موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ مِن الحِلمِ عندَ السَّلفِ رضِي اللهُ عنهم


1- أسمَع رجُلٌ عُمرَ بنَ عبدِ العزيزِ بعضَ ما يكرَهُ، فقال: (لا عليك، إنَّما أردْتَ أن يستفزَّني الشَّيطانُ بعزَّةِ السُّلطانِ، فأنالَ منك اليومَ ما تنالُه مني غدًا، انصرِفْ إذا شئْتَ) [3806] يُنظر: ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/279)، ((المشيخة)) لابن الأبنوسي (1/ 209) رقم (112)، ((المسالك)) لابن العربي (7/ 260)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (45/ 206). .
2- وشتَم رجُلٌ الشَّعبيَّ، فقال له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك [3807] يُنظر: ((الإشراف)) لابن أبي الدنيا (ص: 177) رقم (256)، ((المجالسة)) للدينوري (3/ 162) رقم (800)، ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/276). .
3- وشتَم رجُلٌ الأحنَفَ، وجعَل يتبَعُه حتَّى بلَغ حيَّه، فقال الأحنَفُ: (يا هذا، إن كان بقِي في نَفسِك شيءٌ فهاتِه وانصرِفْ؛ لا يسمَعُك بعضُ سُفهائِنا فتَلْقى ما تكرَهُ) [3808] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 402). .
4- وشتَم رجُلٌ الحَسنَ، وأربى عليه، فقال له: (أمَّا أنت فما أبقَيتَ شيئًا، وما يعلَمُ اللهُ أكثَرُ!) [3809] ((نثر الدر)) لأبي سعد الآبي (5/ 132). .
5- عن عبدِ اللهِ بنِ البوَّابِ قال: (كان المأمونُ يحلُمُ حتَّى يَغيظَنا في بعضِ الأوقاتِ، جلَس يستاكُ على دِجلةَ مِن بغدادَ مِن وَراءِ سُترةٍ ونحن قيامٌ بَينَ يَدَيه، فمرَّ ملَّاحٌ وهو يقولُ بأعلى صوتِه: أتظُنُّونَ أنَّ هذا المأمونَ ينبُلُ في عيني وقد قتَل أخاه؟! قال: فواللهِ ما زاد على أن تبسَّم، وقال لنا: ما الحيلةُ عندَكم حتَّى أنبُلَ في عَينِ هذا الرَّجلِ الجليلِ؟) [3810] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (11/ 438). .
6- عن نَوفَلِ بنِ ميمونٍ قال: جاء سعيدُ بنُ سُلَيمانَ إلى عبدِ اللهِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عِمرانَ شاهِدًا، فردَّ شهادتَه، فلمَّا ولِي سعيدٌ القضاءَ جاءه عبدُ اللهِ بنُ مُحمَّدِ بنِ عِمرانَ شاهِدًا، فأخَذ شهادتَه، فنظَر فيها ساعةً، ثُمَّ رفَع رأسَه، فقال: المُؤمِنُ لا يَشفي غَيظَه، أوقِعْ شهادتَه يا بنَ دينارٍ، فأوقَعَها [3811] أخرج الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (10/ 94). .
7- (قيل: إنَّ أبا عُثمانَ اجتاز بسكَّةٍ وقتَ الهاجِرةِ، فأُلقِي عليه مِن سَطحٍ طَستُ رَمادٍ، فتغيَّر أصحابُه، وبسَطوا ألسِنتَهم في المُلْقي، فقال أبو عُثمانَ: لا تقولوا شيئًا، مَن استحَقَّ أن يُصبَّ عليه النَّارُ فصولِح على الرَّمادِ، لم يجُزْ له أن يغضَبَ!) [3812] ((الرسالة القشيرية)) (2/ 401). .
8- عن قيسِ بنِ عبدِ الملِكِ قال: (قام عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ إلى قائِلتِه، وعرَض له رجُلٌ بيدِه طومارٌ [3813] الطُّومارُ: الصَّحيفةُ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (12/ 434). ، قال: فظنَّ القومُ أنَّه يُريدُ أميرَ المُؤمِنينَ، فخاف أن يُحبَسَ دونَه، فرماه بالطُّومارِ، فالتفَت أميرُ المُؤمِنينَ، فأصابه في وَجهِه فشجَّه، فنظرْتُ إلى الدِّماءِ تسيلُ على وَجهِه وهو في الشَّمسِ، فقرأ الكتابَ، وأمَر له بحاجتِه، وخلَّى سبيلَه) [3814] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/ 311). .
9- عن إبراهيمَ بنِ عبدِ الملِكِ قال: شتَم رجُلٌ عُبَيدَ اللهِ بنَ الحَسنِ العَنبَريَّ القاضيَ، فقال عُبَيدُ اللهِ، وقبَض على لِحيتِه: (شَيبتي تمنَعُني مِن أن أرُدَّ عليك) [3815] ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (12/ 11). .

انظر أيضا: