- الفَرْقُ بَيْنَ النَّجوى والسِّرِّ:
أنَّ النَّجوى: اسمٌ للكلامِ الخَفيِّ الذي تُناجي به صاحِبَك، كأنَّك ترفَعُه عن غيرِه، وذلك أنَّ أصلَ الكَلِمةِ الرِّفعةُ، ومنه النَّجوةُ من الأرضِ، وسُمِّي تكليمُ اللهِ تعالى موسى عليه السَّلامُ مُناجاةً؛ لأنَّه كان كلامًا أخفاه عن غيرِه.
والسِّرُّ: إخفاءُ الشَّيءِ في النَّفسِ، ولو اختفى بسِترٍ أو وراءَ جِدارٍ لم يكُنْ سِرًّا، ويقالُ: في هذا الكلامِ سِرٌّ؛ تشبيهًا بما يَخفى في النَّفسِ، ويقالُ: سِرِّي عِندَ فُلانٍ، تريدُ ما يُخفيه في نفسِه من ذلك، ولا يقالُ: نجوايَ عندَه. وتقولُ لصاحِبِك: هذا أُلقيه إليك، تريدُ المعنى الذي تُخفيه في نفسِك، والنَّجوى تتناوَلُ جملةَ ما يُتناجى به من الكَلامِ، والسِّرُّ يتناوَلُ معنى ذلك، وقد يكونُ السِّرُّ في غيرِ المعاني؛ تقولُ: فَعَل هذا سِرًّا، وقد أسَرَّ الأمرَ. والنَّجوى لا تكونُ إلَّا كلامًا [7891] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/63)، ((معجم الفروق اللغوية)) ترتيب بيت الله بيات (ص: 533). .
- الفَرْقُ بَيْنَ الكِتمانِ والإسرارِ:
(قيل: المكتومُ يختَصُّ بالمعاني، كالأسرارِ والأخبارِ؛ لأنَّ الكِتمانَ لا يُستعمَلُ إلَّا فيهما.
والمستورُ يختَصُّ بالجُثَثِ والأعيانِ؛ لأنَّ الأصلَ في السَّترِ تغطيةُ الشَّيءِ بغِطاءٍ، ثمَّ استُعمِلَ في غيرِها تجوُّزًا) [7892] يُنظَر: ((معجم الفروق اللغوية)) ترتيب بيت الله بيات (ص: 448)، ((المفردات)) للراغب (ص: 404، 702). .
- الفَرْقُ بَيْنَ الكِتمانِ والإخفاءِ والاختِفاءِ:
(أنَّ الكِتمانَ هو السُّكوتُ عن المعنى، وقولُه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ [البقرة: 159] أي: يَسكُتون عن ذِكْرِه.
والإخفاءُ: يكونُ في ذلك وفي غيرِه، والشَّاهِدُ أنَّك تقولُ: أخفيتُ الدِّرهَمَ في الثَّوبِ. ولا تقولُ: كتَمْتُ ذلك. وتقولُ: كتَمْتُ المعنى وأخفَيتُه؛ فالإخفاءُ أعمُّ من الكِتمانِ) [7893] يُنظَر: ((معجم الفروق اللغوية)) ترتيب بيت الله بيات (ص: 447، 448). .
- والاختِفاءُ: الاستِخراجُ، ومنه قيل للنَّبَّاشِ: مختَفٍ، واستَخفَيتُ من فلانٍ: استتَرتُ منه، والاستِخفاءُ: طَلَبُ الإخفاءِ، وأخفيتُ الشَّيءَ: كتَمْتُه وأظهَرتُه جميعًا، وهو من الأضدادِ [7894] يُنظَر: ((المفردات)) للراغب (ص: 290)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 64). .

انظر أيضا: