موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: الوسائِلُ المعينةُ على اكتسابِ حُسْنِ السَّمْتِ


1- كثرةُ السُّجودِ؛ قال تعالى: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح: 29] ، (والمعنى: أنَّ السَّجودَ أورَثَهم الخُشوعَ والسَّمْتَ الحَسنَ الذي يُعرَفون به) [3082] ((معالم التنزيل)) للبغوي (7/ 324). . خاصَّةً قيامَ اللَّيلِ، قيل للحَسَنِ البَصريِّ: (ما بالُ المتهَجِّدين باللَّيلِ أحسَنَ النَّاسِ وُجوهًا؟ قال: إنَّهم خَلَوا بالرَّحمنِ تبارك وتعالى، فألبَسَهم اللهُ عزَّ وجَلَّ نورًا مِن نُورِه) [3083] ((المجالسة)) للدينوري (1/ 445) (133). .
2- التَّعرُّفُ على سُنَنِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في اللُّبسِ والكلامِ والمشيِ والرُّكوبِ، والرِّضا والغَضَبِ، ونحوِ ذلك، والتَّمسُّكُ بهَدْيِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وقد كان الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم يتتبَّعون أحوالَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَرَكاتِه وسَكَناتِه وإسرارِه وإعلانِه؛ ليقتَدوا به في ذلك، وقال سُفيانُ: (إنْ كان الرَّجُلُ لَيسمَعُ الحديثَ الواحِدَ، فنرى عليه ثلاثةَ أيَّامٍ سَمْتَه وهَدْيَه!) [3084] ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 157) رقم (213). .
3- مجالسةُ أهلِ العِلمِ والصَّالحين، والتَّعلُّمُ من هَدْيِهم وسَمتِهم؛ فهمَّامُ بنُ الحارِثِ النَّخَعيُّ كان النَّاسُ يتعَلَّمون من هَدْيِه وسَمتِه [3085] ((المنتظم)) لابن الجوزي (6/ 223). ، وقال سُحْنونُ: (كنَّا نختَلِفُ عِندَ البَهلولِ بنِ راشِدٍ نتعَلَّمُ منه السَّمْتَ) [3086] ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (3/ 89). ، وقال سَهلُ بنُ عبدِ اللهِ التُّسْتَريُّ: (من أراد أن ينظُرَ إلى مجالِسِ الأنبياءِ فلْيَنظُرْ إلى مجالِسِ العُلَماءِ) [3087] ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (1/ 149، 150) رقم (136). . وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهديٍّ: (إن كنَّا لنأتي الرَّجُلَ ما نريدُ عِلمَه وحديثَه، إنَّما نأتي لنتعَلَّمَ من هَدْيِه وسَمتِه ودَلِّه) [3088] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (11/ 51) رقم (8155). . وقال أبو عُبَيدٍ القاسِمُ بنُ سَلامٍ: (إنَّ أصحابَ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه كانوا يَرحَلون إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، فيَنظُرون إلى سَمتِه وهَدْيِه ودَلِّه، فيتَشَبَّهون به) [3089] ((غريب الحديث)) للقاسم بن سلام (4/ 274). . وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: (سَمِعتُ ابنَ عَليِّ بنِ المدينيِّ يقولُ: رأيتُ في كتُبِ أبي سِتَّةَ أجزاءٍ مذهَبُ أبي عبدِ اللهِ وأخلاقُه، ورأيتُ أحمدَ يفعَلُ كذا ويفعَلُ كذا وبلَغَني عنه كذا) [3090] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 145). .
4- التَّربيةُ بالقُدوةِ؛ قال ابنُ حِبَّانَ: (كان سالِمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ يُشبِهُ أباه في السَّمْتِ والهَدْيِ) [3091] ((الثقات)) لابن حبان (4/ 305). .
5- تعاهُدُ القُرآنِ قراءةً وتدَبُّرا وعمَلًا؛ قال اللهُ تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: 9] .
6- مداومةُ النَّظَرِ في سِيَرِ الأنبياءِ والسَّلَفِ الصَّالحِ.
7- حملُ النَّفسِ على مكارِمِ الأخلاقِ؛ فكُلَّما حَسَّن العبدُ أخلاقَه قَرُب سَمتُه وهَدْيُه من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [3092] ((حسن التنبه لما ورد في التشبه)) نجم الدين الغزي (5/ 298). .
8- كثرةُ الصَّومِ؛ ففيه كفٌّ للنَّفسِ عن شَهَواتِها [3093] ((مفتاح دار السعادة)) لابن القيم (2/ 3). .
9- حِفظُ الجوارِحِ، ومخالفةُ الهوى.
10- مراقبةُ اللهِ تعالى.
11- كثرةُ الدُّعاءِ.

انظر أيضا: