موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الإعراضِ عن الجاهِلينَ


1- الاعتِقادُ أنَّ الأمرَ بالإعراضِ عن الجاهِلينَ يعني السُّكوتَ عن مُنكَرٍ يقَعُ منهم، وتَرْكَ الأخذِ على أيديهم إن تمادَوا في جَهالاتِهم وظُلمِهم، وهذا اعتقادٌ خَطَأٌ؛ فالإعراضُ تَركُ حَظِّ النَّفسِ لا تَرْكُ حَقِّ الشَّرعِ.
يقولُ السُّيوطيُّ في قولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ)) [618] أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (21354) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. صحَّحه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (4/349)، وحسَّنه ابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (131)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1987)، وحسَّنه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (35/ 284). : (وقَولُه: «النَّاس» وإن كان لفظُه عامًّا إلَّا أنَّه أراد بذلك من يستَحِقُّ تحسينَ الخُلُقِ له، فأمَّا أهلُ الكُفرِ والإصرارِ على الكبائِرِ والتَّمادي على ظُلمِ النَّاسِ، فلا يُؤمَرُ بتحسينِ الخُلُقِ لهم، بل يُؤمَرُ بأن يُغلِظَ عليهم) [619] ((تنوير الحوالك)) (2/209). .
2- الاعتِقادُ بوُجودِ تعارُضٍ بَينَ الإعراضِ عن الجاهِلينَ، ودَعوتِهم إلى اللهِ سُبحانَه، وهذا اعتقادٌ خَطَأٌ؛ فإنَّ الأمرَ بالإعراضِ عن الجاهِلينَ أمرٌ بالاحتِمالِ واللِّينِ، وليس معناه تَرْكَ الدَّعوةِ إلى اللهِ سُبحانَه.
قال ابنُ القيِّمِ في قولِه تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] : (ليس المرادُ إعراضَه عمَّن لا عِلمَ عِندَه، فلا يَعلَمُه ولا يُرشِدُه، وإنَّما المرادُ إعراضُه عن جَهلِ مَن جَهِلَ عليه، فلا يُقابِلُه ولا يُعاتِبُه) [620] ((مفتاح دار السعادة)) (1/101). .

انظر أيضا: