موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائِدُ الرَّحمةِ


للتَّحَلِّي بخُلُقِ الرَّحمةِ فوائِدُ عظيمةٌ وثمارٌ جليلةٌ، فما إن يتحَلَّى المُؤمِنُ بهذه الحِليةِ، ويتجَمَّلُ بهذه السَّجيَّةِ حتى تظهَرَ آثارُها وتؤتيَ أكُلَها، ليس عليه فقط، بل عليه وعلى مَن حولَه، وسنَعرِضُ لبعضِ هذه الآثارِ والفوائِدِ إجمالًا، فمن ذلك:
1- أنَّها سَبَبٌ للتعرُّضِ لرحمةِ اللهِ، فأهلُها مخصوصون برحمتِه جزاءً لرحمتِهم بخَلقِه.
2- محبَّةُ اللهِ للعبدِ، ومن ثمَّ محبَّةُ النَّاسِ له.
3- ومن فوائدِها أنَّ المتحَلِّيَ بها يتحَلَّى بخُلُقٍ تحلَّى به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
4- أنَّها ركيزةٌ عظيمةٌ، ينبني عليها مجتَمَعٌ مُسلِمٌ متماسِكٌ يحسُّ بعضُه ببعضٍ، ويعطِفُ بعضُه على بعضٍ، ويرحَمُ بعضُه بعضًا، وتشيعُ المحبَّةُ بَيْنَ أبنائِه.
5- أنَّها تُشعِرُ المرءَ بصِدقِ انتمائِه للمجتَمَعِ المُسلِمِ، فمن لا يرحَمْ لا يستَحِقَّ أن يكونَ فردًا في المجتمَعِ أو جزءًا منه؛ لذا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليس منَّا مَن لم يرحَمْ صغيرَنا، ويَعرِفْ شَرَفَ كبيرِنا)) [4062] رواه من طُرُقٍ: أبو داود (4943) بلفظ: "ويَعرِفْ حَقَّ كبيرِنا"، والترمذي (1920) واللفظ له، وأحمد (6937) بلفظ: "يُوَقِّرْ كبيرَنا" من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما. صحَّحه الترمذي، والنووي في ((الترخيص بالقيام)) (57)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1920)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (788)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (6937). .
6- أنَّه على قَدرِ حَظِّ الإنسانِ من الرَّحمةِ تكونُ درجتُه عِندَ اللهِ تبارك وتعالى، وقد كان الأنبياءُ عليهم السَّلامُ أشَدَّ النَّاسِ رحمةً، وكان الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوفَرَهم حظًّا منها.
7- أنَّها سبَبٌ لمغفرةِ اللهِ تبارك وتعالى وكريمِ عَفوِه، كما أنَّ نقيضَها سبَبٌ في سخَطِه وعذابِه.
8- ومن فوائِدِها أنَّها خُلُقٌ متعَدٍّ إلى جميعِ خَلقِ اللهِ.
9- أنَّها سَبَبٌ للالتفاتِ إلى ضَعَفةِ المجتَمَعِ؛ من الفقراءِ والمساكينِ، والأرامِلِ والأيتامِ، والكِبارِ والعَجَزةِ، وغيرِهم، والاهتمامِ بمعاناتِهم.

انظر أيضا: