موسوعة التفسير

سورةُ الأعلَى
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ:
1- سورةَ الأَعْلى [1] قال ابنُ عاشور: (وسمَّاها أكثرُ المُفَسِّرينَ وكُتَّابُ المصاحِفِ «سورةَ الأعلَى»؛ لوُقوعِ صفةِ الأعلَى فيها). ((تفسير ابن عاشور)) (30/271). .
2- سورةَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى:
فعن جابِرٍ رضِيَ الله عنه، قال: ((كان مُعاذٌ يُصَلِّي مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ يأتي فيَؤُمُّ قَومَه، فصَلَّى لَيلةً مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العِشاءَ، ثمَّ أتى قَومَه فأَمَّهم، فافتَتَح بسُورةِ البَقَرةِ...)) وفيه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لِمُعاذٍ رضيَ الله عنه: ((اقرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)) [2] أخرجه مسلم (465). .
وعن البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِي اللهُ عنهما، قال: ((جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فما رأيتُ أهلَ المدينةِ فَرِحوا بشَيءٍ فَرَحَهم به، حتَّى رأيتُ الولائِدَ [3] الولائِد: جمعُ وليدةٍ، وهي الجاريةُ الصَّغيرةُ. يُنظر: ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (2/257)، ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (9/ 3843). والصِّبيانَ يقولونَ: هذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد جاء، فما جاء رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى قرأتُ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في سُوَرٍ مِثلِها)) [4] أخرجه البخاري (4941). .

فضائل السورة وخصائصها:

1- كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ بها في الرَّكعةِ الأُولى مِن صَلاتَيِ الجُمُعةِ والعِيدِ.
فعن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ في العيدَينِ وفي الجُمُعةِ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ، قال: وإذا اجتمَع العيدُ والجُمُعةُ في يومٍ واحدٍ يَقرَأُ بهما أيضًا في الصَّلاتَينِ)) [5] أخرجه مسلم (878). ومِن حِكَمِ قِراءةِ سورةِ الأعلى وسورةِ الغاشيةِ في صلاةِ الجُمُعةِ والعيدينِ أنَّ فيهما مِن التَّذكيرِ بأحوالِ الآخرةِ والوعدِ والوعيدِ ما يُناسِبُ قِراءَتَهما في تلكَ الصَّلواتِ الجامعةِ. يُنظر: ((عون المعبود)) للعظيم آبادي (3/333). .
وعن سَمُرةَ بنِ جُندَبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)) [6] أخرجه أبو داودَ (1125) واللَّفظُ له، والنسائيُّ (1422)، وأحمدُ (20150) صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (2808)، وابنُ عبدِ البَرِّ في ((الاستذكار)) (2/53)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/480)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (1125)، وصحَّح إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريج ((سنن أبي داود)) (1125). .
وعنه أيضًا: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَقرَأُ في العيدَينِ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)) [7] أخرجه النسائيُّ في ((السنن الكبرى)) (1774) واللَّفظُ له، وأحمدُ (20217). صحَّحه ابنُ حزم في ((المحلى)) (5/82)، والألبانيُّ في ((إرواء الغليل)) (644)، وصَحَّح إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريج ((مسند أحمد)) (33/372). ووَثَّق رجالَه الهَيْثَميُّ في ((مجمع الزوائد)) (2/206)، والبوصيريُّ في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (2/330)، وذَكَر ثُبوتَه ابنُ العربيِّ في ((أحكام القرآن)) (4/378). .
2- كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ بها في الرَّكعةِ الأُولى مِن الرَّكعتَينِ قبْلَ الوِتْرِ.
فعن عبدِ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُوتِرُ بثلاثٍ، يقرأُ في الأولى بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وفي الثَّانيةِ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الثَّالثةِ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [8] أخرجه الترمذيُّ (462)، والنسائيُّ (1702) واللَّفظُ له، وابنُ ماجه (1172)، وأحمدُ (2720). احتجَّ به ابنُ حزم في ((المحلى)) (3/51)، وصحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن النسائي)) (1702)، وصحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((الخلاصة)) (1/556)، وابنُ المُلَقِّنِ في ((البدر المنير)) (4/338). .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ الأعلى مَكِّيَّةٌ [9] وقيل: إنَّها مَدَنيَّةٌ. قال ابنُ عطيَّة: (وذلك ضَعيفٌ، وإنَّما دعا إليه قَولُ مَن قال: إنَّ ذِكرَ صَلاةِ العيدِ فيها). ((تفسير ابن عطية)) (5/439). ويُنظر: ((تفسير جرير)) (24/309)، ((الوسيط)) للواحدي (4/468)، ((تفسير الزمخشري)) (737). ، نَقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحِدٍ مِنَ المُفَسِّرينَ [10] مِمَّن نَقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ الجوزي. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/431). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مَقاصِدِ السُّورةِ:
إبرازُ جانبٍ عظيمٍ مِن نِعَمِ الله تعالى الَّتي لا تُحصَى [11] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (15/360). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- استِفتاحُ السُّورةِ بتَنزيهِ اللهِ تعالى.
2- إقامةُ الأدِلَّةِ على وَحدانيَّةِ اللهِ سُبحانَه.
3- امتِنانُ اللهِ تعالى على نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتأييدُه وتَثبيتُه.
4- ذِكرُ المُنتَفِعينَ بالذِّكرى ومَن يُعرِضُ عنها ومَصيرُه.
5- ذِكرُ بَعضِ ما في صُحُفِ إبراهيمَ ومُوسى عليهما السَّلامُ.