موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من الفَصاحةِ عِندَ العُلَماءِ المتقَدِّمين والمتأخِّرين


- أبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ:
قال أبو سعدٍ السَّمعانيُّ: (كان الشَّيخُ أبو إسحاقَ إمامَ الشَّافعيَّةِ، والمدَرِّسَ ببغدادَ في النِّظاميَّةِ، شيخَ الدَّهرِ، وإمامَ العَصرِ... دائِمَ البِشرِ، حسَنَ المحاورةِ، مليحَ المجاورةِ، وكان يحكي الحكاياتِ الحَسَنةَ، والأشعارَ المليحةَ، وكان يحفَظُ منها كثيرًا، وكان يُضرَبُ به المثَلُ في الفَصاحةِ) [7425] ((تهذيب الأسماء والصفات)) للنووي (2/173). .
قال السُّبكيُّ مُعقِّبًا على ما ذُكِر من ضَربِ المثَلِ بفصاحتِه: (وأقرَبُ شاهدٍ على ذلك قولُ سلارٍ العقيليِّ أوحَدِ شُعَراءِ عَصرِه:
كفاني إذا عنَّ الحوادِثُ صارمٌ
يُنيلُني المأمولَ بالإثْرِ والأَثَرْ
يَقُدُّ ويَفْري في اللِّقاءِ كأنَّه
لسانُ أبي إسحاقَ في مجلِسِ النَّظَرْ) [7426] ((طبقات الشافعية الكبرى)) (4/216). .
- محمَّدُ بنُ شُعَيبٍ النَّيسابوريُّ:
قال الحاكِمُ: (أحَدُ المذكورينَ فى أقطارِ الأرضِ بالفَصاحةِ والبراعةِ) [7427] ((طبقات الشافعية الكبرى)) لتاج الدين السبكي (3/173). .
- الوزيرُ أبو المظَفَّرِ عَونُ الدِّينِ ابنُ هُبَيرةَ:
(وكان الوزيرُ رحمه اللهُ تعالى أديبًا بارعًا، فصيحًا مُفَوَّهًا، وقد أُورِد له مُصَنَّفُ سيرتِه من رسائِلِه إلى الخُلَفاءِ والملوكِ، والكُتُبِ التي أنشأها بأفصَحِ العباراتِ، وأجزَلِ الألفاظِ ما لا يتَّسِعُ هذا المكانُ لذِكْرِه.
وله شِعرٌ كثيرٌ حَسَنٌ في الزُّهدِ وغيرِه. فممَّا أنشده ابنُ الجوزيِّ عنه:
يا أيُّها النَّاسُ إنِّي ناصحٌ لكُمُ
فعُوا كلامي فإنِّي ذو تجاريبِ
لا تُلهِيَنَّكُمُ الدُّنيا بزَهرتِها
فما تدومُ على حُسنٍ ولا طِيبِ) [7428] ((ذيل طبقات الحنابلة)) لابن رجب (2/166). .
- ابنُ تَيميَّةَ:
وممَّا جاء في ذِكرِ شَيءٍ من فصاحتِه ما ذكره أبو حَفصٍ البزَّارُ ممَّا كان في دروسِه؛ حيثُ قال: (وأمَّا ذِكرُ دُروسِه فقد كنتُ في حالِ إقامتي بدِمَشقَ لا أفوِّتُها، وكان لا يُهَيِّئُ شيئًا من العلمِ ليُلقيَه ويُورِدَه، بل يجلِسُ بعدَ أن يُصَلِّيَ ركعتينِ، فيحمَدُ اللهَ ويُثني عليه ويُصَلِّي على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صفةٍ مُستحسَنةٍ مُستعذَبةٍ لم أسمَعْها من غيرِه، ثمَّ يَشرَعُ فيفتحُ اللهُ عليه إيرادَ عُلومٍ وغوامِضَ ولطائِفَ ودقائِقَ، وفنونٍ ونُقولٍ، واستدلالاتٍ بآياتٍ وأحاديثَ، وأقوالِ العُلَماءِ ونَصْرِ بَعضِها وتبيينِ صِحَّتِه، أو تزييفِ بعضِها وإيضاحِ حُجَّتِه، واستشهادٍ بأشعارِ العَرَبِ، وربَّما ذَكَر اسمَ ناظمِها، وهو مع ذلك يَجري كما يجري السَّيلُ ويَفيضُ كما يَفيضُ البحرُ، ويصيرُ منذُ يتكلَّمُ إلى أن يَفرُغَ كالغائِبِ عن الحاضِرين، مُغمِضًا عينَيه، وذلك كُلُّه مع عَدَمِ فِكرٍ فيه أو رَوِيَّةٍ، من غيرِ تعجرُفٍ ولا توقُّفٍ ولا لحنٍ، بل فيضٌ إلهيٌّ حتَّى يُبهِرَ كُلَّ سامعٍ وناظرٍ، فلا يزالُ كذلك إلى أن يصمُتَ، وكنتُ أراه حينَئذٍ كأنَّه قد صار بحَضرةِ مَن يَشغَلُه عن غيرِه، ويقعُ عليه إذ ذاك من المهابةِ ما يُرعِدُ القلوبَ، ويُحَيِّرُ الأبصارَ والعُقولَ) [7429] ((الأعلام العلية)) (ص: 27، 28). .
- اليُونينيُّ:
وقال شَمسُ الدِّينِ حُسَينُ بنُ داودَ في أبي عبدِ اللهِ اليُونينيِّ: (كان الشَّيخُ الفقيهُ حَسَنَ المحاورةِ، ما كُنتُ أشتهي أن أفارِقَه من فصاحتِه) [7430] ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (14/ 893). .
- محمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ:
ممَّا جاء في ترجمتِه: (كان حادَّ الفَهمِ، وقَّادَ الذِّهنِ، سَريعَ الحِفظِ، فصيحًا فَطِنًا) [7431] ((الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة)) لآمنة محمد نصير (ص: 28). .

انظر أيضا: