موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما نقَصَت صَدَقةٌ من مالٍ، وما زاد اللَّهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عِزًّا، وما تواضَع أحَدٌ للهِ إلَّا رفَعَه اللَّهُ)) [6922] رواه مسلم (2588). .
قال القاضي عِياضٌ: (وقَولُه: ((ما زاد اللَّهُ عبدًا بعَفوٍ إلَّا عِزًّا)). فيه وجهانِ:
أحدُهما: ظاهِرُه أنَّ مَن عُرِف بالصَّفحِ والعَفْوِ ساد وعَظُم في القُلوبِ وزاد عِزُّه.
الثَّاني: أن يكونَ أجرُه على ذلك في الآخرةِ، وعِزَّتُه هناك) [6923] ((إكمال المعلم)) (8/28). .
- وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما قال: ((جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللَّهِ، كم نعفو عن الخادِمِ؟ فصَمَت، ثمَّ أعاد عليه الكلامَ، فصَمَت، فلمَّا كان في الثَّالثةِ قال: اعفوا عنه في كُلِّ يومٍ سَبعينَ مَرَّةً)) [6924] رواه أبو داود (5164) واللفظ له، والترمذي (1949) باختلافٍ يسيرٍ، وأحمد (5635) بنحوِه. صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5164)، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ، وصحَّح إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (5164)، وجوَّده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/223). .
- عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ الأنصارَ كَرِشي وعَيْبتي [6925] أي: جماعتي وخاصَّتي الذين أثِقُ بهم وأعتَمِدُهم في أموري، وضَرَب مَثَلًا بالكَرِشِ؛ لأنَّه مُستقَرُّ غِذاءِ الحيوانِ الذي يكونُ به بقاؤه، والعَيبةُ وِعاءٌ مَعروفٌ يَحفظُ الإنسانُ فيها ثيابَه وفاخِرَ متاعِه، ويصونُها، ضرَبَها مثلًا لأنَّهم أهُل سِرِّه وخَفِيِّ أحوالِه. يُنظَر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (3/ 1644)، ((شرح النووي على مسلم)) (16/ 68). ، وإنَّ النَّاسَ سيَكثُرون ويَقِلُّون، فاقبَلوا من محسِنِهم، واعفُوا عن مُسيئِهم)) [6926] رواه البخاري (3801)، ومسلم (2510) واللفظ له. .

انظر أيضا: