موسوعة التفسير

سُورةُ الكَوْثَرِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (الكَوْثَرِ) [1] سُمِّيت هذه السُّورةُ بذلك؛ لافتِتاحِها بذِكْرِ الكَوثرِ في قولِه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/547). وسُمِّيَتْ أيضًا: سورةَ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، وسورةَ (النَّحْرِ). يُنظر: ((صحيح البخاري)) (6/178)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (22/287)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/571). .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ الكَوْثَرِ مَدنيَّةٌ، وقِيلَ: مكِّيَّةٌ [2] ممَّن اختار القولَ بأنَّها مَدَنيَّةٌ: ابنُ كثير، وابنُ حَجَر، والسيوطيُّ، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (8/498)، ((فتح الباري)) لابن حجر (9/41)، ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/55)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/572). والقولُ بأنَّها مكِّيَّةٌ نَسبَهُ للجُمهورِ: ابنُ الجَوزيِّ، وأبو حيَّانَ، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (4/497)، ((تفسير أبي حيان)) (10/555)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/571). قال ابنُ عاشور: (وهل هي مكِّيَّةٌ أو مَدَنيَّةٌ؟ تَعارضَت الأقوالُ والآثارُ في أنَّها مكِّيَّةٌ أو مدَنيَّةٌ تَعارُضًا شَديدًا، فهي مكِّيَّةٌ عندَ الجُمهورِ، واقتَصرَ عليه أكثرُ المُفسِّرينَ، ... وعن الحسَنِ وقَتادةَ ومُجاهِدٍ وعِكْرِمةَ: هي مدَنيَّةٌ، ويَشهَدُ لهم ما في «صحيح مسلم» عن أنسِ بنِ مالكٍ: «بَيْنا رَسولُ اللهِ ذاتَ يَومٍ بيْن أَظهُرِنا إذ أَغفَى إِغفاءَةً ثمَّ رَفعَ رأسَه وقال: أُنزِلَت علَيَّ آنِفًا سُورةٌ، فقرأ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر: 1- 3] ...» الحديثَ. وأنَسٌ أسْلَمَ في صَدرِ الهِجرةِ، فإذا كان لفظُ «آنِفًا» في كلامِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُستعمَلًا في ظاهرِ مَعناهُ -وهو الزَّمنُ القريبُ- فالسُّورةُ نزلَت منذ وَقتٍ قَريبٍ مِن حُصولِ تلك الرُّؤيا. ومُقتضَى ما يُروَى في تَفسيرِ قولِه تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أن تكونَ السُّورةُ مكِّيَّةً، ومُقتضَى ظاهرِ تَفسيرِ قولِه تعالى: وَانْحَرْ مِن أنَّ النَّحرَ في الحجِّ أو يومَ الأضحَى تكونُ السُّورةُ مدَنيَّةً، ويَبعَثُ على أنَّ قولَه تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ليس ردًّا على كلامِ العاصي بنِ وائلٍ ...). ((تفسير ابن عاشور)) (30/571، 572). وقال البِقاعي: (حديثُ... أنسٍ رضيَ الله عنه يدُلُّ على أنَّها مدَنيَّةٌ؛ لقولِه: «بيْنَ أَظهُرِنا في المَسجِدِ» [مسلم (400)]). ((مصاعد النظر)) (3/255). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
بِشارَةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالخَيرِ الجَزيلِ مِن الله [3] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (15/521). ويُنظر أيضًا: ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/255). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها هذه السُّورةُ:
1- بَيانُ المِنَّةِ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّه أُعطِيَ الخيرَ الكثيرَ.
2- أَمْرُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنْ يَشكُرَ اللهَ على ذلك بالإقبالِ على العِبادَةِ.
3- إخبارُه صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّ مُبْغِضَه مُنقَطِعٌ عن كلِّ خَيرٍ.