موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى العِفَّةِ لغةً واصطلاحًا


معنى العِفَّةِ لغةً:
مصدَرُ عَفَّ، يقالُ: عفَّ عن الحرامِ يَعِفَّ عِفَّةً وعَفًّا وعَفافةً، أي: كفَّ، فهو عَفٌّ وعفيفٌ، والمرأةُ عَفَّةٌ وعفيفةٌ، وأعفَّه اللهُ، واستعَفَّ عن المسألةِ، أي: عَفَّ، وتعفَّف: تكلَّف العِفَّةَ.
والعِفَّةُ: الكفُّ عمَّا لا يحِلُّ ويجمُلُ، والاستعفافُ: طَلَبُ العفافِ [6769] ((لسان العرب)) لابن منظور (9/253)، ((مختار الصحاح)) للرازي (4/1405). .
والعفيفُ: الممسِكُ نفسَه عن القاذوراتِ، وعفيفٌ على وزنِ فعيلٍ ينقَسِمُ بين فاعلٍ ومفعولٍ، فإذا تماسَك وتوقَّى وأخذ نفسَه مأخَذَ الواجبِ فهو في طريقِ الفاعلِ، ثمَّ قد يكونُ في معنى المفعولِ به؛ لأنَّ العِفَّةَ طِباعٌ، فكأنَّها توجَدُ في فِطرتِه [6770] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (5/ 117، 118). .
معنى العِفَّةِ اصطلاحًا:
هي: (هيئةٌ للقوَّةِ الشَّهويَّةِ متوسِّطةٌ بين الفجورِ الذي هو إفراطُ هذه القوَّةِ، والخمودِ الذي هو تفريطُها، فالعفيفُ من يباشرُ الأمورَ على وَفقِ الشَّرعِ والمروءةِ) [6771] ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 151). .
وقيل: العفيفُ: الممسِكُ نفسَه عن القاذوراتِ [6772] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (5/ 117، 118). .
وقيل هي: (ضَبطُ النَّفسِ عن الشَّهَواتِ وقصرُها على الاكتفاءِ بما يقيمُ أودَ الجسَدِ، ويحفظُ صحَّتَه فقط، واجتنابُ السَّرَفِ في جميعِ الملذَّاتِ، وقَصدُ الاعتدالِ) [6773] ((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص: 21). .
وقيل هي: (ضبطُ النَّفسِ عن الملاذِّ الحيوانيَّةِ، وهي حالةٌ متوسِّطةٌ من إفراطٍ -وهو الشَّرَهُ-، وتفريطٍ، وهو جمودُ الشَّهوةِ) [6774] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص: 318). .
وقيل: العِفَّةُ هي عبارةٌ عن التحرُّزِ عن تناوُلِ المشتَهَياتِ المخالِفةِ للشَّرعِ والمروءةِ [6775] ((معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم)) للسيوطي (ص: 205). .
وقيل: هي حاجزٌ داخليٌّ يمنعُ الإنسانَ من تغليبِ الشَّهوةِ، ويُبعِدُه عن عملِ القبيحِ عُرفًا وشرعًا، ويدفعُه إلى الصَّبرِ والنَّزاهةِ عن الشَّهواتِ الدُّنيويَّةِ والحاجاتِ الإنسانيَّةِ [6776] ((موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)) (24/8). .

انظر أيضا: