موسوعة التفسير

سُورةُ الكافِرُونَ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ الكافِرونَ [1] سُمِّيت هذه السُّورةُ بذلك؛ لوُقوعِ لَفظِ الْكَافِرُونَ في فاتِحَتِها في قَولِه: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/584)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/579). .
وسُمِّيَت أيضًا بسُورةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [2] وسُمِّيت أيضًا: سورةَ الكافِرين -على أنَّ المرادَ: سورةُ ذِكْرِ الكافِرين، أو نداءِ الكافِرين-، وسورةَ الإخلاصِ، وسورةَ العبادةِ، وسورةَ الدِّينِ؛ لقولِه: وَلِيَ دِينِ. يُنظر: ((جمال القراء)) لعلم الدين السخاوي (ص: 94)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/548)، ((تفسير الألوسي)) (15/484)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/579). ؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُوتِرُ بثَلاثٍ، يَقرأُ في الأولى بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وفي الثَّانيةِ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الثَّالثةِ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [3] أخرجه الترمذيُّ (462)، والنَّسائيُّ (1702) واللَّفظُ له، وابنُ ماجه (1172)، وأحمدُ (2720). صحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((الخلاصة)) (1/556)، وابنُ الملقِّنِ في ((البدر المنير)) (4/338)، وصحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن النسائي)) (1702). .

فضائل السورة وخصائصها:

1- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَقرأُ بها في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِن الرَّكعتَينِ قبْلَ الوِترِ:
 كما في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، المتقدِّمِ.
2- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَقرأُ بها وبـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في رَكعتَيِ الفَجرِ:
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه: ((أنَّ رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قَرأَ في رَكعتَيِ الفَجرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [4] أخرجه مسلم (726). .
وعن عائشةَ رضيَ الله عنها، قالت: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُصلِّي... ركعتَينِ قبْلَ الفَجرِ، وكان يقولُ: ((نِعْمَ السُّورَتانِ هُما، تَقرَؤُونَهما في الرَّكعَتَينِ قبْلَ الفَجرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [5] أخرجه ابنُ ماجه (1150)، وأحمدُ (26022) واللَّفظُ له، وابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (2461). صحَّحه ابنُ حِبَّانَ، والألبانيُّ في ((صحيح ابن ماجه)) (950)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (43/149). .
3- سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجُلًا يَقرأُ بها في الرَّكعةِ الأُولى مِن رَكعتَيِ الفَجرِ فامْتَدَحَهُ:
عن جابرٍ رضيَ الله عنه: ((أنَّ رجُلًا قامَ فركَعَ رَكعتَيِ الفَجرِ فَقرأَ في الرَّكعةِ الأُولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ حتَّى انْقَضَت السُّورةُ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هذا عَبدٌ عَرَفَ رَبَّه. وقرأَ في الآخرةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى انقَضَت السُّورةُ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هذا عَبدٌ آمَنَ برَبِّه)) [6] أخرجه الطَّحاويُّ في ((شرح معاني الآثار)) (1774)، وابنُ حِبَّانَ (2460)، والبَيْهَقيُّ في ((شُعَب الإيمان)) (2524). صحَّحه ابنُ حِبَّانَ، وحسَّنه ابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/489)، وجوَّد إسنادَه الألبانيُّ في ((أصل صفة الصلاة)) (2/456)، وقوَّى إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (2460). .
4- يُستَحَبُّ قِراءتُها عندَ النَّومِ، وهي بَراءَةٌ مِن الشِّرْكِ:
عن نَوْفَلٍ الأَشْجَعيِّ رضيَ الله عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: اقرَأْ عندَ مَنامِك قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، قال: ثُمَّ نَمْ على خاتِمَتِها؛ فإنَّها بَراءَةٌ مِن الشِّرْكِ)) [7] أخرجه أبو داودَ (5055)، والترمذيُّ (3403)، والنَّسائيُّ في ((السنن الكبرى)) (10637)، وأحمدُ (23807) واللَّفظُ له. صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (5526)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (5055)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (3/61)، وقال شُعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريجِ ((سنن أبي داود)) (5055): (حسنٌ على اضطرابٍ في إسنادِه).وقال شُعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريجِ ((سنن أبي داود)) (5055): (حسنٌ على اضطرابٍ في إسنادِه). وصحَّحَ إسنادَه الحاكمُ في ((المستدرك)) (2077). .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ الكافِرونَ مكِّيَّةٌ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك [8] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عطيَّة. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/497). ونسَب القولَ بأنَّها مكِّيَّةٌ إلى الجمهورِ: ابنُ الجَوزيِّ، وأبو حَيَّانَ. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/499)، ((تفسير أبي حيان)) (10/558). ورُويَ عن قَتادةَ أنَّها مَدَنيَّةٌ. يُنظر: المصدران السَّابقان. .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
البَراءةُ المُطلَقةُ بيْنَ الموحِّدِينَ والمُشرِكين [9] يُنظر: ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (1/138). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
أمْرُ الله تعالى نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُعلِنَ بَراءَتَه مِن الكافِرين، وأن يَنفِيَ عِبادتَه لمَعبُوداتِهم الباطِلةِ، ويَنفِيَ أن يَكونوا عابِدينَ للإلهِ الحقِّ الَّذي يَعبُدُه، وأن يُعلِنَ بَراءتَه مِن دِينِهم، فلَهُم دِينُهم وله دِينُه.