موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: دَرَجاتُ الرَّحمةِ


يمكِنُ تقسيمُ الرَّحمةِ من ناحيةِ المشاعِرِ تجاهَ المرحومِ إلى ثلاثِ دَرَجاتٍ: 
الأولى: أن يشعُرَ الرَّاحِمُ بمِثلِ مَشاعِرِ من يرحَمُه تمامًا في النَّوعِ والمِقدارِ.
الثَّانيةُ: أن تكونَ رحمتُه فِعلًا أكثَرَ من مشاعِرِ مَن يرحَمُه.
الثَّالثةُ: أن تكونَ الرَّحمةُ شَفَقةً عابرةً، أو رقَّةً آنيَّةً لا تقوى على تحريضِ صاحِبِها تحريضًا مؤثِّرًا للبذلِ أو التَّضحيةِ بأيِّ شيءٍ قد ينفَعُ مُستَحِقَّ الرَّحمةِ [4068] يُنظَر: ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن الميداني (2/6). .
ويمكِنُ تقسيمُ دَرَجاتِ الرَّحمةِ بالنِّسبةِ لِمن تَصِلُ إليهم الرَّحمةُ إلى سَبعِ دَرَجاتٍ:
الأولى: رحمةُ الوالِدَين بأبنائِهما، ورحمةُ الأمِّ أقوى من رحمةِ الأبِ، وهذه أقوى دَرَجاتِ الرَّحمةِ.
الثَّانيةُ: رحمةُ الأبناءِ بالوالِدَينِ، والتَّراحُمُ بَيْنَ الزَّوجينِ، والرَّحمةُ بالأقاربِ وذوي الأرحامِ.
الثَّالثةُ: الرَّحمةُ بذوي الجِوارِ ومَن لهم علاقاتٌ مُباشِرةٌ أبقى وأدوَمُ من غيرِهم، وهذه الدَّرَجاتُ الثَّلاثُ تُمَثِّلُ الدَّائرةَ الضَّيِّقةَ أو القريبةَ.
الرَّابعةُ: الرَّحمةُ لعامَّةِ المُسلِمين، وتشمَلُ رحمةَ الحاكمِ بالمحكومِ، والرَّحمةَ بالصِّغارِ والكبارِ، والطَّائعين والعُصاةِ، وسائِرِ المُسلِمين.
الخامسةُ: الرَّحمةُ بغيرِ المُسلِمين.
السَّادِسةُ: الرَّحمةُ الحاصِلةُ لأسبابٍ خاصَّةٍ، كرحمةِ اليتامى، والعَجَزةِ والضُّعَفاءِ والمكروبين وأصحابِ الابتلاءاتِ، ونحوِهم.
السَّابعةُ: الرَّحمةُ بغيرِ الآدميِّين، كالرَّحمةِ بالحيوانِ والطَّيرِ [4069] يُنظَر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/211، 212)، ((التفسير الوسيط)) للواحدي (3/431)، ((شرح النووي على مسلم)) (16/139)، ((شرح صحيح البخاري)) لشمس الدين السفيري (2/50، 51)،  ((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (8/211)، ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن الميداني (2/6). .

انظر أيضا: