الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 127 العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

لمَّا تُوفِّي يَزيدُ بن الوليد وكان قد عَهِدَ لأَخيهِ إبراهيم، فلمَّا سَمِع مَرْوانُ بن محمَّد بن عبدِ الملك بذلك، واسْتِلام إبراهيم بن الوَليد، قَفَل مِن خُرسان بالجزيرة وسار إلى دِمَشق وأَخَذ البَيْعَة لِنَفسِه، فمالَ إليه مِن قِنِّسرين ومِن حِمص الكثيرُ، ثمَّ جَرَت مَعركةٌ بينه وبين جُنْدِ إبراهيم انْتَصَر فيها مَرْوان، ثمَّ لمَّا وَصَل لِدِمَشق هَرَب إبراهيم وقَتَله عبدُ العزيز بن الحَجَّاج، فلم تَدُم خِلافَة إبراهيم سِوَى سبعين يومًا، ثمَّ بُويِعَ بالخِلافَة لمَرْوان بعدَ أن قُتِلَ وَلدَا الوَليدِ: الحَكَمُ وعُثمانُ، ثمَّ استَقرَّت له الأُمورُ شيئًا فشيئًا.

العام الهجري : 127 العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة ثارَ بعضُ اليَمانِيَّة على مَرْوان بن محمَّد في حِمص وتَدمُر وكذلك في فِلَسطين، فقام بإرسالِ مَن يَقمَعُهم مُستَعينًا بالقَيْسِيَّة، كما خَرَج في الكوفَة عبدُ الله بن مُعاوِيَة الطَّالِبي على بَنِي أُميَّة وبايَعَه بعضُ أَصحابِه ثمَّ هَرَب معهم إلى حلوان وغَلَب على الرَّيِّ وأَصبَهان وهَمدان، وفي الأندَلُس ثارَ بعضُ القَيْسِيَّة بقِيادَة ثَوابَة بن سَلامَة الذي تَولَّى بعدُ إِمارةَ الأندَلُس.

العام الهجري : 127 العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

هو عاصِمُ بن بَهْدَلَة أبي النُّجودِ، أَحَدُ القُرَّاء السَّبعَة، وهو مِن صِغارِ التَّابعين، لَقِيَ عاصِمٌ بعضَ صَحابَة رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَخَذ عنهم، كالحارِث بن حَسَّان البَكري الذُّهلي رضي الله عنه، ورِفاعَة بن يَثْرِبي التَّميمي رضي الله عنه، انتَهَت إليه رِئاسَةُ الإقْراء بالكوفَة بعدَ أبي عبدِ الرَّحمن السُّلَمي في مَوضِعه، جَمَع بين الفَصاحَة والإتقانَ والتَّحريرَ والتَّجويدَ، وكان أَحسنَ النَّاسِ صَوتًا بالقُرآن، والقِراءَة المَشهورَة اليوم في أَكثرِ الأمصارِ هي عن حَفْص عن عاصِم هذا، تُوفِّي في الكوفَة.

العام الهجري : 127 العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

كان سَببُ ذلك أنَّه لمَّا قَدِمَ الأندَلُس أَميرًا أَظهَر العَصبِيَّة لليَمانِيَّة على المُضَرِيَّة، فاتَّفَق في بعضِ الأيَّام أنَّه اختَصَم رَجلٌ مِن كِنانَة ورَجلٌ مِن غَسَّان، فاسْتَعان الكِنانيُّ بالصُّمَيلِ بن حاتِم بن ذي الجَوْشَن الضَّبابي، فكلَّم فيه أبا الخطَّار، فاسْتَغلَظ له أبو الخطَّار، فأجابه الصُّمَيل، فأُمِرَ به فأُقِيمَ وضُرِب قَفاهُ، فمالَت عِمامتُه، فلمَّا خرَج قِيلَ له: نَرَى عِمامَتك مالَت! فقال: إن كان لي قومٌ فسَيُقِيمُونَها. وكان الصُّمَيْلُ مِن أَشرافِ مُضَر، فلمَّا جَرى له ذلك جَمَعَ قَومَه وأَعلمَهم، فقالوا له: نحن تَبَعٌ لك. قال: أُريدُ أن أُخرِجَ أبا الخَطَّار مِن الأندَلُس. فقال له بعضُ أَصحابِه: افْعَل واسْتَعِن بمَن شِئتَ ولا تَسْتَعِن بأبي عَطاء القَيسي. وكان مِن أَشرافِ قَيس، وكان يَنظُر الصُّميلَ في الرِّياسَة ويَحسُده. وقال له غيرُه: الرَّأيُ أنَّك تأتي أبا عَطاء وتَشُدُّ أَمرَك به فإنَّه تُحرِّكُه الحَمِيَّة ويَنصُرك، وإن تَركتَه مال إلى أبي الخَطَّار وأَعانَه عليك لِيَبلُغ فيك ما يُريد، والرَّأيُ أيضًا أن تَستَعِينَ عليه بأَهلِ اليَمن فَضلًا عن مَعْد. ففَعَل ذلك وسار مِن لَيلتِه إلى أبي عَطاء، وكان يَسكُن مَدينَة إسْتِجَة، فعَظَّمَه أبو عَطاء وسَألَه عن سَببِ قُدومِه، فأَعلمَه، حتَّى قام فرَكِبَ فَرسَه ولَبِسَ سِلاحَه وقال له: انهَض الآنَ حيث شِئتَ فأنا معك. وأَمَر أَهلَه وأَصحابَه باتِّباعِه، فساروا إلى مَرْو، وبها ثَوابَة بن سَلامَة الحُداني، وكان مُطاعًا في قَومِه، وكان أبو الخطَّار قد استَعمَله على إشبيلية وغيرها، ثمَّ عَزلَه ففَسَد عليه، فدَعاهُ الصُّمَيل إلى نَصرِه ووَعَدَهُ أنَّه إذا أخرجوا أبا الخطَّار صار أَميرًا، فأجاب إلى نَصرِه ودَعا قَومَه فأجابوه فساروا إلى شدونة، وسار إليهم أبو الخطَّار مِن قُرطُبة، فالتقوا واقْتَتَلوا في رَجب مِن هذه السَّنَة، وصَبَر الفَريقان ثمَّ وَقَعت الهزيمةُ على أبي الخطَّار وقُتِلَ أَصحابُه أَشدَّ قَتْلٍ وأُسِرَ أبو الخطَّار. ولمَّا انهَزَم أبو الخطَّار سار ثَوابةُ بن سَلامَة والصُّمَيل إلى قُرطُبة فمَلكاها، واسْتَقَرَّ ثَوابةُ في الإمارة فثارَ به عبدُ الرحمن بن حَسَّان الكلبي وأَخرَج أبا الخطَّار مِن السِّجْن، فاسْتَجاش اليَمانِيَّة فاجْتَمَع له خَلْقٌ كثيرٌ، وأَقبلَ بهم إلى قُرطُبة، وخَرَج إليه ثَوابةُ فيمَن معه مِن اليَمانِيَّة والمُضَريَّة مع الصُّمَيل. فلمَّا تَقاتَل الطَّائفتان نادى رَجلٌ مِن مُضَر: يا مَعشرَ اليَمانِيَّة، ما بالُكُم تَتَعرضون للحَربِ على أبي الخطَّار وقد جعلنا الأَميرَ منكم؟ يعني ثَوابَة، فإنَّه مِن اليَمَن... فلمَّا سَمِع النَّاسُ كَلامَه قالا: صَدَق والله، الأَميرُ مِنَّا فما بالُنا نُقاتِل قَومَنا؟ فتَركوا القِتالَ وافتَرقَ النَّاسُ، فهرَب أبو الخطَّار فلَحِقَ باجة، ورَجَع ثَوابةُ إلى قُرطُبة، فسُمِّيَ ذلك العَسكَر عَسكَر العافِيَة.

العام الهجري : 128 العام الميلادي : 745
تفاصيل الحدث:

هو أبو مُحرِزٍ الجَهْمُ بنُ صَفوانَ التِّرمِذيُّ، من أهلِ بَلخٍ، مولًى لبني راسِبٍ، ظهر في المائةِ الثَّانيةِ من الهِجرةِ، وهو حامِلُ لواءِ الجَهْميَّةِ ورأسُها، وإليه تنتَسِبُ، وقد ظهَرت بِدعتُه بتِرمِذَ  .وكان قد خرج مع الحارِثِ بنِ سُرَيجٍ الذي تمرَّد على الدَّولةِ الأُمويَّة، وقتَله سَلْمُ بنُ الأحوَزِ المازنيُّ بمَرْوٍ نحوَ سنةِ 128 هـ  .وقد كان أوَّلَ من أشهَر بدعةَ القَولِ بخَلقِ القرآنِ وتعطيلِ اللهِ عن صفاتِه. وكان يُنكِرُ الصِّفاتِ، ويُنزِّهُ الباريَ عنها بزَعمِه، ويقولُ: الإيمانُ عَقدٌ بالقلبِ، وإن تلفَّظ بالكُفرِ، ويزعم أنَّ اللهَ ليس على العَرشِ بل في كُلِّ مكانٍ، وقد قيل: إنَّه كان يُبطِنُ الزَّندقةَ، واللهُ أعلَمُ بذلك  .وأخَذ مقالاتِ شيخِه الجَعْدِ بنِ دِرهَمٍ فأظهَرها، واحتجَّ لها بالشُّبُهاتِ العقليَّةِ  ، فقد كان كثيرَ الِجدالِ والخُصوماتِ والمُناظَراتِ، ولم يكُنْ له بصرٌ بعلمِ الحديثِ، ولم يكنْ من المهتمِّينَ به، ولم يُعَدَّ من أهلِ العِلمِ قطُّ؛ إذ شغله علمُ الكلامِ عن ذلك، وقد نبَذ عُلَماءُ السَّلَفِ أفكارَه، وشنَّعوا عليه، ومَقَتوه أشَدَّ المَقْتِ  .قال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ: (الجَهْمُ وشيعتُه دَعَوا النَّاسَ إلى المُتشابهِ من القُرآنِ والحديثِ، فضلُّوا وأضلُّوا بكلامِهم بَشَرًا كثيرًا، فكان ممَّا بلغَنا من أمرِ الجَهْمِ عَدُوِّ اللهِ أنَّه كان من أهلِ خُراسانَ؛ من أهلِ تِرمِذَ، وكان صاحِبَ خُصوماتٍ وكلامٍ، وكان أكثَرُ كلامِه في اللهِ تعالى، فلقِيَ أُناسًا من المُشرِكين يقالُ لهم: السُّمَنِيَّةُ، فعرفوا الجَهْمَ، فقالوا له: نُكلِّمُك، فإن ظهَرَت حُجَّتُنا عليك دخَلْتَ في دينِنا، وإن ظهَرت حُجَّتُك علينا دخَلْنا في دينِك، فكان ممَّا كلَّموا به الجَهْمَ أن قالوا له: ألسْتَ تزعُمُ أنَّ لك إلَهًا؟ قال الجَهْمُ: نعم. فقالوا له: فهل رأيتَ إلهَك؟ قال: لا. قالوا: فهل سمِعتَ كلامَه؟ قال: لا. قالوا: فشَمِمْتَ له رائحةً؟ قال: لا. قالوا: فوجَدْتَ له حِسًّا؟ قال: لا. قالوا: فوجَدْت له مجَسًّا؟ قال: لا. قالوا: فما يُدريك أنَّه إلهٌ؟ قال: فتحيَّرَ الجَهْمُ، فلم يَدرِ مَن يعبُدُ أربعينَ يومًا!)  .فبَقِيَ أربعين يومًا لا يَعبُدُ شيئًا! ثُمَّ لَمَّا خلا قلبُه من معبودٍ يألهُه، نقَش الشَّيطانُ اعتقادًا نَحَتَه فِكرُه، فقال: إنَّه الوجودُ المُطلَقُ! ونفى جميعَ الصِّفاتِ، واتَّصل بالجَعْدِ بنِ دِرهَمٍ  .ذُكِر الجَهْمُ عِندَ عبدِ اللهِ بنِ المبارَكِ، فقال: (عَجِبتُ لشيطانٍ أتى إلى النَّاسِ داعيًا إلى النَّارِ، واشتَقَّ اسمَه عن جَهنَّمَ!)  .وقال أبو مُعاذٍ البَلْخيُّ: (كان جَهْمٌ على مَعبَرِ تِرمِذَ، وكان رجُلًا كوفَّي الأصلِ، فصيحَ اللِّسانِ، لم يكُنْ له علمٌ، ولا مجالَسةٌ لأهلِ العلمِ، كان تكلَّم كلامَ المُتكلِّمينَ، وكلَّمه السُّمَنيَّةُ فقالوا له: صِفْ لنا ربَّك الذي تعبُدُه، فدخل البيتَ لا يخرُجُ كذا وكذا، قال: ثُمَّ خرج عليهم بَعدَ أيَّامٍ، فقال: هو هذا الهواءُ مع كُلِّ شيءٍ، وفي كُلِّ شيءٍ، ولا يخلو منه شيءٌ، قال أبو مُعاذٍ: كَذَب عَدُوُّ اللهِ، إنَّ اللهَ في السَّماءِ على عَرشِه، وكما وصَفَ نَفْسَه)  .وقال يزيدُ بنُ هارونَ: (لعَنَ اللهُ الجَهْمَ ومَن قال بقَولِه، كان كافرًا جاحدًا، ترك الصَّلاةَ أربعينَ يومًا، يزعُمُ أنَّه يرتادُ دينًا، وذلك أنَّه شَكَّ في الإسلامِ).وقال ابنُ تيميَّةَ: (أوَّلُ من عُرِف في الإسلامِ أنَّه ‌أنكَر ‌أنَّ اللهَ ‌يحِبُّ أو يُحَبُّ: الجَهْمُ بنُ صَفوانَ، وشيخُه الجَعْدُ بنُ دِرهَمٍ، وكذلك هو أوَّلُ من عُرِف أنَّه أنكر حقيقةَ تكليمِ اللهِ لموسى وغيرِه، وكان جَهْمٌ ينفي الصِّفاتِ والأسماءَ، ثُمَّ انتقَل بعضُ ذلك إلى المُعتَزِلةِ وغيرِهم، فنفَوا الصِّفاتِ دونَ الأسماءِ، وليس هذا قَولَ أحدٍ مِن سلَفِ الأمَّةِ وأئمَّتِها).

العام الهجري : 129 العام الميلادي : 746
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة وَجَّه إِبراهيمُ بن محمَّدِ بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس الإمامُ أبا مُسلِم الخُراساني، واسمُه عبدُ الرَّحمن بن مُسلِم، إلى خُراسان، وعُمُره تِسع عَشرة سَنَة، وكتَبَ إلى أَصحابِه: إنِّي قد أَمَّرتُه بأَمري فاسمعوا له وأَطيعوا، فإنِّي قد أَمَّرتُه على خُراسان وما غَلَب عليه بعدَ ذلك. فأتاهم، فلم يَقبَلوا قوله وخَرَجوا مِن قابِل فالْتَقوا بمكَّة عند إبراهيم، فأَعلَمَه أبو مُسلِم أنَّهم لم يُنَفِّذوا كِتابَه وأَمْرَه. فقال إبراهيمُ قد عَرَضتُ هذا الأمرَ على غيرِ واحدٍ وأَبَوْهُ عليَّ. فأَعلَمَهم أنَّه قد أَجمَع رَأيَه على أبي مُسلِم، وأَمرَهم بالسَّمعِ والطَّاعة له، ثمَّ قال له: إنَّك رَجلٌ مِنَّا أهل البيتِ، احْفَظ وَصِيَّتي، انظُر هذا الحيَّ مِن اليَمَن فالْزَمهُم واسْكُن بين أَظهُرِهم، فإنَّ الله لا يُتِمُّ هذا الأمرَ إلَّا بهم.

العام الهجري : 129 العام الميلادي : 746
تفاصيل الحدث:

طلَب إبراهيمُ بن محمَّد بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس مِن أبي مُسلِم أن يَحضُر إليه إلى مَكَّة لِيَعلَم منه أَخبارَ الدَّعوة، فجاءَه كِتابٌ منه أن يَرجِع إلى خُراسان ويُعلِن بالدَّعوة بعد أن كانت سِرِّيَّة، فأَظهَر أبو مُسلِم الدَّعوة وطلَب مِن سُليمان بن كَثير أن يُصلِّي بالنَّاس العيد، فأَرسَل إليهم نَصرُ بن سِيار قُوَّةً؛ ولكنَّ جُندَ أبي مُسلِم كانوا قد اسْتولَوا على هَراة، وكُشِفَ أمرُ إبراهيمَ مِن الرَّسائل وكان يُقيمُ بالحميمية فقُبِضَ عليه وسُجِن.

العام الهجري : 130 العام الميلادي : 747
تفاصيل الحدث:

خَرَج بِحَضرمَوت طالبُ الحَقِّ عبدُ الله بن يحيى الكِندي إمامُ الإباضِيَّة؛ تَغلَّب عليها واجْتَمع عليه الإباضِيَّةُ. ثمَّ سار إلى صَنعاء وبها القاسِمُ بن عُمَر الثَّقفي فوقَع بينهم قِتالٌ كَثيرٌ، انْتَصر فيه طالبُ الحَقِّ وهَرَب القاسِمُ وقُتِلَ أخوه الصَّلْتُ، واسْتَولى طالبُ الحَقِّ على صَنعاء وأَعمالَها، ثمَّ جَهَّز إلى مَكَّة عشرةَ آلاف وبها عبدُ الواحد بن سُليمان بن عبدِ الملك بن مَرْوان فغَلَبوا على مَكَّة وخَرَج منها عبدُ الواحد، وكان على الجَيشِ أبو حَمزَة المُختار ثمَّ سارَ إلى المَدينَة وحَصَل قِتالٌ بينهم فاسْتَولى كذلك على المَدينَة، ثمَّ تَوجَّه إلى الشَّام فأَرسَل له مَرْوان جَيشًا بِقِيادة عبدِ الملك بن محمَّد بن عَطِيَّة الذي هَزَم جَيشَ أبي حَمزَة وأَكمَل سَيْرَهُ إلى المَدينَة ومَكَّة وصَنعاء.

العام الهجري : 131 العام الميلادي : 748
تفاصيل الحدث:

هو الأمير أبو الليث نصر بن سيار المروزي, نائب مَرْوان بن محمَّد صاحب خراسان, خرج عليه أبو مسلم الخرساني صاحب الدعوة العباسية، وحاربه, فعجز عنه نصر, واستصرخ بمَرْوان غير مرة لكن مَرْوان عجز نجدته لاشتغاله باختلال أمر أذربيجان والجزيرة, فتقهقر نصر, وجاءه الموت على حاجة, فتُوفِّي بساوة, وقد ولي إمرة خراسان عشر سنين. وكان من رجال الدهر سؤددا وكفاءة.

العام الهجري : 131 العام الميلادي : 748
تفاصيل الحدث:

هو أبو حُذيفَة واصِلُ بن عَطاء المَخزومي، كان تِلميذًا للحَسَن البَصري، سُمِّيَ هو وأَصحابُه بالمُعتَزِلَة لاعْتِزالِهم مَجلِس الحَسَن البَصري، وذلك بِسَببِ مَسألَة مُرتَكِب الكَبيرة، فالحَسنُ يقول بأنَّه لا يَزالُ مُؤمِنًا ولكنَّه فاسِق. فخالَفَه واصِل ومعه عَمرُو بن عُبيد فقال: فاسِق لكنَّه غيرُ مُؤمِن فهو في مَنزِلَة بين المَنزِلَتين وهو مع ذلك مُخَلَّد في النَّار إن مات على كَبيرَتِه، ثمَّ تَطَّور أَمرُ المُعتزِلَة حتَّى صار مَذهبًا مَعروفًا يَقومُ على أُسُسٍ خَمسَة هي: التَّوحيد: والمَقصودُ فيه نَفيُ الصِّفات، وبَنَو عليه بالتَّالي أن القُرآن مَخلُوق، وحُرِّيَّةُ الاخْتِيار، وأنَّ الإنسان يَخلُق أَفعالَه، والوَعْد والوَعيد، والأَمْر بالمَعروفِ والنَّهْي عن المُنكَر، والمَنْزِلَة بين المَنْزِلَتين، ثمَّ تَكوَّنَت فِرَقٌ نَشأَت عن أُصولِ المُعتَزِلَة، له مُؤَلَّفات منها: المَنزِلَة بين المَنزِلتَين والتَّوحيد. تُوفِّي في المَدينَة المُنوَّرة.

العام الهجري : 132 العام الميلادي : 749
تفاصيل الحدث:

كان إبراهيمُ بن محمَّدِ بن عَلِيٍّ زَعيمُ الدَّعوة العَبَّاسِيَّة قد سَجنَه مَرْوانُ ثمَّ قَتلَه، واخْتُلِف في كَيفيَّة ذلك، ثمَّ استَلَم بعدَه أَخوهُ المُلَقَّب بالسَّفَّاح عبدُ الله أبو العَبَّاس الذي تَوجَّه إلى الكوفَة فبُويِعَ له بالخِلافَة، وكانت خُراسان قد أُخْضِعَت أصلًا سابِقًا للعبَّاسِيِّين.

العام الهجري : 132 العام الميلادي : 749
تفاصيل الحدث:

تَراسَل أَهلُ قِنِّسرين مع أَهلِ حِمص وتَزمَّروا واجْتَمَعوا على أبي محمَّد السُّفياني، وهو أبو محمَّد زِيادُ بن عبدِ الله بن يَزيد بن مُعاوِيَة بن أبي سُفيان، فبايَعوه بالخِلافَة، وقام معه نحو مِن أربعين ألفًا فقَصَدهم عبدُ الله بن عَلِيٍّ فالْتقَوا بمَرْج الأخرم، فاقْتَتَلوا مع مُقدِّمَة السُّفياني وعليها أبو الوَرْدِ فاقْتَتَلوا قِتالًا شَديدًا وهَزَموا عبدَ الصَّمد وقُتِلَ مِن الفَريقين أُلوف، فتَقدَّم إليهم عبدُ الله بن عَلِيٍّ ومعه حُميدُ بن قَحْطَبَة فاقْتَتَلوا قِتالًا شديدًا جِدًّا، وجَعَل أصحابُ عبدِ الله يَفِرُّون وهو ثابتٌ هو وحُميد. وما زال حتَّى هُزِمَ أَصحابُ أبي الورد، وثَبت أبو الورد في خَمسمائة فارسٍ مِن أَهلِ بَيتِه وقَومِه، فقُتِلوا جميعًا وهَرَب أبو محمَّد السُّفياني ومَن معه حتَّى لَحِقوا بتَدمُر، وآمنَ عبدُ الله أَهلَ قِنِّسرين وسَوَّدوا وبايَعوه ورَجَعوا إلى الطَّاعة، ثمَّ كَرَّ عبدُ الله راجِعًا إلى دِمَشق وقد بَلغَه ما صَنَعوا، فلمَّا دَنا منها تَفرَّقوا عنها ولم يكُن منهم قِتالٌ فأَمَّنَهم ودَخَلوا في الطَّاعَة. وأمَّا أبو محمَّد السُّفياني فإنَّه ما زال مُضَيَّعًا ومُشَتَّتًا حتَّى لَحِقَ بأَرضِ الحِجاز فقاتَلَه نائِبُ أبي جَعفَر المَنصور في أيَّامِ المنصورِ فقَتلَه وبَعَث بِرَأسهِ وبِابْنَيْنِ له أَخذَهُما أَسِيرَيْنِ فأطْلَقَهُما المنصورُ في أيَّامِه.

العام الهجري : 132 العام الميلادي : 749
تفاصيل الحدث:

بعد أن هُزِمَ مَروان بن محمد ومن معه في معركةِ الزاب وهرب، وكان إبراهيم بن محمد قد قُتِلَ، فكان بعده أخوه عبد الله أبو العبَّاس السفَّاح، فبايعه الناسُ في الكوفة، فكان أوَّلَ خُلَفاءِ بني العباس، وبه افتُتِح عصرُ الدولةِ العباسيَّة.

العام الهجري : 132 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 750
تفاصيل الحدث:

كان أَمرُ الدَّعوة العَبَّاسِيَّة قد اسْتَفحَل خِلالَ السَّنوات الماضِيَة وقَوِيَ أَمرُها جِدًّا في خُراسان وما حولها، حتَّى بَدأَت البُعوثُ تَسيرُ إلى العِراق فخَرَج مَرْوان بن محمَّد بِجَيشٍ إليهم مِن حَرَّان حتَّى بلَغ الزَّاب وحَفَر خَندقًا وكان في عِشرين ومائة ألف، وسار أبو عَوْن وهو القادِمُ إلى العِراق للدَّعوة العَبَّاسِيَّة إلى الزَّاب، فوَجَّه أبو سَلمَة إلى أبي عَوْن عُيينَة بن موسى، والمِنْهالِ بن فَتَّان، وإسحاق بن طَلحَة، كُلُّ واحدٍ في ثلاثةِ آلاف، فعَبَر عُيينَة بن موسى في خَمسةِ آلاف، فانْتَهى إلى عَسكرِ مَرْوان، فقاتَلَهم حتَّى أَمْسَوا، ورَجَع إلى عبدِ الله بن عَلِيٍّ وأَصبحَ مَرْوان فعَقَد الجِسرَ وعَبَر عليه، فنَهاهُ وُزراؤهُ عن ذلك، فلم يَقبَل وسَيَّرَ ابنَه عبدَ الله، فنَزَل أَسفلَ مِن عَسكرِ عبدِ الله بن عَلِيٍّ، فبَعَث عبدُ الله بن عَلِيٍّ المُخارِقَ في أَربعةِ آلاف نحو عبدِ الله بن مَرْوان، فسَرَّح إليه ابنُ مَرْوان الوَليدَ بن مُعاوِيَة بن مَرْوان بن الحَكَم، فالْتَقَيا، فانْهزَم أصحابُ المُخارِق وثَبت هو فأُسِرَ هو وجَماعَة وسَيَّرَهم إلى مَرْوان مع رُؤوسِ القَتلى، وأَرسَل مَرْوان إلى عبدِ الله يَسأَله المُوادَعَة فلم يَقبَل ثمَّ حَصَل قِتالٌ بينهم كانت فيه هَزيمةُ مَرْوان ومَن معه وَفَرَّ مَرْوان إلى حَرَّان.

العام الهجري : 132 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 750
تفاصيل الحدث:

لمَّا انْهزَم مَرْوانُ وجَيشُه في الزَّاب هَرَب إلى حَرَّان فمَكَث فيها قَليلًا ثمَّ هَرَب إلى مِصرَ عن طَريقِ حِمص ثمَّ دِمَشق ثمَّ فِلَسطين فتَبِعَه العَبَّاسِيُّون حتَّى قَتلَوه في كَنيسَة أبي صير، فكان آخِرَ خُلَفاء بَنِي أُميَّة وبِمَقْتَلِه انْتَهَت الدَّولةُ الأُمويَّة ويَبدأُ عَهْدُ الدَّولة العَبَّاسِيَّة.

العام الهجري : 132 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 750
تفاصيل الحدث:

هو مَرْوانُ بن محمَّد بن مَرْوان بن الحَكَم بن أبي العاص بن أُميَّة، القُرَشي الأُمَوي (مَرْوان الحِمار) أبو عبدِ الملك، أَميرُ المؤمنين، آخِرُ خُلَفاء بَنِي أُميَّة، بُويِعَ له بالخِلافَة بعدَ قَتلِ الوَليدِ بن يَزيد، وبعدَ مَوتِ يَزيد بن الوَليد ثمَّ قَدِمَ دِمَشق، وخَلَع إبراهيمَ بن الوَليد، واسْتَتَبَّ له الأَمرُ في صَفَر سَنَة سَبعٍ وعِشرين ومائة, وكان يُقالُ له: مَرْوان الجَعْدي، نِسبَةً إلى رَأي الجَعْدِ بن دِرهَم، وقِيلَ: كان الجَعْدُ مُؤَدِّبَه وإليه نُسِب. ويُلَقَّب بالحِمارِ لِصَبرِهِ في الحَربِ, وَلَّاهُ هِشام نِيابَةَ أذربيجان وأرمينية والجَزيرَة في سَنَة أربع عشرة ومائة، ففَتَح بِلادًا كَثيرَة وحُصونًا مُتعدِّدَة في سِنين كَثيرَة، وكان لا يُفارِق الغَزْوَ، قاتَل طَوائِفَ مِن النَّاس والتُّرك والخَزَر واللَّان وغَيرَهم، فكَسَرهُم وقَهَرهُم، وقد كان شُجاعًا، بَطَلًا مِقدامًا، حازِمَ الرَّأي، وهو آخِرُ مَن مَلَك مِن بَنِي أُميَّة، كانت خِلافَتُه منذُ سَلَّمَ إليه إبراهيمُ بن الوَليد إلى أن بُويِعَ للسَّفَّاح خمس سِنين وشَهرًا، وبَقِيَ مَرْوانُ بعدَ بَيْعَةِ السَّفَّاحِ تِسعةَ أَشهُر.

العام الهجري : 133 العام الميلادي : 750
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قَدِمَ صالح بن علي العباسيُّ وأبو عون بجموعِهما إلى مصر في طلَبِ مروان بن محمد نزَلَت عساكرُهما الصَّحراءَ جنبَ جبل يشكُر، الذي هو الآنَ جامِعُ أحمدَ بنِ طولون، وكان فَضاءً. فلمَّا رأى أبو عون ذلك أمَرَ أصحابَه بالبناءِ فيه، فبَنَوا وبنى هو به أيضًا دارَ الإمارة، ومسجِدًا عُرِفَ بجامع العَسكر. وعَمِلَت الشرطةُ أيضًا في العسكر، وقيل لها: الشرطةُ العليا، فأصبَحَت كالعاصمةِ لمصرَ؛ لأنَّه قد صارت مسكنًا للأمراءِ بعد ذلك.

العام الهجري : 133 العام الميلادي : 750
تفاصيل الحدث:

أقبل قُسطنطين- مَلِكُ الروم- إلى ملطية وكمخ، فنازل كمخ، فأرسَلَ أهلُها إلى أهل ملطية يستنجدونَهم، فسار إليهم منها ثمانمئة مقاتل، فقاتلهم الرومُ، فانهزم المسلمون، ونازل الرومُ ملطيةَ وحصَروها، والجزيرةُ يومئذ مفتونةٌ بالحروب الداخلية، وعامِلُها موسى بن كعب بحران. فأرسل قسطنطين إلى أهل ملطية: إنِّي لم أحصُرْكم إلَّا على عِلمٍ مِن المسلمين واختلافِهم، فلكم الأمانُ وتعودون إلى بلاد المسلمينَ حتى أحتَرِثَ ملطية. فلم يجيبوه إلى ذلك، فنصب المجانيقَ، فأذعَنوا وسلَّموا البلادَ على الأمانِ، وانتقلوا إلى بلاد الإسلامِ وحَملوا ما أمكنَهم حَملُه، وما لم يقدِروا على حملِه ألقَوه في الآبارِ والمجاري. فلما ساروا عنها أخرَبَها الروم ورحلوا عنها عائدينَ، وتفرَّقَ أهلُها في بلاد الجزيرة، وسار مَلِكُ الروم إلى قاليقلا فنزل مرج الخصي، وأرسل كوشان الأرمني فحصرها، فنقب إخوانٌ من الأرمنِ من أهل المدينةِ ردمًا كان في سورها، فدخل كوشان ومن معه المدينةَ وغَلبوا عليها وقتَلوا رجالَها وسَبَوا النساء وساق القائِم إلى ملك الروم.

العام الهجري : 134 العام الميلادي : 751
تفاصيل الحدث:

غزا أبو داود خالدُ بن إبراهيم أهلَ كش، فقتل الأخريدَ ملكَها، وهو سامِعٌ مطيع، وقتل أصحابَه وأخذ منهم من الأواني الصينيَّة المنقوشة المذَهَّبة ما لم يُرَ مثلُها، ومن السُّروجِ ومتاع الصين كلِّه من الديباج والطرفِ شَيئًا كثيرًا فحمَلَه إلى أبي مسلم وهو بسمرقند، وقتَل عدَّةً مِن دهاقينِهم، واستحيا طاران أخا الأخريدِ ومَلكه على كش, ثم رجع أبو داود إلى بلخ.

العام الهجري : 134 العام الميلادي : 751
تفاصيل الحدث:

أمرَ أبو مسلم الخرساني ببناء سور سمرقند، بعد انصرافه من سمرقند وفتكه بأهل الصغد وبخارى؛ واستخلف زيادَ بن صالح على سمرقند وبخارى