موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


- لا تنقَطِعُ الصِّلةُ بالحياةِ، بل تكونُ كذلك بعدَ الموتِ، ومن صُوَرِها: تعهُّدُ الأهلِ ووَصلُ الوُدِّ والدُّعاءُ لهم.
عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه كان إذا خرج إلى مكَّةَ، كان له حمارٌ يتروَّحُ عليه إذا مَلَّ ركوبَ الرَّاحلةِ، وعمامةٌ يَشُدُّ بها رأسَه، فبينا هو يومًا على ذلك الحمارِ إذ مرَّ به أعرابيٌّ، فقال: ألستَ ابنَ فلانِ بنِ فلانٍ؟ قال: بلى، فأعطاه الحِمارَ وقال: اركَبْ هذا، والعمامةَ، قال: اشدُدْ بها رأسَك، فقال له: بعضُ أصحابِه: غَفَر اللهُ لك! أعطَيتَ هذا الأعرابيَّ حمارًا كنتَ تَرَوَّحُ عليه، وعمامةً كنتَ تَشُدُّ بها رأسَك! فقال: إنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ مِن أبَرِّ البرِّ صِلةَ الرَّجُلِ أهلَ وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّيَ))، وإنَّ أباه كان صديقًا لعُمَرَ [5953] أخرجه مسلم (2552). .
- عن الصَّلتِ بنِ بِسطامٍ التَّيميِّ، عن أبيه، قال: (رأيتُ طَلحةَ بنَ مُصَرِّفٍ يخرُجُ من زُقاقٍ ضَيِّقٍ في التَّيمِ، فقلتُ: من أين يجيءُ طلحةُ؟! قالوا: يأتي أمَّ عُمارةَ بنِ عُمَيرٍ يَبَرُّها بالنَّفقةِ والكِسوةِ والصِّلةِ، قال: وذاك بعدَ موتِ عُمارةَ ببِضعَ عَشرةَ سَنةً! قال: وكانت أمُّ عُمارةَ أعجَميَّةً) [5954] ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (312). .

انظر أيضا: