موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


- قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (أفضَلُ العَفْوِ عِندَ القُدرةِ) [6927] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/ 370). .
- وقيل لأبي الدَّرداءِ: مَن أعَزُّ النَّاسِ؟ فقال: (الذين يعفون إذا قَدَروا؛ فاعفُوا يُعِزَّكم اللَّهُ تعالى) [6928] ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (6/58). .
- وقال عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (إذا قدَرْتَ على عَدُوِّك فاجعَلِ العَفْوَ عنه شُكْرَ المقدِرةِ عليه) [6929] ((المجتنى)) لابن دريد (ص: 20)، ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/ 282)، ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/ 113). .
- وقال عليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أيضًا: (إنِّي لأستحي من اللَّهِ أن يكونَ ذَنبٌ أعظَمَ مِن عَفوي، أو جَهلٌ أعظَمَ مِن حِلمي، أو عورةٌ لا يواريها سِتري، أو خَلَّةٌ لا يَسُدُّها جُودي) [6930] ((تاريخ بغداد)) للخطيب (2/ 259). .
- وقال مُعاويةُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (عليكم بالحِلمِ والاحتمالِ حتَّى تمكِنَكم الفُرصةُ، فإذا أمكَنَتْكم فعليكم بالصَّفحِ والإفضالِ) [6931] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/184). .
- وقال مُعاويةُ أيضًا: (إني لأرفَعُ نفسي من أن يكونَ ذَنبٌ أعظَمَ مِن عَفوي، وجَهلٌ أكثَرَ من حِلمي، أو عَورةٌ لا أواريها بسِتري، أو إساءةٌ أكثَرَ مِن إحساني) [6932] ((تاريخ الرسل والملوك)) للطبري (5/ 335). .
- وقال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: (ما عفا رجُلٌ عن مَظلَمةٍ إلَّا زاده اللَّهُ بها عِزًّا) [6933] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 195). .
- وعن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ قال: (أحَبُّ الأمورِ إلى اللَّهِ ثلاثةٌ: العَفْوُ في القُدرةِ، والقَصدُ في الجِدَةِ، والرِّفقُ في العِبادةِ، وما رَفَق أحدٌ بأحَدٍ في الدُّنيا إلَّا رَفَق اللَّهُ به يومَ القيامةِ) [6934] رواه ابنُ حبان في ((روضة العقلاء)) (ص: 167). .
- وعن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ قال: (ما من شيءٍ إلَّا واللَّهُ يُحِبُّ أن يُعفى عنه ما لم يكُنْ حَدًّا) [6935] رواه مالك (2/843). .
- وعن الحَسَنِ قال: (أفضَلُ أخلاقِ المُؤمِنِ العَفْوُ) [6936] رواه الخلال كما في ((الآداب الشرعية)) لابن مُفلِح (1/71). .
- وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلًا، فقُلْ: يا أخي، اعْفُ عنه؛ فإنَّ العَفْوَ أقرَبُ للتَّقوى، فإن قال: لا يحتَمِلُ قلبي العَفْوَ، ولكِنْ أنتَصِرُ كما أمَرني اللَّهُ عزَّ وجَلَّ فقُلْ له: إنْ كُنتَ تحسِنُ أن تنتَصِرَ، وإلَّا فارجِعْ إلى بابِ العَفْوِ فإنَّه بابٌ واسِعٌ؛ فإنَّه من عفا وأصلَح فأجرُه على اللَّهِ، وصاحِبُ العَفْوِ ينامُ على فِراشِه باللَّيلِ، وصاحِبُ الانتِصارِ يُقَلِّبُ الأمورَ) [6937] رواه ابنُ أبي حاتم في ((التفسير)) (18985)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (8/112). .
- وقال إبراهيمُ النَّخَعيُّ: (كانوا يَكرَهون للمُؤمِنين أن يَستَذِلُّوا، وكانوا إذا قَدروا عَفَوا) [6938] رواه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزم بعد حديث (2446)، ورواه موصولًا ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (18983) واللفظ له. .
- وعن أيُّوبَ قال: (لا يَنبُلُ الرَّجُلُ حتَّى يكونَ فيه خَصلتانِ: العِفَّةُ عمَّا في أيدي النَّاسِ، والتَّجاوُزُ عنهم) [6939] رواه ابنُ حبان في ((روضة العقلاء)) (ص: 167). .
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (خَيرُ السَّخاءِ ما وافَق الحاجةَ، ومَن عَرَف قَدْرَه لم يَهلِكْ، ومن صَبَر ظَفِر، وأكرَمُ أخلاقِ الرِّجالِ العَفْوُ) [6940] ((الأمالي)) لأبي علي القالي (2/ 172). .
- وقال الفُضَيلُ: (الفُتُوَّةُ العَفْوُ عن زلَّاتِ الإخوانِ) [6941] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 177). .
- (قيل للأحنَفِ: ما الإنسانيَّةُ؟ قال: التَّواضُعُ عِندَ الرِّفعةِ، والعَفْوُ عِندَ القُدرةِ، والعَطاءُ بغيرِ منَّةٍ) [6942] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (4/ 369، 370). .
- وقال المنصورُ للمَهديِّ: (استَدِمِ النِّعمةَ بالشُّكرِ، والطَّاعةَ بالتَّألُّفِ، والمَقدِرةَ بالعَفْوِ، والنَّصرَ بالتَّواضُعِ، والرَّحمةَ للنَّاسِ) [6943] ((المجتنى)) لابن دريد (ص: 41). .
- وعن أبي عُبَيدِ اللَّهِ الوَزيرِ، قال: سمِعتُ أبا جعفَرٍ أميرَ المُؤمِنين المنصورَ يقولُ لابنِه المَهديِّ أميرِ المُؤمِنين: (يا أبا عبدِ اللَّهِ، إذا أرَدْتَ أمرًا ففَكِّرْ فيه؛ فإنَّ فِكرةَ العاقِلِ مِرآتُه تُرِيه حَسَنَه وسَيِّئَه، يا أبا عبدِ اللَّهِ، الخليفةُ لا يُصلِحُه إلَّا التَّقوى، والسُّلطانُ لا يُصلِحُه إلَّا الطَّاعةُ، والرَّعيَّةُ لا يُصلِحُها إلَّا العَدلُ، وأعظَمُ النَّاسِ عَفوًا أقدَرُهم على العقوبةِ، وأنقَصُ النَّاسِ عَقلًا مَن ظَلَم مَن هو دونَه) [6944] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 16)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (11/ 247). .
- وقال قتادةُ: (أفضَلُ النَّاسِ أعظَمُهم عن النَّاسِ عفوًا، وأفسَحُهم له صدرًا) [6945] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 54). .
- و(عَهِد مَلِكٌ إلى ابنِه، فقال: يا بُنَيَّ، إنَّ اللَّهَ لم يَرْضَ لنَفسِه من عبادِه إلَّا مِثلَ ما رَضِيَ لهم منه؛ فإنَّه رحِمَهم وأمَرَهم بالتَّراحُمِ، وصَدَقهم وأمَرَهم بالصِّدقِ، وجاد عليهم وأمَرَهم بالجُودِ، وعفا عنهم وأمَرَهم بالعَفْوِ) [6946] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/ 246، 247). .
- (وقيل للمُهَلَّبِ بنِ أبي صُفرةَ: ما تقولُ في العَفْوِ والعقوبةِ؟ قال: هما بمنزلةِ الجُودِ والبُخلِ، فتمَسَّكْ بأيِّهما شِئتَ) [6947] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 349). .
- وقال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ: (عليك بالعَفْوِ عن كُلِّ مَن جنى عليك، أو أساء إليك؛ فإنَّ اللَّهَ يحِبُّ العافينَ) [6948] ((شجرة المعارف والأحوال)) (ص: 40). .
وقال الجاحِظُ: (أنظَرُ النَّاسِ في العاقبةِ مَن لَطَف حتَّى كَفَّ حَربَ عَدُوِّه بالصَّفحِ والتَّجاوُزِ، واستَلَّ حِقدَه بالرِّفقِ والتَّحَبُّبِ) [6949] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (4/ 326). .
- وقال أبو حاتمِ ابنُ حِبَّانَ: (الواجِبُ على العاقِلِ توطينُ النَّفسِ على لُزومِ العَفْوِ عن النَّاسِ كافَّةً، وتَرْكُ الخُروجِ لمجازاةِ الإساءةِ؛ إذ لا سَبَبَ لتسكينِ الإساءةِ أحسَنُ من الإحسانِ، ولا سَبَبَ لنَماءِ الإساءةِ وتهييجِها أشَدُّ من الاستِعمالِ بمِثْلِها) [6950] ((روضة العقلاء)) (ص: 166). .
- وقال أيضًا: (من أراد الثَّوابَ الجَزيلَ، واستِرهانَ الوُدِّ الأصيلِ، وتوقُّعَ الذِّكرِ الجميلِ، فليتحَمَّلْ مِن وُرودِ ثِقلِ الرَّدى، ويتجَرَّعْ مرارةَ مخالفةِ الهوى، باستعمالِ السُّنَّةِ التي ذكَرْناها في الصِّلةِ عِندَ القَطعِ، والإعطاءِ عِندَ المنعِ، والحِلمِ عِندَ الجَهلِ، والعَفْوِ عِندَ الظُّلمِ؛ لأنَّه من أفضَلِ أخلاقِ أهلِ الدِّينِ والدُّنيا) [6951] ((روضة العقلاء)) (ص: 166). .
- وقال أيضًا: (الواجِبُ على العاقِلِ لُزومُ الصَّفحِ عِندَ وُرودِ الإساءةِ عليه من العالَمِ بأسْرِهم؛ رجاءَ عَفوِ اللَّهِ جَلَّ وعلا عن جناياتِه التي ارتكَبَها في سالِفِ أيَّامِه؛ لأنَّ صاحِبَ الصَّفحِ إنَّما يتكَلَّفُ الصَّفحَ بإيثارِه الجزاءَ، وصاحِبُ العقابِ وإن انتَقَم كان إلى النَّدَمِ أقرَبَ، فأمَّا مَن له أخٌ يَوَدُّه، فإنَّه يحتَمِلُ عنه الدَّهرَ كُلَّه زلَّاتِه) [6952] ((روضة العقلاء)) (ص: 168). .
- وقال ابنُ بازٍ: (فإنْ عرَفْتَ أنَّ رَبَّك عَفوٌّ يُحِبُّ العَفْوَ تقَرَّبْتَ إليه بالعَفْوِ عمَّن ظلَمَك ومَن أساء إليك، وعوَّدْتَ نفسَك العَفْوَ...
فإذا عوَّدْتَ نفسَك العَفْوَ استراحَتْ نَفسُك، واطمَأَنَّ قَلبُك، وعظُمَت منزِلتُك عِندَ اللَّهِ وعندَ عبادِه؛ فهو سُبحانَه عفوٌّ يُحِبُّ العَفْوَ) [6953] ((حديث المساء)) لابن باز (ص: 231). .

انظر أيضا: