الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

121 - كان أهلُ بَيْتٍ مِنَ الأنْصارِ لهُم جَمَلٌ يَسْنونَ عليه، وإنَّ الجَمَلَ اسْتُصْعِبَ عليهم، فمَنَعَهم ظَهْرَه، وإنَّ الأنْصارَ جاؤوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالوا: إنه كان لنا جَمَلٌ نُسْني عليه، وإنَّه اسْتُصْعِبَ علينا، ومَنَعَنا ظَهْرَه، وقد عَطِشَ الزَّرْعُ والنَّخْلُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه: قُوموا، فقاموا، فدَخَلَ الحائِطَ والجَمَلُ في ناحيَتِه، فمَشَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحْوَه، فقالتِ الأنْصارُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّه قد صار مِثْلَ الكَلْبِ الكَلِبِ، وإنَّا نَخافُ عليكَ صَوْلَتَه، فقال: ليس عليَّ منه بَأْسٌ. فلمَّا نَظَرَ الجَمَلُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقبَلَ نَحْوَه، حتى خَرَّ ساجِدًا بيْنَ يَدَيْه، فأخَذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِناصيَتِه أذَلَّ ما كانتْ قَطُّ، حتى أدخَلَه في العَمَلِ. فقال له أصْحابُه: يا نبيَّ اللهِ، هذه بَهيمةٌ لا تَعقِلُ تَسجُدُ لكَ ونحن نَعقِلُ، فنَحْنُ أحَقُّ أنْ نَسجُدَ لكَ، فقال: لا يَصلُحُ لبَشَرٍ أنْ يَسجُدَ لبَشَرٍ، ولو صَلُحَ لبَشَرٍ أنْ يَسجُدَ لبَشَرٍ، لأمَرْتُ المَرْأةَ أنْ تَسْجُدَ لزَوْجِها؛ مِنْ عِظَمِ حَقِّه عليها، والذي نَفْسي بِيَدِه، لو كان مِنْ قَدَمِه إلى مَفْرِقِ رَأْسِه قُرْحةٌ تَنْبَجِسُ بالقَيْحِ والصَّديدِ، ثُم اسْتَقْبَلَتْه تَلْحَسُه ما أدَّتْ حَقَّه.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12614 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره، دون قوله: والذي نفْسي بيدِه لو كان من قدَمِه ... إلخ | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

122 - زارَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَنزلِنا، فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ. قال: فرَدَّ سعدٌ ردًّا خَفيًّا، قال قَيسٌ: فقلْتُ: ألَا تأذَنُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: ذَرْهُ يُكثِرْ علينا مِنَ السلامِ. ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ. فرَدَّ سعدٌ رَدًّا خَفيًّا، فرجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واتَّبَعَه سعدٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، قد كنتُ أَسمَعُ تَسليمَك، وأَرُدُّ عليك رَدًّا خَفيًّا؛ لتُكثِرَ علينا مِنَ السلامِ، قال: فانصرَفَ معه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَ له سعدٌ بغُسْلٍ، فوُضِع، فاغتسَلَ، ثمَّ ناوَلَه -أو قال: ناوِلُوه- مِلْحَفةً مَصْبوغةً بزَعْفَرانٍ ووَرْسٍ، فاشتمَلَ بها، ثمَّ رفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيهِ وهو يقولُ: اللَّهمَّ اجعَلْ صَلَواتِك ورحمتَك على آلِ سعدِ بنِ عُبادةَ. قال: ثمَّ أَصاب مِنَ الطعامِ، فلمَّا أراد الانصرافَ قَرَّبَ إليه سعدٌ حِمارًا قد وَطَّأَ عليه بقَطيفةٍ، فرَكِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال سعدٌ: يا قَيسُ، اصحَبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال قَيسٌ: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اركَبْ، فأبَيْتُ، ثمَّ قال: إمَّا أنْ تَركَبَ، وإمَّا أنْ تَنصرِفَ، قال: فانصرَفْتُ.
الراوي : قيس بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15476 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة

123 - لَمَّا دخَلْنا مَسجِدَ الجابيةِ أنا وأبو الدَّرْداءِ لَقِيَنا عُبادةُ بنُ الصامِتِ، فأخَذَ يَميني بشِمالِه وشِمالَ أبي الدَّرْداءِ بيَمينِه، فخرَجَ يَمْشي بيْننا ونحنُ نَنْتَجي، واللهُ أَعلَمُ بما نَتناجى، وذاكَ قَولُه، فقال عُبادةُ بنُ الصامتِ: لئِنْ طالَ بكما عُمُرُ أحَدِكما أو كِلاكُما لَتُوشِكانِ أنْ تَرَيَا الرجُلَ مِن ثَبَجِ المُسلِمينَ -يعني: مِن وسَط- قرَأَ القرآنَ على لسانِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَعادَه وأَبْداه، وأحَلَّ حَلالَه، وحرَّمَ حَرامَه، ونزَلَ عِندَ مَنازِلِه، أو قرأَهُ على لسانِ أخيه قِراءةً على لسانِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَعادَه وأَبْداه، وأحَلَّ حَلالَه، وحرَّمَ حرامَه، ونزَلَ عِندَ مَنازِلِه، لا يَحورُ فيكم إلَّا كما يَحورُ رأسُ الحمارِ المَيِّتِ. قال: فبيْنا نحنُ كذلك إذْ طلَعَ شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ وعَوفُ بنُ مالِكٍ، فجلَسَا إلينا، فقال شَدَّادٌ: إنَّ أَخْوفَ ما أَخاف عليكم أيُّها الناسُ لَمَا سمِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ مِنَ الشَّهوةِ الخَفيَّةِ والشِّركِ. فقال عُبادةُ بنُ الصامِتِ وأبو الدَّرْداءِ: اللَّهمَّ غَفْرًا، أوَ لم يَكُنْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد حدَّثَنا: إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أنْ يُعبَدَ في جزيرةِ العربِ؟ فأمَّا الشَّهوةُ الخَفيَّةُ فقد عرَفْناها؛ هي شَهَواتُ الدنيا مِن نِسائِها وشَهَواتِها، فما هذا الشِّركُ الذي تُخَوِّفُنا به يا شَدَّادُ؟ فقال شَدَّادٌ: أَرأيْتَكم لو رأيْتُم رجُلًا يُصلِّي لرجُلٍ، أو يَصومُ له، أو يَتصدَّقُ له، أَتَرَوْنَ أنَّه قد أَشرَكَ؟ قالوا: نعَمْ واللهِ؛ إنَّه مَن صَلَّى لرجُلٍ أو صام له أو تَصَدَّقَ له لقد أَشرَكَ. فقال شَدَّادٌ: فإنِّي قد سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى يُرائي فقد أَشرَكَ، ومَن صام يُرائي فقد أَشرَكَ، ومَن تَصَدَّقَ يُرائي فقد أَشرَكَ. فقال عَوفُ بنُ مالِكٍ عِندَ ذلك: أفلا يَعمِدُ إلى ما ابتُغيَ فيه وجْهُه مِن ذلك العملِ كلِّه، فيَقْبَلَ ما خَلَصَ له ويَدَعَ ما يُشرَكُ به؟ فقال شَدَّادٌ عِندَ ذلك: فإنِّي قد سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: أنا خَيرُ قَسيمٍ لِمَن أَشرَكَ بي، مَن أَشرَكَ بي شَيئًا فإنَّ حَشْدَه عَمَلَه، قليلَه وكثيرَه، لِشَريكِه الذي أَشرَكَه به، وأنا عنه غَنيٌّ.
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17140 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

124 - في مَتْنِهِ: فطَلَعَ سعدٌ، بدلَ قولِه: فطَلَعَ رَجُلٌ من الأنصارِ. [أي في حديث: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى. فلما كان اليوم الثالث، قال النبي صلى الله عليه وسلم، مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت؟ قال: نعم...]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20/125 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] ابن لهيعة سيئ الحفظ | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

125 - لمَّا قسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبايا بَني المُصْطَلِقِ وقَعَتْ جُوَيرِيةُ بِنتُ الحارِثِ في السَّهمِ لثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ -أو لِابنِ عَمٍّ له- وكاتَبَتْه على نَفْسِها، وكانَتِ امْرأةً حُلْوةً مُلاحةً لا يَراها أحَدٌ إلا أخَذَتْ بنَفْسِه، فأتَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَستَعينُه في كِتابَتِها، قالَتْ: فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها على بابِ حُجْرَتي فكَرِهْتُها، وعرَفتُ أنَّه سيَرى منها ما رأيْتُ، فدخَلَتْ عليه، فقالَتْ: يا رسولَ اللهِ، أنا جُوَيرِيةُ بِنتُ الحارِثِ بنِ أبي ضِرارٍ سَيِّدِ قَومِه، وقد أصابَني مِن البَلاءِ ما لم يَخْفَ عليكَ، فوقَعْتُ في السَّهمِ لثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ -أو لِابنِ عَمٍّ له- فكاتَبْتُه على نَفْسي، فجِئْتُكَ أستَعينُكَ على كِتابَتي. قال: فهلْ لكِ في خَيرٍ مِن ذلك؟ قالَتْ: وما هو يا رسولَ اللهِ؟ قال: أقْضي كِتابَتَكِ وأتزَوَّجُكِ، قالَتْ: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ. قال: قد فَعَلتُ. قالَتْ: وخرَجَ الخَبَرُ إلى الناسِ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيرِيةَ بِنتَ الحارِثِ، فقال الناسُ: أصْهارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأرْسَلوا ما بِأيْديهم، قالَتْ: فلقد أُعتِقَ بتَزْويجِه إيَّاها مِئةُ أهلِ بَيتٍ مِن بَني المُصْطَلِقِ، فما أعلَمُ امْرأةً كانَتْ أعظَمَ بَرَكةً على قَومِها منها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26365 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

126 - قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ، وأنا ابنُ تِسعِ سِنينَ، فانطَلَقَتْ بي أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ إلى نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، هذا ابْني استَخْدِمْه. فخَدَمتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تِسعَ سِنينَ، فما قال لي لشيءٍ فعَلتُه: لِمَ فعَلتَ كذا وكذا، وما قال لي لشيءٍ لم أفعَلْه: ألَا فعَلتَ كذا وكذا، وأتاني ذاتَ يومٍ وأنا ألعَبُ مع الغِلْمانِ -أو قال: مع الصِّبْيانِ- فسَلَّمَ علينا، ثُم دعاني فأرسَلَني في حاجةٍ، فلمَّا رَجَعتُ قال: لا تُخبِرْ أحَدًا، فاحتَبَسْتُ على أُمِّي، فلمَّا أتَيتُها قالتْ: يا بُنَيَّ، ما حَبَسَكَ؟ قلتُ: أرسَلَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حاجَةٍ له، قالتْ: وما هي؟ قلتُ: إنَّه قال: لا تُخبِرَنَّ بها أحَدًا. قالتْ: أيْ بُنَيَّ، فاكْتُمْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِرَّهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12784 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

127 - جاء سَلْمانُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين قَدِمَ المدينةَ بمائدةٍ عليها رُطَبٌ، فوَضَعَها بيْنَ يَدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما هذا يا سَلْمانُ؟ قال: صَدَقةٌ عليكَ وعلى أصْحابِكَ، قال: ارْفَعْها؛ فإنَّا لا نَأكُلُ الصَّدَقةَ. فرَفَعَها، فجاءَ من الغَدِ بمِثلِه، فوَضَعَه بيْنَ يَدَيهِ، قال: ما هذا يا سَلْمانُ؟ قال: صَدَقةٌ عليكَ وعلى أصْحابِكَ، قال: ارْفَعْها؛ فإنَّا لا نَأكُلُ الصَّدَقةَ. فرَفَعَها، فجاءَ مِن الغَدِ بمِثلِه، فوَضَعَه بيْنَ يَدَيهِ يَحمِلُه، فقال: ما هذا يا سَلْمانُ؟ فقال: هَدِيَّةٌ لك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه: ابسُطُوا، فنَظَرَ إلى الخاتَمِ الذي على ظَهْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فآمَنَ به. وكان لليَهودِ، فاشْتراهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكذا وكذا دِرهمًا، وعلى أنْ يَغرِسَ نَخلًا، فيَعمَلَ سَلْمانُ فيها حتى تُطعِمَ. قال: فغَرَسَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّخْلَ إلَّا نَخْلةً واحدةً غَرَسَها عُمَرُ، فحَمَلَتِ النَّخْلُ مِن عامِها ولم تَحمِلِ النَّخْلةُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما شَأنُ هذه؟ قال عُمَرُ: أنا غَرَستُها يا رسولَ اللهِ، قال: فنَزَعَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم غَرَسَها، فحَمَلَتْ مِن عامِها.
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22997 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي | أحاديث مشابهة

128 - كُنَّا عندَ أَنَسِ بنِ مالِكٍ، فكتَبَ كتابًا بين أهلِه، فقال: اشهَدوا يا مَعشَرَ القُرَّاءِ، قال ثابتٌ: فكأنِّي كرِهْتُ ذلك، فقُلتُ: يا أبا حَمْزةَ: لو سمَّيْتَهم بأسمائِهم، قال: وما بأسُ ذلك أنْ أقولَ لكم: قُرَّاءٌ، أفلا أُحدِّثُكم عن إخوانِكمُ الذين كُنَّا نُسمِّيهم على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرَّاءَ، فذكَرَ أنَّهم كانوا سَبعينَ، فكانوا إذا جنَّهمُ الليلُ، انطَلَقوا إلى مَعْلَمٍ لهم بالمدينةِ، فيَدرُسونَ فيه القُرآنَ حتى يُصبِحوا، فإذا أصبَحوا، فمَن كانت له قوَّةٌ استَعذَب منَ الماءِ، وأَصابَ منَ الحَطَبِ، ومَن كانت عنده سَعةٌ اجتَمَعوا، فاشتَرَوُا الشَّاةَ، فأَصلَحوها، فيُصبِحُ ذلك مُعلَّقًا بحُجَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أُصيبَ خُبَيبٌ، بعَثَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَتَوْا على حيٍّ من بَني سُلَيمٍ، وفيهم خالي حَرامٌ، فقال حَرامٌ لأَميرِهم: دَعْني فلْأُخبِرْ هؤلاء أنَّا لسْنا إيَّاهم نُريدُ، حتى يُخْلوا وجْهَنا، -وقال عَفَّانُ: فيُخْلونَ وجْهَنا- فقال لهم حَرامٌ: إنَّا لسْنا إيَّاكم نُريدُ، فاستَقبَلَه رجُلٌ بالرُّمحِ، فأنفَذَه منه، فلمَّا وجَدَ الرُّمحَ في جوْفِه قال: اللهُ أكبرُ، فُزْتُ وربِّ الكَعبةِ، قال: فانطَوَوْا عليهم فما بقِيَ منهم أَحَدٌ، فقال أَنَسٌ: فما رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَدَ على شيءٍ قَطُّ وَجْدَه عليهم، فلقد رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلمَّا صلَّى الغَداةَ رفَعَ يدَيْه فدَعا عليهم، فلمَّا كان بعدَ ذلك، إذا أبو طَلْحةَ يقولُ لي: هل لكَ في قاتلِ حَرامٍ؟ قال: قُلتُ له: ما له فعَلَ اللهِ به وفعَلَ، قال: مَهلًا، فإنَّه قد أَسلَمَ، وقال عَفَّانُ: رفَعَ يَدَه يَدْعو عليهم، وقال أبو النَّضْرِ: رفَعَ يدَيْه.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12402 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

129 - أتَى رجُلٌ أبا هُرَيرةَ فقالَ: أنت الذي تَنهَى الناسَ أنْ يُصلُّوا، عليهم نِعالُهم؟ قال: لا، ولكِنْ ورَبِّ هذه الحُرْمةِ، لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي إلى هذا المقامِ، وعليه نَعلاه، وانصَرَفَ وهما عليه. ونَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صيامِ يومِ الجمُعةِ، إلَّا أنْ يكونَ في أيَّامٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8772 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

130 - قال: انطلَقْتُ مع أبي وأنا غُلامٌ، فأتَيْنا رَجُلًا مِن الهاجِرةِ، جالسًا في ظِلِّ بَيتِه وعليه بُردانِ أَخضرانِ، وشُعرُه وَفرةٌ، وبرأسِه رَدْعٌ مِن حِنَّاءٍ، قال: فقال لي أبي: أَتدري مَن هذا؟ فقُلْتُ: لا، قال: هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فتحدَّثْنا طويلًا، قال: فقال له أبي: إنِّي رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتِ طِبٍّ، فأَرِني الذي بباطنِ كَتفِكَ، فإنْ تكُ سِلعةً قطَعْتُها، وإنْ تكُنْ غيرَ ذلك أخبَرْتُكَ، قال: طَبيبُها الذي خلَقَها، قال: ثُمَّ نظَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليَّ، فقال له: ابنُكَ هذا؟ قال: أشهَدُ به، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: انظُرْ ما تقولُ؟!، قال: إي ورَبِّ الكَعبةِ، قال: فضحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لشَبَهي بأبي، ولحَلِفِ أبي علَيَّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا هذا، لا يَجْني عليك، ولا تَجْني عليه.
الراوي : أبو رمثة التيمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7115 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

131 - لَمَّا كان يومُ بَدْرٍ، قال: نظَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أصحابِه وهم ثلاثُ مِئةٍ ونيِّفٌ، ونظَرَ إلى المشرِكينَ فإذا هم ألفٌ وزيادةٌ، فاستقبَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ثمَّ مَدَّ يدَيْه، وعليه رِداؤُه وإزارُه، ثمَّ قال: اللهمَّ أين ما وعَدتَني؟ اللهمَّ أنجِزْ ما وعَدتَني، اللهمَّ إنْ تَهلِكْ هذه العِصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ فلا تُعبَدُ في الأرضِ أبدًاقال: فما زالَ يَستغيثُ ربَّه، ويدْعوه حتى سقَطَ رِداؤُه، فأتاهُ أبو بَكْرٍ فأخَذَ رِداءَه [فرَدَّاهُ، ثمَّ الْتزَمَه مِن ورائِه، ثمَّ قال: يا نبيَّ اللهِ، كذاك مُناشَدَتُك ربَّك؛ فإنَّه سيُنجِزُ لك ما وعَدَك]. وأنزَلَ اللهُ تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]. فلمَّا كان يومئذٍ، والْتَقَوْا فهزَمَ اللهُ المشرِكينَ، فقُتِل منهم سبعونَ رجُلًا، وأُسِرَ منهم سبعونَ رجُلًا، فاستشارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا بَكْرٍ وعليًّا وعمرَ، فقال أبو بَكْرٍ: يا نبيَّ اللهِ، هؤلاء بنو العمِّ والعَشيرةُ والإخوانُ، فإنِّي أرى أنْ تأخُذَ منهم الفِداءَ، فيكونُ ما أخَذْنا منهم قوَّةً لنا على الكفَّارِ، وعسى اللهُ أنْ يَهدِيَهم فيكونونَ لنا عَضُدًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما تَرى يا ابْنَ الخطَّابِ؟، فقال: قلتُ: واللهِ ما أرى ما رأَى أبو بَكْرٍ، ولكنِّي أرى أنْ تُمَكِّنَنِي مِن فلانٍ -قريبٍ لعمرَ- فأضرِبَ عُنُقَه، وتُمكِّنَ عليًّا مِن عَقِيلٍ فيَضرِبَ عنُقَه، وتُمكِّنَ حمزةَ مِن فلانٍ أخيهِ فيضرِبَ عنُقَه؛ حتى يَعلَمَ اللهُ أنَّه ليس في قلوبِنا هَوادةٌ للمشرِكينَ، هؤلاء صناديدُهم وأئمَّتُهم وقادتُهم، فهَوِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بَكْرٍ، ولم يَهْوَ ما قلتُ، فأخَذَ منهم الفِداءَ. فلمَّا كان مِن الغدِ، قال عُمَرُ: غَدَوْتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو قاعدٌ وأبو بَكْرٍ، وإذا هما يَبكيانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني ماذا يُبكِيكَ أنت وصاحبُك؟ فإنْ وجَدتُ بُكاءً بكَيتُ، وإن لم أجِدْ بكاءً تباكَيتُ لبُكائِكما، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الذي عَرَضَ عليَّ أصحابُك مِن الفِداءِ، ولقد عُرِض عليَّ عذابُكم أدْنى مِن هذه الشجرةِ -لشجرةٍ قريبةٍ- وأنزَلَ اللهُ تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إلى قولِه: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أخَذْتُمْ} [الأنفال: 68] مِن الفِداءِ، ثمَّ أُحِلَّ لهم الغنائمُ. فلمَّا كان يومُ أُحُدٍ مِن العامِ المُقبِلِ عُوقِبوا بما صنَعوا يومَ بدرٍ مِن أخذِهم الفِداءَ، فقُتِل منهم سبعونَ، وفَرَّ أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُه، وهُشِمَتِ البَيْضَةُ على رأسِه، وسالَ الدمُ على وجهِه، فأنزَلَ اللهُ: {أَوَلَمَّا أصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} [آل عمران: 165]، إلى قولِه: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] بأخذِكم الفِداءَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 221 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

132 - عن أبي عُبَيدةَ بنِ الجَرَّاحِ قال: ذكَرَ مَن دخَلَ عليه فوجَدَهُ يَبكي، فقال: ما يُبكيكَ يا أبا عُبَيدةَ؟ فقال: نَبكي أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَرَ يَومًا ما: يَفتَحُ اللهُ على المُسلِمينَ، ويُفيءُ عليهم. حتى ذكَرَ الشَّامَ، فقال: إنْ يُنسَأْ في أجَلِكَ يا أبا عُبَيدةَ، فحَسبُكَ مِنَ الخَدَمِ ثَلاثةٌ: خادِمٌ يَخدُمُكَ، وخادِمٌ يُسافِرُ معكَ، وخادِمٌ يَخدُمُ أهلَكَ ويَرُدُّ عليهم، وحَسبُكَ مِنَ الدَّوابِّ ثَلاثةٌ: دابَّةٌ لِرَحلِكَ، ودابَّةٌ لِثَقَلِكَ، ودابَّةٌ لِغُلامِكَ. ثم هذا أنا أنظُرُ إلى بَيتي قدِ امتَلَأَ رَقيقًا، وأنظُرُ إلى مِربَطي قدِ امتَلَأَ دَوابَّ وخَيلًا، فكيف ألْقى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعدَ هذا؟ وقد أوصانا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أحَبَّكم إلَيَّ وأقرَبَكم مِنِّي مَن لَقيَني على مِثلِ الحالِ التي فارَقَني عليها.
الراوي : أبو عبيدة عامر بن الجراح | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1696 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

133 - أُتِيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بِدَنانيرَ، فجعَلَ يَقبِضُ قَبضةً قَبضةً، ثم يَنظُرُ عن يَمينِهِ، كأنَّهُ يُؤامِرُ أحَدًا: مَن يُعطي؟ قالَ عَفَّانُ في حَديثِهِ: يُؤامِرُ أحَدًا، ثم يُعطي، وَرَجُلٌ أسوَدُ مَطمومٌ، عليهِ ثَوبانِ أبيَضانِ بَينَ عَينَيْهِ أثَرُ السُّجودِ، فقالَ: ما عَدَلْتَ في القِسْمةِ. فغَضِبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وقالَ: مَن يَعدِلُ عليكم بَعدي؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ألَا نَقتُلُهُ؟ فقالَ: لا، ثم قال لِأصحابِهِ: هذا وَأصحابُهُ يَمرُقونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّميةِ، لا يَتَعَلَّقونَ مِنَ الإسلامِ بِشَيءٍ.
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20434 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

134 - ذهَبَ بَصَري على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ذهَبَ بَصَري، ولا أستَطيعُ الصَّلاةَ خَلفَكَ، فلو بَوَّأْتَ في داري مَسجِدًا فصَلَّيتَ فيه، فأتَّخِذَهُ مُصَلًّى. قال: نَعَمْ، فإنِّي غادٍ عليكَ غَدًا. قال: فلمَّا صَلَّى مِنَ الغَدِ التَفَتَ إليه، فقامَ حتى أتاهُ، فقال: يا عِتْبانُ، أينَ تُحِبُّ أنْ أُبَوِّئَ لكَ؟ فوصَفَ له مَكانًا، فبَوَّأَ له، وصَلَّى فيه، ثم حبَسَ، أو جلَسَ، وبَلَغَ مَن حَوْلَنا مِنَ الأنصارِ، فجاؤوا حتى مُلِئَتْ علينا الدَّارُ، فذَكَروا المُنافِقينَ، وما يَلقَوْنَ مِن أذاهم وشَرِّهم، حتى صَيَّروا أمرَهم إلى رَجُلٍ منهم يُقالُ له: مالِكُ بنُ الدُّخْشُمِ، وقالوا: مِن حالِهِ، ومِن حالِهِ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ساكِتٌ، فلمَّا أكثَروا قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: أليسَ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ فلمَّا كانَ في الثَّالِثةِ قالوا: إنَّهُ لَيَقولُهُ. قال: والذي بعَثَني بِالحَقِّ، لئن قالَها صادِقًا مِن قَلبِهِ، لا تَأكُلُهُ النَّارُ أبَدًا. قال: فما فَرِحوا بِشَيءٍ قَطُّ كَفَرَحِهم بما قالَ.
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16484 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف بهذه السياقة | أحاديث مشابهة

135 - دَخَلتُ مسجدَ حِمصَ فجَلَستُ إلى حَلْقةٍ فيها اثنانِ وثَلاثونَ رَجُلًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: يقولُ الرَّجُلُ منهم: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيُحدِّثُ، ثُمَّ يقولُ الآخَرُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيُحدِّثُ، قال: وفيهم رَجُلٌ أدعَجُ بَرَّاقُ الثَّنايا، فإذا شَكُّوا في شيءٍ رَدُّوه إليه ورَضُوا بما يقولُ فيه، قال: فلمْ أجلِسْ قبلَه ولا بعدَه مَجلسًا مِثلَه، فتَفرَّقَ القَومُ، وما أعرِفُ اسمَ رَجُلٍ منهم ولا مَنزِلَه، قال: فبِتُّ بلَيلةٍ ما بِتُّ بمِثلِها، قال: وقُلْتُ: أنا رَجُلٌ أطلُبُ العِلمَ، وجَلَستُ إلى أصحابِ نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم أعرِفْ اسمَ رَجُلٍ منهم ولا مَنزِلَه! فلمَّا أصبَحتُ غَدَوتُ إلى المسجدِ، فإذا أنا بالرَّجُلِ الذي كانوا إذا شَكُّوا في شيءٍ رَدُّوه إليه، يَركَعُ إلى بعضِ أُسطُواناتِ المسجدِ، فجَلَستُ إلى جانبِه، فلمَّا انصرَفَ قُلْتُ: يا عبدَ اللهِ، واللهِ إنِّي لأُحِبُّكَ للهِ، فأخَذَ بحُبوَتي حتى أدناني منه، ثُمَّ قال: إنَّكَ لتُحِبُّني للهِ؟ قال: قُلْتُ: إي واللهِ، إنِّي لأُحِبُّكَ للهِ، قال: فإنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ المُتَحابِّينَ بجَلالِ اللهِ في ظِلِّ اللهِ وظِلِّ عَرشِه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه، قال: فقُمتُ مِن عندِه، فإذا أنا برَجُلٍ مِن القَومِ الذين كانوا معه، قال: قُلْتُ: حديثًا حَدَّثَنيه الرَّجُلُ، قال: أمَا إنَّه لا يقولُ لكَ إلَّا حَقًّا، قال: فأخبَرتُه، فقال: قد سَمِعتُ ذلك وأفضلَ منه؛ سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَأثُرُ عن ربِّه تَبارَكَ وتَعالى: حَقَّتْ مَحبَّتي للذين يَتحابُّونَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحبَّتي للذين يَتباذَلونَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحبَّتي للذين يَتزاوَرونَ فيَّ، قال: قُلْتُ: مَن أنت يَرحَمُكَ اللهُ؟ قال: أنا عُبادةُ بنُ الصَّامتِ، قال: قُلْتُ: مَن الرَّجُلُ؟ قال: مُعاذُ بنُ جَبَلٍ.
الراوي : معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22783 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

136 - عن صفْوانَ بنِ أميَّةَ، أنَّه قيل لهُ: إنَّه لا يدْخُلُ الجنَّةَ إلا مَن هاجَرَ، قالَ: فقلتُ: لا أدخُلُ مَنْزلي حتَّى آتِيَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأَسأَلُه، فأَتيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا سرَقَ خَميصةً لي لرَجُلٍ معَهُ، فأمَرَ بقَطْعِه، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قدْ وهَبْتُها لهُ، قالَ: فهَلَّا قبْلَ أن تأْتيَني بهِ؟ قالَ: فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّهم يقولونَ: لا يدخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مَن هاجَرَ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا هِجْرةَ بعدَ فتْحِ مكَّةَ، ولكنْ جِهادٌ ونيَّةٌ، وإذا استُنْفِرْتُم فانفِروا.
الراوي : صفوان بن أمية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 27640 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بطرقه وشاهديه | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

137 - عن سعيدِ بنِ عُبَيدٍ، قال: سَمِعتُ عليَّ بنَ رَبيعةَ قال: شَهِدتُ المُغيرةَ بنَ شُعبَةَ خَرَجَ يومًا، فرَقيَ على المِنبرِ، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثُمَّ قال: ما بالُ هذا النَّوحِ في الإسلامِ؟ وكان مات رَجُلٌ مِن الأنصارِ، فنِيحَ عليه، قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس ككَذِبٍ على أحَدٍ، فمَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا؛ فليَتبوَّأْ مَقعدَه مِن النَّارِ، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّه مَن نِيحَ عليه؛ يُعذَّبُ بما نِيحَ عليه.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18202 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

138 - بَينَما نحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في صُفوفِنا في الصلاةِ، صلاةِ الظُّهرِ، أو العَصرِ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَتناوَلُ شَيئًا، ثُمَّ تَأخَّرَ فتَأخَّرَ النَّاسُ، فلمَّا قَضى الصلاةَ قال له أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: شَيئًا صَنَعْتَه في الصلاةِ لم تَكُنْ تَصنَعُه؟ قال: عُرِضَتْ عليَّ الجَنَّةُ بما فيها مِن الزَّهْرةِ والنَّضْرةِ، فتَناوَلتُ منها قِطْفًا مِن عِنَبٍ لِآتِيَكُم به، فحِيلَ بَيْني وبَيْنَه، ولو أتيتُكُم به لَأكَلَ منه مَنْ بَينَ السماءِ والأرضِ، لا يُنقصونَه شَيئًا، ثُمَّ عُرِضَتْ عليَّ النَّارُ، فلمَّا وَجَدتُ سَفْعَها تأخَّرْتُ عنها، وأكْثَرُ مَن رَأيتُ فيها النساءُ اللَّاتي إنِ اؤتُمِنَّ أَفشَيْنَ، وإنْ يُسألْنَ بَخِلْنَ، وإنْ يَسألْنَ أَلحَفْنَ -قال حُسَينٌ: وإنْ أُعْطينَ لم يَشْكُرنَ- ورَأيتُ فيها لُحَيَّ بنَ عَمرٍو يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ، وأشْبَهُ مَن رَأيتُ به مَعْبَدُ بنُ أَكْثَمَ الكَعْبيُّ، قال مَعبَدٌ: يا رسولَ اللهِ، أيُخْشى عليَّ مِن شَبَهِه وهو والِدٌ؟ فقال: لا، أنتَ مُؤمِنٌ، وهو كافِرٌ، قال حُسَينٌ: وكان أوَّلَ مَن حَمَلَ العربَ على عِبادةِ الأوثانِ، قال حُسينٌ: تأخَّرتُ عنها ولولا ذلك لَغَشيَتكُم.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14800 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

139 - كَتَبَ مُعاويةُ إلى المُغيرةِ بنِ شُعبَةَ: اكتُبْ إليَّ بما سَمِعتَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعاني المُغيرةُ، قال: فكَتَبَ إليه: إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا انصرَفَ مِن الصَّلاةِ، قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وَحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ، وله الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، اللَّهُمَّ لا مانعَ لما أعطَيتَ، ولا مُعطيَ لما مَنَعتَ، ولا يَنفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ، وسَمِعتُه يَنهى عن قِيلَ وقال، وعن كَثرةِ السُّؤالِ، وإضاعةِ المالِ، وعن وَأدِ البناتِ، وعُقوقِ الأُمَّهاتِ،  ومَنعٍ وهاتِ.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18232 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

140 - قَدِمَ علينا عبدُ اللهِ بنُ رَباحٍ الأنصاريُّ، وكانتِ الأنصارُ تُفقِّهُه فأتَيتُه، وهو في حِواءِ شَريكِ بنِ الأعوَرِ الشَّارِعِ على المِربَدِ، وقد اجتمَعَ عليه ناسٌ مِن النَّاسِ، فقال: حَدَّثَنا أبو قَتادةَ الأنصاريُّ فارسُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَيشَ الأُمَراءِ فقال: عليكم زَيدَ بنَ حارثةَ، فإنْ أُصيبَ زَيدٌ، فجَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فإنْ أُصيبَ جَعفَرٌ، فعَبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ الأنصاريُّ، فوَثَبَ جَعفَرٌ فقال: بأبي أنت وأُمِّي يا رسولَ اللهِ، ما كنتُ أرهَبُ أنْ تَستعمِلَ عليَّ زَيدًا، قال: امْضِه؛ فإنَّك لا تَدري أيَّ ذلك خيرٌ، فانطَلَقوا فلَبِثوا ما شاء اللهُ، ثُمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ المِنبَرَ، وأمَرَ أنْ يُنادى: الصَّلاةُ جامعةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ناب خَبرٌ، أو بات خَبرٌ، أو ثاب خَبرٌ -شَكَّ عبدُ الرَّحمنِ- ألَا أُخبِرُكم عن جَيشِكم هذا الغازي؟ إنَّهم انطَلَقوا، فلَقَوُا العَدوَّ، فأُصيبَ زَيدٌ شَهيدًا، فاستغفِروا له، فاستغفَرَ له النَّاسُ، ثُمَّ أخَذَ اللِّواءَ جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فشَدَّ على القَومِ حتى قُتِلَ شَهيدًا، أشهَدُ له بالشَّهادةِ، فاستغفِروا له، ثُمَّ أخَذَ اللِّواءَ عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ، فأثبَتَ قَدمَيه حتى قُتِلَ شَهيدًا، فاستغفِروا له، ثُمَّ أخَذَ اللِّواءَ خالدُ بنُ الوَليدِ ولم يَكُنْ مِن الأُمَراءِ هو أمَّرَ نَفْسَه، ثُمَّ رَفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إصبَعَيه فقال: اللَّهُمَّ هو سَيفٌ مِن سُيوفِكَ؛ فانصُرْه، فمِن يومئذ سُمِّيَ خالدٌ سَيفَ اللهِ، ثُمَّ قال: انفِروا فأمِدُّوا إخْوانَكم، ولا يَتخلَّفَنَّ أحدٌ، قال: فنَفَرَ النَّاسُ في حَرٍّ شَديدٍ مُشاةً ورُكْبانًا.
الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22566 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | أحاديث مشابهة

141 - حدَّثَني الجُنَيدُ بنُ أمينِ بنِ ذِروةَ بنِ نَضلةَ بنِ طَريفِ بنِ بُهصُلٍ الحِرمازيُّ، حدَّثَني أبي أمينُ بنُ ذِروةَ، عن أبيه ذِروةَ بنِ نَضلةَ، عن أبيه نَضلةَ بنِ طَريفٍ: أنَّ رَجُلًا منهم يُقالُ له: الأَعْشى، واسمُه: عبدُ اللهِ بنُ الأَعوَرِ، كانتْ عندَه امرأةٌ يُقالُ لها: مُعاذةُ، خرَجَ في رَجبٍ يميرُ أهلَه مِن هَجَرَ، فهرَبَتِ امرأتُه بعدَه ناشزًا عليه، فعاذَتْ برَجُلٍ منهم، يُقالُ له: مُطرِّفُ بنُ بُهصُلِ بنِ كَعبِ بنِ قَمَيشَعِ بنِ دُلَفَ بنِ أَهضمَ بنِ عبدِ اللهِ، فجعَلَها خلفَ ظَهرِه، فلمَّا قدِمَ، ولم يجِدْها في بيتِه، وأُخبِرَ أنَّها نشَزَتْ عليه، وأنَّها عاذَتْ بمُطرِّفِ بنِ بُهصُلٍ، فأَتاه فقال: يا ابنَ عمِّ، أعندَكَ امرأتي مُعاذةُ؟ فادفَعْها إليَّ، قال: ليست عندي، ولو كانتْ عندي لم أدفَعْها إليكَ، قال: وكان مُطرِّفٌ أعزَّ منه، فخرَجَ حتى أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعاذ به، وأنشَأَ يقولُ: يا سيِّدَ النَّاسِ وديَّانَ العَربْ... إليكَ أشكو ذِربةً مِن الذِّرَبْ كالذِّئبةِ الغَبشاءِ في ظلِّ السَّرَبْ... خرَجْتُ أَبغيها الطَّعامَ في رَجبْ فخلَّفَتْني بنِزاعٍ وهَربْ... أخلَفَتِ العَهدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ وقذَفَتْني بين عيصٍ مؤتَشَبْ... وهُنَّ شرُّ غالبٍ لمَن غلَبْ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ذلك: وهُنَّ شرُّ غالبٍ لمَن غلَبْ، فشكا إليه امرأتَه وما صنَعَتْ به، وأنَّها عندَ رَجُلٍ منهم يُقالُ له: مُطرِّفُ بنُ بُهصُلٍ، فكتَبَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إلى مُطرِّفٍ، انظُرِ امرأةَ هذا مُعاذةَ، فادفَعْها إليه، فأتاه كتابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُرِئَ عليه، فقال لها: يا مُعاذةُ، هذا كِتابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيكِ، فأنا دافعُكِ إليه، قالتْ: خُذْ لي عليه العَهدَ والميثاقَ وذِمَّةَ نبيِّه: لا يعاقِبُني فيما صنَعْتُ، فأخَذَ لها ذاك عليه، ودفَعَها مُطرِّفٌ إليه، فأنشَأَ يقولُ: لَعمرُكَ ما حُبِّي مُعاذةَ بالذي... يُغيِّرُه الواشي ولا قِدَمُ العَهدِ ولا سُوءُ ما جاءَتْ به إذ أزالَها... غُواةُ الرِّجالِ، إذ يُناجونَها بَعدي
الراوي : الأعشى المازني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6886 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

142 - أَكَلتُ ثُومًا، ثُمَّ أتَيتُ مُصلَّى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوَجَدتُه قد سَبَقَني بركعةٍ، فلمَّا صَلَّى، قُمتُ أقْضي، فوَجَدَ ريحَ الثُّومِ، فقال: مَن أكَلَ هذه البَقْلةَ، فلا يَقرَبَنَّ مسجدَنا حتى يَذهَبَ ريحُها، قال: فلمَّا قَضَيتُ الصَّلاةَ، أتَيتُه، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي عُذرًا، ناوِلْني يدَكَ، قال: فوَجَدتُه واللهِ سَهلًا، فناوَلَني يدَه، فأدخَلتُها في كُمِّي إلى صَدري، فوَجَدَه مَعصوبًا، فقال: إنَّ لك عُذرًا.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18205 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الدارقطني قد رجح إرسَأَله | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

143 - حجَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَجَّةَ الوَداعِ، قال: فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ الصبْحِ، أو الفَجرِ، قال: ثُم انحرَفَ جالسًا، واستَقبَلَ النَّاسَ بوَجهِه، فإذا هو برَجُليْنِ من وراءِ النَّاسِ لم يُصلِّيا مع النَّاسِ، فقال: ائْتوني بهذيْنِ الرَّجليْنِ، قال: فأُتِيَ بهما تُرعَدُ فَرائصُهما، فقال: ما منَعَكما أنْ تُصلِّيا مع النَّاسِ؟ قالَا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كُنَّا قد صلَّيْنا في الرِّحالِ، قال: فلا تَفعَلا، إذا صلَّى أحَدُكم في رَحلِه، ثُم أدرَكَ الصَّلاةَ معَ الإمامِ، فلْيُصلِّها معه؛ فإنَّها له نافلةٌ، قال: فقال أحَدُهما: استَغفِرْ لي يا رسولَ اللهِ، فاستَغفَرَ له، قال: ونهَضَ النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونهَضْتُ معهم، وأنا يومَئذٍ أشبُّ الرِّجالِ وأجلَدُه، قال: فما زِلْتُ أزحَمُ النَّاسَ حتى وصَلْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذْتُ بيَدِه، فوضَعْتُها إمَّا على وَجْهي أو صَدْري، قال: فما وجَدْتُ شيئًا أطيَبَ، ولا أبرَدَ من يَدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: وهو يومَئذٍ في مسجِدِ الخَيْفِ.
الراوي : يزيد بن الأسود العامري السوائي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17476 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

144 - قال: ودَعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مُضَرَ، قال: فأتَيْتُه، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللهَ قد نصَرَكَ وأعْطاكَ، واستَجابَ لكَ، وإنَّ قَومَكَ قد هَلَكوا، فادْعُ اللهَ لهم، فأعرَضَ عنه، قال: فقُلْتُ له: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللهَ قد نصَرَكَ وأعْطاكَ واستَجابَ لكَ، وإنَّ قَومَكَ قد هَلَكوا، فادْعُ اللهَ لهم، فقال: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيثًا مُغيثًا، مَريعًا طَبَقًا غَدَقًا غيرَ رائثٍ، نافعًا غيرَ ضارٍّ، فما كانت إلَّا جمُعةٌ أو نَحوُها حتى مُطِروا، قال شُعْبةُ: في الدعاءِ كَلمةٌ سمِعْتُها من حَبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن سالمٍ، في الاستِسْقاءِ، وفي حديثِ حَبيبٍ، أو عَمْرٍو، عن سالمٍ، قال: جِئتُكَ من عندِ قَومٍ ما يَخطِرُ لهم فَحلٌ، ولا يَتزوَّدُ لهم راعٍ.
الراوي : كعب بن مرة أو مرة بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18062 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

145 - كان عُبَيدُ اللهِ بنُ زيادٍ يَسأَلُ عن الحَوضِ -حَوضِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وكان يُكذِّبُ به، بعدَما سأَلَ أبا بَرْزَةَ والبراءَ بنَ عازِبٍ وعائذَ بنَ عمرٍو ورَجُلًا آخَرَ، وكان يُكذِّبُ به! فقال أبو سَبْرَةَ: أنا أحدِّثُكَ بحديثٍ فيه شفاءُ هذا؛ إنَّ أباك بعَثَ معي بمالٍ إلى مُعاويَةَ، فلقيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو، فحدَّثَني مما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمْلَى علَيَّ، فكتَبْتُ بِيَدي، فلم أَزِدْ حرفًا، ولم أَنقُصْ حرفًا، حدَّثَني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّ اللهَ لا يحِبُّ الفُحشَ -أو يُبغِضُ الفاحشَ والمتفحِّشَ-. قال: ولا تقومُ السَّاعةُ حتى يَظهَرَ الفُحشُ والتَّفاحُشُ، وقطيعةُ الرَّحِمِ، وسوءُ المجاورةِ، وحتى يؤتَمَنَ الخائنُ ويخَوَّنَ الأمينُ. وقال: ألا إنَّ مَوعدَكُمْ حَوضي، عرْضُه وطولُه واحدٌ، وهو كما بين أَيْلَةَ ومكَّةَ، وهو مَسيرةُ شهرٍ، فيه مِثلُ النُّجومِ أباريقُ، شرابُه أَشَدُّ بياضًا مِن الفِضَّةِ، مَن شرِبَ منه مَشرَبًا؛ لمْ يَظمَأْ بعدَه أبدًا. فقال عُبَيدُ اللهِ: ما سمِعْتُ في الحَوْضِ حديثًا أثبتَ مِن هذا. فصدَّقَ به، وأخَذَ الصَّحيفةَ، فحبَسَها عندَه.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6514 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

146 - لمَّا أرادَ عبدُ اللهِ أنْ يأتيَ المَدينةَ، جمَعَ أَصحابَه، فقال: واللهِ إنِّي لأَرجو أنْ يكونَ قد أصبَحَ اليومَ فيكم مِن أفضَلِ ما أصبَحَ في أجْنادِ المُسلمينَ مِن الدِّينِ والفِقهِ والعِلمِ بالقُرآنِ، إنَّ هذا القُرآنَ أُنزِلَ على حُروفٍ، واللهِ إنْ كان الرَّجُلانِ ليَختصِمانِ أشدَّ ما اختصَما في شيءٍ قَطُّ، فإذا قال القارئُ: هذا أقرَأَني، قال: أحسَنْتَ، وإذا قال الآخَرُ، قال: كلاكما مُحسِنٌ، فأقرَأَنا: إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِرِّ، والبِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ، والكَذِبُ يَهدي إلى الفُجورِ، والفُجورُ يَهدي إلى النَّارِ، واعتَبِروا ذاك بقَولِ أحدِكم لصاحبِه: كذَبَ وفجَرَ، وبقَولِه إذا صدَّقَه: صدَقْتَ وبرِرْتَ، إنَّ هذا القُرآنَ لا يَختلِفُ ولا يُستَشَنُّ، ولا يُتفَهُ لكَثرةِ الرَّدِّ، فمَن قرَأَه على حَرفٍ، فلا يدَعْه رَغبةً عنه، ومَن قرَأَه على شيءٍ مِن تلك الحُروفِ التي علَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا يدَعْه رَغبةً عنه؛ فإنَّه مَن يَجحَدُ بآيَةٍ منه؛ يَجحَدْ به كلِّه، فإنَّما هو كقَولِ أحدِكم لصاحبِه: اعجَلْ، وحَيَّ هَلًا، واللهِ لو أعلَمُ رَجُلًا أعلمَ بما أنزَلَ اللهُ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منِّي لطَلَبْتُه، حتى أزدادَ عِلمَه إلى عِلمي، إنَّه سيَكونُ قَومٌ يُميتونَ الصَّلاةَ، فصَلُّوا الصَّلاةَ لوَقتِها، واجعَلوا صلاتَكم معهم تطوُّعًا، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعارَضُ بالقُرآنِ في كلِّ رَمضانَ، وإنِّي عَرَضْتُ في العامِ الذي قُبِضَ فيه مرَّتَينِ، فأنبَأَني أنِّي مُحسِنٌ، وقد قرَأْتُ مِن في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سبعينَ سورةً.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3845 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

147 - أصبَحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعَا بِلالًا، فقال: يا بِلالُ، بِمَ سَبَقتَني إلى الجَنَّةِ؟ ما دَخَلتُ الجَنَّةَ قَطُّ إلَّا سَمِعتُ خَشخَشَتَك أمامي، إنِّي دَخَلتُ البارحةَ الجَنَّةَ، فسَمِعتُ خَشخَشَتَكَ، فأتيتُ على قَصْرٍ مِن ذَهَبٍ مُرتَفِعٍ مُشرِفٍ، فقُلتُ: لمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لرَجُلٍ مِن العَرَبِ، قُلتُ: أنا عَرَبيٌّ، لمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لرَجُل مِن المُسلِمينَ مِن أُمَّةِ مُحمَّدٍ، قُلتُ: فأنا مُحمَّدٌ، لمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لولا غَيرَتُكَ يا عُمَرُ، لدَخَلتُ القَصْرَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ما كُنتُ لِأغارَ عليك. قال: وقال لبلالٍ: بِمَ سَبَقتَني إلى الجَنَّةِ؟ قال: ما أحْدَثتُ إلَّا تَوضَّأتُ وصَلَّيتُ رَكعَتَينِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بهذا.
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22996 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

148 - حَدَّثَني رَجُلٌ مِن الأعْرابِ، قال: جَلَبتُ جَلوبةً إلى المدينةِ في حياةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا فَرَغتُ مِن بَيْعتي قُلتُ: لَألقَيَنَّ هذا الرَّجُلَ فلأسمَعَنَّ منه، قال: فتَلَقَّاني بيْنَ أبي بَكرٍ وعُمَرَ يَمْشُون، فتَبِعتُهم في أقْفائِهم حتى أتَوْا على رَجُلٍ مِن اليَهودِ ناشِرًا التَّوْراةَ يَقرَؤُها، يُعزِّي بها نَفْسَه على ابنٍ له في المَوتِ، كأحسَنِ الفِتْيانِ وأجمَلِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنشُدُكَ بالذي أنزَلَ التَّوْراةَ، هل تَجِدُ في كِتابِكَ ذا صِفَتي ومَخرَجي؟ فقال برأسِه هكذا، أي: لا، فقال ابنُه: إي والذي أنزَلَ التَّوْراةَ، إنَّا لَنَجِدُ في كِتابِنا صِفَتَك ومَخرَجَك، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ، فقال: أقِيموا اليَهودَ عن أخيكم، ثم وَلِيَ كَفَنَه وجَنَنَه والصَّلاةَ عليه.
الراوي : رجل من الصحابة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23492 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

149 - انتَهَيتُ إلى عائشةَ أنا وعَمَّارٌ والأشتَرُ، فقال عمَّارٌ: السَّلامُ عليكِ يا أُمَّتاهُ، فقالت: السَّلامُ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدى، حتى أعادَها عليها مَرَّتَينِ أو ثلاثًا، ثم قال: أمَا واللهِ إنَّكِ لَأُمِّي وإنْ كَرِهتِ، قالت: مَن هذا معك؟ قال: هذا الأشتَرُ، قالت: أنتَ الذي أرَدتَ أنْ تَقتُلَ ابنَ أُخْتي؟ قال: نَعَمْ، قد أرَدتُ ذلك وأرادَه، قالت: أمَا لو فَعَلتَ ما أفلَحتَ، أمَّا أنتَ يا عَمَّارُ، فقد سَمِعتَ -أو سَمِعتُ- رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مُسلِمٍ إلَّا من ثلاثةٍ: إلَّا مَن زَنَى بعدَما أُحصِنَ، أو كَفَرَ بعدَما أسلَمَ، أو قَتَلَ نَفْسًا فقُتِلَ بها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24304 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

150 - عن رِبْعيِّ بنِ حِراشٍ قال: انطَلَقتُ إلى حُذَيفةَ بالمَدائِنِ لياليَ سارَ النَّاسُ إلى عُثْمانَ، فقال: يا رِبعيُّ، ما فَعَلَ قَومُكَ؟ قال: قُلتُ: عن أيِّ بالِهم تَسأَلُ؟ قال: مَن خَرَجَ منهم إلى هذا الرَّجُلِ؟ فسَمَّيتُ رِجالًا فيمَن خَرَجَ إليه، فقال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن فارَقَ الجَماعةَ، واستَذَلَّ الإمارةَ؛ لَقِيَ اللهَ ولا وَجْهَ له عندَه.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23283 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
 

1 - أنَّ المُغيرةَ بنَ شُعْبةَ أخَّرَ الصلاةَ مرَّةً -يعني: العصر-، فقال له أبو مسعودٍ: أمَا واللهِ يا مُغيرةُ لقد عَلِمْتَ أنَّ جِبريلَ عليه السلامُ نزَلَ فصَلَّى، وصَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَلَّى الناسُ معه، ثمَّ نزَلَ فصَلَّى، فصَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَلَّى الناسُ معه، حتى عَدَّ خَمْسَ صَلَواتٍ. فقال له عُمرُ: انظُرْ ما تقولُ يا عُرْوةُ، أوَ إنَّ جِبريلَ هو سَنَّ الصلاةَ؟ قال عُرْوةُ: كذلك حدَّثَني بَشِيرُ بنُ أبي مسعودٍ، فما زال عُمرُ يَتعلَّمُ وقْتَ الصَّلاةِ بعَلامةٍ حتى فارَقَ الدُّنيا.
الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17089 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (3221)، ومسلم (610) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

2 - خرَجْنا في حُجَّاجِ قَوْمِنا مِن المشرِكِينَ، وقد صلَّيْنا وفَقِهْنا، ومعنا البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ، كبيرُنا وسيِّدُنا، فلمَّا توجَّهْنا لسفَرِنا وخرَجْنا مِن المدينةِ، قال البَرَاءُ لنا: يا هؤلاء، إنِّي قد رأَيتُ واللهِ رأيًا، وإنِّي واللهِ ما أدري توافِقوني عليه أم لا، قال: قُلْنا له: وما ذاكَ؟ قال: قد رأَيتُ ألَّا أدَعَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ -يَعنِي الكعبةَ- وأنْ أصلِّيَ إليها، قال: فقُلْنا: واللهِ، ما بلَغَنا أنَّ نبيَّنا يُصلِّي إلَّا إلى الشامِ، وما نُرِيدُ أنْ نخالِفَهُ، فقال: إنِّي أصلِّي إليها، قال: فقُلْنا له: لكنَّا لا نَفعَلُ، فكنَّا إذا حضَرَتِ الصلاةُ، صلَّيْنا إلى الشامِ، وصلَّى إلى الكعبةِ، حتى قَدِمْنا مكَّةَ، قال أخي: وقد كنَّا عِبْنَا عليه ما صنَعَ، وأبَى إلا الإقامةَ عليه، فلمَّا قَدِمْنا مكَّةَ، قال: يا بنَ أخي، انطلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسأَلْهُ عمَّا صنَعْتُ في سفَري هذا؛ فإنَّه واللهِ قد وقَعَ في نفسي منه شيءٌ لِمَا رأَيْتُ مِن خلافِكم إيَّايَ فيه، قال: فخرَجْنا نَسألُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكنَّا لا نَعرِفُهُ، لم نرَهُ قبْلَ ذلك، فلَقِيَنا رجُلٌ مِن أهلِ مكَّةَ، فسأَلْناه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: هل تَعرِفانِهِ؟ قال: قُلْنا: لا، قال: فهل تَعرِفانِ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ عمَّهُ؟ قُلْنا: نَعمْ، قال: وكنَّا نَعرِفُ العبَّاسَ، كان لا يَزالُ يَقدَمُ علينا تاجرًا، قال: فإذا دخَلْتُما المسجِدَ، فهو الرَّجُلُ الجالسُ مع العبَّاسِ، قال: فدخَلْنا المسجِدَ، فإذا العبَّاسُ جالسٌ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معه جالسٌ، فسلَّمْنا، ثمَّ جلَسْنا إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للعبَّاسِ: هل تَعرِفُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يا أبا الفضلِ؟ قال: نَعمْ، هذا البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ سيِّدُ قَوْمِهِ، وهذا كعبُ بنُ مالكٍ، قال: فواللهِ، ما أنسَى قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الشاعرُ؟ قال: نَعمْ، قال: فقال البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ: يا نبيَّ اللهِ، إنِّي خرَجْتُ في سفَري هذا، وهدَاني اللهُ للإسلامِ، فرأَيْتُ ألَّا أَجعَلَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ، فصلَّيْتُ إليها، وقد خالَفَني أصحابي في ذلك، حتى وقَعَ في نفسي مِن ذلك شيءٌ، فماذا تَرى يا رسولَ اللهِ؟ قال: لقد كنتَ على قِبْلةٍ لو صبَرْتَ عليها! قال: فرجَعَ البَرَاءُ إلى قِبْلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصلَّى معنا إلى الشامِ، قال: وأهلُهُ يَزعُمُون أنَّه صلَّى إلى الكعبةِ حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلَمُ به منهم، قال: وخرَجْنا إلى الحجِّ، فواعَدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العقَبةَ مِن أوسَطِ أيَّامِ التشريقِ، فلمَّا فرَغْنا مِن الحجِّ، وكانت الليلةُ التي وعَدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعنا عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ أبو جابرٍ، سيِّدٌ مِن سادتِنا، وكنَّا نَكتُمُ مَن معنا مِن قَوْمِنا مِن المشرِكِينَ أَمْرَنا، فكلَّمْناه، وقُلْنا له: يا أبا جابرٍ، إنَّك سيِّدٌ مِن سادتِنا، وشريفٌ مِن أشرافِنا، وإنَّا نَرغَبُ بك عمَّا أنت فيه؛ أنْ تكونَ حطَبًا للنارِ غدًا، ثمَّ دعَوْتُهُ إلى الإسلامِ، وأخبَرْتُهُ بميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسلَمَ وشَهِدَ معنا العقَبةَ، وكان نَقِيبًا، قال: فنِمْنا تلك الليلةَ مع قَوْمِنا في رِحالِنا، حتى إذا مضَى ثُلُثُ الليلِ، خرَجْنا مِن رِحالِنا لميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، نَتسلَّلُ مُستَخْفِينَ تَسلُّلَ القَطَا، حتى اجتمَعْنا في الشِّعْبِ عند العقَبةِ، ونحن سبعون رجُلًا، ومعنا امرأتانِ مِن نسائِهم: نُسَيبةُ بنتُ كَعْبٍ، أمُّ عُمَارةَ، إحدى نساءِ بني مازنِ بنِ النجَّارِ، وأسماءُ بنتُ عمرِو بنِ عَدِيِّ بنِ ثابتٍ، إحدى نساءِ بني سَلِمةَ، وهي أمُّ مَنِيعٍ، قال: فاجتمَعْنا بالشِّعْبِ نَنتظِرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى جاءنا ومعه يومئذٍ عمُّهُ العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ، وهو يومئذٍ على دِينِ قومِهِ، إلَّا أنَّه أحَبَّ أنْ يَحضُرَ أمرَ ابنِ أخيه، ويَتوثَّقَ له، فلمَّا جلَسْنا، كان العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ أوَّلَ متكلِّمٍ، فقال: يا مَعشَرَ الخَزْرجِ -قال: وكانت العرَبُ ممَّا يُسَمُّون هذا الحيَّ مِن الأنصارِ الخَزْرجَ؛ أَوْسَها وخَزْرَجَها- إنَّ محمَّدًا منَّا حيث قد عَلِمْتُم، وقد منَعْناه مِن قَوْمِنا ممَّن هو على مِثلِ رَأْيِنا فيه، وهو في عِزٍّ مِن قَوْمِهِ، ومنَعةٍ في بلَدِهِ، قال: فقُلْنا: قد سَمِعْنا ما قلتَ، فتكلَّمْ يا رسولَ اللهِ، فخُذْ لنفسِكَ ولرَبِّكَ ما أحبَبْتَ، قال: فتكلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتلَا ودعَا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، ورغَّبَ في الإسلامِ، قال: أبايِعُكم على أن تَمنَعوني ممَّا تَمنَعون منه نِساءَكم وأبناءَكم، قال: فأخَذَ البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ بيدِهِ، ثمَّ قال: نَعمْ والذي بعَثَكَ بالحقِّ، لَنَمنَعَنَّكَ ممَّا نَمنَعُ منه أُزُرَنا، فبايِعْنا يا رسولَ اللهِ؛ فنَحْنُ أهلُ الحروبِ، وأهلُ الحلَقةِ، وَرِثْناها كابرًا عن كابرٍ، قال: فاعترَضَ القولَ -والبَرَاءُ يُكلِّمُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أبو الهَيْثمِ بنُ التَّيِّهانِ حليفُ بني عبدِ الأشهَلِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ بَيْننا وبَيْنَ الرِّجالِ حِبالًا، وإنَّا قاطِعُوها -يَعنِي العهودَ- فهل عسَيْتَ إنْ نحن فعَلْنا ذلك، ثمَّ أظهَرَكَ اللهُ أن تَرجِعَ إلى قَوْمِكَ وتدَعَنا؟ قال: فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الهَدْمُ، أنا منكم، وأنتم مِنِّي، أُحارِبُ مَن حارَبْتُم، وأُسالِمُ مَن سالَمْتُم، وقد قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخرِجُوا إلَيَّ منكم اثنَيْ عشَرَ نَقِيبًا يكونون على قَوْمِهم، فأخرَجُوا منهم اثنَيْ عشَرَ نَقِيبًا، منهم تِسعةٌ مِن الخَزْرجِ، وثلاثةٌ مِن الأَوْسِ. وأمَّا مَعبَدُ بنُ كَعْبٍ، فحدَّثَني في حديثِهِ، عن أخيه، عن أبيه كَعْبِ بنِ مالكٍ قال: كان أوَّلَ مَن ضرَبَ على يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ، ثمَّ تتابَعَ القومُ، فلمَّا بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، صرَخَ الشيطانُ مِن رأسِ العقَبةِ بأبعَدِ صوتٍ سَمِعْتُهُ قطُّ: يا أهلَ الجَبَاجِبُ -والجَبَاجِبُ: المَنازِلُ- هل لكم في مُذمَّمٍ والصُّبَاةِ معه؟ قد أجمَعُوا على حَرْبِكم -قال عليٌّ، يَعنِي ابنَ إسحاقَ: ما يقولُ عدوُّ اللهِ: محمَّدٌ- فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أزَبُّ العقَبةِ، هذا ابنُ أزيَبَ، اسمَعْ أيْ عدوَّ اللهِ، أمَا واللهِ، لَأفرُغَنَّ لك، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارفَعُوا إلى رِحالِكم، قال: فقال له العبَّاسُ بنُ عُبادةَ بنِ نَضْلةَ: والذي بعَثَكَ بالحقِّ، لئنْ شِئْتَ لَنُمِيلَنَّ على أهلِ مِنًى غدًا بأسيافِنا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لم أُؤمَرْ بذلك، قال: فرجَعْنا فنِمْنا حتى أصبَحْنا، فلمَّا أصبَحْنا، غدَتْ علينا جِلَّةُ قُرَيشٍ حتى جاؤُونا في مَنازِلِنا، فقالوا: يا مَعشَرَ الخَزْرجِ، إنَّه قد بلَغَنا أنَّكم قد جِئْتُم إلى صاحبِنا هذا تَستخرِجونه مِن بَيْنِ أظهُرِنا، وتبايِعُونه على حَرْبِنا، واللهِ، إنَّه ما مِن العرَبِ أحدٌ أبغَضَ إلينا أنْ تَنشَبَ الحربُ بَيْننا وبَيْنه منكم، قال: فانبعَثَ مَن هنالك مِن مشرِكِي قَوْمِنا، يَحلِفون لهم باللهِ ما كان مِن هذا شيءٌ، وما عَلِمْناه، وقد صدَقُوا؛ لم يَعلَموا ما كان منَّا، قال: فبعضُنا يَنظُرُ إلى بعضٍ، قال: وقام القومُ، وفيهم الحارثُ بنُ هشامِ بنِ المغيرةِ المَخْزوميُّ، وعليه نَعْلانِ جديدانِ، قال: فقلتُ كلمةً كأنِّي أُرِيدُ أن أُشرِكَ القومَ بها فيما قالوا: ما تَستطيعُ يا أبا جابرٍ وأنت سيِّدٌ مِن سادتِنا أنْ تتَّخِذَ نَعْلَيْنِ مِثلَ نَعْلَيْ هذا الفتى مِن قُرَيشٍ، فسَمِعَها الحارثُ، فخلَعَهما، ثمَّ رمَى بهما إلَيَّ، فقال: واللهِ، لَتَنتعِلَنَّهما، قال: يقولُ أبو جابرٍ: أَحْفَظْتَ -واللهِ- الفتَى، فاردُدْ عليه نَعْلَيْهِ، قال: فقلتُ: واللهِ، لا أرُدُّهما، فَأْلٌ واللهِ صالحٌ، واللهِ، لئنْ صدَقَ الفَأْلُ، لَأسلُبَنَّهُ.
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15798 | خلاصة حكم المحدث : قوي | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (15798) واللفظ له، وابن حبان (7011)، والطبراني (19/87) (174) | شرح الحديث

3 - عن مِقسَمٍ أبي القاسمِ، مَولى عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نَوفلٍ، قال: خرَجْتُ أنا وتَليدُ بنُ كِلابٍ اللَّيثيُّ، حتى أتَيْنا عبدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصي، وهو يطوفُ بالبَيتِ، مُعلِّقًا نَعلَيه بيَدِه، فقُلْنا له: هل حضَرْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين يُكلِّمُه التَّميميُّ يومَ حُنَينٍ؟ قال: نعمْ، أقبَلَ رَجُلٌ مِن بني تَميمٍ، يُقالُ له: ذو الخوَيصِرَةِ، فوقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو يُعطي النَّاسَ، قال: يا محمَّدُ، قد رأَيْتَ ما صنَعْتَ في هذا اليومِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجلْ، فكيف رأَيْتَ؟ قال: لم أرَكَ عدَلْتَ، قال: فغضِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قال: وَيحك، إنْ لم يكُنِ العَدلُ عندي، فعندَ مَن يكونُ؟!، فقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: يا رسولَ اللهِ، ألا نقتُلُه؟ قال: لا، دَعوه؛ فإنَّه سيكونُ له شِيعةٌ يَتعمَّقونَ في الدِّينِ، حتى يخرُجوا منه، كما يخرُجُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ، ينظُرُ في النَّصْلِ، فلا يوجَدُ شيءٌ، ثٌمَّ في القِدحِ، فلا يوجَدُ شيءٌ، ثُمَّ في الفوقِ فلا يوجَدُ شيءٌ، سبَقَ الفرْثَ والدَّمَ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7038 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (7038) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (929) باختلاف يسير، والطبراني (13/412) (14249) بنحوه مختصراً | شرح حديث مشابه

4 - جاء رجُلٌ إلى عُمَرَ وهو بعرَفةَ -قال أبو معاويةَ: وحدَّثَنا الأعمشُ، عن خَيْثَمَةَ، عن قَيْسِ بنِ مرْوانَ، أنَّه أتَى عُمَرَ- فقال: جِئتُ يا أميرَ المؤمنينَ مِن الكوفةِ، وترَكتُ بها رجُلًا يُملي المصاحفَ عن ظَهْرِ قلبِه، فغَضِب وانتفَخَ حتى كادَ يَملأُ ما بينَ شُعْبَتَيِ الرَّحْلِ، فقال: ومَن هو وَيْحَكَ؟! قال: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ. فما زال يُطفَأُ ويُسَرَّى عنه الغضبُ، حتى عادَ إلى حالِه التي كان عليها. ثمَّ قال: وَيْحَك! واللهِ ما أعلَمُه بَقِيَ مِن الناسِ أحدٌ هو أحَقُّ بذلك منه، وسأُحدِّثُك عن ذلك؛ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَزالُ يسمُرُ عِندَ أبي بَكْرٍ اللَّيلةَ كذاك في الأمرِ مِن أمرِ المسلمينَ، وإنَّه سَمَرَ عِندَه ذاتَ ليلةٍ وأنا معه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وخرَجْنا معه، فإذا رجُلٌ قائمٌ يُصلِّي في المسجدِ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَستمعُ قِراءتَه، فلمَّا كِدْنا أنْ نَعرِفَه، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَرَّهُ أنْ يَقرأَ القُرآنَ رَطْبًا كما أُنزِلَ، فلْيَقرَأْهُ على قراءةِ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ، قال: ثمَّ جلَسَ الرجلُ يدْعو، فجعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ له: سَلْ تُعطَهْ، سَلْ تُعطَهْ، قال عُمَرُ: قلتُ: واللهِ لَأَغْدُوَنَّ إليه فلَأُبَشِّرَنَّهُ، قال: فغَدَوْتُ إليه لِأُبشِّرَه، فوجَدتُ أبا بَكْرٍ قد سبَقَني إليه فبشَّرَه، ولا واللهِ ما سابَقتُه إلى خيرٍ قطُّ إلَّا سبَقَني إليه.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 175 | خلاصة حكم المحدث : إسناداه صحيحان الأول: على شرط الشيخين. والثاني: رجاله ثقات.
التخريج : أخرجه الترمذي (169)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8257) مختصراً، وأحمد (175) واللفظ له

5 - عنِ ابنِ إسحاقَ، حدَّثَنا سالِمُ بنُ أبي أُمَيَّةَ أبو النَّضرِ، قال: جلَسَ إليَّ شَيخٌ مِن بَني تَميمٍ في مَسجِدِ البَصرةِ، ومعه صَحيفةٌ له في يَدِهِ -قال: وفي زمانِ الحَجَّاجِ-، فقال لي: يا عَبدَ اللهِ، أتَرى هذا الكِتابَ مُغنيًا عَنِّي شَيئًا عِندَ هذا السُّلطانِ؟ قال: فقلتُ: وما هذا الكِتابُ؟ قال: هذا كِتابٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كتَبَهُ لنا: ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقلتُ: لا، وَاللهِ ما أظُنُّ أنْ يُغنيَ عنكَ شَيئًا، وكيف كان شَأنُ هذا الكِتابِ؟ قال: قَدِمتُ المَدينةَ مع أبي، وأنا غُلامٌ شابٌّ بإبِلٍ لنا نَبيعُها، وكان أبي صَديقًا لِطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ التَّيميِّ، فنزَلْنا عليه، فقال له أبي: اخرُجْ معي فبِعْ لي إبِلي هذه. قال: فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد نَهى أنْ يَبيعَ حاضِرٌ لِبادٍ، ولكنْ سأخرُجُ معكَ، فأجلِسُ، وتَعرِضُ إبِلَكَ، فإذا رَضيتُ مِن رَجُلٍ وفاءً وصِدقًا ممَّن ساوَمَكَ، أمَرتُكَ بِبَيعِهِ. قال: فخرَجْنا إلى السُّوقِ، فوقَفْنا ظَهرَنا، وجلَسَ طَلحةُ قَريبًا، فساوَمَنا الرِّجالُ، حتى إذا أعطانَا رَجُلٌ ما نَرضَى، قال له أبي: أُبايِعُهُ؟ قال: نَعَمْ، قد رَضيتُ لكم وفاءَهُ؛ فبايِعوهُ. فبايَعْناهُ، فلما قبَضْنا ما لنا، وفرَغْنا مِن حاجَتِنا، قال أبي لِطَلحةَ: خُذْ لنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابًا ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقال: هذا لكم، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: على ذلك إنِّي أُحِبُّ أنْ يَكونَ عِندي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابٌ. قال: فخرَجَ حتى جاءَ بنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ مِن أهلِ الباديةِ، صَديقٌ لنا، وقد أحَبَّ أنْ تَكتُبَ له كِتابًا، ألَّا يُتَعَدَّى عليه في صَدَقَتِهِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا له، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهُ قد أحَبَّ أنْ يَكونَ عِندَهُ منكَ كِتابٌ على ذلك. قال: فكتَبَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الكِتابَ.
الراوي : طلحة بن عبيدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1404 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (3441) مختصراً بنحوه، وأحمد (1404) واللفظ له | شرح حديث مشابه

6 - لمَّا انصَرَفْنا منَ الأحزابِ عنِ الخَندَقِ، جمَعْتُ رِجالًا من قُرَيشٍ كانوا يرَوْنَ مَكاني، ويَسمَعونَ منِّي، فقُلْتُ لهم: تَعلَمونَ واللهِ، إنِّي لأَرى أمرَ محمَّدٍ يَعْلو الأمورَ عُلوًّا كَبيرًا، وإنِّي قد رأيْتُ رأيًا، فما ترَوْنَ فيه؟ قالوا: وما رأيْتَ؟ قال: رأيْتُ أنْ نَلحَقَ بالنَّجاشيِّ فنَكونَ عندَه، فإنْ ظهَرَ محمَّدٌ على قَومِنا، كُنَّا عندَ النَّجاشيِّ؛ فإنَّا أنْ نكونَ تحتَ يَدَيْه أحَبُّ إلينا من أنْ نكونَ تحتَ يَدَيْ محمَّدٍ، وإنْ ظهَرَ قَومُنا، فنحن مَن قد عَرَفوا، فلن يأْتيَنا منهم إلَّا خَيرٌ، فقالوا: إنَّ هذا الرأيُ، قال: فقُلْتُ لهم: فاجْمَعوا له ما نُهْدي له، وكان أحَبَّ ما يُهْدى إليه من أرضِنا الأُدُمُ، فجمَعْنا له أُدُمًا كَثيرًا، فخرَجْنا حتى قدِمْنا عليه، فواللهِ إنَّا لعندَه، إذ جاءَ عَمرُو بنُ أُمَيَّةَ الضَّمْريُّ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد بعَثَه إليه في شَأنِ جَعفَرٍ وأصحابِه، قال: فدخَلَ عليه، ثُم خرَجَ من عندِه، قال: فقُلْتُ لأصْحابي: هذا عَمرُو بنُ أُمَيَّةَ، لو قد دخَلْتُ على النَّجاشيِّ فسأَلْتُه إيَّاهُ فأَعْطانيهِ، فضرَبْتُ عُنُقَه، فإذا فعَلْتُ ذلك رَأتْ قُرَيشٌ أنِّي قد أجْزأْتُ عنها حينَ قتَلْتُ رسولَ محمَّدٍ، قال: فدخَلْتُ عليه، فسجَدْتُ له، كما كُنْتُ أصنَعُ، فقال: مَرحبًا بصَديقي، أهدَيْتَ لي من بِلادِكَ شيئًا؟ قال: قُلْتُ: نَعم، أيُّها الملِكُ، قد أهدَيْتُ لكَ أُدُمًا كَثيرًا، قال: ثُم قدَّمْتُه إليه، فأعجَبَه واشْتَهاهُ، ثُم قُلْتُ له: أيُّها الملِكُ، إنِّي قد رَأيْتُ رَجلًا خرَجَ من عندِكَ، وهو رَسولُ رَجلٍ عَدوٍّ لنا، فأَعْطِنيهِ لِأقتُلَه؛ فإنَّه قد أصابَ من أشرافِنا وخيارِنا، قال: فغضِبَ، ثُم مدَّ يَدَه فضرَبَ بها أنفَه ضَربةً، ظنَنْتُ أنْ قد كسَرَه، فلوِ انشَقَّتْ لي الأرضُ لَدخَلْتُ فيها فَرَقًا منه، ثُم قُلْتُ: أيُّها الملِكُ، واللهِ لو ظنَنْتُ أنَّكَ تَكرَهُ هذا ما سَألْتُكَه، فقال: أتَسأَلُني أنْ أُعطيَكَ رسولَ رَجلٍ يَأْتيهِ الناموسُ الأكبرُ الذي كان يَأْتي موسى لِتقتُلَه؟ قال: قُلْتُ: أيُّها الملِكُ، أكذاك هو؟ فقال: وَيْحكَ يا عَمرُو! أطِعْني واتَّبِعْه؛ فإنَّه واللهِ لَعلى الحقِّ، ولَيظهَرَنَّ على مَن خالَفَه كما ظهَرَ موسى على فِرعونَ وجُنودِه، قال: قُلْتُ: فبايِعْني له على الإسلامِ، قال: نَعم، فبسَطَ يَدَه، وبايَعْتُه على الإسلامِ، ثُم خرَجْتُ إلى أصْحابي، وقد حالَ رَأيِي عمَّا كان عليه، وكتَمْتُ أصْحابي إسْلامي، ثُم خرَجْتُ عامدًا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُسلِمَ، فلَقيتُ خالدَ بنَ الوَليدِ، وذلك قُبَيلَ الفَتحِ، وهو مُقبِلٌ من مكَّةَ، فقُلْتُ: أين يا أبا سُليمانَ؟ قال: واللهِ لقدِ استَقامَ المَنسِمُ، وإنَّ الرَّجلَ لَنبيٌّ، أذهَبُ واللهِ أُسلِمُ، فحتى متى؟ قال: قُلْتُ: واللهِ ما جِئْتُ إلَّا لأُسلِمَ، قال: فقَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقدِمَ خالدُ بنُ الوَليدِ فأسلَمَ وبايَعَ، ثُم دنَوْتُ، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُبايعُكَ على أنْ تَغفِرَ لي ما تقدَّمَ من ذَنبي، ولا أذكُرُ: وما تأخَّرَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عَمرُو، بايِعْ؛ فإنَّ الإسلامَ يَجُبُّ ما كان قَبلَه، وإنَّ الهِجرةَ تَجُبُّ ما كان قَبلَها، قال: فبايَعْتُه، ثُم انصرَفْتُ، قال ابنُ إسحاقَ: وقد حدَّثَني مَن لا أتَّهِمُ: أنَّ عُثمانَ بنَ طَلْحةَ بنِ أبي طَلْحةَ كان معهما، أسلَمَ حينَ أسْلَما.
الراوي : عمرو بن العاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17777 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن في المتابعات والشواهد
التخريج : أخرجه أحمد (17777) واللفظ له، والحارث في ((المسند)) (1029)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (507)

7 - ما نصَر اللهُ تبارَكَ وتعالى في موطِنٍ، كما نصَر يومَ أُحُدٍ، قال: فأنكَرْنا ذلك، فقال ابنُ عبَّاسٍ: بيني وبينَ مَن أنكَرَ ذلك كتابُ اللهِ تبارَكَ وتعالى، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ في يومِ أُحُدٍ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ...}-يقولُ ابنُ عبَّاسٍ: والحَسُّ: القتلُ- {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ...} إلى قولِه: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]، وإنَّما عنَى بهذا الرُّماةَ؛ وذلك أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقامَهم في موضِعٍ، ثُمَّ قال: احْمُوا ظُهورَنا، فإنْ رأيتُمونا نُقتَلُ، فلا تَنصُرونا، وإنْ رأيتُمونا قد غنِمْنا فلا تَشْرَكونا، فلمَّا غنِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأباحوا عَسكَرَ المشركِينَ، أكَبَّ الرُّماةُ جميعًا، فدخَلوا في العسكَرِ ينهَبونَ، وقد التَقتْ صُفوفُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فهم هكذا- وشبَّكَ بينَ أصابعِ يدَيْه- والتَبَسوا، فلمَّا أخَلَّ الرُّماةُ تلكَ الخَلَّةَ التي كانوا فيها، دخلَتِ الخيلُ من ذلك الموضِعِ على أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فضرَب بعضُهم بعضًا، والتَبَسوا، وقُتِل من المسلمينَ ناسٌ كثيرٌ، وقد كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه أوَّلُ النهارِ؛ حتى قُتِل من أصحابِ لِواءِ المشركينَ سَبعةٌ، أو تِسعةٌ، وجال المسلمونَ جَوْلةً نحوَ الجبلِ، ولم يبلُغوا حيثُ يقولُ الناسُ الغارَ، إنَّما كانوا تحتَ المِهْراسِ، وصاح الشَّيطانُ: قُتِل محمدٌ، فلم يُشَكَّ فيه أنَّه حقٌّ، فما زِلْنا كذلك ما نشُكُّ أنه قد قُتِل، حتى طلَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بينَ السَّعْدَينِ نعرِفُه بتكَفُّئِه إذا مشَى، قال: ففرِحْنا حتى كأنَّه لم يُصِبْنا ما أصابَنا، قال: فرقِيَ نحوَنا، وهو يقولُ: اشتَدَّ غضَبُ اللهِ على قَومٍ دمُّوا وجهَ رسولِه! قال: ويقولُ مرةً أخرى: اللهُمَّ إنَّه ليس لهم أنْ يَعْلونا، حتى انتهَى إلينا. فمكَث ساعةً، فإذا أبو سُفْيانَ يصيحُ في أسفَلِ الجبلِ: اعْلُ هُبَلُ –مرتينِ؛ يعني: آلهتَه- أينَ ابنُ أبي كَبْشةَ؟ أينَ ابنُ أبي قُحافةَ؟ أينَ ابنُ الخطابِ؟ فقال عمرُ: يا رسولَ اللهِ، ألا أُجيبُه؟ قال: بلى، فلمَّا قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عمرُ: اللهُ أَعْلى وأَجَلُّ، قال: فقال أبو سُفْيانَ: يا ابنَ الخَطَّابِ، إنَّه قد أنعَمَتْ عينُها، فعادِ عنها، أو فعَالِ عنها، فقال: أينَ ابنُ أبي كَبْشةَ؟ أينَ ابنُ أبي قُحافةَ؟ أينَ ابنُ الخَطَّابِ؟ فقال عمرُ: هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا أبو بكرٍ، وها أنا ذا عمرُ. قال: فقال أبو سُفْيانَ: يومٌ بيومِ بَدْرٍ، الأيامُ دُوَلٌ، وإنَّ الحربَ سِجالٌ. قال: فقال عمرُ: لا سواءَ، قَتْلانا في الجنَّةِ، وقَتْلاكم في النارِ. قال: إنَّكم لتزعُمونَ ذلك، لقد خِبْنا إذَنْ وخَسِرْنا، ثم قال أبو سُفْيانَ: أما إنَّكم سوفَ تجدونَ في قَتْلاكم مثلى، ولم يكُنْ ذاك عن رأيِ سَرَاتِنا. قال: ثم أدرَكَتْه حَمِيَّةُ الجاهليةِ، قال: فقال: أمَا إنَّه قد كان ذاك، ولم نكرَهْهُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2609 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أحمد (2609) واللفظ له، والحاكم (3163)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/269)

8 - أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقُلتُ: إنِّي قد أنكَرْتُ بَصَري، والسُّيولُ تَحولُ بَيْني وبَينَ مَسْجِدي، فلَوَدِدتُ أنَّكَ جِئتَ فصَلَّيتَ في بَيْتي مَكانًا أتَّخِذُه مَسجِدًا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: أفْعَلُ إنْ شاءَ اللهُ، قال: فمَرَّ على أبي بَكرٍ فاستَتْبَعَه، فانطَلَقَ معَه، فاسْتَأذَنَ فدَخَلَ علَيَّ، فقال وهو قائِمٌ: أين تُريدُ أنْ أُصَلِّيَ؟ فأشَرْتُ له حيثُ أُريدُ، قال: ثُمَّ حَبَستُه على خَزيرٍ صَنَعْناه له، فسَمِعَ أهْلُ الوادي، يَعْني أهْلَ الدارِ، فثابوا إليه، حتى امْتَلَأ البَيتُ، فقال رَجُلٌ: أين مالِكُ بنُ الدُّخْشُنِ؟ ورُبَّما قال: مالِكُ بنُ الدُّخَيْشِنِ، فقال رَجُلٌ: ذاك رَجُلٌ مُنافِقٌ لا يُحِبُّ اللهَ ولا رسولَه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ألَا تقولُ: هو يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ، قال: يا رسولَ اللهِ، أمَّا نحن فنَرى وَجْهَه وحَديثَه إلى المُنافِقينَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أيضًا: لا تقولُ: هو يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ، قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: فلَنْ يُوافيَ عَبدٌ يومَ القِيامةِ، يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وَجْهَ اللهِ إلَّا حُرِّمَ على النارِ. قال مَحمودٌ: فحَدَّثتُ بهذا الحَديثِ نَفَرًا، فيهم أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ فقال: ما أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال ما قُلتَ، قال: فآلَيتُ إنْ رَجَعتُ إلى عِتْبانَ أنْ أسْألَه، فرَجَعتُ إليه فوَجَدتُه شَيخًا كَبيرًا قد ذَهَبَ بَصَرُه وهو إمامُ قَومِه، فجَلَستُ إلى جَنْبِه، فسَألْتُه عن هذا الحديثِ فحَدَّثَنيه كما حدَّثَنيه أوَّلَ مرَّةٍ! قال مَعمَرٌ: فكان الزُّهْريُّ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ قال: ثم نَزَلَتْ فَرائِضُ وأُمورٌ نَرى أنَّ الأمرَ انتَهى إليها؛ فمَنِ استَطاعَ ألَّا يَغتَرَّ فلا يَغتَرَّ.
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23770 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
التخريج : أخرجه البخاري (686) مختصراً، ومسلم (33)، والنسائي (1327)، وابن ماجه (754) بنحوه، وأحمد (23770) واللفظ له

9 - كان عُرْوةُ يقولُ لعائشةَ: يا أُمَّتاهُ، لا أعجَبُ من فَهمِكِ؛ أقولُ: زَوْجةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبنتُ أبي بَكرٍ، ولا أعجَبُ من عِلْمِكِ بالشِّعْرِ، وأيَّامِ النَّاسِ؛ أقولُ: ابنةُ أبي بَكرٍ، وكان أعلَمَ النَّاسِ -أو من أعلَمِ النَّاسِولكنْ أعجَبُ من عِلْمِكِ بالطِّبِّ، كيف هو؟! ومِن أين هو؟! قال: فضَرَبَتْ على مَنكِبِه وقالت: أيْ عُرَيَّةُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَسقَمُ عندَ آخِرِ عُمُرِه -أو في آخِرِ عُمُرِه-، فكانت تَقدَمُ عليه وُفودُ العَرَبِ مِن كُلِّ وَجْهٍ، فتَنعَتُ له الأنعاتَ، وكُنتُ أعالِجُها له؛ فمِن ثَمَّ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24380 | خلاصة حكم المحدث : خبر صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (24380) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (2/50)

10 - أنَّهُ قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ السُّيولَ تَحولُ بَيني وبَينَ مَسجِدِ قَوْمي، فأُحِبُّ أنْ تَأتيَني فتُصَلِّيَ في مَكانٍ في بَيتي أتَّخِذُهُ مَسجِدًا. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: سَنَفعَلُ. قال: فلمَّا أصبَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ غَدا على أبي بَكرٍ فاستَتبَعَهُ، فلمَّا دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: أينَ تُريدُ؟ فأشَرتُ له إلى ناحيةٍ مِنَ البَيتِ، فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فصُفِفْنا خَلفَهُ، فصَلَّى بنا رَكعَتَيْنِ، وحبَسناهُ على خَزيرٍ صَنَعناهُ، فسَمِعَ أهلُ الدَّارِ -يَعني أهلَ القَريةِ- فجَعَلوا يَثوبونَ، فامتَلَأَ البَيتُ، فقال رَجُلٌ مِنَ القَومِ: أين مالِكُ بنُ الدُّخشُمِ؟ فقال رَجُلٌ: ذاكَ مِنَ المُنافِقينَ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لا تَقولُهُ، يَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، يَبتَغي بها وجهَ اللهِ. قال: أمَّا نحن فنَرى وجهَهُ وحَديثَهُ إلى المُنافِقينَ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لا تَقولُهُ، يَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلكَ وجهَ اللهِ. فقال رَجُلٌ مِنَ القَومِ: بلى يا رَسولَ اللهِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: لئن وافى عَبدٌ يَومَ القيامةِ يَقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ يَبتَغي بذلك وجهَ اللهِ، إلَّا حَرَّمَ اللهُ على النَّارِ . فقال مَحمودٌ: فحَدَّثتُ بذلك قَومًا فيهم أبو أيُّوبَ، قال: ما أظُنُّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال هذا. قال: فقُلتُ: لئن رجَعتُ وعِتْبانُ حَيٌّ لَأسألَنَّهُ. فقَدِمتُ وهو أعمى، وهو إمامُ قَومِهِ، فسَألتُهُ، فحَدَّثَني كما حَدَّثَني أوَّلَ مَرَّةٍ، وكانَ عِتْبانُ بَدْريًّا.
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16482 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (686)، ومسلم (33)، والنسائي (1327)، وابن ماجه (754) مختصراً، وأحمد (16482) واللفظ له

11 - أنَّ رَجُلًا مَرَّ على قومٍ فسَلَّمَ عليهم، فرَدُّوا عليه السلامَ، فلمَّا جاوَزَهم قال رَجُلٌ منهم: واللهِ إنِّي لَأبغَضُ هذا في اللهِ، فقال أهلُ المجلِسِ: بِئسَ -واللهِ- ما قُلتَ، أمَا -واللهِ- لَنُنَبِّئنَّه، قُمْ يا فُلانُ، رَجُلًا منهم، فأخْبِرْه، قال: فأدْرَكَه رَسولُهم، فأخْبَرَه بما قال، فانصَرَفَ الرَّجُلُ حتى أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، مَرَرتُ بمجلِسٍ مِن المُسلِمينَ فيهم فُلانٌ، فسَلَّمتُ عليهم فرَدُّوا السلامَ، فلمَّا جاوَزْتُهم أدْرَكني رَجُلٌ منهم فأخْبَرَني أنَّ فُلانًا قال: واللهِ إنِّي لَأبغَضُ هذا الرَّجُلَ في اللهِ، فادْعُه فسَلْه عَلامَ يُبْغِضُني؟ فدَعاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فسَألَه عمَّا أخْبَرَه الرَّجُلُ، فاعتَرَفَ بذلك وقال: قد قُلتُ له ذلك يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: فلِمَ تُبْغِضُه؟ قال: أنا جارُه وأنا به خابِرٌ، واللهِ ما رَأيتُه يُصلِّي صلاةً قَطُّ إلَّا هذه الصلاةَ المكتوبةَ التي يُصَلِّيها البَرُّ والفاجِرُ، قال الرَّجُلُ: سَلْهُ يا رسولَ اللهِ: هل رَآني قَطُّ أخَّرْتُها عن وَقْتِها، أو أسَأتُ الوُضوءَ لها، أو أسَأتُ الرُّكوعَ والسُّجودَ فيها؟ فسَألَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عن ذلك، فقال: لا، ثُمَّ قال: واللهِ ما رَأيتُه يَصومُ قَطُّ إلَّا هذا الشَّهرَ الذي يَصومُه البَرُّ والفاجِرُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، هل رآني قَطُّ أفطَرْتُ فيه، أو انتَقَصتُ مِن حقِّه شَيئًا؟ فسَألَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقال: لا، ثُمَّ قال: واللهِ ما رَأيتُه يُعْطي سائِلًا قَطُّ، ولا رَأيتُه يُنفِقُ مِن مالِه شَيئًا في شَيءٍ مِن سَبيلِ اللهِ بِخَيرٍ، إلَّا هذه الصَّدَقةَ التي يُؤَدِّيها البَرُّ والفاجِرُ، قال: فسَلْهُ يا رسولَ اللهِ، هل كَتَمتُ مِن الزكاةِ شَيئًا قَطُّ، أو ماكَسْتُ فيها طالِبَها؟ قال: فسَألَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عن ذلك فقال: لا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: قُمْ إنْ أدْري لعَلَّه خَيرٌ منكَ.
الراوي : أبو الطفيل عامر بن واثلة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23803 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف لإرساله | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (23803) واللفظ له، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (1/295)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (276)

12 - دَخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المسجدَ وهو بيْن أبي بَكرٍ وعُمَرَ، وإذا ابنُ مَسعودٍ يُصلِّي، وإذا هو يَقرَأُ النِّساءَ، فانتَهى إلى رأسِ المِئةِ، فجَعَلَ ابنُ مَسعودٍ يَدعو وهو قائِمٌ يُصلِّي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اسأَلْ تُعْطَه، اسأَلْ تُعْطَه، ثُمَّ قال: مَن سَرَّه أنْ يَقرَأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فليَقرَأْه بقِراءةِ ابنِ أُمِّ عَبدٍ، فلمَّا أصبَحَ غَدا إليه أبو بَكرٍ ليُبشِّرَه، وقال له: ما سَأَلتَ اللهَ البارحةَ؟ قال: قُلتُ: اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ إيمانًا لا يَرتَدُّ، ونَعيمًا لا يَنفَدُ، ومُرافقةَ محمَّدٍ في أعْلى جَنَّةِ الخُلدِ، ثُمَّ جاء عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه، فقِيلَ له: إنَّ أبا بَكرٍ قد سَبَقَكَ، قال: يَرحَمُ اللهُ أبا بَكرٍ؛ ما سَبَقتُه إلى خيرٍ قَطُّ إلَّا سَبَقَني إليه.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4340 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بشواهده | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10705)، وابن ماجه (138) بنحوه، وأحمد (4340) واللفظ له

13 - تمتَّعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ: نهى أبو بكرٍ وعُمَرُ عن المُتعَةِ. فقال ابنُ عبَّاسٍ: ما يَقولُ عُرَيَّةُ؟ قال: يَقولُ: نهى أبو بكرٍ وعُمَرُ عن المُتعةِ. فقال ابنُ عبَّاسٍ: أُراهم سيَهلِكون، أَقولُ: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَقولُ: نهى أبو بكرٍ وعُمَرُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3121 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
التخريج : أخرجه أحمد (3121) واللفظ له، وابن حزم في ((حجة الوداع)) (391)، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (2381)

14 - أنَّها كانَتْ تَحتَ أبي عَمْرِو بنِ حَفصِ بنِ المُغيرةِ، فطلَّقَها آخِرَ ثلاثِ تَطْليقاتٍ، فزعَمَتْ أنَّها جاءَتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاستَفْتَتهُ في خُروجِها من بَيْتِها، فأَمَرَها أن تنْتَقِلَ إلى بيْتِ ابنِ أُمِّ مَكْتومٍ الأعْمَى، فأَبَى مَرْوانُ إلَّا أن يَتَّهِمَ حديثَ فاطمةَ في خُروجِ المطلَّقَةِ من بَيْتِها، وزَعَمَ عُروةُ، قالَ: قالَ: فأنكَرَتْ ذلكَ عائشةُ على فاطمةَ.
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 27347 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
التخريج : أخرجه مسلم (1480)، وأبو داود (2289)، والنسائي (3546)، وأحمد (27347) واللفظ له

15 - عن مُحمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظيِّ قال: قال فَتًى مِنَّا مِن أهْلِ الكُوفةِ لحُذَيفةَ بنِ اليَمانِ: يا أبا عبدِ اللهِ، رَأيتُم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحِبتُموهُ؟ قال: نَعَمْ يا ابنَ أخي، قال: فكيف كُنتُم تَصنَعونَ؟ قال: واللهِ لقد كُنَّا نَجهَدُ، قال: واللهِ لو أدْرَكْناهُ ما تَرَكْناهُ يَمْشي على الأرضِ، ولَجَعَلْناهُ على أعْناقِنا، قال: فقال حُذَيفةُ: يا ابنَ أخي، واللهِ لقد رَأيتُنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالخَنْدَقِ، وصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اللَّيلِ هَوِيًّا، ثم التَفَتَ إلينا فقال: مَن رَجُلٌ يَقومُ فيَنظُرَ لنا ما فَعَلَ القَومُ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يَرجِعُ- أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ، فما قام رَجُلٌ، ثم صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَوِيًّا مِن اللَّيلِ، ثم التَفَتَ إلينا، فقال: مَن رَجُلٌ يقوم فيَنظُرَ لنا ما فَعَلَ القَومُ، ثم يَرجِعَ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجْعةَ- أسأَلُ اللهَ أنْ يكونَ رَفيقي في الجَنَّةِ، فما قامَ رَجُلٌ مِن القَومِ مع شِدَّةِ الخَوفِ، وشِدَّةِ الجُوعِ، وشِدَّةِ البَرْدِ، فلمَّا لم يَقُمْ أحَدٌ دَعاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يكُنْ لي بُدٌّ مِن القيامِ حين دَعاني، فقال: يا حُذَيفةُ، فاذْهَبْ فادْخُلْ في القَومِ فانْظُرْ ما يَفعَلونَ، ولا تُحدِثَنَّ شَيئًا حتى تَأتِيَنا، قال: فذَهَبتُ فدَخَلتُ في القَومِ، والرِّيحُ وجُنودُ اللهِ تَفعَلُ ما تَفعَلُ لا تُقِرُّ لهم قِدْرًا، ولا نارًا، ولا بِناءً، فقامَ أبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ، فقال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، لِيَنظُرَ امرُؤٌ مَن جَليسُه، فقال حُذَيفةُ: فأخَذتُ بيَدِ الرَّجُلِ الذي إلى جَنْبي، فقُلتُ: مَن أنتَ؟ قال: أنا فُلانُ بنُ فُلانٍ، ثم قال أبو سُفْيانَ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، إنَّكم واللهِ ما أصبَحْتُم بدَارِ مُقامٍ؛ لقد هَلَكَ الكُراعُ، وأخْلَفَتْنا بَنو قُرَيظةَ، وبَلَغَنا عنهم الذي نَكرَهُ، ولَقِينا مِن هذه الرِّيحِ ما تَرَونَ، واللهِ ما تَطمَئِنُّ لنا قِدْرٌ، ولا تقومُ لنا نارٌ، ولا يَستَمسِكُ لنا بِناءٌ، فارْتَحِلوا فإنِّي مُرتَحِلٌ، ثم قامَ إلى جَمَلِه وهو مَعْقولٌ فجَلَسَ عليه، ثم ضَرَبَه فوَثَبَ على ثلاثٍ، فما أطلَقَ عِقالَه إلَّا وهو قائِمٌ، ولولا عهدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُحدِثْ شَيئًا حتى تَأتِيَني، ثم شِئتُ؛ لَقَتَلتُه بسَهْمٍ. قال حُذَيفةُ: ثم رَجَعتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو قائِمٌ يُصلِّي في مِرْطٍ لبَعضِ نِسائِه مُرَحَّلٍ، فلمَّا رَآني أدْخَلَني إلى رَحْلِه، وطَرَحَ علَيَّ طَرَفَ المِرْطِ، ثم رَكَعَ وسَجَدَ وإنَّه لَفيهِ، فلمَّا سَلَّمَ أخبَرتُه الخَبَرَ. وسَمِعَتْ غَطَفانُ بما فَعَلَتْ قُرَيشٌ، فانْشَمَروا إلى بِلادِهم.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23334 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه من طرق مسلم (1788) بنحوه مختصراً، وأحمد (23334) واللفظ له | شرح الحديث

16 - ذَهَبتُ أنا وصاحِبٌ لي إلى عائِشةَ فاستَأْذَنَّا عليها، فألقَتْ لنا وِسادةً، وجَذَبَتْ إليها الحِجابَ، فقال صاحِبي: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، ما تقولينَ في العَراكِ؟ قالَتْ: وما العَراكُ؟ وضرَبْتُ مَنْكِبَ صاحِبي، فقالَتْ: مَهْ، آذَيتَ أخاكَ! ثم قالَتْ: ما العَراكُ؟! المَحيضُ، قولوا: ما قال اللهُ: المَحيضُ، ثم قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتَوَشَّحُني، ويَنالُ مِن رَأْسي، وبَيْني وبَيْنَه ثَوبٌ، وأنا حائِضٌ، ثم قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مَرَّ بِبابي ممَّا يُلْقي الكَلِمةَ يَنفَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ بها، فمَرَّ ذاتَ يومٍ فلم يَقُلْ شَيئًا، ثم مَرَّ أيضًا فلم يَقُلْ شَيئًا -مرَّتَينِ أو ثَلاثًا- قُلتُ: يا جاريةُ، ضَعي لي وِسادةً على البابِ، وعَصَبتُ رَأْسي فمَرَّ بي، فقال: يا عائِشةُ، ما شَأنُكِ؟ فقُلتُ: أشْتَكي رَأْسي، فقال: أنا وارَأْساهُ، فذَهَبَ فلم يَلبَثْ إلا يَسيرًا حتى جيءَ به مَحمولًا في كِساءٍ، فدخَلَ علَيَّ، وبعَثَ إلى النساءِ، فقال: إنِّي قدِ اشتَكَيتُ، وإنِّي لا أستَطيعُ أنْ أدورَ بَينَكُنَّ؛ فائْذَنَّ لي فلْأكُنْ عِندَ عائِشةَ، فكُنتُ أُوَضِّئُه، ولم أكُنْ أُوَضِّئُ أحَدًا قَبلَه، فبَينَما رَأْسُه ذاتَ يومٍ على مَنْكِبَيَّ إذ مالَ رَأْسُه نحوَ رَأْسي، فظَنَنتُ أنَّه يُريدُ مِن رَأْسي حاجةً، فخرَجَتْ مِن فيه نُطْفةٌ بارِدةٌ، فوَقَعَتْ على ثُغْرةِ نَحْري، فاقْشَعَرَّ لها جِلْدي، فظَنَنتُ أنَّه غُشِيَ عليه فسَجَّيتُه ثَوبًا، فجاء عُمَرُ والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ فاسْتَأْذَنا، فأَذِنتُ لهما، وجَذَبتُ إليَّ الحِجابَ، فنَظَرَ عُمَرُ إليه، فقال: واغَشْياه، ما أشَدَّ غَشْيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! ثم قاما، فلمَّا دَنَوا مِن البابِ قال المُغيرةُ: يا عُمَرُ، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: كَذَبتَ، بلْ أنتَ رَجُلٌ تَحوسُكَ فِتنةٌ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفْنيَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُنافِقينَ، ثم جاء أبو بَكرٍ فرَفَعتُ الحِجابَ فنَظَرَ إليه، فقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم أتاه مِن قِبَلِ رَأْسِه فحَدَرَ فاه، وقبَّلَ جَبْهَتَه، ثم قال: وانَبيَّاه، ثم رفَعَ رَأْسَه ثم حَدَرَ فاه وقبَّلَ جَبْهَتَه، ثم قال: واصَفيَّاه، ثم رفَعَ رَأْسَه وحَدَرَ فاه وقبَّلَ، وقال: واخَليلاه، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ إلى المسجِدِ وعُمَرُ يَخطُبُ الناسَ ويتَكَلَّمُ، ويقولُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفْنيَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُنافِقينَ، فتَكَلَّمَ أبو بَكرٍ فحَمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، ثم قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، حتى فَرَغَ مِن الآيةِ، {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144]، حتى فَرَغَ مِن الآيةِ، فمَن كان يَعبُدُ اللهَ عزَّ وجلَّ فإنَّ اللهَ حيٌّ، ومَن كان يَعبُدُ مُحمَّدًا، فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، فقال عُمَرُ: أوَإنَّها لَفي كِتابِ اللهِ؟ ما شعَرتُ أنَّها في كِتابِ اللهِ، ثم قال عُمَرُ: يا أيُّها الناسُ، هذا أبو بَكرٍ وهو ذو شَيْبةِ المُسلِمينَ، فبايِعوه؛ فبايَعوه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25841 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أبو داود (2137) مختصراً باختلاف يسير، وأحمد (25841) واللفظ له | شرح الحديث

17 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15281 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (1533) مختصراً، وأحمد (15281) واللفظ له | شرح الحديث

18 - عن عَمْرِو بنِ أبي قُرَّةَ الكِنْديِّ، قال: عَرَضَ أبي على سَلْمانَ أُخْتَه فأبى، وتَزَوَّجَ مَولاةً له يُقالُ لها: بُقَيْرةُ، قال: فبَلَغَ أبا قُرَّةَ أنَّه كان بَينَ سَلْمانَ وحُذَيْفةَ شَيءٌ، فأتاه يَطلُبُه، فأُخبِرَ أنَّه في مَبْقَلةٍ له، فتَوَجَّهَ إليه فلَقِيَه معه زَبيلٌ فيه بَقْلٌ، قد أدْخَلَ عَصاه في عُرْوةِ الزَّبيلِ وهو على عاتِقِه، قال: أبا عَبدِ اللهِ: ما كان بَينَكَ وبَينَ حُذَيْفةَ؟ قال: يقولُ سَلْمانُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]، فانطَلَقا حتى أتَيَا دارَ سَلْمانَ، فدَخَلَ سَلْمانُ الدارَ، فقال: السلامُ عليكم، ثُمَّ أذِنَ فإذا نَمَطٌ مَوضوعٌ على بابٍ، وعِندَ رَأسِه لَبِناتٌ، وإذا قُرْطانِ، فقال: اجْلِسْ على فِراشِ مَولاتِكَ الذي تُمَهِّدُ لنَفسِها، قال: ثُمَّ أنشَأ يُحَدِّثُه، قال: إنَّ حُذَيْفةَ كان يُحَدِّثُ بأشْياءَ يقولُها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ في غَضَبِه لِأقوامٍ، فأسْألُ عنها؟ فأقولُ: حُذَيْفةُ أعْلَمُ بما يقولُ، وأكْرَهُ أنْ يكونَ ضَغائِنُ بَينَ أقْوامٍ، فأُتِيَ حُذَيْفةُ فقيلَ له: إنَّ سَلْمانَ لا يُصَدِّقُكَ ولا يُكَذِّبُكَ بما تقولُ، فجاءَني حُذَيْفةُ فقال: يا سَلْمانُ ابنَ أُمِّ سَلْمانَ، قُلتُ: يا حُذَيفةُ ابنَ أُمِّ حُذَيْفةَ، لَتَنْتَهيَنَّ أو لَأكتُبَنَّ إلى عُمَرَ، فلمَّا خَوَّفتُه بعُمَرَ تَرَكَني، وقد قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: مِن وَلَدِ آدَمَ أنا، فأيُّما عَبدٍ مُؤمِنٍ لَعَنتُه لَعْنةً، أو سَبَبتُه سَبَّةً في غَيرِ كُنْهِه، فاجْعَلْها عليه صلاةً.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23721 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح إن صح سماع عمرو بن أبي قرة من سلمان
التخريج : أخرجه أحمد (23721) واللفظ له، وابن أبي شيبة (30165)، والطبراني (6/260) (6157)

19 - قال: انطلَقْتُ مع أبي نحوَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رأَيْتُه، قال لي أبي: هل تَدري مَن هذا؟ قُلْتُ: لا، فقال لي أبي: هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاقْشعرَرْتُ حينَ قال ذاك، وكنتُ أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا لا يُشبِهُ النَّاسَ فإذا بَشرٌ له وَفرةٌ -قال عفَّانُ في حديثِه: ذو وَفرةٍ- وبها رَدعٌ مِن حِنَّاءٍ، عليه ثَوبانِ أَخضرانِ، فسلَّمَ عليه أبي، ثُمَّ جلَسْنا، فتحدَّثْنا ساعةً، ثُمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأبي: ابنُكَ هذا؟ قال: إي ورَبِّ الكَعبةِ، قال: حقًّا؟ قال: أشهَدُ به، فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضاحِكًا مِن ثَبْتِ شَبَهي في أبي، ومِن حَلِفِ أبي عليَّ، ثُمَّ قال: أمَا إنَّه لا يَجْني عليك، ولا تَجْني عليه، قال: وقرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، قال: ثُمَّ نظَرَ إلى مِثلِ السِّلعةِ بينَ كَتفَيه، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كأَطبِّ الرِّجالِ، ألَا أُعالجُها لكَ؟ قال: لا، طبيبُها الذي خلَقَها.
الراوي : أبو رمثة التيمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7109 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (4206)، والترمذي (2812) مختصراً، والنسائي (1572، 5083) مفرقاً مختصراً، وأحمد (7109) واللفظ له | شرح حديث مشابه

20 - كُنْتُ عندَ عُمَرَ، فقيلَ له: إنَّ زَيدَ بنَ ثابتٍ يُفْتي الناسَ في المسجِدِ، قال زُهَيرٌ في حَديثِه: الناسُ برَأيِه في الذي يُجامِعُ ولا يُنزِلُ، فقال: أَعجِلْ به، فأُتيَ به، فقال: يا عَدوَّ نفْسِه، أوَقد بلَغْتَ أنْ تُفتيَ الناسَ في مسجِدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأيِكَ؟ قال: ما فعَلْتُ، ولكنْ حدَّثَني عُمومَتي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: أيُّ عُمومَتِكَ؟ قال: أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، قال زُهَيرٌ: وأبو أيُّوبَ، ورِفاعةُ بنُ رافعٍ، فالتَفَتَ إليَّ: ما يقولُ هذا الفَتى؟ وقال زُهَيرٌ في حَديثِه: ما يقولُ هذا الغُلامُ، فقُلْتُ: كُنَّا نَفعَلُه في عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فسأَلْتُم عنه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: كُنَّا نَفعَلُه على عَهدِه، فلم نَغتَسِلْ، قال: فجمَعَ الناسَ، وأصفَقَ الناسُ على أنَّ الماءَ لا يكونُ إلَّا منَ الماءِ، إلَّا رَجُلَيْنِ: عليَّ بنَ أبي طالبٍ، ومُعاذَ بنَ جَبلٍ، قالَا: إذا جاوَزَ الخِتانُ الخِتانَ، فقد وجَبَ الغُسلُ، قال: فقال عليٌّ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ أعلَمَ الناسِ بهذا أزواجُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأرسَلَ إلى حَفْصةَ، فقالت: لا عِلمَ لي، فأرسَلَ إلى عائشةَ، فقالت: إذا جاوَزَ الخِتانُ الخِتانَ وجَبَ الغُسلُ، قال: فتَحطَّمَ عُمَرُ، يَعْني: تَغيَّظَ، ثُم قال: لا يَبلُغُني أنَّ أحَدًا فعَلَه ولم يَغتَسِلْ، إلَّا أنهَكْتُه عُقوبةً.
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21096 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (21096) واللفظ له، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (337) | شرح حديث مشابه

21 - أَتى رَجُلٌ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المسجدِ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أصَبتُ حَدًّا؛ فأقِمْه عليَّ، قال: فسَكَتَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ عاد فقال له مَرَّةً أُخرى، ثُمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فصَلَّى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ انصرَفَ، قال أبو أُمامةَ: فاتَّبَعَه الرَّجُلُ، قال: وتَبِعتُه -قال عبدُ الصَّمدِ في حديثِه: فانصرَفتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والرَّجُلُ يَتبَعُه- لأعلَمَ ما يقولُ له، قال: فقال له الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أصَبتُ حَدًّا؛ فأقِمْه عليَّ، قال: فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أليس قد تَوضَّأتَ قبلَ أنْ تَخرُجَ مِن مَنزِلِكَ، فأحسَنتَ الوُضوءَ، ثُمَّ صَلَّيتَ معنا؟ قال: بَلى، قال: فإنَّ اللهَ قد غَفَرَ لك حَدَّكَ أو ذَنبَكَ -شَكَّ عِكرِمةُ- قال عبدُ الصَّمدِ في حديثِه: فانصرَفتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واتَّبَعَه الرَّجُلُ.
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22266 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم (2765)، وأبو داود (4381)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7315)، وأحمد (22266) واللفظ له | شرح حديث مشابه

22 - [أيْ حديثَ: أنَّ عُبَيسًا أو ابنَ عُبَيسٍ في أُناسٍ مِن بَني جُشْمٍ أتَوه، فقال له أحَدُهم: ألَا تُقاتِلُ حتى لا تَكونَ فِتنةٌ؟ قال: لَعَلِّي قد قاتَلتُ حتى لم تَكُنْ فِتنةٌ، قال: ألَا أُحدِّثُكم ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا أُراه يَنفَعُكم، فأنصِتوا، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْزوا بَني فُلانٍ مع فُلانٍ، قال: فصُفَّتِ الرِّجالُ وكانتِ النِّساءُ مِن وراء الرِّجالِ، ثُمَّ لمَّا رَجَعوا قال رَجُلٌ: يا نَبيَّ اللهِ، استغفِرْ لي، غَفَرَ اللهُ لك، قال: هل أحدَثتَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، استغفِرْ لي، غَفَرَ اللهُ لك، قال: هل أحدَثتَ؟ قال: لمَّا هُزِمَ القَومُ وَجَدتُ رَجُلًا بيْنَ القَومِ والنِّساءِ، فقال: إنِّي مُسلِمٌ، -أو قال: أسلَمتُ- فقَتَلتُه، قال تَعوُّذًا بذلك حين غَشِيتُه بالرُّمحِ، قال: هل شَقَقتَ عن قَلبِه تَنظُرُ إليه؟! فقال: لا، واللهِ ما فَعَلتُ، فلمْ يَستغفِرْ له -أو كما قال-، وقال في حديثِه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْزوا بَني فُلانٍ مع فُلانٍ، فانطلَقَ رَجُلٌ مِن لُحمَتي معهم، فلمَّا رَجَعَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: يا نَبيَّ اللهِ، استغفِرْ لي، غَفَرَ اللهُ لك، قال: وهل أحدَثتَ؟ قال: لمَّا هُزِمَ القَومُ أدرَكتُ رَجُلَينِ بيْنَ القَومِ والنِّساءِ فقالا: إنَّا مُسلِمانِ -أو قالا: أسلَمْنا- فقَتَلتُهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عمَّا أُقاتِلُ النَّاسَ إلَّا على الإسلامِ؟ واللهِ لا أستغفِرُ لك، -أو كما قال- فمات بعدُ فدَفَنَتْه عَشيرتُه، فأصبَحَ قد نَبَذَتْه الأرضُ، ثُمَّ دَفَنوه وحَرَسوه ثانيةً فنَبَذَتْه الأرضُ، ثُمَّ قالوا: لعلَّ أحَدًا جاء وأنتم نيامٌ فأخرَجَه، فدَفَنوه ثالثةً، ثُمَّ حَرَسوه فنَبَذَتْه الأرضُ ثالثةً، فلمَّا رَأَوا ذلك ألقَوه، -أو كما قال-] وزادوا فيه: فأتَيْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبَرْناه، فقال: إنَّ الأرضَ تَقبَلُ مَن هو شرٌّ منه، ولكنَّ اللهَ أحَبَّ أنْ يُخبِرَكم بعِظَمِ الدَّمِ، انتَهوا به إلى سَفحِ هذا الجَبلِ، فانضِدوا عليه مِن الحِجارةِ، ففَعَلْنا.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 33/164 | خلاصة حكم المحدث : إسناده معضل
التخريج : أخرجه ابن ماجه (3930) بنحوه، وأحمد (19937) واللفظ له

23 - لمَّا وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بذي طُوًى، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له من أصغَرِ وَلَدِه: أيْ بُنيَّةُ، اظْهَري بي على أبي قَبِيسٍ. قالتْ: وقد كُفَّ بصَرُه. قالتْ: فأشرَفْتُ به عليه، فقال: يا بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالتْ: أرى سَوادًا مُجتمِعًا، قال: تلك الخَيلُ، قالت: وأرى رجُلًا يَسْعى بين ذلك السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا، قال: يا بُنيَّةُ، ذلك الوازِعُ، يعنِي الذي يأمُرُ الخَيلَ ويتقدَّمُ إليها، ثمَّ قالتْ: قد واللهِ انتَشرَ السَّوادُ، فقال: قد واللهِ إذا دَفَعتِ الخَيلُ، فأسرِعي بي إلى بَيْتي، فانحطَّتْ به، وتلقَّاه الخَيلُ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى بيتِه، وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها من وَرِقٍ، فتلقَّاه رجُلٌ، فاقتلَعَه من عُنُقِها. قالتْ: فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكَّةَ، ودخَلَ المَسجِدَ، أتاه أبو بكْرٍ بأبيهِ، فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: هلَّا تَركْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتى أكونَ أنا آتِيهِ فيه. قال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، هو أحَقُّ أنْ يَمشِيَ إليكَ من أنْ تَمشِيَ أنت إليهِ، قال: فأجلَسَه بينَ يدَيهِ، ثمَّ مسَحَ صدرَه، ثمَّ قال له: أسلِمْ. فأسلَمَ، ودخَلَ به أبو بكرٍ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورأسُه كأنَّه ثَغامةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: غيِّروا هذا من شَعْرِه. ثمَّ قام أبو بكرٍ، فأخذَ بيَدِ أختِه، فقال: أنشُدُ باللهِ والإسلامِ طَوْقَ أُختي، فلم يُجِبْه أحَدٌ، فقالَ: يا أُخيَّةُ، احتَسِبي طَوقَكِ.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26956 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (26956)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3684)، وابن حبان (7208)

24 - أنه سَمِعَ عُروةَ بنَ الزُّبيرِ يقولُ: ذَكَرَ مَرْوانُ في إمارَتِه على المدينةِ أنَّه يُتَوَضَّأُ مِن مسِّ الذَّكَرِ إذا أَفْضَى إليه الرجلُ بيدِهِ فأَنكَرْتُ ذلك عليه، فقلتُ: لا وُضُوءَ على مَن مَسَّهُ، فقال مَرْوانُ: أخبَرَتْني بُسرةُ بنتُ صفوانَ: أنَّها سَمِعتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ ما يُتَوَضَّأُ منه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهِ عليه وسلَّمَ: ويُتَوَضَّأُ من مَسِّ الذَّكَرِ، قال عُروةُ: فلم أَزَلْ أُماري مَروانَ حتَّى دَعا رجلًا من حَرَسِه فأَرسلَهُ إلى بُسرةَ يَسأُلها عمَّا حدَّثَتْ من ذلك، فأَرسلَتْ إليه بُسرةَ بمِثْلِ الذي حدَّثَني عنها مَرْوانُ.
الراوي : بسرة بنت صفوان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 27296 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (181)، والترمذي (82)، والنسائي (447) باختلاف يسير، وأحمد (27296) واللفظ له | شرح حديث مشابه

25 - بعثَتْ بنو سعدِ بنِ بكرٍ ضِمامَ بنَ ثَعْلبةَ وافدًا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقدِمَ عليه، وأناخَ بعيرَه على بابِ المسجِدِ، ثم عقَلَه، ثم دخَل المسجِدَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ في أصحابِه، وكان ضِمامٌ رجُلًا جَلْدًا، أشعَرَ، ذا غَديرَتَينِ، فأقبَلَ حتى وقَف على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أصحابِه، فقال: أيُّكم ابنُ عبدِ المُطَّلِبِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبِ، قال: محمدٌ؟ قال: نعَمْ، فقال: ابنَ عبدِ المُطَّلِبِ، إنِّي سائلُكَ ومُغلِّظٌ في المسألةِ، فلا تجِدَنَّ في نفسِكَ، قال: لا أجِدُ في نفسي، فسَلْ عمَّا بدا لكَ، قال: أنشُدُكَ اللهَ إلهَكَ، وإلهَ مَن كان قبلَكَ، وإلهَ مَن هو كائنٌ بعدَكَ، آللهُ بعثَكَ إلينا رسولًا؟ فقال: اللَّهُمَّ نعَمْ، قال: فأنشُدُكَ اللهَ إلهَكَ، وإلهَ مَن كان قبلَكَ، وإلهَ مَن هو كائنٌ بعدَكَ، آللهُ أمرَكَ أنْ تأمُرَنا أنْ نعبُدَه وحدَه، لا نشركُ به شيئًا، وأنْ نخلَعَ هذه الأندادَ التي كانت آباؤُنا يعبُدونَ معه؟ قال: اللَّهُمَّ نعَمْ، قال: فأنشُدُكَ اللهَ إلهَكَ، وإلهَ مَن كان قبلَكَ، وإلهَ مَن هو كائنٌ بعدَكَ، آللهُ أمَرَكَ أنْ نُصلِّيَ هذه الصلواتِ الخمسَ؟ قال: اللَّهُمَّ نعَمْ، قال: ثم جعَل يذكُرُ فرائضَ الإسلامِ فريضةً فريضةً: الزَّكاةَ، والصِّيامَ، والحَجَّ، وشرائعَ الإسلامِ كلَّها، يُناشِدُه عندَ كلِّ فريضةٍ كما يُناشِدُه في التي قبلَها، حتى إذا فرَغ قال: فإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وسأؤدِّي هذه الفرائضَ، وأجتنِبُ ما نَهَيْتَني عنه، ثم لا أزيدُ، ولا أنقُصُ، قال: ثم انصَرفَ راجعًا إلى بعيرِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ ولَّى: إنْ يصدُقْ ذو العَقيصَتَينِ يدخُلِ الجنَّةَ، قال: فأتى إلى بعيرِه، فأطلَقَ عِقالَه، ثم خرَجَ حتى قدِمَ على قومِه، فاجتَمَعوا إليه، فكان أولَ ما تكلَّمَ به أنْ قال: بِئسَتِ اللاتُ والعُزَّى، قالوا: مَهْ يا ضِمامُ، اتَّقِ البَرَصَ والجُذامَ، اتَّقِ الجنونَ، قال: وَيْلَكم، إنَّهما واللهِ لا يَضُرَّانِ، ولا يَنْفعانِ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد بعَثَ رسولًا، وأنزَلَ عليه كتابًا استَنْقَذَكم به مما كنتُم فيه، وإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، إنِّي قد جِئتُكُم من عندِه بما أمَرَكم به، ونَهاكم عنه، قال: فواللهِ ما أمسَى من ذلك اليومِ وفي حاضِرِه رجُلٌ ولا امرأةٌ إلَّا مسلمًا. قال: يقولُ ابنُ عبَّاسٍ: فما سَمِعْنا بوافدِ قومٍ كان أفضَلَ من ضِمامِ بنِ ثَعْلبةَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2380 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه أبو داود (487)، وأحمد (2380) واللفظ له | شرح حديث مشابه

26 - لمَّا قدِمْنا المدينةَ أَصبْنا من ثِمارِها، فاجْتَوَيْناها وأَصابنا بها وَعْكٌ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخبَّرُ عن بَدرٍ، فلمَّا بلَغنا أنَّ المُشرِكينَ قد أَقبَلوا، سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَدرٍ، وبَدرٌ بِئْرٌ، فسبَقْنا المُشرِكينَ إليها، فوجَدْنا فيها رجُليْنِ منهم، رجُلًا من قُرَيشٍ، ومَوْلًى لعُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فأمَّا القُرَشيُّ فانفَلَت، وأمَّا مَوْلى عُقْبةَ فأخَذْناه، فجعَلْنا نقولُ له: كمِ القومُ؟ فيقولُ: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم. فجعَل المُسلِمونَ إذ قال ذلك ضرَبوه، حتى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له: كمِ القومُ؟ قال: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم، فجهَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُخبِرَه كم هم؟ فأبى، ثُم إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَله: كم يَنحَرونَ منَ الجُزُرِ؟ فقال: عشْرًا كلَّ يومٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: القومُ ألفٌ، كلُّ جَزورٍ لمِئَةٍ وتَبَعِها، ثُم إنَّه أَصابنا منَ اللَّيلِ طَشٌّ من مَطَرٍ، فانطلَقْنا تحتَ الشَّجَرِ والحَجَفِ نَستظِلُّ تحتَها منَ المَطَرِ، وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو ربَّه عزَّ وجلَّ، ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه الفِئةَ لا تُعبَدْ، قال: فلمَّا طلَع الفَجرُ نادى: الصَّلاةَ عِبادَ اللهِ، فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجَرِ، والحَجَفِ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحرَّض على القِتالِ، ثُم قال: إنَّ جَمْعَ قُرَيشٍ تحتَ هذه الضِّلَعِ الحَمْراءِ منَ الجَبَلِ. فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفْناهم، إذا رجُلٌ منهم على جَملٍ له أَحمَرَ يَسيرُ في القومِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عليُّ، نادِ لي حَمزةَ -وكان أَقرَبَهم منَ المُشرِكينَ-: مَن صاحبُ الجَملِ الأحمَرِ، وماذا يقولُ لهم؟ ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكنْ في القومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ، فعسى أنْ يكونَ صاحبَ الجَملِ الأحمَرِ، فجاء حَمزةُ فقال: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، ويقولُ لهم: يا قومِ، إنِّي أَرى قومًا مُستَميتينَ، لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قومِ، اعْصِبوها اليومَ برَأْسي، وقولوا: جبُن عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وقد علِمْتم أنِّي لستُ بأَجبَنِكم، قال: فسمِع ذلك أبو جَهْلٍ، فقال: أنتَ تقولُ هذا؟ واللهِ لو غيْرُكَ يقولُ هذا لأَعضَضْتُه، قد ملَأتْ رِئَتُكَ جوْفَكَ رُعبًا، فقال عُتْبةُ: إِيَّايَ تُعيِّرُ يا مُصفِّرَ اسْتِه؟ ستعلَمُ اليومَ أَيُّنا الجَبانُ، قال: فبرَز عُتْبةُ وأخوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ حَمِيَّةً، فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَج فِتْيةٌ منَ الأنصارِ سِتَّةٌ، فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من بَني عمِّنا، من بَني عبدِ المُطَّلِبِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حَمزةُ، وقُمْ يا عُبَيدةُ بنَ الحارثِ بنِ المُطَّلِبِ، فقتَل اللهُ تعالى عُتْبةَ، وشَيْبةَ ابْنَيْ رَبيعةَ، والوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وجُرِحَ عُبَيدةُ، فقتَلْنا منهم سَبعينَ، وأَسَرْنا سَبعينَ، فجاء رجُلٌ منَ الأنصارِ قصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أَسيرًا، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا واللهِ ما أَسَرني، لقد أَسَرني رجُلٌ أَجلَحُ، من أَحسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، على فَرَسٍ أَبلَقَ، ما أَراه في القومِ، فقال الأنصاريُّ: أنا أَسَرْتُه يا رسولَ اللهِ، فقال: اسكُتْ، فقد أيَّدكَ اللهُ تعالى بمَلَكٍ كريمٍ، فقال عليٌّ: فأَسَرْنا  من بَني عبدِ المُطَّلِبِ: العبَّاسَ، وعَقيلًا، ونَوفَلَ بنَ الحارثِ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 948 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (2665) مختصراً، وأحمد (948) واللفظ له

27 - إنِّي كنتُ في الجاهِليَّةِ أَرى الناسَ على ضَلالةٍ، ولا أَرى الأَوثانَ شَيئًا، ثمَّ سمِعتُ عن رجُلٍ يُخبِرُ أخبارَ مكَّةَ، ويُحَدِّثُ أحاديثَ، فرَكِبْتُ راحِلَتي حتى قَدِمْتُ مكَّةَ، فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستَخْفٍ، وإذا قَومُه عليه جُرَآءُ، فتلَطَّفْتُ له، فدخَلْتُ عليه، فقلْتُ: ما أنت؟ قال: أنا نَبيُّ اللهِ، فقلْتُ: وما نَبيُّ اللهِ؟ قال: رسولُ اللهِ، قال: قلْتُ: آللهُ أَرسَلَك؟ قال: نعَمْ، قلْتُ: بأيِّ شَيءٍ أَرسَلَك؟ قال: بأنْ يُوحَّدَ اللهُ ولا يُشرَكَ به شَيءٌ، وكَسرِ الأَوثانِ، وصِلَةِ الرَّحِمِ. فقلْتُ له: مَن معك على هذا؟ قال: حُرٌّ وعبْدٌ، أو: عبْدٌ وحُرٌّ. وإذا معه أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ، وبِلالٌ مَوْلى أبي بكرٍ. قلْتُ: إنِّي مُتَّبِعُك، قال: إنَّك لا تَستطيعُ ذلك يَومَك هذا، ولكنِ ارجِعْ إلى أهْلِك، فإذا سمِعتَ بي قد ظهَرْتُ فالْحَقْ بي. قال: فرجَعْتُ إلى أهْلي وقد أَسلَمْتُ، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُهاجِرًا إلى المدينةِ، فجعَلْتُ أَتخَبَّرُ الأخبارَ، حتى جاء رَكَبةٌ مِن يَثْرِبَ، فقلْتُ: ما هذا المَكِّيُّ الذي أَتاكم؟ قالوا: أراد قَومُه قَتْلَه، فلمْ يَستطيعوا ذلك، وحِيلَ بيْنهم وبيْنه، وتَرَكْنا الناسَ سِراعًا. قال عَمرُو بنُ عَبَسةَ: فرَكِبتُ راحِلَتي حتى قَدِمتُ عليه المدينةَ، فدخَلْتُ عليه، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أتَعْرِفُني؟ قال: نعَمْ، ألَسْتَ أنت الذي أَتَيْتَني بمكَّةَ؟ قال: قلْتُ: بلى، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْني ممَّا علَّمَك اللهُ وأَجهَلُ، قال: إذا صَلَّيْتَ الصبحَ فأَقْصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَطلُعَ الشمسُ، فإذا طلَعَتْ فلا تُصَلِّ حتى تَرتفِعَ؛ فإنَّها تَطلُعُ حينَ تَطلُعُ بيْن قَرْنَيْ شَيطانٍ، وحينَئذٍ يَسجُدُ لها الكفَّارُ، فإذا ارتفَعَتْ قِيدَ رُمحٍ أو رُمحَينِ فصَلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مَشْهودةٌ مَحْضورةٌ حتى يَستقِلَّ الرُّمحُ بالظِّلِّ، ثمَّ أَقصِرْ عنِ الصلاةِ؛ فإنَّها حينَئذٍ تُسجَرُ جَهنَّمُ، فإذا فاءَ الفَيءُ فصَلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مَشْهودةٌ مَحْضورةٌ حتى تُصلِّيَ العصرَ، فإذا صَلَّيْتَ العصرَ فأَقصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَغرُبَ الشمسُ؛ فإنَّها تَغرُبُ حينَ تَغرُبُ بيْن قَرْنَيْ شَيطانٍ، وحينَئذٍ يَسجُدُ لها الكفَّارُ. قلْتُ: يا نَبيَّ اللهِ، أَخبِرْني عنِ الوُضوءِ؟ قال: ما منكم مِن أحَدٍ يُقَرِّبُ وَضوءَه ثمَّ يَتمَضْمَضُ ويَستنشِقُ ويَنتَثِرُ، إلَّا خَرَّتْ خَطاياهُ مِن فَمِه وخَياشيمِه مع الماءِ حين يَنتَثِرُ، ثمَّ يَغسِلُ وَجْهَه كما أمَرَه اللهُ تعالى، إلَّا خَرَّتْ خَطايا وجْهِه مِن أَطرافِ لِحيتِه مع الماءِ، ثمَّ يَغسِلُ يدَيهِ إلى المِرفقَينِ، إلَّا خَرَّتْ خَطايا يدَيهِ مِن أَطرافِ أَنامِلِه، ثمَّ يَمسَحُ رأسَه، إلَّا خَرَّتْ خَطايا رأسِه مِن أَطرافِ شَعَرِه مع الماءِ، ثمَّ يَغسِلُ قَدَمَيهِ إلى الكَعبَينِ كما أمَرَه اللهُ عزَّ وجلَّ، إلَّا خَرَّتْ خَطايا قدَمَيهِ مِن أَطرافِ أصابِعِه مع الماءِ، ثمَّ يَقومُ فيَحمَدُ اللهَ عزَّ وجلَّ ويُثْني عليه بالذي هو له أهْلٌ، ثمَّ يَركَعُ ركْعتَينِ؛ إلَّا خرَجَ مِن ذُنوبِه كهَيئتِه يَومَ ولَدَتْهُ أُمُّه. قال أبو أُمامةَ: يا عَمرُو بنَ عَبَسةَ، انظُرْ ما تقولُ، أسمِعتَ هذا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ أَيُعطى هذا الرَّجُلُ كلَّه في مَقامِه؟! قال: فقال عَمرُو بنُ عَبَسةَ: يا أبا أُمامةَ، لقد كَبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وما بي مِن حاجةٍ أنْ أَكذِبَ على اللهِ عزَّ وجلَّ وعلى رسولِه، لو لم أَسمَعْهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا مرَّةً أو مرَّتَينِ أو ثلاثًا، لقد سمِعتُه سبْعَ مرَّاتٍ أو أَكثَرَ مِن ذلك.
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17019 | خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه أحمد (17019) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1330)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (863) | شرح حديث مشابه

28 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شاوَرَ الناسَ يَومَ بَدرٍ، فتكَلَّمَ أبو بكرٍ فأَعرَضَ عنه، ثمَّ تكَلَّمَ عُمرُ فأَعرَضَ عنه، فقالتِ الأنصارُ: يا رسولَ اللهِ، إيَّانا تُريدُ؟ فقال المِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ: يا رسولَ اللهِ، والذي نفْسي بيَدِه، لو أمَرْتَنا أنْ نُخِيضَها البحرَ لَأَخَضْناها، ولو أمَرْتَنا أنْ نَضرِبَ أكبادَها إلى بِرْكِ الغِمادِ فَعَلْنا، فشأنَك يا رسولَ اللهِ. فنَدَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه، فانطلَقَ حتى نزَلَ بَدرًا، وجاءتْ رَوَايا قُرَيشٍ وفيهم غُلامٌ لبَني الحَجَّاجِ أَسْوَدُ، فأخَذَه أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسألوه عن أبي سُفْيانَ وأصحابِه، فقال: أمَّا أبو سُفْيانَ فليس لي به عِلمٌ، ولكنْ هذه قُرَيشٌ وأبو جهلٍ وأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، قد جاءت. فيَضرِبونَه، فإذا ضَرَبوه قال: نعَمْ هذا أبو سُفْيانَ، فإذا تَرَكوه فسألوه عن أبي سُفْيانَ فقال: ما لي بأبي سُفْيانَ مِن عِلمٍ، ولكنْ هذه قُرَيشٌ قد جاءت. ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي، فانصَرَفَ فقال: إنَّكم لَتَضرِبونَه إذا صدَقَكم، وتَدَعونَه إذا كَذَبَكم. وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدِه، فوضَعَها، فقال: هذا مَصرَعُ فُلانٍ غَدًا، وهذا مَصرَعُ فُلانٍ غَدًا، إنْ شاء اللهُ تعالى. فالْتَقَوْا، فهَزَمَهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، فواللهِ ما أَماطَ رجُلٌ منهم عن مَوضِعِ كَفَّيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال: فخرَجَ إليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعْدَ ثلاثةِ أيَّامٍ وقد جَيَّفوا، فقال: يا أبا جَهلٍ، يا عُتْبةُ، يا شَيْبةُ، يا أُمَيَّةُ: هل وجَدْتُم ما وعَدَكم ربُّكم حقًّا؟ فإنِّي قد وجَدْتُ ما وعَدَني ربِّي حقًّا. فقال له عُمرُ: يا رسولَ اللهِ، تَدْعوهم بعْدَ ثلاثةِ أيَّامٍ وقد جَيَّفوا؟ فقال: ما أنتم بأَسْمَعَ لِما أقولُ منهم، غيْرَ أنَّهم لا يَستطيعونَ جَوابًا. فأمَرَ بهم، فجُرُّوا بأرجُلِهم، فأُلْقوا في قَلِيبِ بَدرٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 13296 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه مسلم (2874)، والنسائي (2075) مختصراً، وأحمد (13296) واللفظ له | شرح حديث مشابه

29 - أنَّ عُبَيسًا أو ابنَ عُبَيسٍ في أُناسٍ مِن بَني جُشمٍ أتَوه، فقال له أحَدُهم: ألَا تُقاتِلُ حتى لا تَكونَ فِتنةٌ؟ قال: لعلِّي قد قاتَلتُ حتى لم تَكُنْ فِتنةٌ، قال: ألَا أُحدِّثُكم ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا أُراه يَنفَعُكم، فأنصِتوا، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْزوا بَني فُلانٍ مع فُلانٍ، قال: فصَفَّتِ الرِّجالُ وكانتِ النِّساءُ مِن وَراءِ الرِّجالِ، ثُمَّ لمَّا رَجَعوا قال رَجُلٌ: يا نَبيَّ اللهِ، استغفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لك، قال: هل أحدَثتَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، استغفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لك، قال: هل أحدَثتَ؟ قال: لمَّا هُزِمَ القَومُ وَجَدتُ رَجُلًا بيْنَ القَومِ والنِّساءِ، فقال: إنِّي مُسلِمٌ، -أو: قال: أسلَمتُ- فقَتَلتُه، قال تَعوُّذًا بذلك حين غَشِيتُه بالرُّمحِ. قال: هل شَقَقتَ عن قَلبِه تَنظُرُ إليه؟! فقال: لا، واللهِ ما فَعَلتُ. فلمْ يَستغفِرْ له -أو كما قال-، وقال في حديثِه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْزوا بَني فُلانٍ مع فُلانٍ، فانطلَقَ رَجُلٌ مِن لُحمَتي معهم، فلمَّا رَجَعَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: يا نَبيَّ اللهِ، استغفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لك، قال: وهل أحدَثتَ؟ قال: لمَّا هُزِمَ القَومُ أدرَكتُ رَجُلَينِ بيْنَ القَومِ والنِّساءِ فقالا: إنَّا مُسلِمانِ -أو: قالا: أسلَمْنا- فقَتَلتُهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عمَّا أقاتِلُ النَّاسَ إلَّا على الإسلامِ؟! واللهِ لا أستغفِرُ لك، -أو كما قال- فمات بعدُ فدَفَنَتْه عَشيرتُه، فأصبَحَ قد نَبَذَتْه الأرضُ، ثُمَّ دَفَنوه وحَرَسوه ثانيةً فنَبَذَتْه الأرضُ، ثُمَّ قالوا: لعلَّ أحَدًا جاء وأنتم نيامٌ، فأخرَجَه فدَفَنوه ثالثةً، ثُمَّ حَرَسوه فنَبَذَتْه الأرضُ ثالثةً، فلمَّا رَأَوا ذلك ألقَوْه -أو كما قال.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 19937 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه ابن ماجه (3930) بنحوه، وأحمد (19937) واللفظ له

30 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23737 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (23737) واللفظ له، والبزار (2500)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (4772) | شرح الحديث