موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قالوا: أشجَعُ بيتٍ قالته العربُ قَولُ العبَّاسِ بنِ مِرداسٍ السُّلَميِّ:
أشُدُّ على الكتيبةِ لا أُبالي
أحتفي كان فيها أم سِواها [5126] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (2/211).
2- وقد مَدَح الشُّعَراءُ الشَّجاعةَ وأهلَها، وأوسعوا في ذلك؛ فمِن ذلك قولُ المتنبِّي:
شجاعٌ كأنَّ الحربَ عاشقةٌ له
إذا زارها فَدَّتْه بالخيلِ والرَّجُلِ [5127] ((ديوان المتنبي)) (521).
3- وقال آخَرُ:
من كُلَّ مُتَّسِعِ الأخلاقِ مُبتَسِمٌ
للخَطبِ إن ضاقت الأخلاقُ والحِيَلُ
يسعى به البرقُ إلَّا أنَّه فَرَسٌ
في صورةِ الموتِ إلَّا أنَّه رجُلُ
يلقى الرِّماحَ بصدرٍ منه ليس له
ظهرٌ وهادي [5128] الهادي: المتقدِّمُ من كُلِّ شيءٍ، وبه سُمِّي العُنُقُ هاديًا؛ لتقَدُّمِه على سائرِ البدَنِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (40/ 287). وفي ((البديع في نقد الشعر)) لأسامة بن منقذ (ص: 123): (وصَدر جَوادٍ). جوادٍ ما له كَفَلُ [5129] ((نهاية الأرب)) للنويري (3/221). والكَفَلُ: العَجُزُ، أو رِدْفُه، أو القَطَنُ، يكونُ للإنسانِ والدَّابَّةِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (30/ 331).
4- وقال البُحتريُّ:
مَعشَرٌ أمسكَت حلومُهم الأر
ضَ وكادت لولاهم أن تميدَا
فإذا المحْلُ جاء جاؤوا سيولًا
وإذا النَّقعُ [5130] النَّقعُ: الغُبارُ السَّاطعُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/359). ثار ثاروا أُسودَا
وكأنَّ الإلهَ قال لنا في الـ
ــحربِ كونوا حِجارةً أو حديدَا [5131] ((ديوان البحتري)) (1/ 592).
5- وقال ابنُ حيوسٍ:
إن تُرِدْ خَبْرَ حالِهم عن يقينٍ
فأْتِهم يومَ نائلٍ [5132] نائِل: النَّائِلُ: ما نلتَ من معروفِ إنسانٍ. والتَّنَوُّلُ لا يكونُ إلَّا في الخيرِ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/683). أو نِزالِ [5133] نِزال: النِّزالُ في الحربِ أن يتنازل الفريقانِ، وفي (المحكَمِ) أن ينزِلَ الفريقانِ عن إبِلِهما إلى خيلِهما فيتضارَبوا. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/656).
تَلْقَ بيضَ الوجوهِ سودَ مثارِ الــ
ــنَّقعِ خُضرَ الأكنافِ [5134] الأكنافُ: الجوانبُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/195). حُمرَ النِّصالِ [5135] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 415). والنِّصالُ: النَّصلُ: نَصلُ السَّهمِ والسَّيفِ والسِّكينِ والرُّمحِ. والجمعُ نُصولٌ ونِصالٌ. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (5/1830).
6- وقال مُسلِمُ بنُ الوليدِ الأنصاريُّ في يزيدَ بنِ مزيدٍ:
تلقى المنيَّةَ في أمثالِ عِدَّتِها
كالسَّيلِ يَقذِفُ جُلمودًا بجُلمودِ [5136] الجُلمودُ: الصَّخرُ، وقيل: الجُلمودُ: أصغَرُ من الجندلِ قَدْرَ ما يُرمى بالقَذَّافِ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/129).
يجود بالنَّفسِ إذ ضَنَّ الجوادُ بها
والجودُ بالنَّفسِ أقصى غايةِ الجُودِ [5137] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/108، 109). .
7- وأنشَد مُصعَبُ بنُ الزُّبَيرِ، وكان من أحسَنِ النَّاسِ وَجهًا، وأشجَعِهم قلبًا، وأسخاهم كَفًّا:
وإنِّي على المكروهِ عِندَ حضورِه
أُكذِّبُ نفسي والجفونُ له تُغضي
وما ذاك من ذُلٍّ ولكِنْ حفيظةٌ
أذُبُّ بها عِندَ المكارمِ عن عِرضي
وإنِّي لأهلِ الشَّرِّ بالشَّرِّ مُرصِدٌ
وإنِّي لذي سِلمٍ أذَلُّ من الأرضِ [5138] يُنظَر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (15/ 128، 131).
8- وقال قَطَريُّ بنُ الفُجاءةِ:
أقولُ لها وقد طارت شَعاعًا
من الأبطالِ وَيحَكِ لن تُراعي [5139] المعنى: أقولُ للنَّفسِ وقد طارت متفرِّقةً من خوفِ الأبطالِ: وَيْحَكِ! لا تُراعي ولا تفزعي، ولكن تشجَّعي واصبري. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 24).
فإنَّكِ لو طلَبْتِ حياةَ يومٍ
على الأجَلِ الذي لكِ لن تُطاعي
فصبرًا في مجالِ الموتِ صبرًا
فما نَيلُ الخلودِ بمستطاعِ
وما ثوبُ الحياةِ بثوبِ عِزٍّ
فيُطوى عن أخي الخَنَعِ اليَراعِ [5140]أخو الخَنَعِ: الذَّليلُ، واليَراعُ هنا: الرَّجُلُ الجبانُ الذي لا قَلْبَ له، كأنَّه لا جوفَ له، فوُضِع اليَراعُ مكانَ الجبانِ؛ لأنَّه بمعناه، يقول: إنَّ الجبانَ وإن لَبِس ثوبَ البقاءِ والحياةِ فإنَّه ليس بثوبِ عِزٍّ وشَرَفٍ، فيُنزَعُ عنه ويُطوى. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 24).
سبيلُ الموتِ غايةُ كُلِّ حَيٍّ
وداعيه لأهلِ الأرضِ داعي
ومن لا يُعتَبَطْ [5141] يقالُ: اعتبطه الموتُ: إذا مات من غيرِ عِلَّةٍ. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 25). يَهرَمْ ويَسأَمْ
ويُفضِ به البقاءُ إلى انقِطاعِ [5142] المعنى: أنَّ مَن لم يمُتْ شابًّا ملَّ وسئِم مِن طولِ العُمرِ وتكاليفِ الحياةِ، ولا بدَّ في يومٍ مِن الأيَّامِ أنْ يُسلِمَه إلى الموتِ وانقطاعِ الأجَلِ. يُنظر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 25).
وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ
إذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المتاعِ [5143] ((حماسة الخالديين)) لأبي بكر محمد بن هاشم الخالدي، وأبي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي (1/46)، ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 24)، ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 224). سَقَطُ المتاعِ: هو الشَّيءُ الذي لا فَرْقَ بَيْنَ وجودِه وعَدَمِه، ولا توقَفُ المنفعةُ عليه. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/25).

انظر أيضا: