موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- عن السَّائِبِ بنِ مَلكانَ من أهلِ الشَّامِ -وكان قد أدرك الصَّحابةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهم- قال: (لمَّا دخل عُمَرُ رضِيَ اللَّهُ تعالى عنه الشَّامَ حَمِدَ اللَّهَ تعالى وأثنى عليه، ووَعظ وذكَّر، وأمَر بالمعروفِ ونهى عن المُنكَرِ، وأمَر بتقوى اللَّهِ وصِلةِ الرَّحمِ، وصَلاحِ ذاتِ البَينِ) [5900] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (13/426). .
- ويُروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال في وصيَّتِه: (احمِلْ نفسَك في أخيك عِندَ صِرامِه على الصِّلةِ، وعندَ صُدودِه على اللُّطفِ، وعندَ جُحودِه على البَذلِ، وعندَ تباعُدِه على الدُّنُوِّ، وعندَ شِدَّتِه على اللِّينِ، وعندَ جُرمِه على العُذرِ، حتَّى لكأنَّك له عبدٌ، ولا تتَّخِذَنَّ عدوَّ صديقِك صديقًا فتعاديَ صديقَك، وإن أردتَ قطيعةَ أخيك فاستَبِقْ له من نفسِك بقيَّةً ترجِعُ إليها إن بدا لك يومًا ما، ولا تُضيعَنَّ حَقَّ أخيك اتِّكالًا على ما بَينَك وبَينَه؛ فإنَّه ليس بأخٍ مَن ضيَّعتَ حَقَّه) [5901] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (1/ 363). .
- وقال عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: (إنَّ صلةَ الرَّحمِ مَنسأةٌ في الأجلِ، مَحبَّةٌ في الأهلِ، مَثراةٌ في المالِ) [5902] ((الزهد)) لوكيع (ص: 714)، ((الزهد)) لهناد بن السري (2/ 491). .
- وقَالَ عُمَرُ: (تَعَلَّموا أنسابَكم لتَصِلوا أرحامَكم) [5903] ((الزهد)) لهناد بن السري (2/ 487). .
- وقَالت عائشةُ: (خِلالُ المكارمِ عَشَرَةٌ تكونُ في الرَّجلِ ولا تكونُ في ولَدِه، وتكونُ في العبدِ ولا تكونُ في سَيِّدِه، يجعَلُها اللَّهُ حيثُ شاء: صِدْقُ الحديثِ، وصِدقُ البأْسِ، والمكافأةُ بالصَّنائعِ، وحفظُ الأمانةِ، وصلةُ الرَّحِمِ، والتَّذَمُّمُ للجارِ، والتَّذَمُّمُ للصَّاحبِ، وإعطاءُ السَّائلِ، وإقراءُ الضَّيفِ، ورأسُهنَّ الحياءُ) [5904] ((الزهد)) لهناد بن السري (2/ 508). .
- وسُئِل عَمرُو بنُ العاصِ عن المروءةِ، فقال: (تقوى اللَّهِ تعالى وصلةُ الرَّحِمِ) [5905] ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 127). .
- وقال ابنُ عبَّاسٍ: (صِلةُ الرَّحِمِ من أفعالِ الأبرارِ) [5906] ((التذكرة الحمدونية)) (9/ 182). .
قال الغزِّيُّ: (نصَّ على صِلةِ الرَّحِمِ -وإن كانت داخلةً في التَّقوى- لأنَّها كالأصلِ بالنِّسبةِ إلى سائِرِ أنواعِ البِرِّ؛ لأنَّ من قصَّر في حَقِّ أرحامِه كان في حقِّ غيرِهم أشَدَّ تقصيرًا، ولأنَّ القرابةَ داعيةٌ إلى حِفظِ الحُقوقِ وحُسنِ الصَّنيعةِ، فإذا لم تكُنِ القرابةُ مُؤثِّرةً ذلك فغَيرُها لا يؤثِّرُه) [5907] ((حسن التنبه لما ورد في التشبه)) (9/ 512). .
- وقال ميمونُ بنُ مِهرانَ: (لو أنَّ أقصَرَكم عِلمًا عَمِل بما يعلَمُ لدَخَل الجنَّةَ؛ ما منكم إلَّا من يعلَمُ أنَّ الصَّلاةَ خيرٌ مِن تركِها، والأمانةَ خيرٌ من الخيانةِ، والصِّدقَ خيرٌ من الكَذِبِ، والوفاءَ بالعَهدِ خيرٌ مِن نقضِه، والصِّلةَ خيرٌ من القطيعةِ) [5908] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان (3/ 19). .
- وقال سعيدُ بنُ المسيِّبِ -وقد تَرَك دنانيرَ-: (اللَّهُمَّ إنَّك تعلَمُ أنِّي لم أجمَعْها إلَّا لأصونَ بها ديني وحَسَبي، لا خيرَ فيمن لا يجمَعُ المالَ، فيقضي دينَه، ويَصِلُ رَحِمَه، ويكفُّ به وَجهَه) [5909] يُنظَر: ((الآداب الشرعية)) لابن مُفلِح (3/ 269). .
- قال عطاءٌ: (لدِرهَمٌ أضعُه في قرابتي أحبُّ إليَّ من ألفٍ أضعُها في فاقةٍ. قال له قائِلٌ: يا أبا محمَّدٍ، وإن كان قرابتي مِثلي في الغنى؟! قال: وإن كان أغنى منك) [5910] ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (247)  .
- وعن عبدِ اللَّهِ بنِ مَروانَ قال: قلتُ لمجاهدٍ: (إنَّ لي قرابةً مُشرِكًا، ولي عليه دَينٌ، أفأترُكه له؟ قال: نعَمْ، وصِلْه) [5911] ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (248)  .
- وقال جعفَرٌ الصَّادِقُ: (مودَّةُ يومٍ صِلةٌ، ومودَّةُ سَنةٍ رَحِمٌ ماسَّةٌ، من قطَعَها قطعه اللَّهُ عزَّ وجَلَّ) [5912] ((آداب العشرة)) للغزي (ص: 62). .
- وقال جعفَرُ بنُ محمَّدٍ: صلةُ الرَّحمِ تهوِّنُ الحسابَ يومَ القيامةِ؛ قال اللَّهُ تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد: 21] [5913] ((التذكرة الحمدونية)) (1/ 111). .
- وقال الحسَنُ البَصريُّ: (إنَّ لأهلِ التَّقوى علاماتٍ يُعرَفون بها: صِدقُ الحديثِ، والوفاءُ بالعَهدِ، وصِلةُ الرَّحِمِ، ورَحمةُ الضُّعَفاءِ...) [5914] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (2/143). .
- ولمَّا حضَرَت المُهَلَّبَ بنَ أبي صُفرةَ الوفاةُ قال لولَدِه وأهلِه: أوصيكم بتقوى اللَّهِ، وصلةِ الرَّحِمِ؛ فإنَّ تقوى اللَّهِ تُعقِبُ الجنَّةَ، وإنَّ صلةَ الرَّحِمِ تُنسئُ الأجَلَ، وتُثري المالَ، وتجمَعُ الشَّملَ، وتُكثِرُ العَدَدَ، وتَعمُرُ الدِّيارَ، وتُعِزُّ الجانبَ [5915] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 29). .
- وقال أبو الوليدِ الباجيُّ ناصِحًا ولَدَيه: (عليكم بمواصَلةِ بني أعمامِكما وأهلِ بَيتِكما، والإكرامِ لهم، والمواصَلةِ لكبيرِهم وصغيرِهم، والمشارَكةِ لهم بالمالِ والحالِ، والمثابَرةِ على مهاداتِهم، والمتابعةِ لزيارتِهم، والتَّعاهُدِ لأمورِهم، والبِرِّ لكبيرِهم، والإشفاقِ على صغيرِهم، والحِرصِ على نماءِ مالِ غنيِّهم، والحِفظِ لعَيبِهم، والقيامِ بحوائجِهم دونَ اقتضاءٍ لمجازاةٍ ولا انتظارِ مقارَضةٍ؛ فإنَّ ذلك مما تسودانِ به في عشيرتِكما وتَعظُمانِ به عِندَ أهلِ بيتِكما، وصِلَا رَحِمَكما وإِن ضَعُفَ سَبَبُها، وقَرِّبا ما بَعُد منها، واجتَهِدا في القيامِ بحَقِّها، وإيَّاكما والتَّضييعَ لها... وهذا ممَّا يَشرُفُ به ملتَزِمُه ويعظُمُ عِندَ النَّاسِ مُعَظِّمُه، وما عَلِمتُ أهلَ بيتٍ تقاطعوا وتدابَروا إلَّا هلكوا وانقَرَضوا، ولا عَلِمتُ أهلَ بَيتٍ تواصَلوا وتعاطَفوا إلَّا نمُوا وكَثُروا وبورِكَ لهم فيما حاوَلوا) [5916] ((النصيحة الولدية)) (ص: 27). .
- وقال أبو حامدٍ الغَزاليُّ: (وفي صلةِ الرَّحِمِ من الثَّوابِ ما لا يُحصى؛ قال عليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: لأن أصِلَ أخًا من إخواني بدِرهَمٍ أحَبُّ إليَّ من أن أتصدَّقَ بعِشرينَ دِرهمًا، ولأن أصِلَه بعشرينَ دِرهمًا أحبُّ إليَّ من أن أتصدَّقَ بمائةِ دِرهَمٍ، ولأن أصِلَه بمائةِ دِرهَمٍ أحبُّ إليَّ من أن أُعتِقَ رقَبةً) [5917] ((إحياء علوم الدين)) (1/ 220). .
- وقال حُسَينٌ المهديُّ: (إنَّ صلةَ القَرابةِ والإحسانَ إليهم من أعظَمِ القُرُباتِ، وأنفَعِ الأعمالِ التي يكونُ بها صلاحُ المجتمَعِ والأسرةِ، ويضاعِفُ اللَّهُ لمن يصِلُ القرابةَ الحَسَناتِ) [5918] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال)) (2/ 131). .

انظر أيضا: