موسوعة التفسير

سُورةُ النَّجْمِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (النَّجْمِ) [1] سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ النَّجمِ؛ لأنَّها ذُكِرَ فيها النَّجمُ، فافتُتِحَت بقَولِه تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/443)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/87). وتُسمَّى أيضًا سُورةَ وَالنَّجْمِ بواوٍ، بحكايةِ لفظِ القرآنِ الواقِعِ في أوَّلِها، ويدلُّ عليه حديثُ ابنِ مسعودٍ، وسيأتي (ص: 378). وتُسمَّى أيضًا وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى كما في حديثِ زيدِ بنِ ثابتٍ رضي الله عنه: ((أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قرَأ: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ...)) [مسلم (577) وهو في البخاري (1072) بدونِ قولِه: إِذَا هَوَى]. يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/87). ، وممَّا يدُلُّ على ذلك ما يلي:
1- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَجَد بالنَّجْمِ، وسَجَدَ معه المُسلِمونَ والمُشرِكونَ، والجِنُّ والإنسُ )) [2] أخرجه البخاري (1071). .
2- عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قرأ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم النَّجْمَ فسَجَدَ )) [3] أخرجه البخاري (3853) واللَّفظُ له، ومسلم (576). .

فضائل السورة وخصائصها:

1- في سُورةِ النَّجْمِ سَجدةٌ.
 وذلك عندَ قَولِه تعالى: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [4] وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ مِنَ الحَنَفيَّةِ والشَّافِعيَّةِ والحنابِلةِ. يُنظر: ((حاشية ابن عابدين)) (2/ 104)، ((المجموع)) للنووي (4/59)، (كشاف القناع)) للبُهوتي (1/447). [النَّجْم: 62]. وممَّا يدُلُّ على ذلك ما جاء عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قرأَ سُورةَ النَّجْمِ، فسَجَد فيها، وما بقِيَ أحدٌ مِنَ القَومِ إلَّا سَجَدَ)) [5] أخرجه البخاري (1070)، ومسلم (576). .
2- سورةُ النَّجْمِ أوَّلُ سُورةٍ أُنزِلَت فيها سَجدةٌ.
عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (أوَّلُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجدةٌ: وَالنَّجْمِ) [6] أخرجه البخاري (4863). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ النَّجْمِ مَكِّيَّةٌ [7] قيل: إلَّا آيةً واحِدةً، وهي قَولُه تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ [النجم: 32] . يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/5)، ((تفسير الماوردي)) (5/389)، ((تفسير الزمخشري)) (4/416). ، ونَقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ مِنَ المفَسِّرينَ [8] ممَّن نَقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عطية، وابن الجوزي، والفيروزابادي، والبِقاعي. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/176)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/183)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/443)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/33). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مَقاصِدِ هذه السُّورةِ:
1- إقامةُ الأدِلَّةِ على وَحدانيَّةِ اللهِ تعالى [9] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/56). .
2- تحقيقُ أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صادِقٌ فيما يُبَلِّغُه عن اللهِ تعالى [10] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (27/88)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/56). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
3- افتُتِحَت السُّورةُ بقَسَمِ اللهِ تعالى بالنَّجْمِ، على صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يُبَلِّغُه عن رَبِّه تعالى.
4- وَصفُ جِبريلَ عليه السَّلامُ -وهو أمينُ الوَحيِ- بصِفاتٍ تدُلُّ على قُوَّتِه وشِدَّتِه، وعلى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد رآه على هيئتِه الَّتي خَلَقه اللهُ عليها.
5- الحديثُ عن آلهةِ المُشرِكينَ المزعومةِ، وبَيانُ أنَّها مُجَرَّدُ أسماءٍ أطلَقوها عليها، وأنَّها أوهامٌ لا حقائِقَ لها، وأنَّ العِبادةَ إنَّما تكونُ للهِ وَحْدَه.
6- توبيخُ المُشرِكينَ على جَعْلِ الملائِكةِ إناثًا، وتَسميتِهم إيَّاهم بناتِ اللهِ.
7- أمْرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالإعراضِ عمَّن يَتولَّى عن ذِكرِ اللهِ، ويَشغَلُ نَفْسَه بالدُّنيا وَحْدَها؛ وتَسليتُه عمَّا لَحِقَه مِنَ المُشرِكينَ مِن أذًى.
8- بيانُ مَظاهِرِ رَحمةِ اللهِ وعَدْلِه في خَلْقِه، وسَعةِ عِلمِه وقُدرتِه على كُلِّ شَيءٍ، والتَّذكيرُ بمَن جاء قبْلَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الرُّسُلِ، وما حَلَّ بالأُمَمِ المكذِّبةِ بهم.
9- التَّعَجُّبُ مِن استهزاءِ المُشرِكينَ بالقُرآنِ حِينَ سَماعِه، وغَفلتِهم عن مَواعِظِه.
10- خُتِمَت السُّورةُ بالأمرِ بالخُضوعِ لله وعبادتِه، والإخلاصِ له فى العَمَلِ.