موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


وممَّا جاء في حَضِّ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على الاعتِدالِ والوَسَطيَّةِ:
1- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإيَّاكم والغُلُوَّ في الدِّينِ)) [429] أخرجه النسائي (3057)، وابن ماجه (3029)، وأحمد (1851). صحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحه)) (3871)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (24/428)، وابن تيمية في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (1/327). ، وهذا عامٌّ في جميعِ أنواعِ الغُلُوِّ في الاعتقاداتِ والأعمالِ [430] ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (ص: 106). .
2-عن جابِرِ بنِ سَمُرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: (كُنتُ أُصَلِّي مع رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكانت صلاتُه قَصدًا، وخُطبتُه قَصدًا) [431] أخرجه مسلم (866). ، أي: مُتوَسِّطةً بَيْنَ الطُّولِ والقِصَرِ [432] ((إكمال المعلم)) للقاضي عياض (3/ 272). .
3- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، يقولُ: ((جاء ثلاثةُ رَهطٍ إلى بُيوتِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألون عن عبادةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا أُخبروا كأنَّهم تَقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قد غُفِر له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِه وما تأخَّر، قال أحدُهم: أمَّا أنا فإنِّي أصَلِّي اللَّيلَ أبدًا، وقال آخَرُ: أنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفطِرُ، وقال آخَرُ: أنا أعتَزِلُ النِّساءِ فلا أتزوَّجُ أبدًا، فجاء رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم، فقال: أنتم الذين قُلتُم كذا وكذا؟! أمَا واللَّهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له، لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ، وأُصَلِّي وأرقُدُ، وأتزَوَّجُ النِّساءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني)) [433] أخرجه البخاري (5063) واللفظ له، ومسلم (1401). ، أي: لو كان ما استأثَرْتُموه من الإفراطِ في الرِّياضةِ أحسَنُ ممَّا أنا عليه من الاعتِدالِ والتَّوسُّطِ في الأمورِ لَمَا أعرَضْتَ عنه [434] ((تحفة الأبرار)) للبيضاوي (1/ 123). .
4- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قارِبوا وسَدِّدوا)) [435] أخرجه البخاري (39)، ومسلم (2816) واللفظ له. ، أي: اقتَصِدوا فلا تَغْلُوا ولا تُقَصِّروا، بل توسَّطوا [436] ((شرح مسلم)) للنووي (16/ 130). .
5- عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((خَطَّ لنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطًّا، ثمَّ قال: هذا سبيلُ اللَّهِ، ثمَّ خَطَّ خطوطًا عن يمينِه وعن شِمالِه، ثمَّ قال: هذه سُبُلٌ مُتفَرِّقةٌ، على كُلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمَّ قرأ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)) [437] أخرجه أحمد (4142) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11174)، والدارمي (202) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحه)) (6)، وابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (4/281)، والألباني في ((شرح الطحاوية)) (525)، وحسَّنه الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (848). ، وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ سبيلَ اللَّهِ وَسَطٌ، ليس فيها تفريطٌ ولا إفراطٌ، وسَبيلُ أهلِ البِدَعِ ما يلي إلى جانِبٍ فيه تقصيرٌ أو غُلُوٌّ [438] ((شرح مصابيح السنة)) لابن الملك (1/ 174). .

انظر أيضا: