موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشرًا: أخطاءٌ شائِعةٌ


يظُنُّ بعضُ النَّاسِ أنَّ العَفْوَ ممدوحٌ بإطلاقٍ، وفي هذا نَظَرٌ؛ فإذا كان الجاني لا يليقُ العَفْوُ عنه، وكانت المصلحةُ الشَّرعيَّةُ تقتضي عُقوبتَه؛ فإنَّ العَفْوَ في هذه الحالِ لا يكونُ مأمورًا به؛ لذا شَرَط اللَّهُ في العَفْوِ الإصلاحَ فيه، فقال: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى: 40] ، قال ابنُ عُثَيمين: (المرادُ: أصلَحَ في عَفوِه، أي: صار عَفوُه مُشتَمِلًا على الإصلاحِ) [7073] ((تفسير ابن عثيمين - سورة الشورى)) (ص: 300). . وذلك على قولٍ في التَّفسيرِ.
والعَفْوُ إحسانٌ، والإحسانُ لا يكونُ إحسانًا حتَّى يخلوَ من الظُّلمِ والشَّرِّ والفسادِ، فإذا تضَمَّنَ هذا الإحسانُ شَرًّا وفسادًا أو ظلمًا، لم يكُنْ إحسانًا ولا عَدلًا [7074] يُنظَر: ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص:760)، ((تفسير ابن عثيمين - سورة الشورى)) (ص: 302)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (14/ 59)، ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (1/ 180) و(2/11). .
وكان يقالُ: (إنَّ العَفْوَ يُفسِدُ من اللَّئيمِ بقَدرِ إصلاحِه من الكريمِ) [7075] يُنظَر: ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/ 98). .
وقال الذَّهَبيُّ تعليقًا على قَولِ المُهَلَّبِ بنِ أبي صُفرةَ: (ما شيءٌ أبقى للمُلكِ من العَفْوِ، خيرُ مناقِبِ المُلْكِ العَفْوُ): (قُلتُ: ينبغي أن يكونَ العَفْوُ من المَلِكِ عن القَتلِ إلَّا في الحدودِ، وألَّا يعفوَ عن والٍ ظالمٍ، ولا عن قاضٍ مُرتَشٍ، بل يُعَجِّلُ بالعَزلِ، ويعاقِبُ المتَّهَمَ بالسَّجنِ، فحِلمُ الملوكِ محمودٌ إذا ما اتَّقَوا اللَّهَ، وعَمِلوا بطاعتِه) [7076] ((سير أعلام النبلاء)) (4/ 385). .

انظر أيضا: