الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الخامِسُ: إعارةُ ما يُتَزَيَّنُ به


يجوزُ إعارةُ ما يُتَزَيَّنُ به [194] كإعارةِ حُليِّ الذَّهَبِ والفِضَّةِ. ، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [195] ((الدر المختار وحاشية ابن عابدين)) (5/ 681). ويُنظَر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/ 215)، ((درر الحكام شرح غرر الأحكام)) لعلي حيدر (2/ 243). ، والمالِكيَّةِ [196] ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/ 168)، ((الشرح الكبير)) للدردير (3/ 436(، ((منح الجليل)) لعُلَيش (8/ 201). ، والشَّافِعيَّةِ [197] ((روضة الطالبين)) للنووي (4/ 427)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (5/ 414)، ((نهاية المحتاج)) للرملي (5/ 121). ، والحنابِلةِ [198] ((الفروع)) لمحمد بن مُفلِح (4/ 140). ويُنظَر: ((المغني)) لابن قدامة (5/ 167).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
1- عن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت‏:‏ ((هَلَكَت قِلادةٌ لأسماءَ، فبعث النَّبيُّ عليه السَّلامُ في طَلَبِها رِجالًا، فحَضَرت الصَّلاةُ فلم يَجِدوا ماءً ولم يكونوا على وُضوءٍ، فصَلَّوا بغَيرِ وُضوءٍ، فذَكَروا ذلك لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأنزل اللهُ تبارك وتعالى آيةَ التيَمُّمِ)) [199] أخرجه البخاري (5882). ‏.‏ وفي لفظٍ: ((استعارت من أسماءَ)) [200] أخرجه البخاري (336)، ومسلم (367). .‏
وَجهُ الدَّلالةِ:
في الحديثِ دَلالةٌ على جوازِ الاستعارةِ للتَّزَيُّنِ؛ فعائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنها استعارت القِلادةَ من أسماءَ لتتزَيَّنَ بها للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [201] يُنظَر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (7/ 282). .
2- عن أيمَنَ الحَبَشيِّ المَخزوميِّ: دَخَلْتُ على عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها وعليها دِرعُ قِطْرٍ، ثَمَنُ خَمسةِ دَراهِمَ، فقالت: ارفَعْ بصَرَك إلى جاريتي انظُرْ إليها؛ فإنَّها تُزهى أن تلبَسَه في البيتِ، وقد كان لي منهنَّ دِرعٌ على عهدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فما كانت امرأةٌ تُقَيَّنُ بالمدينةِ إلَّا أرسَلَت إليَّ تَستعيرُه! [202] أخرجه البخاري (2628). .
ثانيًا: لأنَّها عَينٌ يُنتَفَعُ بها منفعةً مُباحةً مع بقائِها على الدَّوامِ [203] يُنظَر: ((المغني)) لابن قدامة (5/ 167). .

انظر أيضا: