الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - خرَجْنا في حُجَّاجِ قَوْمِنا مِن المشرِكِينَ، وقد صلَّيْنا وفَقِهْنا، ومعنا البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ، كبيرُنا وسيِّدُنا، فلمَّا توجَّهْنا لسفَرِنا وخرَجْنا مِن المدينةِ، قال البَرَاءُ لنا: يا هؤلاء، إنِّي قد رأَيتُ واللهِ رأيًا، وإنِّي واللهِ ما أدري توافِقوني عليه أم لا، قال: قُلْنا له: وما ذاكَ؟ قال: قد رأَيتُ ألَّا أدَعَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ -يَعنِي الكعبةَ- وأنْ أصلِّيَ إليها، قال: فقُلْنا: واللهِ، ما بلَغَنا أنَّ نبيَّنا يُصلِّي إلَّا إلى الشامِ، وما نُرِيدُ أنْ نخالِفَهُ، فقال: إنِّي أصلِّي إليها، قال: فقُلْنا له: لكنَّا لا نَفعَلُ، فكنَّا إذا حضَرَتِ الصلاةُ، صلَّيْنا إلى الشامِ، وصلَّى إلى الكعبةِ، حتى قَدِمْنا مكَّةَ، قال أخي: وقد كنَّا عِبْنَا عليه ما صنَعَ، وأبَى إلا الإقامةَ عليه، فلمَّا قَدِمْنا مكَّةَ، قال: يا بنَ أخي، انطلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسأَلْهُ عمَّا صنَعْتُ في سفَري هذا؛ فإنَّه واللهِ قد وقَعَ في نفسي منه شيءٌ لِمَا رأَيْتُ مِن خلافِكم إيَّايَ فيه، قال: فخرَجْنا نَسألُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكنَّا لا نَعرِفُهُ، لم نرَهُ قبْلَ ذلك، فلَقِيَنا رجُلٌ مِن أهلِ مكَّةَ، فسأَلْناه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: هل تَعرِفانِهِ؟ قال: قُلْنا: لا، قال: فهل تَعرِفانِ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ عمَّهُ؟ قُلْنا: نَعمْ، قال: وكنَّا نَعرِفُ العبَّاسَ، كان لا يَزالُ يَقدَمُ علينا تاجرًا، قال: فإذا دخَلْتُما المسجِدَ، فهو الرَّجُلُ الجالسُ مع العبَّاسِ، قال: فدخَلْنا المسجِدَ، فإذا العبَّاسُ جالسٌ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معه جالسٌ، فسلَّمْنا، ثمَّ جلَسْنا إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للعبَّاسِ: هل تَعرِفُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يا أبا الفضلِ؟ قال: نَعمْ، هذا البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ سيِّدُ قَوْمِهِ، وهذا كعبُ بنُ مالكٍ، قال: فواللهِ، ما أنسَى قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الشاعرُ؟ قال: نَعمْ، قال: فقال البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ: يا نبيَّ اللهِ، إنِّي خرَجْتُ في سفَري هذا، وهدَاني اللهُ للإسلامِ، فرأَيْتُ ألَّا أَجعَلَ هذه البَنِيَّةَ منِّي بظَهْرٍ، فصلَّيْتُ إليها، وقد خالَفَني أصحابي في ذلك، حتى وقَعَ في نفسي مِن ذلك شيءٌ، فماذا تَرى يا رسولَ اللهِ؟ قال: لقد كنتَ على قِبْلةٍ لو صبَرْتَ عليها! قال: فرجَعَ البَرَاءُ إلى قِبْلةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصلَّى معنا إلى الشامِ، قال: وأهلُهُ يَزعُمُون أنَّه صلَّى إلى الكعبةِ حتى مات، وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلَمُ به منهم، قال: وخرَجْنا إلى الحجِّ، فواعَدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العقَبةَ مِن أوسَطِ أيَّامِ التشريقِ، فلمَّا فرَغْنا مِن الحجِّ، وكانت الليلةُ التي وعَدَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعنا عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ أبو جابرٍ، سيِّدٌ مِن سادتِنا، وكنَّا نَكتُمُ مَن معنا مِن قَوْمِنا مِن المشرِكِينَ أَمْرَنا، فكلَّمْناه، وقُلْنا له: يا أبا جابرٍ، إنَّك سيِّدٌ مِن سادتِنا، وشريفٌ مِن أشرافِنا، وإنَّا نَرغَبُ بك عمَّا أنت فيه؛ أنْ تكونَ حطَبًا للنارِ غدًا، ثمَّ دعَوْتُهُ إلى الإسلامِ، وأخبَرْتُهُ بميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسلَمَ وشَهِدَ معنا العقَبةَ، وكان نَقِيبًا، قال: فنِمْنا تلك الليلةَ مع قَوْمِنا في رِحالِنا، حتى إذا مضَى ثُلُثُ الليلِ، خرَجْنا مِن رِحالِنا لميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، نَتسلَّلُ مُستَخْفِينَ تَسلُّلَ القَطَا، حتى اجتمَعْنا في الشِّعْبِ عند العقَبةِ، ونحن سبعون رجُلًا، ومعنا امرأتانِ مِن نسائِهم: نُسَيبةُ بنتُ كَعْبٍ، أمُّ عُمَارةَ، إحدى نساءِ بني مازنِ بنِ النجَّارِ، وأسماءُ بنتُ عمرِو بنِ عَدِيِّ بنِ ثابتٍ، إحدى نساءِ بني سَلِمةَ، وهي أمُّ مَنِيعٍ، قال: فاجتمَعْنا بالشِّعْبِ نَنتظِرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى جاءنا ومعه يومئذٍ عمُّهُ العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ، وهو يومئذٍ على دِينِ قومِهِ، إلَّا أنَّه أحَبَّ أنْ يَحضُرَ أمرَ ابنِ أخيه، ويَتوثَّقَ له، فلمَّا جلَسْنا، كان العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ أوَّلَ متكلِّمٍ، فقال: يا مَعشَرَ الخَزْرجِ -قال: وكانت العرَبُ ممَّا يُسَمُّون هذا الحيَّ مِن الأنصارِ الخَزْرجَ؛ أَوْسَها وخَزْرَجَها- إنَّ محمَّدًا منَّا حيث قد عَلِمْتُم، وقد منَعْناه مِن قَوْمِنا ممَّن هو على مِثلِ رَأْيِنا فيه، وهو في عِزٍّ مِن قَوْمِهِ، ومنَعةٍ في بلَدِهِ، قال: فقُلْنا: قد سَمِعْنا ما قلتَ، فتكلَّمْ يا رسولَ اللهِ، فخُذْ لنفسِكَ ولرَبِّكَ ما أحبَبْتَ، قال: فتكلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتلَا ودعَا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، ورغَّبَ في الإسلامِ، قال: أبايِعُكم على أن تَمنَعوني ممَّا تَمنَعون منه نِساءَكم وأبناءَكم، قال: فأخَذَ البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ بيدِهِ، ثمَّ قال: نَعمْ والذي بعَثَكَ بالحقِّ، لَنَمنَعَنَّكَ ممَّا نَمنَعُ منه أُزُرَنا، فبايِعْنا يا رسولَ اللهِ؛ فنَحْنُ أهلُ الحروبِ، وأهلُ الحلَقةِ، وَرِثْناها كابرًا عن كابرٍ، قال: فاعترَضَ القولَ -والبَرَاءُ يُكلِّمُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أبو الهَيْثمِ بنُ التَّيِّهانِ حليفُ بني عبدِ الأشهَلِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ بَيْننا وبَيْنَ الرِّجالِ حِبالًا، وإنَّا قاطِعُوها -يَعنِي العهودَ- فهل عسَيْتَ إنْ نحن فعَلْنا ذلك، ثمَّ أظهَرَكَ اللهُ أن تَرجِعَ إلى قَوْمِكَ وتدَعَنا؟ قال: فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الهَدْمُ، أنا منكم، وأنتم مِنِّي، أُحارِبُ مَن حارَبْتُم، وأُسالِمُ مَن سالَمْتُم، وقد قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخرِجُوا إلَيَّ منكم اثنَيْ عشَرَ نَقِيبًا يكونون على قَوْمِهم، فأخرَجُوا منهم اثنَيْ عشَرَ نَقِيبًا، منهم تِسعةٌ مِن الخَزْرجِ، وثلاثةٌ مِن الأَوْسِ. وأمَّا مَعبَدُ بنُ كَعْبٍ، فحدَّثَني في حديثِهِ، عن أخيه، عن أبيه كَعْبِ بنِ مالكٍ قال: كان أوَّلَ مَن ضرَبَ على يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَرَاءُ بنُ مَعْرورٍ، ثمَّ تتابَعَ القومُ، فلمَّا بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، صرَخَ الشيطانُ مِن رأسِ العقَبةِ بأبعَدِ صوتٍ سَمِعْتُهُ قطُّ: يا أهلَ الجَبَاجِبُ -والجَبَاجِبُ: المَنازِلُ- هل لكم في مُذمَّمٍ والصُّبَاةِ معه؟ قد أجمَعُوا على حَرْبِكم -قال عليٌّ، يَعنِي ابنَ إسحاقَ: ما يقولُ عدوُّ اللهِ: محمَّدٌ- فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أزَبُّ العقَبةِ، هذا ابنُ أزيَبَ، اسمَعْ أيْ عدوَّ اللهِ، أمَا واللهِ، لَأفرُغَنَّ لك، ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارفَعُوا إلى رِحالِكم، قال: فقال له العبَّاسُ بنُ عُبادةَ بنِ نَضْلةَ: والذي بعَثَكَ بالحقِّ، لئنْ شِئْتَ لَنُمِيلَنَّ على أهلِ مِنًى غدًا بأسيافِنا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لم أُؤمَرْ بذلك، قال: فرجَعْنا فنِمْنا حتى أصبَحْنا، فلمَّا أصبَحْنا، غدَتْ علينا جِلَّةُ قُرَيشٍ حتى جاؤُونا في مَنازِلِنا، فقالوا: يا مَعشَرَ الخَزْرجِ، إنَّه قد بلَغَنا أنَّكم قد جِئْتُم إلى صاحبِنا هذا تَستخرِجونه مِن بَيْنِ أظهُرِنا، وتبايِعُونه على حَرْبِنا، واللهِ، إنَّه ما مِن العرَبِ أحدٌ أبغَضَ إلينا أنْ تَنشَبَ الحربُ بَيْننا وبَيْنه منكم، قال: فانبعَثَ مَن هنالك مِن مشرِكِي قَوْمِنا، يَحلِفون لهم باللهِ ما كان مِن هذا شيءٌ، وما عَلِمْناه، وقد صدَقُوا؛ لم يَعلَموا ما كان منَّا، قال: فبعضُنا يَنظُرُ إلى بعضٍ، قال: وقام القومُ، وفيهم الحارثُ بنُ هشامِ بنِ المغيرةِ المَخْزوميُّ، وعليه نَعْلانِ جديدانِ، قال: فقلتُ كلمةً كأنِّي أُرِيدُ أن أُشرِكَ القومَ بها فيما قالوا: ما تَستطيعُ يا أبا جابرٍ وأنت سيِّدٌ مِن سادتِنا أنْ تتَّخِذَ نَعْلَيْنِ مِثلَ نَعْلَيْ هذا الفتى مِن قُرَيشٍ، فسَمِعَها الحارثُ، فخلَعَهما، ثمَّ رمَى بهما إلَيَّ، فقال: واللهِ، لَتَنتعِلَنَّهما، قال: يقولُ أبو جابرٍ: أَحْفَظْتَ -واللهِ- الفتَى، فاردُدْ عليه نَعْلَيْهِ، قال: فقلتُ: واللهِ، لا أرُدُّهما، فَأْلٌ واللهِ صالحٌ، واللهِ، لئنْ صدَقَ الفَأْلُ، لَأسلُبَنَّهُ.
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15798 | خلاصة حكم المحدث : قوي | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى صحته | شرح الحديث

2 - عن مِقسَمٍ أبي القاسمِ، مَولى عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ نَوفلٍ، قال: خرَجْتُ أنا وتَليدُ بنُ كِلابٍ اللَّيثيُّ، حتى أتَيْنا عبدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ العاصي، وهو يطوفُ بالبَيتِ، مُعلِّقًا نَعلَيه بيَدِه، فقُلْنا له: هل حضَرْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين يُكلِّمُه التَّميميُّ يومَ حُنَينٍ؟ قال: نعمْ، أقبَلَ رَجُلٌ مِن بني تَميمٍ، يُقالُ له: ذو الخوَيصِرَةِ، فوقَفَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو يُعطي النَّاسَ، قال: يا محمَّدُ، قد رأَيْتَ ما صنَعْتَ في هذا اليومِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجلْ، فكيف رأَيْتَ؟ قال: لم أرَكَ عدَلْتَ، قال: فغضِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قال: وَيحك، إنْ لم يكُنِ العَدلُ عندي، فعندَ مَن يكونُ؟!، فقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: يا رسولَ اللهِ، ألا نقتُلُه؟ قال: لا، دَعوه؛ فإنَّه سيكونُ له شِيعةٌ يَتعمَّقونَ في الدِّينِ، حتى يخرُجوا منه، كما يخرُجُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ، ينظُرُ في النَّصْلِ، فلا يوجَدُ شيءٌ، ثٌمَّ في القِدحِ، فلا يوجَدُ شيءٌ، ثُمَّ في الفوقِ فلا يوجَدُ شيءٌ، سبَقَ الفرْثَ والدَّمَ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7038 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - عنِ ابنِ إسحاقَ، حدَّثَنا سالِمُ بنُ أبي أُمَيَّةَ أبو النَّضرِ، قال: جلَسَ إليَّ شَيخٌ مِن بَني تَميمٍ في مَسجِدِ البَصرةِ، ومعه صَحيفةٌ له في يَدِهِ -قال: وفي زمانِ الحَجَّاجِ-، فقال لي: يا عَبدَ اللهِ، أتَرى هذا الكِتابَ مُغنيًا عَنِّي شَيئًا عِندَ هذا السُّلطانِ؟ قال: فقلتُ: وما هذا الكِتابُ؟ قال: هذا كِتابٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كتَبَهُ لنا: ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقلتُ: لا، وَاللهِ ما أظُنُّ أنْ يُغنيَ عنكَ شَيئًا، وكيف كان شَأنُ هذا الكِتابِ؟ قال: قَدِمتُ المَدينةَ مع أبي، وأنا غُلامٌ شابٌّ بإبِلٍ لنا نَبيعُها، وكان أبي صَديقًا لِطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ التَّيميِّ، فنزَلْنا عليه، فقال له أبي: اخرُجْ معي فبِعْ لي إبِلي هذه. قال: فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد نَهى أنْ يَبيعَ حاضِرٌ لِبادٍ، ولكنْ سأخرُجُ معكَ، فأجلِسُ، وتَعرِضُ إبِلَكَ، فإذا رَضيتُ مِن رَجُلٍ وفاءً وصِدقًا ممَّن ساوَمَكَ، أمَرتُكَ بِبَيعِهِ. قال: فخرَجْنا إلى السُّوقِ، فوقَفْنا ظَهرَنا، وجلَسَ طَلحةُ قَريبًا، فساوَمَنا الرِّجالُ، حتى إذا أعطانَا رَجُلٌ ما نَرضَى، قال له أبي: أُبايِعُهُ؟ قال: نَعَمْ، قد رَضيتُ لكم وفاءَهُ؛ فبايِعوهُ. فبايَعْناهُ، فلما قبَضْنا ما لنا، وفرَغْنا مِن حاجَتِنا، قال أبي لِطَلحةَ: خُذْ لنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابًا ألَّا يُتَعَدَّى علينا في صَدَقاتِنا. قال: فقال: هذا لكم، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: على ذلك إنِّي أُحِبُّ أنْ يَكونَ عِندي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابٌ. قال: فخرَجَ حتى جاءَ بنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ مِن أهلِ الباديةِ، صَديقٌ لنا، وقد أحَبَّ أنْ تَكتُبَ له كِتابًا، ألَّا يُتَعَدَّى عليه في صَدَقَتِهِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا له، ولِكُلِّ مُسلِمٍ. قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهُ قد أحَبَّ أنْ يَكونَ عِندَهُ منكَ كِتابٌ على ذلك. قال: فكتَبَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الكِتابَ.
الراوي : طلحة بن عبيدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1404 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

4 - كان عُرْوةُ يقولُ لعائشةَ: يا أُمَّتاهُ، لا أعجَبُ من فَهمِكِ؛ أقولُ: زَوْجةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبنتُ أبي بَكرٍ، ولا أعجَبُ من عِلْمِكِ بالشِّعْرِ، وأيَّامِ النَّاسِ؛ أقولُ: ابنةُ أبي بَكرٍ، وكان أعلَمَ النَّاسِ -أو من أعلَمِ النَّاسِولكنْ أعجَبُ من عِلْمِكِ بالطِّبِّ، كيف هو؟! ومِن أين هو؟! قال: فضَرَبَتْ على مَنكِبِه وقالت: أيْ عُرَيَّةُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَسقَمُ عندَ آخِرِ عُمُرِه -أو في آخِرِ عُمُرِه-، فكانت تَقدَمُ عليه وُفودُ العَرَبِ مِن كُلِّ وَجْهٍ، فتَنعَتُ له الأنعاتَ، وكُنتُ أعالِجُها له؛ فمِن ثَمَّ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24380 | خلاصة حكم المحدث : خبر صحيح | أحاديث مشابهة

5 - أنَّ رَجُلًا مَرَّ على قومٍ فسَلَّمَ عليهم، فرَدُّوا عليه السلامَ، فلمَّا جاوَزَهم قال رَجُلٌ منهم: واللهِ إنِّي لَأبغَضُ هذا في اللهِ، فقال أهلُ المجلِسِ: بِئسَ -واللهِ- ما قُلتَ، أمَا -واللهِ- لَنُنَبِّئنَّه، قُمْ يا فُلانُ، رَجُلًا منهم، فأخْبِرْه، قال: فأدْرَكَه رَسولُهم، فأخْبَرَه بما قال، فانصَرَفَ الرَّجُلُ حتى أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، مَرَرتُ بمجلِسٍ مِن المُسلِمينَ فيهم فُلانٌ، فسَلَّمتُ عليهم فرَدُّوا السلامَ، فلمَّا جاوَزْتُهم أدْرَكني رَجُلٌ منهم فأخْبَرَني أنَّ فُلانًا قال: واللهِ إنِّي لَأبغَضُ هذا الرَّجُلَ في اللهِ، فادْعُه فسَلْه عَلامَ يُبْغِضُني؟ فدَعاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فسَألَه عمَّا أخْبَرَه الرَّجُلُ، فاعتَرَفَ بذلك وقال: قد قُلتُ له ذلك يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: فلِمَ تُبْغِضُه؟ قال: أنا جارُه وأنا به خابِرٌ، واللهِ ما رَأيتُه يُصلِّي صلاةً قَطُّ إلَّا هذه الصلاةَ المكتوبةَ التي يُصَلِّيها البَرُّ والفاجِرُ، قال الرَّجُلُ: سَلْهُ يا رسولَ اللهِ: هل رَآني قَطُّ أخَّرْتُها عن وَقْتِها، أو أسَأتُ الوُضوءَ لها، أو أسَأتُ الرُّكوعَ والسُّجودَ فيها؟ فسَألَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عن ذلك، فقال: لا، ثُمَّ قال: واللهِ ما رَأيتُه يَصومُ قَطُّ إلَّا هذا الشَّهرَ الذي يَصومُه البَرُّ والفاجِرُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، هل رآني قَطُّ أفطَرْتُ فيه، أو انتَقَصتُ مِن حقِّه شَيئًا؟ فسَألَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فقال: لا، ثُمَّ قال: واللهِ ما رَأيتُه يُعْطي سائِلًا قَطُّ، ولا رَأيتُه يُنفِقُ مِن مالِه شَيئًا في شَيءٍ مِن سَبيلِ اللهِ بِخَيرٍ، إلَّا هذه الصَّدَقةَ التي يُؤَدِّيها البَرُّ والفاجِرُ، قال: فسَلْهُ يا رسولَ اللهِ، هل كَتَمتُ مِن الزكاةِ شَيئًا قَطُّ، أو ماكَسْتُ فيها طالِبَها؟ قال: فسَألَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ عن ذلك فقال: لا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: قُمْ إنْ أدْري لعَلَّه خَيرٌ منكَ.
الراوي : أبو الطفيل عامر بن واثلة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23803 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف لإرساله | أحاديث مشابهة

6 - دَخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المسجدَ وهو بيْن أبي بَكرٍ وعُمَرَ، وإذا ابنُ مَسعودٍ يُصلِّي، وإذا هو يَقرَأُ النِّساءَ، فانتَهى إلى رأسِ المِئةِ، فجَعَلَ ابنُ مَسعودٍ يَدعو وهو قائِمٌ يُصلِّي، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اسأَلْ تُعْطَه، اسأَلْ تُعْطَه، ثُمَّ قال: مَن سَرَّه أنْ يَقرَأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فليَقرَأْه بقِراءةِ ابنِ أُمِّ عَبدٍ، فلمَّا أصبَحَ غَدا إليه أبو بَكرٍ ليُبشِّرَه، وقال له: ما سَأَلتَ اللهَ البارحةَ؟ قال: قُلتُ: اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ إيمانًا لا يَرتَدُّ، ونَعيمًا لا يَنفَدُ، ومُرافقةَ محمَّدٍ في أعْلى جَنَّةِ الخُلدِ، ثُمَّ جاء عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه، فقِيلَ له: إنَّ أبا بَكرٍ قد سَبَقَكَ، قال: يَرحَمُ اللهُ أبا بَكرٍ؛ ما سَبَقتُه إلى خيرٍ قَطُّ إلَّا سَبَقَني إليه.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4340 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بشواهده | أحاديث مشابهة

7 - عن مُحمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظيِّ قال: قال فَتًى مِنَّا مِن أهْلِ الكُوفةِ لحُذَيفةَ بنِ اليَمانِ: يا أبا عبدِ اللهِ، رَأيتُم رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحِبتُموهُ؟ قال: نَعَمْ يا ابنَ أخي، قال: فكيف كُنتُم تَصنَعونَ؟ قال: واللهِ لقد كُنَّا نَجهَدُ، قال: واللهِ لو أدْرَكْناهُ ما تَرَكْناهُ يَمْشي على الأرضِ، ولَجَعَلْناهُ على أعْناقِنا، قال: فقال حُذَيفةُ: يا ابنَ أخي، واللهِ لقد رَأيتُنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالخَنْدَقِ، وصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اللَّيلِ هَوِيًّا، ثم التَفَتَ إلينا فقال: مَن رَجُلٌ يَقومُ فيَنظُرَ لنا ما فَعَلَ القَومُ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يَرجِعُ- أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ، فما قام رَجُلٌ، ثم صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَوِيًّا مِن اللَّيلِ، ثم التَفَتَ إلينا، فقال: مَن رَجُلٌ يقوم فيَنظُرَ لنا ما فَعَلَ القَومُ، ثم يَرجِعَ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجْعةَ- أسأَلُ اللهَ أنْ يكونَ رَفيقي في الجَنَّةِ، فما قامَ رَجُلٌ مِن القَومِ مع شِدَّةِ الخَوفِ، وشِدَّةِ الجُوعِ، وشِدَّةِ البَرْدِ، فلمَّا لم يَقُمْ أحَدٌ دَعاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يكُنْ لي بُدٌّ مِن القيامِ حين دَعاني، فقال: يا حُذَيفةُ، فاذْهَبْ فادْخُلْ في القَومِ فانْظُرْ ما يَفعَلونَ، ولا تُحدِثَنَّ شَيئًا حتى تَأتِيَنا، قال: فذَهَبتُ فدَخَلتُ في القَومِ، والرِّيحُ وجُنودُ اللهِ تَفعَلُ ما تَفعَلُ لا تُقِرُّ لهم قِدْرًا، ولا نارًا، ولا بِناءً، فقامَ أبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ، فقال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، لِيَنظُرَ امرُؤٌ مَن جَليسُه، فقال حُذَيفةُ: فأخَذتُ بيَدِ الرَّجُلِ الذي إلى جَنْبي، فقُلتُ: مَن أنتَ؟ قال: أنا فُلانُ بنُ فُلانٍ، ثم قال أبو سُفْيانَ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، إنَّكم واللهِ ما أصبَحْتُم بدَارِ مُقامٍ؛ لقد هَلَكَ الكُراعُ، وأخْلَفَتْنا بَنو قُرَيظةَ، وبَلَغَنا عنهم الذي نَكرَهُ، ولَقِينا مِن هذه الرِّيحِ ما تَرَونَ، واللهِ ما تَطمَئِنُّ لنا قِدْرٌ، ولا تقومُ لنا نارٌ، ولا يَستَمسِكُ لنا بِناءٌ، فارْتَحِلوا فإنِّي مُرتَحِلٌ، ثم قامَ إلى جَمَلِه وهو مَعْقولٌ فجَلَسَ عليه، ثم ضَرَبَه فوَثَبَ على ثلاثٍ، فما أطلَقَ عِقالَه إلَّا وهو قائِمٌ، ولولا عهدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُحدِثْ شَيئًا حتى تَأتِيَني، ثم شِئتُ؛ لَقَتَلتُه بسَهْمٍ. قال حُذَيفةُ: ثم رَجَعتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو قائِمٌ يُصلِّي في مِرْطٍ لبَعضِ نِسائِه مُرَحَّلٍ، فلمَّا رَآني أدْخَلَني إلى رَحْلِه، وطَرَحَ علَيَّ طَرَفَ المِرْطِ، ثم رَكَعَ وسَجَدَ وإنَّه لَفيهِ، فلمَّا سَلَّمَ أخبَرتُه الخَبَرَ. وسَمِعَتْ غَطَفانُ بما فَعَلَتْ قُرَيشٌ، فانْشَمَروا إلى بِلادِهم.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23334 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

8 - خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِن المَدينةِ إلى المُشرِكينَ لِيُقاتِلَهم، وقال لي أبي عَبدُ اللهِ: يا جابِرُ، لا عليكَ أنْ تكونَ في نَظَّاري أهلِ المدينةِ حتى تَعلَمَ إلى ما يَصيرُ أمْرُنا؛ فإنِّي -واللهِ- لولا أنِّي أتْرُكُ بَناتٍ لي بَعْدي، لَأحْبَبتُ أنْ تُقتَلَ بَينَ يَدَيَّ، قال: فبَيْنَما أنا في النَّظَّارينَ إذْ جاءَتْ عمَّتي بأبي، وخالي عادِلَتَهُما على ناضِحٍ، فدَخَلَتْ بهما المَدينةَ لتَدْفِنَهُما في مَقابِرِنا، إذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنادي: ألَا إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَأمُرُكُم أنْ تَرجِعوا بالقَتْلى، فتَدْفِنوها في مَصارِعِها حَيثُ قُتِلَتْ، فرَجَعْنا بهما فدَفَنَّاهُما حَيثُ قُتِلَا، فبَيْنَما أنا في خِلافةِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ إذْ جاءني رَجُلٌ فقال: يا جابِرُ بنَ عَبدِ اللهِ، واللهِ لقد أثارَ أباكَ عُمَّالُ مُعاويةَ، فبَدَا فخَرَجَ طائِفةٌ منه، فأتَيْتُه فوَجَدْتُه على النَّحوِ الذي دَفَنْتُه، لم يتَغَيَّرْ إلَّا ما لم يَدَعِ القَتلُ -أو القَتيلُ- فوارَيْتُه، قال: وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ فاشْتَدَّ عليَّ بعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأتَيْتُ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ أبي أُصيبَ يومَ كَذا، وكَذا، وتَرَكَ عليه دَيْنًا مِن التَّمرِ، وقدِ اشْتَدَّ علَيَّ بَعضُ غُرَمائه في التَّقاضي، فأُحِبُّ أنْ تُعينَني عليه، لعَلَّه أنْ يُنظِرَني طائِفةً مِن تَمرِهِ إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، فقال: نَعَمْ، آتيكَ إنْ شاء اللهُ قَريبًا مِن وَسَطِ النَّهارِ، وجاءَ معَه حَواريُّوه، ثُمَّ استَأْذَنَ، فدَخَلَ وقد قُلتُ لامْرَأتي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم جاءني اليَومَ وَسَطَ النَّهارِ، فلا أرَيَنَّكِ، ولا تُؤْذي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في بَيتي بشَيءٍ، ولا تُكَلِّميه، فدَخَلَ ففَرَشْتُ له فِراشًا، ووِسادةً، فوَضَعَ رَأْسَه فنامَ، قال: وقُلتُ لمَوْلًى لي: اذْبَحْ هذه العَناقَ، وهي داجِنٌ سَمينةٌ، والوَحى والعَجَلَ، افْرُغْ منها قبلَ أنْ يَستَيقِظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وأنا معَكَ، فلم نَزَلْ فيها حتى فَرَغْنا منها، وهو نائِمٌ، فقُلتُ له: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم إذا استَيْقَظَ يَدْعو بالطَّهورِ، وإنِّي أخافُ إذا فَرَغَ أنْ يَقومَ، فلا يَفْرُغَنَّ مِن وُضوئِه حتى تَضَعَ العَناقَ بَينَ يَدَيْه، فلمَّا قامَ قال: يا جابِرُ، ائْتِني بطَهورٍ، فلم يَفْرُغْ مِن طُهورِهِ حتى وَضَعْتُ العَناقَ عِندَه، فنَظَرَ إليَّ فقال: كأنَّكَ قد عَلِمتَ حُبَّنا للَّحْمِ، ادْعُ لي أبا بَكرٍ، قال: ثُمَّ دَعا حَوارِيِّيه الذين معه فدَخَلوا، فضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بيَدَيْه، وقال: بِسمِ اللهِ كُلوا، فأكَلوا حتى شَبِعوا، وفَضَلَ لَحمٌ منها كَثيرٌ، قال: واللهِ إنَّ مجلِسَ بَني سَلِمةَ لَيَنظُرون إليه، وهو أَحَبُّ إليهم مِن أعْيُنِهم، ما يَقْرَبُه رَجُلٌ منهم مَخافةَ أنْ يُؤْذوه، فلمَّا فَرَغوا قامَ، وقامَ أصْحابُه فخَرَجوا بَينَ يَدَيْه، وكان يقولُ: خَلُّوا ظَهْري للمَلائكةِ، واتَّبَعْتُهم حتى بَلَغوا أُسْكُفَّةَ البابِ، قال: وأخْرَجَتِ امْرَأتي صَدْرَها، وكانت مُسْتَتِرةً بسَفيفٍ في البَيتِ، قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ علَيَّ وعلى زَوْجي، صلَّى اللهُ عليكَ. فقال: صلَّى اللهُ عليكِ وعلى زَوْجِكِ، ثُمَّ قال: ادْعُ لي فُلانًا؛ لِغَريمي الذي اشْتَدَّ علَيَّ في الطَّلَبِ، قال: فجاء فقال: أَيْسِرْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ -يَعْني إلى المَيْسَرةِ- طائِفةً مِن دَيْنِكَ الذي على أبيه، إلى هذا الصِّرامِ المُقْبِلِ، قال: ما أنا بفاعِلٍ، واعْتَلَّ وقال: إنَّما هو مالُ يَتامى، فقال: أين جابِرٌ؟ فقال: أنا ذا يا رسولَ اللهِ، قال: كِلْ له؛ فإنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فنَظَرْتُ إلى السماءِ، فإذا الشَّمسُ قد دَلَكَتْ، قال: الصلاةَ يا أبا بَكرٍ، فاندَفَعوا إلى المسجِدِ، فقُلتُ: قَرِّبْ أوعيَتَكَ، فكِلْتُ له مِن العَجْوةِ فوفَّاه اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فجِئْتُ أسْعى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في مسجِدِه، كأنِّي شَرارةٌ، فوَجَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قد صلَّى، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألم تَرَ أنِّي كِلْتُ لِغَريمي تَمْرَه، فوفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فقال: أين عُمَرُ بنُ الخطَّابِ؟ فجاءَ يُهَروِلُ، فقال: سَلْ جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن غَريمِه وتَمْرِه، فقال: ما أنا بِسائلِه، قد عَلِمتُ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، إذْ أخبَرْتَ أنَّ اللهَ سوف يُوَفِّيه، فكَرَّرَ عليه هذه الكَلِمةَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كُلَّ ذلك يقولُ: ما أنا بِسائلِه، وكان لا يُراجَعُ بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، فقال: يا جابِرُ، ما فَعَلَ غَريمُكَ وَتَمرُكَ؟ قال: قلتُ: وفَّاهُ اللهُ، وفَضَلَ لنا مِن التَّمرِ كَذا وكَذا، فرَجَعَ إلى امْرَأتِه، فقال: ألم أكُنْ نَهَيتُكِ أنْ تُكَلِّمي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم؟ قالَتْ: أكُنتَ تَظُنَّ أنَّ اللهَ يُورِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بَيْتيَ، ثُمَّ يَخرُجُ، ولا أسْألُه الصلاةَ علَيَّ وعلى زَوْجي قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟!
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15281 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

9 - قال: انطلَقْتُ مع أبي نحوَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رأَيْتُه، قال لي أبي: هل تَدري مَن هذا؟ قُلْتُ: لا، فقال لي أبي: هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاقْشعرَرْتُ حينَ قال ذاك، وكنتُ أظُنُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا لا يُشبِهُ النَّاسَ فإذا بَشرٌ له وَفرةٌ -قال عفَّانُ في حديثِه: ذو وَفرةٍ- وبها رَدعٌ مِن حِنَّاءٍ، عليه ثَوبانِ أَخضرانِ، فسلَّمَ عليه أبي، ثُمَّ جلَسْنا، فتحدَّثْنا ساعةً، ثُمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأبي: ابنُكَ هذا؟ قال: إي ورَبِّ الكَعبةِ، قال: حقًّا؟ قال: أشهَدُ به، فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضاحِكًا مِن ثَبْتِ شَبَهي في أبي، ومِن حَلِفِ أبي عليَّ، ثُمَّ قال: أمَا إنَّه لا يَجْني عليك، ولا تَجْني عليه، قال: وقرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، قال: ثُمَّ نظَرَ إلى مِثلِ السِّلعةِ بينَ كَتفَيه، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كأَطبِّ الرِّجالِ، ألَا أُعالجُها لكَ؟ قال: لا، طبيبُها الذي خلَقَها.
الراوي : أبو رمثة التيمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7109 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

10 - كُنْتُ عندَ عُمَرَ، فقيلَ له: إنَّ زَيدَ بنَ ثابتٍ يُفْتي الناسَ في المسجِدِ، قال زُهَيرٌ في حَديثِه: الناسُ برَأيِه في الذي يُجامِعُ ولا يُنزِلُ، فقال: أَعجِلْ به، فأُتيَ به، فقال: يا عَدوَّ نفْسِه، أوَقد بلَغْتَ أنْ تُفتيَ الناسَ في مسجِدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأيِكَ؟ قال: ما فعَلْتُ، ولكنْ حدَّثَني عُمومَتي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: أيُّ عُمومَتِكَ؟ قال: أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، قال زُهَيرٌ: وأبو أيُّوبَ، ورِفاعةُ بنُ رافعٍ، فالتَفَتَ إليَّ: ما يقولُ هذا الفَتى؟ وقال زُهَيرٌ في حَديثِه: ما يقولُ هذا الغُلامُ، فقُلْتُ: كُنَّا نَفعَلُه في عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فسأَلْتُم عنه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: كُنَّا نَفعَلُه على عَهدِه، فلم نَغتَسِلْ، قال: فجمَعَ الناسَ، وأصفَقَ الناسُ على أنَّ الماءَ لا يكونُ إلَّا منَ الماءِ، إلَّا رَجُلَيْنِ: عليَّ بنَ أبي طالبٍ، ومُعاذَ بنَ جَبلٍ، قالَا: إذا جاوَزَ الخِتانُ الخِتانَ، فقد وجَبَ الغُسلُ، قال: فقال عليٌّ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ أعلَمَ الناسِ بهذا أزواجُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأرسَلَ إلى حَفْصةَ، فقالت: لا عِلمَ لي، فأرسَلَ إلى عائشةَ، فقالت: إذا جاوَزَ الخِتانُ الخِتانَ وجَبَ الغُسلُ، قال: فتَحطَّمَ عُمَرُ، يَعْني: تَغيَّظَ، ثُم قال: لا يَبلُغُني أنَّ أحَدًا فعَلَه ولم يَغتَسِلْ، إلَّا أنهَكْتُه عُقوبةً.
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21096 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - لمَّا وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بذي طُوًى، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له من أصغَرِ وَلَدِه: أيْ بُنيَّةُ، اظْهَري بي على أبي قَبِيسٍ. قالتْ: وقد كُفَّ بصَرُه. قالتْ: فأشرَفْتُ به عليه، فقال: يا بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالتْ: أرى سَوادًا مُجتمِعًا، قال: تلك الخَيلُ، قالت: وأرى رجُلًا يَسْعى بين ذلك السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا، قال: يا بُنيَّةُ، ذلك الوازِعُ، يعنِي الذي يأمُرُ الخَيلَ ويتقدَّمُ إليها، ثمَّ قالتْ: قد واللهِ انتَشرَ السَّوادُ، فقال: قد واللهِ إذا دَفَعتِ الخَيلُ، فأسرِعي بي إلى بَيْتي، فانحطَّتْ به، وتلقَّاه الخَيلُ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى بيتِه، وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها من وَرِقٍ، فتلقَّاه رجُلٌ، فاقتلَعَه من عُنُقِها. قالتْ: فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكَّةَ، ودخَلَ المَسجِدَ، أتاه أبو بكْرٍ بأبيهِ، فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: هلَّا تَركْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتى أكونَ أنا آتِيهِ فيه. قال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، هو أحَقُّ أنْ يَمشِيَ إليكَ من أنْ تَمشِيَ أنت إليهِ، قال: فأجلَسَه بينَ يدَيهِ، ثمَّ مسَحَ صدرَه، ثمَّ قال له: أسلِمْ. فأسلَمَ، ودخَلَ به أبو بكرٍ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ورأسُه كأنَّه ثَغامةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: غيِّروا هذا من شَعْرِه. ثمَّ قام أبو بكرٍ، فأخذَ بيَدِ أختِه، فقال: أنشُدُ باللهِ والإسلامِ طَوْقَ أُختي، فلم يُجِبْه أحَدٌ، فقالَ: يا أُخيَّةُ، احتَسِبي طَوقَكِ.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26956 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

12 - لمَّا قدِمْنا المدينةَ أَصبْنا من ثِمارِها، فاجْتَوَيْناها وأَصابنا بها وَعْكٌ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخبَّرُ عن بَدرٍ، فلمَّا بلَغنا أنَّ المُشرِكينَ قد أَقبَلوا، سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَدرٍ، وبَدرٌ بِئْرٌ، فسبَقْنا المُشرِكينَ إليها، فوجَدْنا فيها رجُليْنِ منهم، رجُلًا من قُرَيشٍ، ومَوْلًى لعُقْبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فأمَّا القُرَشيُّ فانفَلَت، وأمَّا مَوْلى عُقْبةَ فأخَذْناه، فجعَلْنا نقولُ له: كمِ القومُ؟ فيقولُ: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم. فجعَل المُسلِمونَ إذ قال ذلك ضرَبوه، حتى انتهَوْا به إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له: كمِ القومُ؟ قال: هم واللهِ كثيرٌ عَددُهم، شديدٌ بأْسُهم، فجهَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُخبِرَه كم هم؟ فأبى، ثُم إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَله: كم يَنحَرونَ منَ الجُزُرِ؟ فقال: عشْرًا كلَّ يومٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: القومُ ألفٌ، كلُّ جَزورٍ لمِئَةٍ وتَبَعِها، ثُم إنَّه أَصابنا منَ اللَّيلِ طَشٌّ من مَطَرٍ، فانطلَقْنا تحتَ الشَّجَرِ والحَجَفِ نَستظِلُّ تحتَها منَ المَطَرِ، وبات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعو ربَّه عزَّ وجلَّ، ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذه الفِئةَ لا تُعبَدْ، قال: فلمَّا طلَع الفَجرُ نادى: الصَّلاةَ عِبادَ اللهِ، فجاء النَّاسُ من تحتِ الشَّجَرِ، والحَجَفِ، فصلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحرَّض على القِتالِ، ثُم قال: إنَّ جَمْعَ قُرَيشٍ تحتَ هذه الضِّلَعِ الحَمْراءِ منَ الجَبَلِ. فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفْناهم، إذا رجُلٌ منهم على جَملٍ له أَحمَرَ يَسيرُ في القومِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عليُّ، نادِ لي حَمزةَ -وكان أَقرَبَهم منَ المُشرِكينَ-: مَن صاحبُ الجَملِ الأحمَرِ، وماذا يقولُ لهم؟ ثُم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكنْ في القومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ، فعسى أنْ يكونَ صاحبَ الجَملِ الأحمَرِ، فجاء حَمزةُ فقال: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، ويقولُ لهم: يا قومِ، إنِّي أَرى قومًا مُستَميتينَ، لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قومِ، اعْصِبوها اليومَ برَأْسي، وقولوا: جبُن عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وقد علِمْتم أنِّي لستُ بأَجبَنِكم، قال: فسمِع ذلك أبو جَهْلٍ، فقال: أنتَ تقولُ هذا؟ واللهِ لو غيْرُكَ يقولُ هذا لأَعضَضْتُه، قد ملَأتْ رِئَتُكَ جوْفَكَ رُعبًا، فقال عُتْبةُ: إِيَّايَ تُعيِّرُ يا مُصفِّرَ اسْتِه؟ ستعلَمُ اليومَ أَيُّنا الجَبانُ، قال: فبرَز عُتْبةُ وأخوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ حَمِيَّةً، فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَج فِتْيةٌ منَ الأنصارِ سِتَّةٌ، فقال عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من بَني عمِّنا، من بَني عبدِ المُطَّلِبِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ يا عليُّ، وقُمْ يا حَمزةُ، وقُمْ يا عُبَيدةُ بنَ الحارثِ بنِ المُطَّلِبِ، فقتَل اللهُ تعالى عُتْبةَ، وشَيْبةَ ابْنَيْ رَبيعةَ، والوَليدَ بنَ عُتْبةَ، وجُرِحَ عُبَيدةُ، فقتَلْنا منهم سَبعينَ، وأَسَرْنا سَبعينَ، فجاء رجُلٌ منَ الأنصارِ قصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ أَسيرًا، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا واللهِ ما أَسَرني، لقد أَسَرني رجُلٌ أَجلَحُ، من أَحسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، على فَرَسٍ أَبلَقَ، ما أَراه في القومِ، فقال الأنصاريُّ: أنا أَسَرْتُه يا رسولَ اللهِ، فقال: اسكُتْ، فقد أيَّدكَ اللهُ تعالى بمَلَكٍ كريمٍ، فقال عليٌّ: فأَسَرْنا  من بَني عبدِ المُطَّلِبِ: العبَّاسَ، وعَقيلًا، ونَوفَلَ بنَ الحارثِ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 948 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

13 - أنَّ عُبَيسًا أو ابنَ عُبَيسٍ في أُناسٍ مِن بَني جُشمٍ أتَوه، فقال له أحَدُهم: ألَا تُقاتِلُ حتى لا تَكونَ فِتنةٌ؟ قال: لعلِّي قد قاتَلتُ حتى لم تَكُنْ فِتنةٌ، قال: ألَا أُحدِّثُكم ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا أُراه يَنفَعُكم، فأنصِتوا، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْزوا بَني فُلانٍ مع فُلانٍ، قال: فصَفَّتِ الرِّجالُ وكانتِ النِّساءُ مِن وَراءِ الرِّجالِ، ثُمَّ لمَّا رَجَعوا قال رَجُلٌ: يا نَبيَّ اللهِ، استغفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لك، قال: هل أحدَثتَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، استغفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لك، قال: هل أحدَثتَ؟ قال: لمَّا هُزِمَ القَومُ وَجَدتُ رَجُلًا بيْنَ القَومِ والنِّساءِ، فقال: إنِّي مُسلِمٌ، -أو: قال: أسلَمتُ- فقَتَلتُه، قال تَعوُّذًا بذلك حين غَشِيتُه بالرُّمحِ. قال: هل شَقَقتَ عن قَلبِه تَنظُرُ إليه؟! فقال: لا، واللهِ ما فَعَلتُ. فلمْ يَستغفِرْ له -أو كما قال-، وقال في حديثِه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْزوا بَني فُلانٍ مع فُلانٍ، فانطلَقَ رَجُلٌ مِن لُحمَتي معهم، فلمَّا رَجَعَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: يا نَبيَّ اللهِ، استغفِرْ لي غَفَرَ اللهُ لك، قال: وهل أحدَثتَ؟ قال: لمَّا هُزِمَ القَومُ أدرَكتُ رَجُلَينِ بيْنَ القَومِ والنِّساءِ فقالا: إنَّا مُسلِمانِ -أو: قالا: أسلَمْنا- فقَتَلتُهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عمَّا أقاتِلُ النَّاسَ إلَّا على الإسلامِ؟! واللهِ لا أستغفِرُ لك، -أو كما قال- فمات بعدُ فدَفَنَتْه عَشيرتُه، فأصبَحَ قد نَبَذَتْه الأرضُ، ثُمَّ دَفَنوه وحَرَسوه ثانيةً فنَبَذَتْه الأرضُ، ثُمَّ قالوا: لعلَّ أحَدًا جاء وأنتم نيامٌ، فأخرَجَه فدَفَنوه ثالثةً، ثُمَّ حَرَسوه فنَبَذَتْه الأرضُ ثالثةً، فلمَّا رَأَوا ذلك ألقَوْه -أو كما قال.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 19937 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

14 - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، قال: حدَّثَني سَلْمانُ الفارِسيُّ حَديثَه مِن فيه، قال: كُنتُ رَجُلًا فارسِيًّا مِن أهْلِ أصْبَهانَ مِن أهْلِ قَرْيةٍ منها يُقالُ لها جَيُّ، وكان أبي دِهْقانَ قَرْيَتِه، وكُنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه كما تُحبَسُ الجاريةُ، واجتَهَدْتُ في المَجوسيَّةِ حتى كُنتُ قَطِنَ النارِ الذي يُوقِدُها لا يَترُكُها تَخْبو ساعةً، قال: وكانَتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنْيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلْتُ في بُنْيانٍ هذا اليومَ عن ضَيْعَتي، فاذْهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرَني فيها ببَعْضِ ما يُريدُ، فخَرَجْتُ أُريدُ ضَيْعَتَه، فمَرَرْتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائِسِ النَّصارى، فسَمِعتُ أصْواتَهُم فيها وهُم يُصَلُّون، وكُنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ لِحَبْسِ أبي إيَّايَ في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهِم، وسَمِعتُ أصْواتَهم، دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعون، قال: فلمَّا رَأيتُهُم أعْجَبَني صَلاتُهُم، ورَغِبتُ في أمْرِهِم، وقُلتُ: هذا -واللهِ- خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نَحنُ عليه، فواللهِ ما تَرَكْتُهم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، وتَرَكْتُ ضَيْعةَ أبي ولم آتِها، فقُلتُ لهُم: أين أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ قال: ثُمَّ رَجَعتُ إلى أبي، وقد بَعَثَ في طَلَبي وشَغَلْتُه عن عَمَلِه كلِّه، قال: فلمَّا جِئْتُه، قال: أيْ بُنَيَّ، أين كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبَتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّون في كَنيسةٍ لهُم فأعْجَبَني ما رَأيتُ مِن دِينِهِم، فواللهِ ما زِلتُ عِندَهُم حتى غَرَبَتِ الشمسُ، قال: أيْ بُنَيَّ، ليس في ذلك الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائِكَ خَيرٌ منه! قال: قلتُ: كلَّا واللهِ إنَّه لخَيرٌ مِن دِينِنا، قال: فخافَني، فجَعَلَ في رِجْلي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَني في بَيتِه، قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقُلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخْبِروني بهم، قال: فقَدِمَ عليهم رَكْبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال: فأخْبَروني بهم، قال: فقُلتُ لهُم: إذا قَضَوْا حَوائِجَهُم وأرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهِم فآذَنوني بهِم، قال: فلمَّا أرادوا الرَّجْعةَ إلى بِلادِهم أخْبَروني بهم، فألْقَيتُ الحَديدَ مِن رِجْلي، ثُمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها، قُلتُ: مَن أفْضَلُ أهْلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ، قال: فجِئْتُه، فقُلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحْبَبتُ أنْ أكونَ معَكَ أخْدِمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصَلِّي معَكَ، قال: فادْخُلْ فدَخَلتُ معَه، قال: فكان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشْياءَ، اكْتَنَزَه لنَفْسِه، ولم يُعْطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغَضْتُه بُغْضًا شَديدًا لِما رَأيتُه يَصنَعُ، ثُمَّ ماتَ، فاجتَمَعَتْ إليه النَّصارى لِيَدْفِنوه، فقُلتُ لهم: إنَّ هذا كان رَجُلَ سُوءٍ؛ يَأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكُم فيها، فإذا جِئْتُموه بها اكْتَنَزَها لنَفْسِه، ولم يُعْطِ المَساكينَ منها شَيئًا، قالوا: وما عِلْمُكَ بذلك؟ قال: قلتُ أنا أدُلُّكُم على كَنْزِه، قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهُم مَوضِعَه، قال: فاسْتَخْرَجوا منه سَبْعَ قِلالٍ مَمْلوءةً ذَهَبًا ووَرِقًا، قال: فلمَّا رَأوْها قالوا: واللهِ لا نَدْفِنُه أبَدًا فصَلَبوه، ثُمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثُمَّ جاؤوا برَجُلٍ آخَرَ، فجَعَلوه بمَكانِه، قال: يَقولُ سَلْمانُ: فما رَأيتُ رَجُلًا لا يُصلِّي الخَمْسَ، أرى أنَّه أفْضَلُ منه، أزْهَدُ في الدُّنْيا، ولا أرْغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدْأبُ ليلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبْتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَه، فأقَمْتُ معَه زَمانًا، ثُمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ معَكَ وأحْبَبْتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قَبْلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ أحَدًا اليومَ على ما كُنتُ عليه، لقد هَلَكَ الناسُ وبَدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رَجُلًا بالمَوْصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كُنتُ عليه، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ، لَحِقتُ بصاحِبِ المَوْصِلِ فقُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألْحَقَ بكَ، وأخْبَرَني أنَّكَ على أمْرِه، قال: فقال لي: أقِمْ عِندي فأقَمتُ عِندَه، فوَجَدْتُه خَيرَ رَجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوْصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حَضَرَكَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُ رَجُلًا على مِثْلِ ما كُنَّا عليه إلَّا بِنَصِيبينَ، وهو فُلانٌ، فالْحَقْ به، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصِيبينَ، فجِئْتُه فأخبَرْتُه خَبَري، وما أمَرَني به صاحِبي، قال: فأقِمْ عِندي، فأقَمْتُ عِندَه، فوَجَدْتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمْتُ مع خَيرِ رَجُلٍ، فواللهِ ما لَبِثَ أنْ نَزَلَ به الموتُ، فلمَّا حَضَرَ، قُلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تَأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقِيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تَأتيَه إلَّا رَجُلًا بِعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه على مِثْلِ ما نَحنُ عليه، فإنْ أحْبَبْتَ فأْتِه، قال: فإنَّه على أمْرِنا، قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ، وأخْبَرْتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي، فأقَمْتُ مع رَجُلٍ على هَدْيِ أصحابِه وأمْرِهِم، قال: واكتَسَبْتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيْمةٌ، قال: ثُمَّ نَزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حُضِرَ قُلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كُنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثُمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي، وما تأْمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعْلَمُه أصْبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تَأتيَه، ولكنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبْعوثٌ بدِينِ إبْراهيمَ يَخرُجُ بأرْضِ العَرَبِ، مُهاجِرًا إلى أرضٍ بَينَ حرَّتَينِ بَينَهُما نَخْلٌ، به عَلاماتٌ لا تَخْفى: يَأكُلُ الهَديَّةَ ولا يَأكُلُ الصَّدَقةَ، بَينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافْعَلْ، قال: ثُمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثْتُ بِعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلْبٍ تُجَّارًا، فقُلتُ لهُم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ، وأُعْطيكُم بَقَراتي هذه وغُنَيْمَتي هذه؟ قالوا: نَعَمْ، فأعطَيْتُهُموها وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني فباعوني مِن رَجُلٍ مِن يَهودَ عَبدًا، فكُنتُ عِندَه، ورَأيتُ النَّخلَ، ورَجَوْتُ أنْ تكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عِندَه، قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بَني قُرَيْظةَ فابْتاعَني منه، فاحْتَمَلَني إلى المَدينةِ، فواللهِ ما هو إلَّا أنْ رَأيْتُها فعَرَفْتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمْتُ بها وبَعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمكَّةَ ما أقامَ لا أسْمَعُ له بذِكْرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فواللهِ إنِّي لَفي رَأسِ عَذْقٍ لسَيِّدي أعْمَلُ فيه بَعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ، إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بَني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمُجتَمِعون بقُباءٍ على رَجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مكَّةَ اليومَ، يَزْعُمون أنَّه نَبيٌّ، قال: فلمَّا سَمِعْتُها أخَذَتْني العُرَواءُ، حتى ظَنَنتُ سأسْقُطُ على سيِّدي، قال: ونَزَلَتْ عن النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّهِ ذلك: ماذا تقولُ؟ ماذا تقولُ؟ قال: فغَضِبَ سيِّدي فلَكَمَني لَكْمةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ما لكَ ولهذا، أقْبِلْ على عَمَلِكَ، قال: قُلتُ: لا شَيءَ، إنَّما أرَدْتُ أنْ أسْتَثْبِتْه عمَّا قال، وقد كان عِندي شَيءٌ قد جَمَعْتُه، فلمَّا أمْسَيتُ أخَذْتُه ثُمَّ ذَهَبتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقُلتُ له: إنَّه قد بَلَغَني أنَّكَ رَجُلٌ صالِحٌ، ومعَكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجَةٍ، وهذا شَيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرَأيْتُكُم أحَقَّ به مِن غَيرِكُم، قال: فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: كُلوا، وأمْسَكَ يَدَه فلم يَأكُلْ، قال: فقُلتُ في نفْسي: هذه واحِدةٌ، ثُمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى المَدينةِ، ثُمَّ جِئْتُه به، فقُلتُ: إنِّي رَأيتُكَ لا تَأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمْتُكَ بها، قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه فأكَلوا معَه، قال: فقُلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثْنَتانِ، قال: ثُمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَمْلَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أنظُرُ إلى ظَهْرِه، هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي؟ فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ استَدْبَرْتُه، عَرَفَ أنِّي أسْتَثْبِتُ في شَيءٍ وُصِفَ لي، قال: فألْقى رِداءَه عن ظَهْرِه، فنَظَرْتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفْتُه، فانْكَبَبْتُ عليه أُقَبِّلُه وأبْكي، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: تَحَوَّلْ، فتَحَوَّلتُ، فقَصَصْتُ عليه حَديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، قال: فأُعجِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلك أصحابُه، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بَدْرٌ، وأُحُدٌ، قال: ثُمَّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كاتِبْ يا سَلْمانُ، فكاتَبْتُ صاحِبي على ثَلاثِ مِئةِ نَخلةٍ، أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأرْبَعينَ أُوقيَّةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِأصحابِه: أعِينوا أخاكُم، فأعانوني بالنَّخلِ: الرَّجُلُ بثَلاثينَ وَدِيَّةً، والرَّجُلُ بعِشْرينَ، والرَّجُلُ بخَمْسَ عَشْرةَ، والرَّجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعْني: الرَّجُلُ بقَدْرِ ما عِندَه، حتى اجتَمَعَتْ لي ثلاثُ مِئةِ وَدِيَّةٍ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: اذْهَبْ يا سَلْمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغْتُ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بِيَدي، قال: ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصْحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئْتُه فأخبَرْتُه، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِيَدِه، فوالذي نَفْسُ سَلْمانَ بِيَدِه، ما ماتَتْ منها وَدِيَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ، وبَقِيَ علَيَّ المالُ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بمِثْلِ بَيْضةِ الدَّجاجةِ مِن ذَهَبٍ مِن بَعضِ المَغازي، فقال: ما فَعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعِيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلْمانُ، فقُلتُ: وأين تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ؟ قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذْتُها فوَزَنْتُ لهُم منها، والذي نَفْسُ سلَمْانَ بِيَدِه، أربَعينَ أُوقِيَّةً، فأوْفَيْتُهم حَقَّهُم، وعَتَقْتُ! فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ الخَندَقَ، ثُمَّ لم يَفُتْني معَه مَشهَدٌ.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23737 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

15 - سُئِلَ ابنُ عبَّاسٍ عن عبدٍ طلَّقَ امرأتَه بطَلقَتَين، ثم عُتِقا، أَيتزَوَّجُها؟ قال: نَعَمْ. قيل: عمَّن؟ قال: أَفتَى بذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال عبدُ اللهِ: قال أَبي: قيل لِمَعْمَرٍ: يا أبا عُروَةَ، مَن أبو حَسَنٍ هذا؟ لقد تحمَّلَ صَخرَةً عظيمةً.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3088 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

16 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصلِّي إليها وهي مُعتَرِضةٌ بَينَ يَدَيْه، قال: فقال أبو أُمامةَ بنُ سَهْلٍ، وكان عِندَ عُمَرَ: فلَعَلَّها يا أبا عَبدِ اللهِ قالَتْ: وأنا إلى جَنْبِه، قال: فقال عُرْوةُ: أُخبِرُكَ باليَقينِ، وتَرُدُّ علَيَّ بالظَّنِّ؟ بل مُعتَرِضةٌ بَينَ يَدَيْه اعْتِراضَ الجِنازةِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26357 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - كُنَّا جُلوسًا عندَ عُروةَ بنِ محمَّدٍ، قال: إذ أُدخِلَ عليه رَجلٌ، فكلَّمَه بكلامٍ أغضَبَه، قال: فلمَّا أنْ غضِبَ قامَ، ثُم عادَ إلينا، وقد توضَّأَ، فقال: حدَّثَني أبي، عن عَطيَّةَ -وقد كانت له صُحبةٌ- قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الغضَبَ منَ الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ منَ النارِ، وإنَّما تُطفأُ النارُ بالماءِ، فإذا غضِبَ أحَدُكم فلْيتوضَّأْ.
الراوي : عطية السعدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17985 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

18 -  أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَهْطٍ مِن مُزَيْنةَ فبايَعْناه، وإنَّ قَميصَه لَمُطْلَقٌ. قال: فبايَعْناهُ، ثمَّ أدخَلْتُ يدي في جَيبِ قَميصِه فمَسِسْتُ الخاتَمَ. قال عُرْوةُ: فما رأيْتُ مُعاويةَ ولا ابنَه -قال حسَنٌ: يعني: أبا إياسٍ- في شِتاءٍ قَطُّ ولا حَرٍّ إلَّا مُطْلِقي أَزْرارِهما، لا يَزُرَّانِه أبدًا.
الراوي : قرة بن إياس المزني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 15581 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

19 - أنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ ساجِدٍ وهو يَنطَلِقُ إلى الصَّلاةِ، فَقَضى الصَّلاةَ وَرَجَعَ عليهِ وهو ساجِدٌ، فَقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فقالَ: مَن يَقتُلُ هذا؟ فقامَ رَجُلٌ، فَحَسَرَ عن يَدَيْهِ، فاختَرَطَ سَيْفَهُ وَهَزَّهُ، ثم قالَ: يا نَبيَّ اللهِ، بِأبي أنتَ وَأُمِّي، كَيفَ أقْتُلُ رَجُلًا ساجِدًا يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وَأنَّ محمدًا عَبدُهُ وَرَسولُهُ؟ ثم قالَ: مَن يَقتُلُ هذا؟ فقامَ رَجُلٌ، فقال: أنا، فحسَرَ عن ذِرَاعَيْهِ واختَرَطَ سَيْفَهُ وَهَزَّهُ، حتى أرْعَدَتْ يَدُهُ، فقالَ: يا نَبيَّ اللهِ، كَيفَ أقتُلُ رَجُلًا ساجِدًا، يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وَأنَّ محمدًا عَبدُهُ وَرَسولُهُ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِهِ لو قَتَلْتُموهُ لَكانَ أوَّلَ فِتنةٍ وآخِرَها.
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20431 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح، لكن في متنه نكارة | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : لا يصح

20 - إنِّي لَجالِسٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ، إذ أَتاه تِسعةُ رَهطٍ، فقالوا: يا أبا عبَّاسٍ، إمَّا أنْ تَقومَ معنا، وإمَّا أنْ يُخلونا هؤلاء، قال: فقال ابنُ عبَّاسٍ: بل أَقومُ معكم، قال: وهو يَومَئذٍ صَحيحٌ، قبْلَ أنْ يَعمى، قال: فابتَدَؤوا فتحَدَّثوا، فلا نَدري ما قالوا، قال: فجاءَ يَنفُضُ ثَوبَه، ويَقولُ: أُفْ، وتُفْ، وقَعوا في رَجُلٍ له عَشرٌ، وقَعوا في رَجُلٍ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَأَبعَثنَّ رَجُلًا لا يُخزيه اللهُ أَبَدًا، يُحِبُّ اللهَ ورَسولَه. قال: فاستشرَفَ لها مَن استشرَفَ، قال: أين عليٌّ؟ قالوا: هو في الرَّحى يَطحَنُ، قال: وما كان أَحدُكم ليَطحَنَ؟ قال: فجاءَ وهو أَرمَدُ لا يَكادُ يُبصِرُ، قال: فنفَثَ في عَينَيْه، ثم هزَّ الرَّايةَ ثَلاثًا، فأَعطاها إيَّاه، فجاءَ بِصَفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ. قال: ثم بعَثَ فُلانًا بِسورَةِ التَّوبَةِ، فبعَثَ عليًّا خَلْفَه، فأخَذَها منه، قال: لا يَذهَبُ بها إلَّا رَجُلٌ مِنِّي، وأنا منه. قال: وقال لِبَني عَمِّه: أَيُّكم يواليني في الدُّنيا والآخِرَةِ؟ قال: وعليٌّ معه جالِسٌ، فأَبَوْا، فقال عَليٌّ: أنا أواليكَ في الدُّنيا والآخِرَةِ، قال: أنت وَليِّي في الدُّنيا والآخِرَةِ. قال: فترَكَه، ثم أقبَلَ على رَجُلٍ منهم، فقال: أَيُّكم يواليني في الدُّنيا والآخِرَةِ؟ فأَبَوْا، قال: فقال عليٌّ: أنا أواليكَ في الدُّنيا والآخِرَةِ. فقال: أنت وَليِّي في الدُّنيا والآخِرَةِ. قال: وكان أَوَّلَ مَن أسلَمَ مِن النَّاسِ بَعدَ خَديجةَ. قال: وأخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَوبَه فوضَعَه على عليٍّ، وفاطِمَةَ، وحَسَنٍ، وحُسَينٍ، فقال: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قال: وشَرى عليٌّ نَفْسَه، لبِسَ ثَوبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم نامَ مَكانَه، قال: وكان المُشرِكون يَرمون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أبو بَكرٍ، وعليٌّ نائِمٌ، قال: وأبو بكرٍ يَحسَبُ أنَّه نَبيُّ اللهِ، قال: فقال: يا نَبيَّ اللهِ. قال: فقال له عليٌّ: إنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد انطلَقَ نَحوَ بِئرِ مَيمونٍ، فأَدرِكْه. قال: فانطلَقَ أبو بكرٍ، فدخَلَ معه الغارَ، قال: وجعَلَ علِيٌّ يُرمى بالحِجارَةِ كما كان يُرمى نَبيُّ اللهِ، وهو يتضَوَّرُ، قد لفَّ رَأْسَه في الثَّوبِ، لا يُخرِجُه حتى أصبَحَ، ثم كشَفَ عن رَأْسِه، فقالوا: إنَّك لَلَئيمٌ، كان صاحِبُك نَرميه فلا يتضَوَّرُ، وأنت تتضَوَّرُ، وقد استنكَرْنا ذلك. قال: وخرَجَ بالنَّاسِ في غَزوَةِ تَبوكَ، قال: فقال له عليٌّ: أَخرُجُ معك؟ قال: فقال له نَبيُّ اللهِ: لا. فبكى عليٌّ، فقال له: أمَا تَرضى أنْ تَكونَ مِنِّي بِمَنزِلةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّك لستَ بِنَبيٍّ، إنَّه لا يَنبَغي أنْ أذهَبَ إلَّا وأنت خَليفَتي. قال: وقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنت وَليِّي في كُلِّ مُؤمِنٍ بَعْدي. وقال: وسدَّ أَبوابَ المَسجِدِ غَيرَ بابِ عليٍّ، فقال: فيَدخُلُ المَسجِدَ جُنُبًا، وهو طَريقُه ليس له طَريقٌ غَيرُه، قال: وقال: مَن كُنتُ مَولاه، فإنَّ مَولاه علِيٌّ. قال: وأخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ أنَّه قد رضِيَ عنهم؛ عن أصحابِ الشَّجرةِ، فعلِمَ ما في قُلوبِهم، هل حدَّثَنا أنَّه سخِطَ عليهم بَعْدُ؟ قال: وقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِعُمَرَ حين قال: ائذَنْ لي فَلأَضرِبْ عُنُقَه. قال: وكنتَ فاعِلًا؟ وما يُدريكَ؛ لَعَلَّ اللهَ قدِ اطَّلَعَ إلى أَهلِ بَدرٍ، فقال: اعمَلوا ما شِئتُم!
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3061 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف بهذه السياقة | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

21 -  لمَّا خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وخرَجَ معه أبو بكرٍ، احتمَلَ أبو بكرٍ مالَه كُلَّه معه: خَمْسةَ آلافِ دِرهمٍ، أو سِتَّةَ آلافِ دِرهمٍ. قالتْ: وانطلَقَ بها معه. قالتْ: فدخَل علينا جَدِّي أبو قُحافةَ وقد ذهَبَ بَصَرُه، فقالَ: واللهِ إنِّي لأَراه قد فجَعَكم بمالِه مع نَفسِه، قالتْ: قلتُ: كلَّا يا أبَهْ، إنَّه قد ترَكَ لنا خيرًا كثيرًا. قالتْ: فأخذْتُ أحجارًا، فوضعتُها في كُوَّةِ البيتِ، كان أبي يضَعُ فيها مالَه، ثمَّ وضعتُ عليها ثوبًا، ثمَّ أخذتُ بيَدِه، فقلتُ: يا أبَهْ، ضعْ يدَكَ على هذا المالِ. قالتْ: فوضَعَ يدَه عليه، فقال: لا بأْسَ، إنْ كان قد ترَكَ لكم هذا، فقد أحسَنَ، وفي هذا لكم بَلاغٌ. قالتْ: ولا واللهِ ما ترَكَ لنا شيئًا، ولكنِّي قد أردتُ أنْ أُسكِنَ الشَّيخَ بذلك.
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26957 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

22 - قال: انطلَقْتُ مع أبي نحوَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رأَيْتُه قال أبي: هل تَدري مَن هذا؟ قُلْتُ: لا، قال: هذا محمَّدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فاقْشعرَرْتُ حينَ قال ذلك، وكنتُ أظُنُّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيءٌ لا يُشبِهُ النَّاسَ، فإذا بَشرٌ ذو وَفرةٍ، وبها رَدْعُ حِنَّاءٍ، وعليه بُردانِ أَخضرانِ، فسلَّمَ عليه أبي، ثُمَّ جلَسْنا، فتحدَّثْنا ساعةً، ثُمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأبي: ابنُكَ هذا؟ قال: إي ورَبِّ الكَعبةِ، قال: حقًّا؟!، قال: أشهَدُ به، فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضاحكًا مِن تَثبيتِ شَبَهي بأبي، ومِن حَلِفِ أبي علَيَّ، ثُمَّ قال: أما إنَّه لا يَجْني عليك، ولا تَجْني عليه، وقرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، ثُمَّ نظَرَ إلى مِثلِ السِّلعةِ بينَ كَتفَيه، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كأطَبِّ الرِّجالِ، ألَا أُعالِجُها لك؟ قال: لا، طَبيبُها الذي خلَقَها.
الراوي : أبو رمثة التيمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7116 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - مرَرتُ بِعُثمانَ بنِ عَفَّانَ في المَسجِدِ، فسلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيْهِ مِنِّي، ثم لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، فقلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، هل حدَثَ في الإسلامِ شَيءٌ؟ مَرَّتَيْنِ، قال: لا. وما ذاك؟ قال: قلتُ: لا، إلَّا أنِّي مرَرتُ بِعُثمانَ آنِفًا في المَسجِدِ، فسلَّمتُ عليه، فمَلَأَ عَينَيْهِ مِنِّي، ثم لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ. قال: فأرسَلَ عُمَرُ إلى عُثمانَ، فدعاهُ، فقال: ما منَعَكَ ألَّا تَكونَ رَدَدتَ على أخيكَ السَّلامَ؟ قال عُثمانُ: ما فعَلتُ. قال سَعدٌ: قلتُ: بلى. قال: حتى حلَفَ وحلَفتُ، قال: ثم إنَّ عُثمانَ ذكَرَ، فقال: بلى، وأستَغفِرُ اللهَ، وأتوبُ إليه، إنَّكَ مرَرتَ بي آنِفًا، وأنا أُحدِّثُ نَفْسي بِكَلِمةٍ سمِعتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا وَاللهِ ما ذكَرتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلبي غَشاوةٌ. قال: قال سَعدٌ: فأنا أُنَبِّئُكَ بها: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذكَرَ لنا أوَّلَ دَعوةٍ، ثم جاءَ أعرابيٌّ، فشغَلَهُ حتى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاتَّبَعتُهُ، فلمَّا أشفَقتُ أنْ يَسبِقَني إلى مَنزِلِهِ، ضرَبتُ بِقَدَمي الأرضَ، فالتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فقال: مَن هذا؟ أبو إسحاقَ؟ قال: قلتُ: نَعَمْ يا رَسولَ اللهِ. قال: فمَهْ. قال: قلتُ: لا وَاللهِ، إلَّا أنَّكَ ذكَرتَ لنا أوَّلَ دَعوةٍ، ثم جاءَ هذا الأعرابيُّ فشغَلَكَ. قال: نَعَمْ، دَعوةُ ذي النُّونِ، إذ هو في بَطنِ الحوتِ: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]؛ فإنَّهُ لم يَدعُ بها مُسلِمٌ رَبَّهُ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1462 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

24 - خرَجْتُ يَومَ الخَندَقِ أقْفو آثارَ النَّاسِ. قالتْ: فسمِعْتُ وَئيدَ الأرضِ وَرائي -يَعني حِسَّ الأرضِ- قالت: فالتَفَتُّ، فإذا أنا بسَعدِ بنِ مُعاذٍ، ومعه ابنُ أخيهِ الحارِثُ بنُ أَوْسٍ، يَحمِلُ مِجَنَّهُ. قالت: فجلَستُ إلى الأرضِ، فمَرَّ سَعدٌ، وعليه دِرعٌ مِن حَديدٍ، قد خرَجَتْ منها أطرافُهُ، فأنا أتَخوَّفُ على أطرافِ سَعدٍ. قالت: وكان سَعدٌ مِن أعظَمِ النَّاسِ وأطوَلِهم. قالت: فمَرَّ وهو يَرتَجِزُ ويَقولُ: لَبِّثْ قَليلًا يُدرِكِ الهَيجا حَمَلْ ** ما أَحسَنَ المَوتَ إذا حانَ الأَجَلْ قالت: فقُمتُ، فاقتَحَمتُ حَديقةً، فإذا فيها نَفَرٌ مِنَ المُسلِمينَ، وإذا فيهم عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، وفيهم رَجُلٌ عليه تَسبِغةٌ له -يَعني مِغفَرًا-، فقالَ عُمَرُ: ما جاءَ بكِ؟ لَعَمْري واللهِ إنَّكِ لَجَريئةٌ، وما يُؤْمِنُكِ أنْ يَكونَ بَلاءٌ، أو يَكونَ تَحوُّزٌ؟ قالت: فما زالَ يَلومُني حتَّى تمَنَّيتُ أنَّ الأرضَ انشَقَّتْ لي ساعَتَئِذٍ؛ فدخَلْتُ فيها. قالت: فرفَعَ الرَّجلُ التَّسبِغةَ عن وَجهِهِ، فإذا طَلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، فقالَ: يا عُمَرُ، وَيْحَكَ، إنَّكَ قد أكثَرتَ مُنذُ اليَومِ! وأين التَّحوُّزُ أو الفِرارُ إلَّا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ؟ قالت: ويَرمي سَعدًا رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ مِن قُريشٍ، يُقالُ له ابنُ العَرِقةِ، بسَهمٍ له، فقالَ له: خُذْها وأنا ابنُ العَرِقةِ، فأصابَ أَكحَلَه، فقطَعَهُ، فدعا اللهَ عزَّ وجلَّ سَعدٌ، فقالَ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْني حتَّى تُقِرَّ عَيني مِن قُرَيظةَ. قالت: وكانوا حُلَفاءَهُ ومَواليَهُ في الجاهليَّةِ. قالت: فرقَأَ كَلْمُه، وبعَثَ اللهُ عزَّ وجلَّ الرِّيحَ على المُشرِكينَ، فكَفَى اللهُ عزَّ وجلَّ المُؤمِنينَ القِتالَ، وكانَ اللهُ قَويًّا عَزيزًا، فلحِقَ أبو سُفيانَ ومَنْ معه بتِهامةَ، ولحِقَ عُيَينةُ بنُ بَدرٍ ومَن معه بنَجدٍ، ورجَعَتْ بَنو قُرَيظةَ فتحَصَّنوا في صَياصيهم، ورجَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَدينةِ فوضَعَ السِّلاحَ، وأمَرَ بقُبَّةٍ مِن أَدَمٍ فضُرِبَتْ على سَعدٍ في المَسجِدِ. قالت: فجاءَهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ وإنَّ على ثَناياهُ لَنَقعَ الغُبارِ، فقال: أقد وضَعتَ السِّلاحَ؟ واللهِ ما وضَعَتِ المَلائِكةُ بَعدُ السِّلاحَ، اخرُجْ إلى بَني قُرَيظةَ فقاتِلْهم. قالت: فلبِسَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَأْمَتَه، وأذَّنَ في النَّاسِ بالرَّحيلِ أنْ يَخرُجوا، فخرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَرَّ على بَني غَنْمٍ، وهُم جيرانُ المَسجِدِ حَولَهُ، فقالَ: مَن مَرَّ بكم؟ فقالوا: مَرَّ بنا دِحيةُ الكَلبيُّ، وكان دِحيةُ الكَلبيُّ تُشبِهُ لِحيَتُهُ وسُنَّةُ وَجهِهِ جِبريلَ عليه السَّلامُ. فقالت: فأتاهُمْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فحاصَرَهم خَمسًا وعِشرينَ لَيلةً، فلمَّا اشتَدَّ حَصرُهم واشتَدَّ البَلاءُ، قيلَ لهم: انزِلوا على حُكمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَشاروا أبا لُبابةَ بنَ عَبدِ المُنذِرِ، فأشارَ إليهم أنَّهُ الذَّبحُ! قالوا: نَنزِلُ على حُكمِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: انزِلوا على حُكمِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ. فنزَلوا، وبعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى سَعدِ بنِ مُعاذٍ، فأُتيَ به على حِمارٍ عليه إكافٌ مِن ليفٍ، قد حُمِلَ عليه، وحَفَّ به قَومُهُ، فقالوا: يا أبا عَمْرٍو، حُلَفاؤُكَ، ومَواليكَ، وأهلُ النِّكايةِ، ومَن قد عَلِمتَ. قالت: لا يَرجِعُ إليهم شَيئًا، ولا يَلتفِتُ إليهِم، حتَّى إذا دَنا مِن دُورِهم، التَفَتَ إلى قَومِه، فقالَ: قد أَنَى لي ألَّا أُباليَ في اللهِ لَوْمةَ لائِمٍ. قالَ: قالَ أبو سَعيدٍ: فلمَّا طلَعَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: قومُوا إلى سَيِّدِكم، فأنزِلوه. فقال عُمَرُ: سَيِّدُنا اللهُ عزَّ وجلَّ. قال: أنزِلوهُ. فأنزَلوهُ، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: احكُمْ فيهم. قالَ سَعدٌ: فإنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ مُقاتِلَتُهم، وتُسبَى ذَراريُّهم، وتُقسَمَ أموالُهم -وقال يَزيدُ ببَغدادَ: ويُقسَمَ- فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقد حكَمتَ فيهم بحُكمِ اللهِ عزَّ وجلَّ وحُكمِ رَسولِهِ. قالت: ثم دَعا سَعدٌ؛ قالَ: اللَّهمَّ إنْ كُنتَ أبقَيتَ على نَبيِّكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَربِ قُرَيشٍ شَيئًا، فَأبْقِني لها، وإنْ كُنتَ قطَعتَ الحَربَ بَينَهُ وبَينَهم، فاقبِضْني إليكَ. قالت: فانفجَرَ كَلْمُه، وكانَ قد بَرِئَ، حتَّى ما يُرى منه إلَّا مِثلُ الخُرْصِ! ورجَعَ إلى قُبَّتِه التي ضرَبَ عليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ عائِشةُ: فحضَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعُمَرُ. قالت: فوالذي نَفْسُ محمدٍ بيَدِه، إنِّي لَأعرِفُ بُكاءَ عُمَرَ مِن بُكاءِ أبي بَكرٍ وأنا في حُجرَتي، وكانوا كما قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. قال عَلقَمةُ: قُلتُ: أيْ أُمَّهْ، فكيف كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصنَعُ؟ قالت: كانتْ عَينُه لا تَدمَعُ على أحَدٍ، ولكنَّهُ كانَ إذا وجَدَ، فإنَّما هو آخِذٌ بلِحيَتِه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25097 | خلاصة حكم المحدث : بعضه صحيح، وجزء منه حسن | أحاديث مشابهة

25 - أنَّه شَهِدَ له أبوه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه كان في سَفرٍ، فأناخَ، وأناخَ أصحابُه، قال: فبَرَزَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحاجتِه، ثُمَّ جاء، فأتَيتُه بإداوةٍ، وعليه جُبَّةٌ له رُوميَّةٌ، ضيِّقةُ الكُمَّينِ، فذَهَبَ يُخرِجُ يدَيه، فضاقتا، فأخرَجَهما مِن تحتِ الجُبَّةِ، قال: ثُمَّ صَبَبتُ عليه، فتَوضَّأَ، فلمَّا بَلَغَ الخُفَّينِ، أهوَيتُ لأنزِعَهما، فقال: لا؛ إنِّي أدخَلتُهما وهما طاهرتانِ، قال: فتَوضَّأَ، ومَسَحَ عليهما، قال الشَّعبيُّ: فشَهِدَ لي عُرْوةُ على أبيه، شَهِدَ له أبوه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18242 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

26 - أنَّ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ حدَّثَه، قال: كتَبَ معي مُعاويةُ إلى عائِشةَ. قال: فقدِمتُ على عائِشةَ، فدفَعتُ إليها كِتابَ مُعاويةَ، فقالت: يا بُنيَّ، ألَا أُحدِّثُكَ بشَيءٍ سمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قُلتُ: بلَى! قالت: فإنِّي كنتُ أنا وحَفصةُ يَومًا مِن ذاك عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: لو كان عِندَنا رَجُلٌ يُحدِّثُنا. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ألَا أبعَثُ لكَ إلى أبي بَكرٍ؟ فسكَتَ، ثم قال: لو كان عِندَنا رَجُلٌ يُحدِّثُنا. فقالتْ حَفصةُ: ألَا أُرسِلُ لكَ إلى عُمَرَ؟ فسكَتَ، ثم قال: لا. ثم دعا رَجُلًا، فسارَّهُ بشَيءٍ، فما كان إلَّا أنْ أقبَلَ عُثمانُ، فأقبَلَ عليه بوَجهِه وحَديثِه، فسمِعتُهُ يَقولُ له: يا عُثمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَعلَّه أنْ يُقمِّصَكَ قَميصًا، فإنْ أرادوكَ على خَلعِه، فلا تَخلَعْه -ثَلاثَ مِرارٍ- قال: فقُلتُ: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، فأين كُنتِ عن هذا الحَديثِ؟ فقالت: يا بُنيَّ، واللهِ لقد أُنسيتُه، حتى ما ظنَنتُ أنِّي سمِعتُه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25162 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة

27 - عن حَبَّةَ العُرَنيِّ، قال: رأيْتُ عليًّا، ضحِك على المِنبَرِ لم أَرَه ضحِك ضَحِكًا أكثرَ منه، حتى بدَتْ نَواجِذُه، ثُم قال: ذكَرْتُ قولَ أبي طالبٍ، ظهَر علينا أبو طالبٍ، وأنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونحنُ نُصلِّي ببَطْنِ نَخْلةَ، فقال: ماذا تَصنَعانِ يا ابنَ أَخي؟ فدَعاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الإسلامِ، فقال: ما بالذي تَصنَعانِ بأْسٌ -أو بالذي تَقولانِ  بأْسٌ- ولكنْ واللهِ لا تَعْلوني اسْتي أبدًا، وضحِك تَعَجُّبًا لقولِ أَبيه، ثُم قال: اللَّهُمَّ لا أَعترِفُ أنَّ عبْدًا لكَ من هذه الأُمَّةِ عبَدكَ قَبْلي غيْرُ نبيِّكَ -ثَلاثَ مِرارٍ- لقد صلَّيْتُ قبْلَ أنْ يُصلِّيَ النَّاسُ سَبْعًا.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 776 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا | أحاديث مشابهة

28 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَف بعَرَفةَ، وهو مُردِفٌ أُسامةَ بنَ زَيدٍ، فقال: هذا المَوقِفُ، وكلُّ عَرَفةَ مَوقِفٌ، ثُم دفَع يَسيرُ العَنَقَ، وجعَل النَّاسُ يَضرِبونَ يَمينًا وشِمالًا، وهو يلتَفِتُ ويقولُ: السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، حتى جاء المُزدَلِفةَ، وجمَع بيْنَ الصَّلاتيْنِ، ثُم وقَف بالمُزدَلِفةِ، فوقَف على قُزَحَ، وأردَف الفضْلَ بنَ عبَّاسٍ، وقال: هذا المَوقِفُ، وكلُّ المُزدَلِفةِ مَوقِفٌ، ثُم دفَع وجعَل يَسيرُ العَنَقَ، والنَّاسُ يَضرِبونَ يَمينًا وشِمالًا، وهو يلتَفِتُ ويقولُ: السَّكينةَ السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، حتى جاء مُحَسِّرًا فقرَع راحلتَهُ فخبَّتْ، حتى خرَج، ثُم عاد لسَيْرِهِ الأَوَّلِ، حتى رمى الجَمْرةَ، ثُم جاء المَنحَرَ، فقال: هذا المَنحَرُ، وكلُّ مِنًى مَنحَرٌ، ثُم جاءتْه امرأةٌ شابَّةٌ من خَثْعَمَ، فقالت: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ، وقد أَفنَد، وأدرَكتْه فريضةُ اللهِ في الحَجِّ، ولا يستطيعُ أداءَها، فيُجزِئُ عنه أنْ أُؤدِّيَها عنه؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعمْ، وجعَل يصرِفُ وجهَ الفضْلِ بنِ العبَّاسِ عنها. ثُم أتاه رجُلٌ فقال: إنِّي رمَيْتُ الجَمْرةَ، وأفضْتُ ولبِسْتُ، ولم أحلِقْ. قال: فلا حرَجَ، فاحلِقْ، ثُم أتاه رجُلٌ آخَرُ، فقال: إنِّي رمَيْتُ وحلَقْتُ ولبِسْتُ، ولم أنحَرْ؟ فقال: لا حرَجَ؛ فانحَرْ، ثُم أفاض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدعا بسَجْلٍ من ماءِ زَمزَمَ، فشرِب منه وتوضَّأ، ثُم قال: انزِعوا يا بَني عبدِ المُطَّلبِ، فلولا أنْ تُغلَبوا عليها لنزَعْتُ، قال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رأيْتُكَ تصرِفُ وجهَ ابنِ أخيكَ؟ قال: إنِّي رأيْتُ غُلامًا شابًّا، وجاريةً شابَّةً، فخَشِيتُ عليهما الشَّيطانَ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 564 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

29 - قال: شهِدْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِنازةً، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أيُّها النَّاسُ، إنَّ هذه الأُمَّةَ تُبتَلى في قُبورِها، فإذا الإنسانُ دُفِنَ فتَفرَّق عنه أصحابُه، جاءه مَلَكٌ في يَدِه مِطراقٌ فأَقعَده، قال: ما تقولُ في هذا الرجُلِ؟ فإنْ كان مُؤمِنًا قال: أَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: صدَقتَ، ثُم يُفتَحُ له بابٌ إلى النَّارِ، فيقولُ: هذا كان منزِلَكَ لو كفَرتَ بربِّكَ، فأمَّا إذ آمَنتَ، فهذا منزِلُكَ، فيُفتَحُ له بابٌ إلى الجَنَّةِ، فيُريدُ أنْ يَنهَضَ إليه، فيقولُ له: اسكُنْ، ويُفسَحُ له في قَبرِه، وإنْ كان كافِرًا أو مُنافِقًا يقولُ له: ما تقولُ في هذا الرجُلِ؟ فيقولُ: لا أَدْري، سمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شيئًا، فيقولُ: لا دَرَيتَ، ولا تَلَيتَ، ولا اهتَدَيتَ، ثُم يُفتَحُ له بابٌ إلى الجَنَّةِ، فيقول: هذا منزِلُكَ لو آمَنتَ بربِّكَ، فأمَّا إذ كفَرتَ به؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أَبدَلكَ به هذا، ويُفتَحُ له بابٌ إلى النَّارِ، ثُم يَقمَعُه قَمْعةً بالمِطراقِ يَسمَعُها خَلقُ اللهِ كلُّهم غيرَ الثَّقَليْنِ"، فقال بعضُ القومِ: يا رسولَ اللهِ، ما أَحَدٌ يقومُ عليه مَلَكٌ في يَدِه مِطراقٌ إلَّا هيلَ عندَ ذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم:27].
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11000 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

30 - رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّومِ زَمَنَ ابنِ عبَّاسٍ، قال: وكان يَزيدُ يَكتُبُ المَصاحِفَ، قال: فقُلتُ لابنِ عبَّاسٍ: إني رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّومِ. قال ابنُ عبَّاسٍ: فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَقولُ: إنَّ الشَّيطانَ لا يَستَطيعُ أنْ يتشَبَّه بي، فمَن رآني في النَّومِ، فقد رآني. فهل تَستَطيعُ أنْ تَنعَتَ لنا هذا الرَّجُلَ الَّذي رأَيتَ؟ قال: قُلتُ: نَعَمْ، رأَيتُ رَجُلًا بيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسمُه ولَحمُه، أَسمَرُ إلى البَياضِ، حَسَنُ المَضحَكِ، أَكحَلُ العَينَيْنِ، جَميلُ دَوائِرِ الوَجهِ، قد ملَأَت لِحيَتُه، مِن هذه إلى هذه، حتى كادَت تَملَأُ نَحرَه -قال عَوفٌ: لا أَدري ما كان مع هذا مِن النَّعتِ- قال: فقال ابنُ عبَّاسٍ: لو رأَيتَه في اليَقَظةِ ما استطَعتَ أنْ تَنعَتَه فَوقَ هذا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3410 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
 

91 - عن عمرِو بنِ وَهبٍ الثَّقَفيِّ، قال: كنَّا عندَ المُغيرةِ بنِ شُعبَةَ، فسُئِلَ: هل أمَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَدٌ مِن هذه الأُمَّةِ غيرُ أبي بَكرٍ؟ قال: نعمْ، قال: فزاده عندي تَصديقًا الذي قَرَّبَ به الحديثَ، قال: كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفرٍ، فلمَّا كان مِن السَّحرِ، ضَرَبَ عُنُقَ راحلتي، فظَنَنتُ أنَّ له حاجةً، فعَدَلتُ معه، فانطلَقْنا، حتى بَرَزْنا عن النَّاسِ، فنَزَلَ عن راحلتِه، ثُمَّ انطلَقَ فتَغيَّبَ عنِّي حتى ما أراه، فمَكَثَ طَويلًا، ثُمَّ جاء، فقال: حاجتُكَ يا مُغيرةُ؟ قُلتُ: ما لي حاجةٌ، فقال: هل معك ماءٌ؟ قُلتُ: نعمْ، فقُمتُ إلى قِربةٍ، أو قال: سَطيحةٍ، مُعلَّقةٍ في آخِرةِ الرَّحلِ، فأتَيتُه بها، فصَبَبتُ عليه، فغَسَلَ يدَيه، فأحسَنَ غَسلَهما، قال: وأشُكُّ أقال: دَلَّكَهما بتُرابٍ أم لا؟ ثُمَّ غَسَلَ وَجهَه، ثُمَّ ذَهَبَ يَحسِرُ عن يدِه، وعليه جُبَّةٌ شاميَّةٌ ضيِّقةُ الكُمِّ، فضاقتْ، فأخرَجَ يدَيه مِن تحتِها إخراجًا، فغَسَلَ وَجهَه ويدَيه، قال: فيَجيءُ في الحديثِ غَسلُ الوَجهِ مَرَّتَينِ، فلا أدري أهكذا كان أم لا؟ ثُمَّ مَسَحَ بناصيَتِه، ومَسَحَ على العِمامةِ، ومَسَحَ على الخُفَّينِ، ثُمَّ رَكِبْنا، فأدرَكْنا النَّاسَ، وقد أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فتَقدَّمَهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ، وقد صَلَّى بهم ركعةً، وهم في الثَّانيةِ، فذَهَبتُ أُوذِنُه، فنَهاني، فصَلَّينا الرَّكعةَ التي أدرَكْنا، وقَضَيْنا التي سُبِقْنا.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18182 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه النسائي (82) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (363)، ومسلم (274) مختصراً بنحوه | شرح حديث مشابه

92 - لمَّا بعَثَ عَمْرُو بنُ سَعيدٍ إلى مكةَ بَعثَهُ يَغزو ابنَ الزُّبَيرِ؛ أتاهُ أبو شُريحٍ فكلَّمَهُ وأخبَرَهُ بما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم خرَجَ إلى نادي قَومِهِ، فجلَسَ فيه، فقُمتُ إليهِ فجلَستُ معه، فحدَّثَ قَومَهُ كما حدَّثَ عَمْرَو بنَ سَعيدٍ ما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعمَّا قال له عَمْرُو بنُ سَعيدٍ، قال: قُلتُ: يا هذا؛ إنَّا كنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين افتتَحَ مكةَ، فلمَّا كان الغَدُ مِن يَومِ الفَتحِ؛ عَدَتْ خُزاعةُ على رَجُلٍ مِن هُذَيلٍ، فقتَلوهُ وهو مُشرِكٌ، فقامَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فينا خَطيبًا، فقال: أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ مكةَ يَومَ خلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، فهي حَرامٌ مِن حَرامِ اللهِ تَعالى، إلى يَومِ القيامةِ، لا يَحِلُّ لامرئٍ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسفِكَ فيها دَمًا، ولا يَعضِدَ بها شَجرًا، لم تَحلِلْ لأحدٍ كان قَبلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ يَكونُ بَعدي، ولم تَحلِلْ لي إلَّا هذه السَّاعةَ؛ غَضَبًا على أهلِها، ألَا ثم قد رجَعَتْ كحُرمَتِها بالأمسِ، ألَا فليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ منكم الغائِبَ، فمَن قال لكم: إنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد قاتَلَ بها؛ فقولوا: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد أحَلَّها لرسولِهِ، ولم يُحلِلْها لكم، يا مَعشَرَ خُزاعةَ، ارفَعوا أيديَكم عنِ القَتلِ، فقد كَثُرَ أنْ يَقَعَ، لئنْ قتَلتُم قَتيلًا لأديَنَّهُ، فمَن قُتِلَ بَعدَ مَقامي هذا؛ فأهلُهُ بِخَيرِ النَّظَرَيْنِ، إنْ شاؤوا فدَمُ قاتِلِهِ، وإنْ شاؤوا فعَقلُهُ. ثم ودى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلَ الذي قتَلَتْهُ خُزاعةُ، فقال عَمْرُو بنُ سَعيدٍ لأبي شُريحٍ: انصَرِفْ أيُّها الشَّيخُ، فنحن أعلَمُ بِحُرمَتِها منكَ، إنَّها لا تَمنَعُ سافِكَ دَمٍ، ولا خالِعَ طاعةٍ، ولا مانِعَ جِزيةٍ. قال: فقُلتُ: قد كنتُ شاهِدًا، وكنتَ غائِبًا، فقد بلَّغتُ، وقد أمَرَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُبلِّغَ شاهِدُنا غائِبَنا، وقد بلَّغتُكَ، فأنتَ وشَأنُكَ.
الراوي : أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16377 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (4496)، وابن ماجه (2623) مختصراً بنحوه، وأحمد (16377) واللفظ له | شرح حديث مشابه

93 - عن أبي الماجدِ قال: جاء رَجُلٌ إلى عبدِ اللهِ، فذَكَرَ القِصَّةَ، وأنشَأَ يُحدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ أوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ في الإسلامِ -أو مِن المُسلمينَ- رَجُلٌ أُتِيَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا سرَقَ، فكأنَّما أُسِفَّ وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَمادًا، فقال بعضُهم: يا رسولَ اللهِ، أيْ يقولُ: ما لكَ؟ فقال: وما يَمنَعُني وأنتم أعْوانُ الشَّيطانِ على صاحبِكم؟! واللهُ عزَّ وجلَّ عَفوٌّ يُحِبُّ العَفوَ، ولا يَنبَغي لوالي أمْرٍ أنْ يُؤتَى بحَدٍّ إلَّا أقامَه، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]. قال يَحيى: أمْلاه علينا سُفْيانُ إملاءً.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3977 | خلاصة حكم المحدث : حسن بشواهده
التخريج : أخرجه أحمد (3977) واللفظ له، وعبدالرزاق (13519)، والحميدي (89)

94 - أُحيلَتِ الصَّلاةُ ثلاثةَ أحْوالٍ، وأُحيلَ الصَّيامُ ثلاثةَ أحْوالٍ؛ فأمَّا أحْوالُ الصَّلاةِ: فإنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ وهو يُصلِّي سَبعةَ عَشَرَ شَهرًا إلى بَيتِ المَقدِسِ، ثُمَّ إنَّ اللهَ أنزَلَ عليه: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]، قال: فوَجَّهَه اللهُ إلى مكَّةَ، قال: فهذا حَولٌ، قال: وكانوا يَجتمِعونَ للصَّلاةِ ويُؤذِنُ بها بعضُهم بعضًا، حتى نَقَسوا أو كادوا يَنقُسونَ، قال: ثُمَّ إنَّ رَجُلًا مِن الأنصارِ يُقالُ له: عبدُ اللهِ بنُ زَيدٍ، أتى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَأَيتُ فيما يَرى النَّائمُ -ولو قُلتُ: إنِّي لم أكُنْ نائمًا لصَدَقتُ- إنِّي بيْنَا أنا بيْنَ النَّائمِ واليَقظانِ، إذ رَأَيتُ شَخصًا عليه ثَوبانِ أخضرانِ، فاستَقبَلَ القِبلةَ، فقال: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، مَثنَى مَثنَى حتى فَرَغَ مِن الأذانِ، ثُمَّ أَمهَلَ ساعةً، قال: ثُمَّ قال مِثلَ الذي قال، غيرَ أنَّه يَزيدُ في ذلك: قد قامتِ الصَّلاةُ، قد قامتِ الصَّلاةُ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْها بِلالًا فليُؤذِّنْ بها، فكان بِلالٌ أوَّلَ مَن أذَّنَ بها، قال: وجاء عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّه قد طاف بي مِثلُ الذي أطافَ به غيرَ أنَّه سَبَقَني، فهذان حَولانِ، قال: وكانوا يَأتونَ الصَّلاةَ، وقد سَبَقَهم ببعضِها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فكان الرَّجُلُ يُشيرُ إلى الرَّجُلِ إذا جاء: كم صَلَّى؟ فيَقولُ: واحدةً أو اثنتَينِ، فيُصلِّيها، ثُمَّ يَدخُلُ مع القَومِ في صَلاتِهم، قال: فجاء مُعاذٌ فقال: لا أجِدُه على حالٍ أبدًا إلَّا كنتُ عليها، ثُمَّ قَضَيتُ ما سَبَقَني، قال: فجاء وقد سَبَقَه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببعضِها، قال: فثَبَتَ معه، فلمَّا قَضى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاتَه قام فقَضى، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه قد سَنَّ لكم مُعاذٌ، فهكذا فاصنَعوا، فهذه ثلاثةُ أحْوالٍ. وأمَّا أحْوالُ الصِّيامِ: فإنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ فجَعَلَ يَصومُ مِن كلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، وقال يَزيدُ: فصام تِسعةَ عَشَرَ شَهرًا مِن رَبيعٍ الأوَّلِ إلى رَمضانَ، مِن كلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، وصام يومَ عاشوراءَ، ثُمَّ إنَّ اللهَ فَرَضَ عليه الصَّيامَ، فأنزَلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183]، إلى هذه الآيةِ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، قال: فكان مَن شاء صام، ومَن شاء أطعَمَ مِسكينًا، فأجزَأَ ذلك عنه، قال: ثُمَّ إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنزَلَ الآيةَ الأُخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، إلى قَولِه: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، قال: فأثبَتَ اللهُ صيامَه على المُقيمِ الصَّحيحِ، ورَخَّصَ فيه للمَريضِ والمُسافرِ، وثَبَتَ الإطعامُ للكَبيرِ الذي لا يَستطيعُ الصِّيامَ، فهذان حَوْلانِ، قال: وكانوا يأكُلونَ ويَشرَبونَ ويأتونَ النِّساءَ، ما لم يَناموا، فإذا ناموا امتَنَعوا، قال: ثم إنَّ رَجُلًا مِنَ الأنصارِ يُقالُ له: صِرْمةُ، ظَلَّ يَعمَلُ صائِمًا حتى أمْسى، فجاءَ إلى أهلِه، فصلَّى العِشاءَ، ثم نامَ، فلم يأكُلْ، ولم يَشرَبْ، حتى أصبَحَ، فأصبَحَ صائِمًا، قال: فرآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد جُهِدَ جَهْدًا شَديدًا، قال: ما لي أراكَ قد جُهِدتَ جَهْدًا شَديدًا؟ قال: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي عَمِلتُ أمسِ فجِئتُ حين جِئتُ، فألقَيتُ نَفْسي، فنِمتُ، وأصبَحتُ حين أصبَحتُ صائِمًا. قال: وكانَ عُمَرُ قد أصابَ مِنَ النِّساءِ مِن جاريةٍ، أو مِن حُرَّةٍ بَعدَما نامَ، وأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَر ذلك له، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]، إلى قَولِه: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187]، وقال يَزيدُ: فصامَ تِسعةَ عَشَرَ شَهرًا مِن رَبيعٍ الأوَّلِ إلى رَمَضانَ.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22124 | خلاصة حكم المحدث : [منقطع] | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
التخريج : أخرجه أبو داود (507)، وأحمد (22124) واللفظ له

95 - قال ابنُ عبَّاسٍ لعُروَةَ بنِ الزُّبَيرِ: يا عُروَةُ، سَلْ أُمَّك: أَليس قد جاءَ أَبوك مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأحَلَّ؟
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 3351 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
التخريج : أخرجه أحمد (3351) واللفظ له، وابن حزم في ((حجة الوداع)) (392)

96 - أنَّ لَقيطًا خرَجَ وافِدًا إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعه صاحِبٌ له، يُقالُ له: نَهيكُ بنُ عاصِمِ بنِ مالِكِ بنِ المُنتَفِقِ، قال لَقيطٌ: فخرَجتُ أنا وصاحِبي حتى قدِمْنا على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لانسِلاخِ رَجَبٍ، فأتَيْنا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوافَيْناهُ حين انصرَفَ مِن صَلاةِ الغَداةِ، فقامَ في النَّاسِ خَطيبًا، فقال: أيُّها النَّاسُ، ألَا إنِّي قد خبَّأتُ لكم صَوتي منذُ أربعةِ أيَّامٍ، ألَا لَأُسمِعَنَّكم، ألَا فهل مِنِ امرئٍ بعَثَهُ قَومُهُ فقالوا: اعلَمْ لنا ما يَقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ ألَا ثم لَعَلَّهُ أنْ يُلهيَهُ حَديثُ نَفْسِهِ، أو حَديثُ صاحِبِهِ، أو يُلهيَهُ، الضَّلالُ، ألَا إنِّي مَسؤولٌ، هل بلَّغتُ؟ ألَا اسمَعوا تَعيشوا، ألَا اجلِسوا، ألَا اجلِسوا. قال: فجلَسَ النَّاسُ، وقُمتُ أنا وصاحِبي حتى إذا فرَّغَ لنا فُؤادَهُ، وبَصَرَهُ، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما عِندَكَ مِن عِلْمِ الغَيبِ؟ فضحِكَ لعَمْرُ اللهِ، وهَزَّ رَأسَهُ، وعَلِمَ أنِّي أبتَغي لسَقَطِهِ، فقال: ضَنَّ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ بمفاتيحَ خَمسٍ مِنَ الغَيبِ، لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ. وأشارَ بِيَدِهِ، قُلتُ: وما هي؟ قال: عِلْمُ المَنيَّةِ، قد علِمَ متى مَنيَّةُ أحدِكم، ولا تَعلمونَهُ، وعِلْمُ المَنيِّ، حين يَكونُ في الرَّحِمِ، قد علِمَهُ، ولا تَعلَمونَهُ، وعِلْمُ ما في غَدٍ، [قد علِمَ] ما أنتَ طاعِمٌ غَدًا، ولا تَعلَمُهُ، وعِلْمُ يَومِ الغَيثِ، يُشرِفُ عليكم آزلينَ آزلينَ مُشفِقينَ، فيَظَلُّ يَضحَكُ، قد علِمَ أنَّ غِيَرَكم إلى قُربٍ. قال لَقيطٌ: قُلتُ: لن نَعدَمَ مِن رَبٍّ يَضحَكُ خَيرًا. وعِلْمُ يَومِ السَّاعةِ. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْنا ممَّا تُعلِّمُ النَّاسَ، وما تَعلَمُ، فإنَّا مِن قَبيلٍ لا يُصدِّقُ تَصديقَنا أحدٌ مِن مَذحِجٍ التي تَربَأُ علينا، وخَثعَمٍ التي توالينا، وعَشيرَتِنا التي نحن منها. قال: تَلبَثون ما لبِثتُم، ثم يُتَوَفَّى نَبِيُّكم صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم تَلبَثون ما لبِثتُم، ثم تُبعَثُ الصاَّئحةُ لعَمْرُ إلهِكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن شيءٍ إلَّا ماتَ، والملائكةُ الذين مع رَبِّكَ عزَّ وجلَّ، فأصبَحَ رَبُّكَ يَطوفُ في الأرضِ، وخلَتْ عليه البِلادُ، فأرسَلَ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ السَّماءَ تَهضِبُ مِن عِندِ العَرشِ، فلعَمْرُ إلهِكَ ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن مَصرَعِ قَتيلٍ، ولا مَدفَنِ مَيِّتٍ، إلَّا شقَّتِ القَبرَ عنه، حتى تَجعَلَهُ مِن عِندِ رَأسِهِ، فيَستَويَ جالِسًا، فيَقولَ رَبُّكَ: مَهيَمْ، لمَا كان فيهِ، يَقولُ: يا رَبِّ، أمسِ، اليَومَ، ولَعَهْدُهُ بالحياةِ يَحسَبُهُ حَديثًا بأهلِهِ. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، كيف يَجمَعُنا بَعدَما تُمَزِّقُنا الرِّياحُ والبِلى والسِّباعُ؟ قال: أُنبِئُكَ بمِثلِ ذلك في آلاءِ اللهِ، الأرضُ أشرَفتَ عليها وهي مَدَرةٌ باليةٌ، فقلتَ: لا تَحيا أبَدًا، ثم أرسَلَ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ عليها السَّماءَ، فلم تَلبَثْ عليكَ إلَّا أيَّامًا حتى أشرَفتَ عليها وهي شَربةٌ واحِدةٌ، ولعَمْرُ إلهِكَ لهو أقدَرُ على أن يَجمَعَهم مِنَ الماءِ، على أنْ يَجمَعَ نَباتَ الأرضِ، فيَخرُجون مِنَ الأصواءِ، ومِن مَصارِعِهم، فتَنظُرون إليهِ، ويَنظُرُ إليكم. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، كيف ونحن مِلءُ الأرضِ وهو شَخصٌ واحِدٌ، نَنظُرُ إليهِ ويَنظُرُ إلينا؟ قال: أُنبِئُكَ بمِثلِ ذلك في آلاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، الشَّمسُ والقَمرُ آيةٌ منهُ صَغيرةٌ تَرَوْنهما ويَرَيانِكم، ساعةً واحِدةً، لا تُضارُّون في رُؤيَتِهما، ولعَمْرُ إلهِكَ لهو أقدَرُ على أنْ يَراكم، وتَرَوْنهُ مِن أنْ تَرَوْنهما ويَرَيانِكم، لا تُضارُّونَ في رُؤيَتِهما. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فما يَفعَلُ بنا رَبُّنا عزَّ وجلَّ إذا لَقيناه؟ قال: تُعرَضون عليه باديةً له صَفَحاتُكم، لا يَخفى عليه منكم خافيةٌ، فيَأخُذُ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ بِيَدِهِ غَرفةً مِنَ الماءِ، فيَنضَحُ قَبيلَكم بها، فلعَمْرُ إلهِكَ ما تُخطئُ وَجْهَ أحدِكم منها قَطرَةٌ، فأمَّا المُسلِمُ فتَدَعُ وَجهَهُ مِثلَ الرَّيطةِ البَيضاءِ، وأمَّا الكافِرُ فتَخطِمُهُ بمِثلِ الحَميمِ الأسوَدِ، ألَا ثم يَنصَرِفُ نَبيُّكم صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَفتَرِقُ على إثرِهِ الصَّالِحونَ، فيَسلُكون جِسْرًا مِنَ النَّارِ، فيَطَأُ أحدُكم الجَمرَ، فيَقولُ: حَسِّ؛ يَقولُ رَبُّكَ عزَّ وجلَّ: أوانُهُ. ألَا فتَطَّلِعون على حَوضِ الرَّسولِ على أظمَأِ، واللهِ، ناهِلةٍ عليها قَطُّ، ما رَأيتُها، فلعَمْرُ إلهِكَ ما يَبسُطُ واحِدٌ منكم يَدَهُ، إلَّا وقَعَ عليها قَدَحٌ يُطهِّرُهُ مِنَ الطَّوفِ، والبَولِ، والأذى، وتُحبَسُ الشَّمسُ والقَمرُ، ولا تَرَوْن منهما واحِدًا. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فبما نُبصِرُ؟ قال: بمِثلِ بَصَرِكَ ساعتَكَ هذه، وذلك قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ في يَومٍ أشرَقَتِ الأرضُ، وأجْهَتْ به الجبالَ. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، فبما نُجزى مِن سَيِّئاتِنا وحَسَناتِنا؟ قال: الحَسَنةُ بعَشْرِ أمثالِها، والسَّيِّئةُ بمِثلِها، إلَّا أنْ يَعفُوَ. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إمَّا الجنَّةُ، إمَّا النَّارُ؟ قال: لعَمْرُ إلهِكَ إنَّ للنَّارِ لسَبعةَ أبوابٍ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا يَسيرُ الرَّاكِبُ بَينَهما سَبعين عامًا، وإنَّ لِلجنَّةِ لثَمانِيةَ أبوابٍ، ما منهما بابانِ إلَّا يَسيرُ الرَّاكِبُ بَينَهما سَبعين عامًا. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، [فعَلامَ] نَطَّلِعُ مِنَ الجنَّةِ؟ قال: على أنهارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفَّى، وأنهارٍ مِن كأسٍ ما بها مِن صُداعٍ، ولا نَدامةٍ، وأنهارٍ مِن لَبَنٍ لم يتغَيَّرْ طَعمُهُ، وماءٍ غَيرِ آسِنٍ، وبفاكِهةٍ لعَمْرُ إلهِكَ ما تَعلَمون، وخَيرٍ مِن مِثلِهِ معه، وأزواجٍ مُطَهَّرةٍ. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أوَلَنا فيها أزواجٌ؟ أوَمِنهُنَّ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالحاتُ للصَّالِحينَ، تَلَذُّونهُنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلذَذْنَ بكم، غَيرَ أنْ لا تَوالُدَ. قال لَقيطٌ: فقُلتُ: أقْصى ما نحن بالِغونَ، ومُنتَهون إليه؟ فلم يُجِبْهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ،   [فعَلامَ] أُبايِعُكَ؟ قال: فبسَطَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ، وقال: على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وزيالِ المُشرِكِ، وألَّا تُشرِكَ باللهِ إلهًا غَيرَهُ. قُلتُ: وإنَّ لنا ما بَينَ المَشرِقِ، والمَغرِبِ؟ فقبَضَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ، وظَنَّ أنِّي مُشتَرِطٌ شَيئًا لا يُعطينيهُ، قال: قُلتُ: نَحِلُّ منها حيث شِئنا، ولا يَجني امرُؤٌ إلَّا على نَفْسِهِ. فبسَطَ يَدَهُ، وقال: ذلك لكَ، تَحِلُّ حيث شِئتَ، ولا يَجني عليكَ إلَّا نَفْسُكَ. قال: فانصرَفْنا عنهُ، ثم قال: إنَّ هذيْنِ لعَمْرُ إلهِكَ مِن أتقى النَّاسِ في الأولى، والآخِرةِ. فقال له كَعبُ، ابنُ الخُداريَّةِ، أحدُ بَني بكرِ بنِ كِلابٍ: مَن هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: بَنو المُنتَفِقِ، أهلُ ذلك. قال: فانصرَفْنا، وأقبَلتُ عليهُ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، هل لِأحدٍ ممَّن مَضى مِن خَيرٍ في جاهِليَّتِهم؟ قال: قال رَجُلٌ مِن عُرضِ قُريشٍ: واللهِ إنَّ أباكَ المنُتَفِقَ لَفي النَّارِ. قال: فلكأنَّهُ وقَعَ حَرٌّ بَينَ جِلدي ووَجْهي ولَحْمي؛ ممَّا قال لِأبي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهمَمتُ أنْ أقولَ: وأبوكَ يا رسولَ اللهِ؟ ثم إذا الأُخرى أجمَلُ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، وأهلُكَ؟ قال: وأهلي لعَمْرُ اللهِ، ما أتَيتَ عليه مِن قَبرِ عامِريٍّ، أو قُرَشيٍّ مِن مُشرِكٍ، فقُلْ: أرسَلَني إليكَ محمدٌ، فأُبشِّرُكَ بما يَسوؤُكَ، تُجَرُّ على وَجْهِكَ، وبَطنِكَ في النَّارِ. قال: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما فعَلَ بهم ذلك وقد كانوا على عَمَلٍ لا يُحسِنون إلَّا إيَّاه؟ وكانوا يَحسَبون أنَّهم مُصلِحون؟ قال: ذلك لِأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بعَثَ في آخِرِ كُلِّ سَبعِ أُمَمٍ -يَعني- نَبِيًّا، فمَن عَصى نَبيَّهُ؛ كان مِنَ الضَّالِّينَ، ومَن أطاعَ نَبيَّهُ؛ كان مِنَ المُهتَدينَ.
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16206 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (3266)، وابن ماجه (181) مختصراً باختلاف يسير، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (16206) واللفظ له

97 - خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم حُجَّاجًا، لا نُريدُ إلَّا الحَجَّ، ولا نَنْوي غَيرَه، حتى إذا بَلَغْنا سَرِفَ، حاضَتْ عائِشةُ، فدَخَلَ عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وهي تَبْكي، فقال: ما لكِ تَبْكينَ؟ قالت: يا رسولَ اللهِ، أصابَني الأذى، قال: إنَّما أنتِ مِن بَناتِ آدَمَ يُصيبُكِ ما يُصيبُهُنَّ، قال: وقَدِمْنا الكَعْبةَ في أرْبعٍ مَضَينَ من ذي الحِجَّةِ أيَّامًا، أو لَياليَ، فطُفْنا بالبَيتِ، وبَينَ الصَّفا والمَروةِ، ثُمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أمَرَنا فأَحْلَلْنا الإحْلالَ كُلَّه، قال: فتَذاكَرْنا بَيْنَنا، فقلنا: خَرَجْنا حُجَّاجًا لا نُريدُ إلَّا الحَجَّ، ولا نَنْوي غَيرَه، حتى إذا لم يَكُنْ بَينَنا وبَينَ عَرَفاتٍ إلَّا أربَعةُ أيَّامٍ أو لَيالٍ، خَرَجْنا إلى عَرَفاتٍ، ومَذاكيرُنا تَقطُرُ المَنيَّ مِن النِّساءِ، قال: فبَلَغَ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقامَ خَطيبًا، فقال: ألَا إنَّ العُمْرةَ قد دَخَلَتْ في الحَجِّ، ولو اسْتَقبَلتُ مِن أمْري ما استَدبَرتُ ما سُقتُ الهَدْيَ، ولولا الهَديُ لَأحلَلتُ، فمَن لم يَكنْ معه هَدْيٌ، فَلْيُحِلَّ، فقام سُراقةُ بنُ مالِكِ بنِ جُعْشُمٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، خَبِّرْنا خَبرَ قومٍ كأنَّما وُلِدوا اليومَ، ألِعامِنا هذا أمْ للأبَدِ؟ قال: لا بَلْ للأبَدِ قال: فأتَيْنا عَرَفاتٍ، وانصَرَفْنا منها، ثُمَّ إنَّ عائِشةَ قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أجِدُ في نَفْسي قدِ اعتَمَروا، قال: إنَّ لكِ مِثلَ ما لهم، قالت: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أجِدُ في نَفْسي، فوَقَفَ بأعْلى وادي مكَّةَ، وأمَرَ أخاها عَبدَ الرَّحمنِ بنَ أبي بَكرٍ، فأَردَفَها حتى بَلَغَتِ التَّنْعيمَ، ثُمَّ أقْبَلَتْ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 14942 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البخاري (7230)، ومسلم (1216) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

98 - قلتُ لابنِ عبَّاسٍ: يزعُمُ قومُكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، رمَلَ بالبيتِ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ؟ فقال: صدَقوا، وكذَبوا. قلتُ: وما صدَقوا وكذَبوا؟ قال: صدَقوا؛ رمَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبيتِ، وكذَبوا، ليس بسُنَّةٍ، إنَّ قُرَيشًا قالت زمَنَ الحُدَيبيةِ: دعوا محمدًا وأصحابَه حتى يموتوا موتَ النَّغَفِ، فلمَّا صالحوه على أنْ يقدَموا من العامِ المقبِلِ، يُقيموا بمكةَ ثلاثةَ أيامٍ، فقدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمشركونَ من قِبَلِ قُعَيْقِعانَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه: ارمُلوا بالبيتِ ثلاثًا، وليس بسُنَّةٍ. قلتُ: ويزعُمُ قومُكَ أنَّه طاف بينَ الصفا والمروةِ على بعيرٍ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ. فقال: صدَقوا، وكذَبوا. فقلتُ: وما صدَقوا، وكذَبوا؟ فقال: صدَقوا؛ قد طاف بينَ الصفا والمروةِ على بعيرٍ، وكذَبوا؛ ليس بسُنَّةٍ، كان الناسُ لا يدفَعونَ عن رسولِ اللهِ، ولا يصرِفونَ عنه، فطاف على بعيرٍ ليسمَعوا كلامَه، ولا تنالُه أيديهم، قلتُ: ويزعُمُ قومُكَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سعَى بينَ الصفا والمروةِ، وأنَّ ذلك سُنَّةٌ؟ قال: صدَقوا، إنَّ إبراهيمَ لمَّا أُمِر بالمناسِكِ، عرَضَ له الشيطانُ عندَ المَسْعى فسابَقَه، فسبَقَه إبراهيمُ، ثم ذهَب به جِبْريلُ إلى جَمْرةِ العَقَبةِ، فعرَضَ له شيطانٌ -قال يونُسُ: الشيطانُ- فرماه بسبْعِ حَصَياتٍ، حتى ذهَب، ثم عرَضَ له عندَ الجَمْرةِ الوُسْطى، فرماه بسبْعِ حَصَياتٍ، قال: قد تَلَّه للجَبينِ -قال يونُسُ: وثَمَّ تَلَّه للجَبينِ- وعلى إسماعيلَ قميصٌ أبيضُ، وقال: يا أبَتِ، إنَّه ليس لي ثوبٌ تُكفِّنُني فيه غيرُه، فاخلَعْه حتى تُكَفِّنُني فيه، فعالَجَه ليخلَعَه، فنُودِيَ من خلفِه: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 105] فالتفَتَ إبراهيمُ، فإذا هو بكبشٍ أبيضَ، أقرَنَ، أعيَنَ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لقد رأيتُنا نتبَعُ ذلك الضَّربَ من الكِباشِ، قال: ثم ذهَب به جِبْريلُ إلى الجَمْرةِ القُصْوى، فعرَضَ له الشيطانُ، فرماه بسبْعِ حَصَياتٍ؛ حتى ذهَب، ثم ذهَب به جِبْريلُ إلى مِنًى، قال: هذا مِنًى -قال يونُسُ: هذا مُناخُ الناسِ- ثم أتى به جَمْعًا، فقال: هذا المَشعَرُ الحرامُ، ثم ذهَب به إلى عَرَفةَ، فقال ابنُ عبَّاسٍ: هل تدري لِمَ سُمِّيتْ عَرَفةَ؟ قلتُ: لا. قال: إنَّ جِبْريلَ قال لإبراهيمَ: عرَفتَ -قال يونُسُ: هل عرَفتَ؟- قال: نعَمْ. قال ابنُ عبَّاسٍ: فمِن ثَمَّ سُمِّيتْ عَرَفةَ، ثم قال: هل تدري كيفَ كانَتِ التَّلْبيةُ؟ قلتُ: وكيفَ كانت؟ قال: إنَّ إبراهيمَ لما أُمِر أنْ يُؤذِّنَ في الناسِ بالحَجِّ، خفَضتْ له الجبالُ رؤوسَها، ورُفِعتْ له القُرَى، فأذَّنَ في الناسِ بالحَجِّ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2707 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
التخريج : أخرجه مسلم (1264)، وأبو داود (1885) مختصراً، وأحمد (2707) واللفظ له | شرح الحديث

99 - كَسَفَتِ الشَّمسُ في حياةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المسجِدِ، فقامَ، فكبَّرَ، وصفَّ الناسُ وراءَه، فكبَّرَ، واقتَرَأَ قراءةً طويلةً، ثُم كبَّرَ، فركَعَ رُكوعًا طويلًا، ثُم قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَهُ، فقامَ، ولم يَسجُدْ، فاقتَرَأَ قراءةً طويلةً هي أَدْنى منَ القِراءةِ الأُولى، ثُم كبَّرَ، وركَعَ رُكوعًا طويلًا هو أَدْنى منَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثُم قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَهُ، ربَّنا لكَ الحَمدُ، ثُم سجَدَ، ثُم فعَلَ في الركْعةِ الأُخْرى مِثلَ ذلك، فاستَكمَلَ أربعَ رَكَعاتٍ، وأربَعَ سَجَداتٍ، وانجَلَتِ الشَّمسُ قبلَ أنْ يَنصَرِفَ، ثُم قامَ، فأَثْنى على اللهِ عزَّ وجلَّ بما هو أهْلُه، ثُم قال: إنَّما هُما آيَتانِ من آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لا يَخسِفانِ لمَوتِ أحَدٍ، ولا لحَياتِه، فإذا رَأيْتُموهما، فافْزَعوا للصلاةِ، وكان كَثيرُ بنُ عبَّاسٍ يُحدِّثُ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ كان يُحدِّثُ عن صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ كَسَفَتِ الشَّمسُ مِثلَ ما حدَّثَ عُروةُ، عن عائشةَ زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ لعُروةَ: فإنَّ أخاكَ يومَ كَسَفَتِ الشَّمسُ بالمدينةِ لم يَزِدْ على رَكعتيْنِ مِثلَ صلاةِ الصبْحِ، فقال: أجَلْ، إنَّه أخطَأَ السُّنَّةَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 24571 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
التخريج : أخرجه البخاري (1046)، ومسلم (901) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

100 - لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ، قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟ فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11730 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (11730) واللفظ له، وابن أبي شيبة (33018)، وأبو يعلى (1092) | شرح حديث مشابه

101 - وَفَدْنا مع زِيادٍ إلى مُعاوِيةَ بنِ أبي سُفيانَ، وفينا أبو بَكرَةَ، فلمَّا قَدِمْنا عليهِ لم يُعجَبْ بِوَفْدٍ ما أُعجِبَ بنا، فقالَ: يا أبا بَكرَةَ، حَدِّثْنا بِشَيءٍ سَمِعْتَهُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ. فقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يُعجِبُهُ الرُّؤْيا الحَسَنةُ، وَيَسألُ عنها، فقالَ ذاتَ يَومٍ: أيُّكم رَأى رُؤْيا؟ فقالَ رَجُلٌ: أنا رَأيتُ كأنَّ ميزانًا دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ، فوُزِنْتَ أنتَ وأبو بَكرٍ، فرَجَحْتَ بِأبي بَكرٍ، ثم وُزِنَ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَرَجَحَ أبو بَكْرٍ بِعُمَرَ، ثم وُزِنَ عُمَرُ بِعُثمانَ، فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثمانَ، ثم رُفِعَ الميزانُ، فاستاءَ لها -وقد قالَ حَمَّادٌ أيضًا: فَساءَهُ ذاكَ- ثم قالَ: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثم يُؤتي اللهُ المُلكَ مَن يَشاءُ. قالَ: فَزُخَّ في أقْفائِنا، فأُخْرِجْنا، فقالَ زِيادٌ: لا أبا لكَ، أمَا وَجَدتَ حَديثًا غَيرَ ذا؟! حَدِّثْهُ بِغَيْرِ ذا، قالَ: لا وَاللهِ لا أُحَدِّثُهُ إلَّا بذا حتى أُفارِقَهُ. فتَرَكَنا، ثمَّ دعا بنا، فقالَ: يا أبا بَكرَةَ، حَدِّثْنا بِشَيءٍ سَمِعْتَهُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ. قالَ: فَبَكَعَهُ به، فَزُخَّ في أقْفائِنا، فأُخرِجْنا، فقالَ زِيادٌ: لا أبا لكَ، أمَا تَجِدُ حَديثًا غَيرَ ذا؟! حَدِّثْهُ بِغَيْرِ ذا. فقالَ: لا وَاللهِ لا أُحَدِّثُهُ إلَّا به حتى أُفارِقَهُ، قالَ: ثم تَرَكَنا أيَّامًا، ثمَّ دعا بنا، فقالَ: يا أبا بَكرَةَ، حَدِّثْنا بِشَيءٍ سَمِعْتَهُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، قالَ: فَبَكَعَهُ به، فقالَ مُعاويةُ: أتَقولُ المُلكَ؟ فقد رَضينا بِالمُلكِ.
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20503 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (4634، 4635) مفرقاً مختصراً، والترمذي (2287)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8136) مختصراً، وأحمد (20503) واللفظ له | شرح الحديث

102 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي إلى جِذعٍ، وكان المَسجِدُ عَريشًا، وكان يَخطُبُ إلى جَنبِ ذلك الجِذعِ، فقال رِجالٌ من أصحابِه: يا رسولَ اللهِ، نَجعَلُ لكَ شَيئًا تَقومُ عليه يومَ الجمُعةِ، حتى تَرى الناسَ، أو قال: حتى يَراكَ الناسُ، وحتى يَسمَعَ الناسُ خُطبتَكَ؟ قال: نَعَمْ، فصَنَعوا له ثَلاثَ دَرَجاتٍ، فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما كان يقومُ، فصَغَا الجِذعُ إليه، فقال له: اسكُنْ، ثُم قال لأصحابِه: هذا الجِذعُ حَنَّ إليَّ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اسكُنْ، إنْ تَشأْ غرَسْتُكَ في الجَنَّةِ، فيأكُلُ منكَ الصالِحونَ، وإنْ تَشأْ أُعيدُكَ كما كُنْتَ رَطْبًا، فاخْتارَ الآخِرةَ على الدُّنْيا، فلمَّا قُبِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دُفِعَ إلى أُبَيٍّ، فلم يَزَلْ عندَه حتى أكَلَتْه الأرَضةُ.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 21260 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف وأصل القصة صحيح دون هذه الزيادة، ودون قصة أخذ أبي بن كعب للجذع
التخريج : أخرجه ابن ماجه (1414)، وأحمد (21260) واللفظ له

103 - وقَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفةَ، فقال: هذا المَوقِفُ، وعَرَفةُ كلُّها مَوقِفٌ، ثُم أردَف أُسامةَ، فجعَل يُعنِقُ على ناقتِه، والنَّاسُ يضرِبونَ الإبلَ يَمينًا وشِمالًا، لا يَلتَفِتُ إليهم، ويقولُ: السَّكينةَ أيُّها النَّاسُ، ودفَع حينَ غابتِ الشَّمسُ، فأَتى جَمْعًا، فصلَّى بها الصَّلاتَيْنِ -يعني المغرِبَ والعِشاءَ- ثُم بات بها، فلمَّا أصبَح وقَف على قُزَحَ، فقال: هذا قُزَحُ، وهو المَوقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها مَوقِفٌ، قال: ثُم سار، فلمَّا أَتى مُحَسِّرًا قرَعها، فخبَّتْ حتى جاز الواديَ، ثُم حبَسها، وأردَف الفضْلَ، ثُم سار حتى أَتى الجَمْرةَ فرَماها، ثُم أَتى المَنحَرَ، فقال: هذا المَنحَرُ، ومِنًى كلُّها مَنحَرٌ، ثُم أتَتْه امرأةٌ شابَّةٌ من خَثْعَمَ، فقالت: إنَّ أبي شَيْخٌ قد أَفنَد، وقد أَدركَتْه فريضةُ اللهِ في الحَجِّ، فهل يُجزِئُ أنْ أَحُجَّ عنه؟ قال: نَعمْ، فأدِّي عن أبيكِ، قال: ولَوى عُنُقَ الفضْلِ، فقال له العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، ما لكَ لوَيْتَ عُنُقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيْتُ شابًّا وشابَّةً، فخِفْتُ الشَّيطانَ عليهما، قال: وأَتاه رجُلٌ فقال: أَفضْتُ قبْلَ أنْ أَحلِقَ، قال: فاحلِقْ، أو قصِّرْ، ولا حرَجَ، قال: وأَتى زَمزَمَ فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ سِقايتَكم، لولا أنْ يَغلِبَكمُ النَّاسُ عليها لنزَعْتُ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1348 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (1935) مختصراً، والترمذي (885) باختلاف يسير، وأحمد (562) واللفظ له | شرح حديث مشابه

104 - سألْتُ الزُّهريَّ عن الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امرأتَه فتَخْتارُه، قال: حدَّثَني عُروةُ بنُ الزُّبَيرِ، عن عائِشةَ، قالَتْ: أتاني نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي سَأعْرِضُ عليكِ أمْرًا، فلا عليكِ ألَّا تَعْجَلي حتى تُشاوِري أبَوَيْكِ، فقُلتُ: وما هذا الأمْرُ؟ قالَتْ: فتَلا علَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28-29]، قالَتْ: فقُلتُ: وفي أيِّ ذلك تَأمُرُني أنْ أُشاوِرَ أبَوَيَّ؟ بلْ أُريدُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخِرةَ، قالَتْ: فسُرَّ بذلك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأعْجَبَه، وقال: سَأعرِضُ على صَواحِبِكِ ما عَرَضتُ عليكِ، فكان يقولُ لهنَّ كما قال لعائِشةَ، ثم يقولُ: قدِ اخْتارَتْ عائِشةُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخِرةَ، قالَتْ عائِشةُ: فقد خَيَّرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم نَرَ ذلك طَلاقًا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 26271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (5263، 4786)، ومسلم (1477، 1475) مفرقاً باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

105 - عن عمرِو بنِ وَهبٍ الثَّقَفيِّ، قال: كنَّا مع المُغيرةِ بنِ شُعبَةَ، فسُئِلَ: هل أمَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَدٌ مِن هذه الأُمَّةِ غيرُ أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه؟ فقال: نعمْ، كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفرٍ، فلمَّا كان مِن السَّحرِ، ضَرَبَ عُنُقَ راحلتي، فظَنَنتُ أنَّ له حاجةً، فعَدَلتُ معه، فانطلَقْنا حتى بَرَزْنا عن النَّاسِ، فنَزَلَ عن راحلته، ثُمَّ انطلَقَ، فتَغيَّبَ عنِّي حتى ما أراه، فمَكَثَ طَويلًا، ثُمَّ جاء، فقال: حاجتَكَ يا مُغيرةُ؟ قُلتُ: ما لي حاجةٌ، فقال: هل معك ماءٌ؟ فقُلتُ: نعمْ، فقُمتُ إلى قِربةٍ، أو إلى سَطيحةٍ، مُعلَّقةٍ في آخِرةِ الرَّحلِ، فأتَيتُه بماءٍ، فصَبَبتُ عليه، فغَسَلَ يدَيه، فأحسَنَ غَسلَهما، قال: وأشُكُّ أقال: دَلَّكَهما بتُرابٍ أم لا، ثُمَّ غَسَلَ وَجهَه، ثُمَّ ذَهَبَ يَحسِرُ عن يدَيه، وعليه جُبَّةٌ شاميَّةٌ ضيِّقةُ الكُمَّينِ، فضاقتْ، فأخرَجَ يدَيه مِن تحتِها إخراجًا، فغَسَلَ وَجهَه ويدَيه، قال: فيَجيءُ في الحديثِ غَسلُ الوَجهِ مَرَّتَينِ؟ قال: لا أدْري أهكذا كان أم لا؟ ثُمَّ مَسَحَ بناصيَتِه، ومَسَحَ على العِمامةِ، ومَسَحَ على الخُفَّينِ، ورَكِبْنا فأدَرَكْنا النَّاسَ، وقد أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فتَقدَّمَهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ، وقد صَلَّى بهم ركعةً، وهم في الثَّانيةِ، فذَهَبتُ أُوذِنُه، فنَهاني، فصَلَّيْنا الرَّكعةَ التي أدرَكْنا، وقَضَيْنا الرَّكعةَ التي سُبِقْنا.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18134 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه النسائي (82) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (363)، ومسلم (274) مختصراً بنحوه | شرح الحديث

106 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكَلَ طَعامًا، ثُمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فقام، وقد كان تَوضَّأَ قبلَ ذلك، فأتَيتُه بماءٍ ليَتوضَّأَ منه، فانتهَرَني وقال: وراءَكَ! فساءني واللهِ ذلك، ثُمَّ صَلَّى، فشَكَوْتُ ذلك إلى عُمَرَ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّ المُغيرةَ قد شَقَّ عليه انتهارُكَ إيَّاه، وخَشيَ أنْ يكونَ في نفْسِكِ عليه شيءٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ليس عليه في نفْسي شيءٌ، إلَّا خيرٌ، ولكنْ أتاني بماءٍ لأتوضَّأَ؛ وإنَّما أكَلتُ طَعامًا، ولو فَعَلتُ فَعَلَ ذلك النَّاسُ بعدي.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18219 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه أحمد (18219) واللفظ له، وابن أبي شيبة (535)، والطبراني (20/419) (1008)

107 - لقد رأيْتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثًا، ما رَآها أحَدٌ قَبلي، ولا يَراها أحَدٌ بَعدي، لقد خرَجْتُ معه في سَفرٍ، حتى إذا كُنَّا ببعضِ الطريقِ مرَرْنا بامرأةٍ جالسةٍ، معها صبيٌّ لها، فقالت: يا رسولَ اللهِ، هذا صبيٌّ، أصابَه بَلاءٌ، وأصابَنا منه بَلاءٌ، يؤخَذُ في اليومِ، ما أَدْري كم مرَّةً، قال: ناوِلينيهِ، فرفَعَتْه إليه، فجعَلَتْه بيْنَه وبينَ واسطةِ الرَّحلِ، ثُم فغَرَ فاهُ، فنفَثَ فيه ثلاثًا، وقال: بسمِ اللهِ، أنا عبدُ اللهِ، اخسَأْ عَدوَّ اللهِ، ثُم ناوَلَها إيَّاه، فقال: الْقَيْنا في الرَّجْعةِ في هذا المكانِ، فأخْبِرينا ما فعَلَ، قال: فذهَبْنا ورجَعْنا، فوجَدْناها في ذلك المكانِ، معها شياهٌ ثلاثٌ، فقال: ما فعَلَ صَبيُّكِ؟ فقالت: والذي بعَثَكَ بالحقِّ، ما حَسَسْنا منه شيئًا حتى الساعةِ، فاجتَرِرْ هذه الغَنَمَ، قال: انزِلْ، فخُذْ منها واحدةً، ورُدَّ البقيَّةَ، قال: وخرَجْنا ذاتَ يومٍ إلى الجبَّانةِ، حتى إذا برَزْنا قال: انظُرْ وَيحَكَ، هل تَرى من شيءٍ يواريني؟ قُلْتُ: ما أَرى شيئًا يواريكَ إلَّا شَجرةً ما أُراها تواريكَ، قال: فما قُربَها؟ قُلْتُ: شَجرةٌ مِثلُها، أو قريبٌ منها، قال: فاذهَبْ إليهما، فقُلْ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأمُرُكما أنْ تَجتَمِعا بإذْنِ اللهِ، قال: فاجتَمَعَتا، فبرَزَ لحاجَتِه، ثُم رجَعَ، فقال: اذهَبْ إليهما، فقُلْ لهما: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأمُرُكما أنْ ترجِعَ كلُّ واحدةٍ منكما إلى مكانِها، قال: وكُنْتُ معه جالسًا ذاتَ يومٍ، إذ جاءَ جمَلٌ يَخبُبُ، حتى ضرَبَ بجِرانِه بينَ يَدَيْه، ثُم ذرَفَتْ عَيْناهُ، فقال: وَيحَكَ، انظُرْ، لمَن هذا الجمَلُ؟ إنَّ له لشأنًا، قال: فخرَجْتُ ألتَمِسُ صاحبَه، فوجَدْتُه لرَجلٍ منَ الأنصارِ، فدَعوْتُه إليه، فقال: ما شأنُ جمَلِكَ هذا؟ فقال: وما شأنُه؟ قال: لا أَدْري واللهِ ما شأْنُه، عمِلْنا عليه، ونضَحْنا عليه، حتى عجَزَ عنِ السِّقايةِ، فأْتَمَرْنا البارحةَ أنْ نَنحَرَهُ، ونَقسِمَ لَحمَهُ، قال: فلا تَفعَلْ، هَبْه لي، أو بِعْنيه، فقال: بل هو لكَ يا رسولَ اللهِ، قال: فوسَمَه بسِمةِ الصَّدَقةِ، ثُم بعَثَ به.
الراوي : يعلى بن مرة الثقفي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 17548 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (17548) واللفظ له، وابن أبي شيبة (32412) باختلاف يسير

108 - عن وَرَّادٍ كاتبِ المُغيرةِ بنِ شُعبَةَ أنَّ مُعاويةَ كَتَبَ إلى المُغيرةِ بنِ شُعبَةَ: اكتُبْ إليَّ بحديثٍ سَمِعتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فكَتَبَ إليه المُغيرةُ: إنِّي سَمِعتُه يقولُ عندَ انصِرافِه مِن الصَّلاةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وَحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ، وله الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، ثلاثَ مَرَّاتٍ، وكان يَنهى عن: قِيلَ وقال، وكَثرةِ السُّؤالِ، وإضاعةِ المالِ، ومَنعٍ وهاتِ، وعُقوقِ الأُمَّهاتِ، ووَأدِ البناتِ.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18192 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (844، 1477) مفرقاً، ومسلم (593)، وأبو داود (1505)، والنسائي (1342) مختصراً، وأحمد (18192) واللفظ له | شرح حديث مشابه

109 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقبَلَ مِن خَيبَرَ ومعه غُلامانِ، وَهَبَ أحَدَهما لعليِّ بنِ أبي طالبٍ وقال: لا تَضرِبْه؛ فإنِّي قد نُهيتُ عن ضَربِ أهلِ الصَّلاةِ، وقد رَأَيتُه يُصلِّي، قال عفَّانُ في حديثِه: أخبَرَنا أبو غالبٍ، عن أبي أُمامةَ، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقبَلَ مِن خَيبَرَ ومعه غُلامانِ، فقال عليٌّ: يا رسولَ اللهِ، أخْدِمْنا، فقال: خُذْ أيَّهما شِئتَ، قال: خِرْ لي، قال: خُذْ  هذا، ولا تَضرِبْه؛ فإنِّي قد رَأَيتُه يُصلِّي مَقبَلَنا مِن خَيبَرَ، وإنِّي قد نُهيتُ، وأعطى أبا ذَرٍّ غُلامًا وقال: استَوصِ به مَعروفًا، فأعتَقَه، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما فَعَلَ الغُلامُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، أمَرتَني أنْ أستَوصيَ به مَعروفًا؛ فأعتَقتُه.
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22154 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (22154) واللفظ له، والطبراني (8/330) (8057)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (2/455)

110 - عن ضمضم بن جوس اليمامي، قال: قال لي أبو هُرَيرةَ: يا يَماميُّ، لا تَقولَنَّ لرَجُلٍ: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لكَ، أو لا يُدخِلُكَ اللهُ الجنَّةَ أبدًا. قلتُ: يا أبا هُرَيرةَ، إنَّ هذه لَكلِمةٌ يقولُها أَحَدُنا لِأخيه وصاحِبِه إذا غَضِبَ. قال: فلا تَقُلْها، فإنِّي سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: كان في بَني إسرائيلَ رَجلانِ، كان أحدُهما مُجتَهِدًا في العبادةِ، وكان الآخَرُ مُسرِفًا على نَفْسِه، فكانا مُتآخِيَيْنِ، فكان المجتهِدُ لا يَزالُ يَرَى الآخَرَ على ذَنْبٍ، فيقولُ: يا هذا، أَقصِرْ. فيقولُ: خَلِّني وربِّي، أَبُعِثتَ علَيَّ رقيبًا؟! قال: إلى أنْ رآه يومًا على ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَه، فقال له: وَيْحَكَ، أَقصِرْ. قال: خَلِّني وربِّي، أَبُعِثتَ علَيَّ رقيبًا؟! قال: فقال: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لكَ، أو لا يُدخِلُكَ اللهُ الجنَّةَ أبدًا. قال أحدُهما، قال: فبَعَثَ اللهُ إليهما مَلَكًا، فقَبَضَ أرواحَهما، واجتمَعا عنده، فقال للمُذنِبِ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجنَّةَ بِرحْمَتي. وقال للآخَرِ: أكُنتَ بي عالِمًا، أكُنتَ على ما في يَدَيَّ قادرًا، اذْهَبوا به إلى النَّارِ. قال: فوالَّذي نَفْسُ أبي القاسمِ بِيدِه؛ لَتَكَلَّمَ بكَلِمةٍ أَوْبَقَتْ دنياه وآخِرَتَه.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8292 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن، ومتنه غريب
التخريج : أخرجه أبو داود (4901)، وأحمد (8292) واللفظ له | شرح حديث مشابه

111 - أنَّ مالكًا قال: يا مُعاويةُ، إنَّ محمَّدًا أخَذَ جيراني فانطلِقْ إليه؛ فإنَّه قد عَرَفَكَ وكَلَّمَكَ، قال: فانطلَقتُ معه، فقال: دَعْ لي جيراني؛ فإنَّهم قد كانوا أسلَموا، فأعرَضَ عنه، فقام مُتمَعِّطًا فقال: أمَا واللهِ لئنْ فَعَلتَ إنَّ النَّاسَ ليَزعُمونَ أنَّكَ تَأمُرُ بالأمْرِ، وتُخالِفُ إلى غيرِه. وجَعَلتُ أجُرُّه وهو يَتكلَّمُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما يقولُ؟ فقالوا: إنَّكَ واللهِ لئن فَعَلتَ ذلك، إنَّ النَّاسَ ليَزعُمونَ أنَّكَ لتَأمُرُ بالأمْرِ وتُخالِفُ إلى غيرِه. قال: فقال: أوَقَدْ قالوها -أو قائلُهم- فلئِنْ فَعَلتُ ذاك -وما ذاك إلَّا عليَّ- وما عليهم مِن ذلك مِن شيءٍ، أرسِلوا له جيرانَه.
الراوي : معاوية بن حيدة القشيري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20014 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (3631) مختصراً، وأحمد (20014) واللفظ له

112 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَأى عُطارِدًا يَبيعُ حُلَّةً من ديباجٍ، فأتَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَأيتُ عُطارِدًا يَبيعُ حُلَّةً من ديباجٍ، فلوِ اشتَرَيتَها، فلَبِستَها للوُفودِ وللعيدِ وللجُمُعةِ؟ فقال: إنَّما يَلبَسُ الحَريرَ مَن لا خَلاقَ له، حَسِبْتُهُ قال: في الآخِرَةِ قال: ثُمَّ أُهْديَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُلَلٌ من سِيَراءَ حَريرٍ، فأعْطى عَليَّ بنَ أبي طالِبٍ حُلَّةً، وأعْطى أُسامَةَ بنَ زَيْدٍ حُلَّةً، وبَعَثَ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بِحُلَّةٍ، وقال لِعَليٍّ: شَقِّقْها بينَ النِّساءِ خُمُرًا، وجاءَ عُمَرُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، سَمِعتُكَ قُلْتَ فيها ما قُلْتَ، ثُمَّ أرسَلْتَ إليَّ بِحُلَّةٍ؟ فقال: إنِّي لم أُرسِلْها إليك لِتَلبَسَها، ولكن لِتَبيعَها فأمَّا أُسامَةُ فلَبِسَها، فَراحَ فيها، فجَعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنظُرُ إليه، فلمَّا رَأى أُسامَةُ يُحدَّدُ إليه الطَّرْفُ، قال: يا رسولَ اللهِ، كَسَوْتَنيها؟ قال: شَقِّقْها بينَ النِّساءِ خُمُرًا أو كالَّذي قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 6339 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (6081) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

113 - اعتمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذي القَعدةِ، فأبَى أهلُ مكَّةَ أنْ يَدَعوه يَدخُلُ مكَّةَ، حتى قاضاهم على أنْ يُقيمَ بها ثلاثةَ أيَّامٍ، فلمَّا كَتَبوا الكِتابَ، كَتَبوا هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ، قالوا: لا نُقِرُّ بهذا، لو نَعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ، ما مَنَعْناك شيئًا، ولكنْ أنت محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، قال: أنا رسولُ اللهِ، وأنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، قال لِعلِيٍّ: امْحُ رسولَ اللهِ، قال: واللهِ لا أمحوكَ أبدًا! فأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكِتابَ، وليس يُحسِنُ أنْ يَكتُبَ، فكَتَبَ مكانَ رسولِ اللهِ: هذا ما قاضى عليه محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ألَّا يُدخِلَ مكَّةَ السِّلاحَ إلَّا السَّيفَ في القِرابِ، ولا يَخرُجُ مِن أهلِها أحَدٌ إلَّا مَن أرادَ أنْ يَتَّبِعَه، ولا يَمنَعَ أحَدًا مِن أصحابِه أنْ يُقيمَ بها، فلمَّا دَخَلَها ومَضى الأجَلُ، أتَوْا علِيًّا، فقالوا: قُلْ لصاحِبِكَ، فليَخرُجْ عنَّا؛ فقد مَضى الأجَلُ، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18635 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه البخاري (3184)، ومسلم (1783) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه

114 - مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا معه وأبو بَكْرٍ، على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ وهو يَقرأُ، فقام فتَسمَّعَ قراءتَه، ثمَّ ركَعَ عبدُ اللهِ، وسجَدَ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ تُعطَهْ، سَلْ تُعطَهْ، قال: ثمَّ مضَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: مَن سَرَّهُ أنْ يَقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فلْيَقرأْهُ مِن ابنِ أُمِّ عبدٍ، قال: فأدلَجتُ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ لأُبشِّرَه بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فلمَّا ضرَبتُ البابَ -أو قال: لمَّا سَمِع صوتي- قال: ما جاء بك هذه الساعةَ؟ قلتُ: جِئتُ لأُبشِّرَك بما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قد سبَقَك أبو بَكْرٍ، قلتُ: إن يَفعَلْ فإنَّه سَبَّاقٌ بالخيراتِ، ما استبَقْنا خيرًا قطُّ إلَّا سبَقَنا إليه أبو بَكْرٍ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 265 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (265) واللفظ له، والطبراني (9/66) (8424)، والخطيب في ((الموضح)) (1/165)

115 - قَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ خَراجَ العَبدِ بضَمانِه، قال ابنُ أبي ذِئبٍ: وكان اختَصموا في عَبدٍ اشتَراهُ رَجُلٌ فوجَدَ به عَيبًا، وقدِ استَغَلَّه، فقال عُروةُ: عن عائِشةَ: قَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ خَراجَ العَبدِ بضَمانِه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25745 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
التخريج : أخرجه النسائي (4490)، وابن ماجه (2242)، وأحمد (25745) واللفظ له

116 - قلتُ لِلحَسَنِ بنِ علِيٍّ: ما تَذكُرُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: أذكُرُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنِّي أخَذتُ تَمْرةً مِن تَمْرِ الصَّدَقةِ، فجعَلتُها في فيَّ، قال: فنزَعَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِلُعابِها، فجعَلَها في التَّمْرِ. فقيل: يا رَسولَ اللهِ، ما كان عليكَ مِن هذه التَّمْرةِ لهذا الصَّبيِّ؟ قال: إنَّا آلَ محمدٍ لا تَحِلُّ لنا الصَّدَقةُ. قال: وكان يَقولُ: دَعْ ما يُريبُكَ، إلى ما لا يُريبُكَ؛ فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنينةٌ، وإنَّ الكَذِبَ ريبةٌ. قال: وكان يُعلِّمُنا هذا الدُّعاءَ: اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ، وعافِني فيمَن عافَيتَ، وتوَلَّني فيمَن توَلَّيتَ، وبارِكْ لي فيما أعطَيتَ، وقِني شَرَّ ما قضَيتَ، إنَّكَ تَقضي، ولا يُقضى عليكَ، إنَّهُ لا يَذِلُّ مَن والَيتَ. قال شُعبةُ: وأظُنُّهُ قد قال هذه أيضًا: تبارَكتَ رَبَّنا وتَعالَيتَ. قال شُعبةُ: وقد حدَّثَني مَن سمِعَ هذه منه. ثم إنَّ شُعبةَ حدَّثَ بهذا الحَديثِ مَخرَجَهُ إلى المَهديِّ بَعدَ مَوتِ أبيهِ، فلم يَشُكَّ في (تبارَكتَ وتَعالَيتَ) فقلتُ لِشُعبةَ: إنَّكَ تَشُكُّ فيه؟ فقال: ليس فيه شَكٌّ.
الراوي : الحسن بن علي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 1727 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الترمذي (2518)، والنسائي (5711) مختصراً، وأحمد (1727) واللفظ له | شرح حديث مشابه

117 - ثَلاثٌ أحلِفُ عليهِنَّ: لا يَجعَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ مَن له سَهمٌ في الإسلامِ كَمَن لا سَهمَ له، وأسهُمُ الإسلامِ ثَلاثةٌ: الصَّلاةُ، والصَّومُ، والزَّكاةُ، ولا يَتوَلَّى اللهُ عزَّ وجلَّ عَبدًا في الدُّنيا، فيُوَلِّيهِ غَيرَهُ يَومَ القيامةِ، ولا يُحِبُّ رَجُلٌ قَومًا إلَّا جعَلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ معهم، والرَّابِعةُ لو حلَفتُ عليها رَجَوتُ ألَّا آثَمَ: لا يَستُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَبدًا في الدُّنيا، إلَّا ستَرَهُ يَومَ القيامةِ. فقال عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ: إذا سمِعتُم مِثلَ هذا الحَديثِ مِن مِثلِ عُروةَ يَرويهِ عن عائِشةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاحفَظوهُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 25121 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
التخريج : أخرجه أحمد (25121) واللفظ له، وأبو يعلى (4566)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (2185) | شرح الحديث

118 - خرَجْنا مع أبي بَكرِ بنِ أبي قُحافةَ، وأمَّرَهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ علينا، قال: غَزَوْنا فَزارةَ، فلمَّا دَنَوْنا مِنَ الماءِ أمَرَنا أبو بَكرٍ فعَرَّسْنا، قال: فلمَّا صَلَّيْنا الصُّبحَ أمَرَنا أبو بَكرٍ فشَنَّيْنا الغارةَ، فقتَلْنا على الماءِ مَن قتَلْنا، قال سَلَمةُ: ثم نظَرتُ إلى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فيه الذُّرِّيَّةُ والنِّساءُ نَحوَ الجَبَلِ، وأنا أعدو في آثارِهم، فخَشيتُ أنْ يَسبِقوني إلى الجَبَلِ، فرَمَيتُ بِسَهمٍ، فوقَعَ بَينَهم وبَينَ الجَبَلِ، قال: فجِئتُ بهم أسوقُهم إلى أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، حتى أتَيتُهُ على الماءِ، وفيهمُ امرَأةٌ مِن فَزارةَ، عليها قَشعٌ مِن أدَمٍ، ومعها ابنةٌ لها مِن أحسَنِ العَرَبِ، قال: فنَفَلَني أبو بَكرٍ ابنَتَها، قال: فما كشَفتُ لها ثَوبًا حتى قَدِمتُ المَدينةَ، ثم بِتُّ، فلم أكشِفْ لها ثَوبًا، قال: فلَقيَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ في السُّوقِ، فقال لي: يا سَلَمةُ، هَبْ لي المَرأةَ. قال: فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، واللهِ لقد أعجَبَتْني، وما كشَفتُ لها ثَوبًا. قال: فسَكَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، وترَكَني، حتى إذا كانَ مِنَ الغَدِ لَقيَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ في السُّوقِ، فقال: يا سَلَمةُ، هَبْ لي المَرأةَ لِلَّهِ أبوكَ. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، واللهِ أعجَبَتْني، ما كَشَفتُ لها ثَوبًا، وهي لكَ يا رَسولَ اللهِ. قال: فبعَثَ بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ إلى أهلِ مَكةَ، وفي أيديهم أُسارَى مِنَ المُسلِمينَ، ففَداهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِتلكَ المَرأةِ.
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16502 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
التخريج : أخرجه مسلم (1755)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8665)، وابن ماجه (2846)، وأحمد (16502) واللفظ له | شرح حديث مشابه

119 - أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَهطٍ مِن مُزَينةَ، فبايَعْناه وإنَّ قَميصَه لمُطلَقٌ، قال: فبايَعْناه، ثُمَّ أدخَلتُ يَدي في جَيبِ قَميصِه، فمَسِستُ الخَاتمَ، قال عُرْوةُ: فما رَأَيتُ مُعاويةَ ولا ابنَه، قال: وأُراه يَعني إياسًا، في شِتاءٍ قَطُّ، ولا حَرٍّ إلَّا مُطلِقَيْ إزْرارَهما لا يَزُرَّانِ.
الراوي : قرة بن إياس المزني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20368 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (4082)، وابن ماجه (3578)، وأحمد (20368) واللفظ له | شرح حديث مشابه

120 - أخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناسًا مِن قَومي في تُهمةٍ فحَبَسَهم، فجاء رَجُلٌ مِن قَومي إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَخطُبُ، فقال: يا محمَّدُ، علامَ تَحبِسُ جِيرتي؟ فصَمَتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنه، فقال: إنَّ ناسًا ليَقولونَ: إنَّكَ تَنهى عن الشَّرِّ، وتَستَخلي به. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما يقول؟ قال: فجَعَلتُ أُعَرِّضُ بيْنَهما بالكَلامِ؛ مَخافةَ أنْ يَسمَعَها، فيَدعوَ على قَومي دَعوةً، لا يُفلِحونَ بعدَها أبدًا، فلمْ يَزَلِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ به حتى فَهِمَها، فقال: قد قالوها، أو قائلُها منهم، واللهِ لو فَعَلتُ لكان عليَّ، وما كان عليهم، خَلُّوا له عن جيرانِه.
الراوي : معاوية بن حيدة القشيري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 20019 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو داود (3630)، والترمذي (1417)، والنسائي (4875) مختصراً، وأحمد (20019) واللفظ له | شرح حديث مشابه