موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من الاعتِدالِ والوَسَطيَّةِ عِندَ العُلَماءِ المُعاصِرين


1- مِن مظاهِرِ وَسَطيَّةِ ابنِ بازٍ عَدَمُ الغُلُوِّ في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فمع شِدَّةِ محبَّتِه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا أنَّ ذلك لا يمنَعُه من التَّحذيرِ من الاحتفالِ بمَولِدِه، ويُقَرِّرُ بِدعيَّةَ ذلك، فيقولُ: (... ولكِنْ بِدعةُ المَولِدِ ليست من محبَّتِه ولا مِن دينِه) [509] ((الإبريزية)) لحمد بن الشتوي (ص: 99). .
وأيضًا كان ابنُ بازٍ حريصًا على دراسةِ المسائِلِ الفِقهيَّةِ دِراسةً مُقارِنةً، ويرجِّحُ ما يراه صوابًا وإن كان خلافًا لمذهَبِ أحمدَ، فلم يَغْلُ فيُقَلِّدْ، أو يَجْفُ فيَترُكِ الحَقَّ [510] ((الإبريزية)) لحمد بن الشتوي (ص: 121). ، وقَرَّر الشَّيخُ حُكمًا في مسألةٍ، فقال بعضُ الطُّلابِ: يا شيخُ، مِن الصَّحابةِ مَن نهى عن ذلك، فالتَفَت إليه الشَّيخُ وقد احمَرَّ وجهُه، قال: (هل قولُ الصَّحابيِّ يُضادُّ الكِتابَ والسُّنَّةَ؟!) [511] ((مجلة الدعوة)) العدد (1638). .
- ومن مظاهِرِ وَسطيَّتِه واعتِدالِه مَوقِفُه من الفِرَقِ المخالِفةِ لأهلِ السُّنَّةِ، فلا يمنَعُه موقِفُه المخالِفُ لهم من إنصافِهم إذا وافقوا الحَقَّ في بعضِ ما يقولونَ به، فيقولُ: (يجِبُ على أهلِ الحَقِّ إذا ردُّوا على أهلِ الباطِلِ أن يُفَصِّلوا وأن يُنصِفوا، فيقولوا لهم: قُلْتُم كذا، وقُلتُم كذا، فنحن معكم في هذا، ولَسْنا معكم في هذا...، وهكذا يُقالُ للشِّيعةِ: نحن معكم في محبَّةِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه...، ولكِنْ لسْنا معكم في أنَّه معصومٌ، ولسْنا معكم في أنَّه يُعبَدُ مِن دونِ اللَّهِ، ويُستغاثُ به، ويُنذَرُ له، ونحوِ ذلك) [512] ((مجموع الفتاوى)) لابن باز (3/ 37). .
2- (كان ابنُ عُثَيمين حريصًا على تبجيلِ وُلاةِ الأمرِ، وعَدَمِ تشويهِ سُمعتِهم، ومع ذلك فهو يسارِعُ إلى إنكارِ أيِّ مُنكَرٍ يراه بالكتابةِ والاتِّصالِ، فجمَعَ بَيْنَ التَّبجيلِ وعَدَمِ المُغالاةِ في الإطراءِ بمناسبةٍ وبغيرِ مناسبةٍ، وهذه -واللَّهِ- وَسَطيَّةٌ عزيزةٌ) [513] ((الدر الثمين)) لعصام بن عبد المنعم (ص: 307). .

انظر أيضا: