موسوعة الأخلاق والسلوك

ز- نماذِجُ من الفَصاحةِ عِندَ العُلَماءِ المعاصِرينَ


- الطَّاهِرُ بنُ عاشورٍ:
يقول محمَّد الخضر حسين: (وللأستاذِ فَصاحةُ مَنطِقٍ، وبراعةُ بَيانٍ، ويُضيفُ إلى غزارةِ العِلمِ وقوَّةِ النَّظَرِ صَفاءَ الذَّوقِ، وسَعةَ الاطِّلاعِ في آدابِ اللُّغةِ، وأذكُرُ أنَّه كان يومًا في ناحيةٍ من جامعِ الزَّيتونةِ، ومعه أديبانِ من خيرةِ أدبائِنا، وكنتُ أقرأُ درسًا في ناحيةٍ أُخرى من الجامِعِ، فبعَث إليَّ بوَرَقةٍ بها هذانِ البيتانِ:
تألَّقَتِ الآدابُ كالبَدرِ في السَّحَرْ
وقد لَفَظ البحرانِ مِن مَوجِهما الدُّرَرْ
فما لي أرى مِنطيقَها [7432] المِنْطِيقُ: البليغُ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1559). الآنَ غائِبًا
وفي مجمَعِ البَحرينِ لا يُفقَدُ الخَضِرْ) [7433] ((موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين)) (11/1/157). .
- عبدُ الرَّزَّاقِ عفيفي:
 (الشَّيخُ عبدُ الرَّزَّاقِ عفيفي رحمه اللهُ يُعَدُّ -وبجدارةٍ- من أربابِ الفَصاحةِ وأساطينِ اللُّغةِ في علمِ النَّحوِ خاصَّةً، وعُلومِ العَرَبيَّةِ كافَّةً، كان آيةً في التَّحدُّثِ بلغةِ الضَّادِ (اللُّغةِ العربيَّةِ الفُصحى) كتابةً ومحادَثةً، وكان هذا ببيانٍ مُشرِقٍ متدفِّقٍ، وأداءٍ جميلٍ، ونَبَراتٍ مؤَثِّرةٍ في غيرِ تكلُّفٍ، وكان إذا تكلَّم أسمَع وعُقِل عنه، وكانت إحاطتُه بمفرداتِ اللُّغةِ العَرَبيَّةِ تكادُ تكونُ شاملةً، وهو إلى جانبِ ذلك سَهلُ العبارةِ، عَذبُ الأُسلوبِ، تتَّسِمُ عباراتُه بالإيجازِ والإحكامِ، والبيانِ والجزالةِ، وكان بعيدًا عن التَّكلُّفِ والتَّمتَمةِ والفأفأةِ، والتَّنطُّعِ والتَّشَدُّقِ) [7434] ((الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي حياته العلمية وجهوده الدعوية وآثاره الحميدة)) لمحمد بن أحمد سيد (ص: 78-79). .
- ابنُ بازٍ:
(سماحةُ الشَّيخِ معروفٌ بفصاحةِ الكلامِ؛ فتراه يُلقي الكَلِمةَ، أو يُملي الكتابَ، أو يجيبُ على السُّؤالِ فلا تسمَعُ منه لحنةً؛ إذ هو عارِفٌ بالنَّحوِ، حريصٌ على سلامةِ عِبارتِه، يتحرَّى الدِّقَّةَ في أساليبِه وتراكيبِه) [7435] ((جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله)) لمحمد بن إبراهيم الحمد (ص: 411). .

انظر أيضا: