موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال الشَّافِعيُّ:
لمَّا عَفَوتُ ولم أحقِدْ على أحَدٍ
أرَحْتُ نفسي من غَمِّ العداواتِ
إنِّي أُحَيِّي عدوِّي عِندَ رؤيتِه
لأدفَعَ الشَّرَّ عنِّي بالتَّحيَّاتِ
وأظهِرُ البِشرَ للإنسانِ أبغِضُهُ
كأنَّه قد ملا قَلبي محبَّاتِ
والنَّاسُ داءٌ وداءُ النَّاسِ قُربُهمُ
وفي الجَفاءِ لهم قَطعُ الأُخُوَّاتِ
فلَستُ أَسلَمُ ممَّن لستُ أعرِفُهُ
فكيف أَسلَمُ من أهلِ المودَّاتِ [7091] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 36).
2- وقال أيضًا:
قالوا سَكَتَّ وقد خوصِمْتَ قُلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشَّرِّ مِفتاحُ
والصَّمتُ عن جاهلٍ أو أحمَقٍ شَرَفٌ
وفيه أيضًا لصَونِ العِرضِ إصلاحُ
أمَا ترى الأُسودَ تُخشى وهْيَ صامِتةٌ
والكَلبُ يَخْسى لَعَمْري وهو نَبَّاحُ [7092] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 42).
3- وقال منصور بن محمد الكريزي:
سأُلزِمُ نفسي الصَّفحَ عن كُلِّ مُذنِبٍ
وإنْ كَثُرَت منه عليَّ الجرائِمُ
وما النَّاسُ إلَّا واحِدٌ من ثلاثةٍ
شريفٌ ومشروفٌ ومِثلي مُقاوِمُ
فأمَّا الذي فوقي فأعرِفُ فَضلَه
وألزَمُ فيه الحَقَّ والحَقُّ لازِمُ
وأمَّا الذي دوني فإن قال صُنتُ عن
مقالتِه نفسي وإن لام لائِمُ
وأمَّا الذي مِثلي فإن زَلَّ أو هَفا
تفضَّلْتُ إنَّ الفَضلَ للحُرِّ حاكِمُ [7093] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 166).
4- وقال أبو الفتح البستي:
خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بعُرفٍ كما
أُمِرْتَ وأعرِضْ عن الجاهِلينْ
ولِنْ في الكَلامِ لكُلِّ الأنامِ
فمُستحسَنٌ من ذوي الجاهِ لِينْ [7094] ((زهر الآداب وثمر الألباب)) لأبي إسحاق القيرواني (2/427).
5- وقال آخَرُ:
إذا كُنتُ لا أعفو عن الذَّنبِ مِن أخٍ
وقلتُ أُكافِيه فأين التَّفاضُلُ
فإنْ أقطَعِ الإخوانَ في كُلِّ عُسرةٍ
بَقِيتُ وحيدًا ليس لي مَن أواصِلُ
ولكِنَّني أُغضي جفوني على القَذَى
وأصفَحُ عمَّا رابني وأجامِلُ [7095] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/80).
6- وقال ابنُ هَرْمةَ في المنصورِ:
كريمٌ له وَجهانِ وَجهٌ لدى الرِّضا
أسيلٌ [7096] يقالُ: خَدٌّ أسيلٌ: وهو السَّهلُ اللَّيِّنُ. يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (13/ 52). ووَجهٌ في الكريهةِ باسِلُ [7097] يقالُ: بَسَل يَبسُلُ بُسولًا فهو باسِلٌ، وهو عبوسةُ الشَّجاعةِ والغَضَبِ. يُنظَر: ((العين)) للخليل (7/ 263).
وليس بمُعطي العَفْوِ عن غَيرِ قُدرةٍ
ويعفو إذا ما أمكَنَتْه المقاتِلُ [7098] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 410).
7- وقال آخَرُ:
ألا إنَّ خيرَ العَفْوِ عَفوٌ مُعَجَّلٌ
وشَرُّ العِقابِ ما يُجازُ به القَدْرُ [7099] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/373).
8- وقال آخَرُ:
فهبني مُسيئًا كالذي قُلتَ ظالِمًا
فعفوٌ جميلٌ كي يكونَ لك الفَضلُ
فإنْ لم أكُنْ للعَفوِ أهلًا لسُوءِ ما
أتيتُ به جَهلًا فأنتَ له أهلُ) [7100] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/ 371، 372). .

انظر أيضا: