الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - «ما مِن ذنبٍ أجْدرُ أنْ تُعجَّلَ لصاحبِهِ العقوبةُ في الدُّنيا مع ما يُدَّخرُ له في الآخرةِ مِنَ البَغْيِ وقطيعةِ الرَّحِمِ».
الراوي : أبو بكرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3402 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

2 - ما مِن ذنْبٍ أحرَى وأجدَرَ أنْ يَجعَلَ اللهُ تَعالَى لصاحِبِه فيهِ العُقوبةَ في الدُّنْيا، معَ ما يُدَّخَرُ لهُ في الآخرةِ؛ مِن قَطيعةِ الرَّحِمِ والبَغْيِ.
الراوي : أبو بكرة الثقفي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7496 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - مَن قالَ حين سَمِعَ المُؤذِّنَ: وأنا أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبدُه ورَسولُه، رَضيتُ باللهِ رَبًّا، وبمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وبالإسلامِ دينًا؛ غُفِر له ذَنبُه.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 740 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
 

31 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبَّلَ حَسنًا وضمَّه إليه، وجعَلَ يَشُمُّه وعندَه رَجلٌ منَ الأنْصارِ فقالَ الأنْصاريُّ: إنَّ لي ابنًا قد بلَغَ ما قبَّلْتُه قطُّ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أرأيْتَ إنْ كانَ اللهُ نزَعَ الرَّحمةَ من قَلبِكَ فما ذَنْبي؟».
الراوي : [الزبير بن العوام] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4857 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط الشيخين

32 - «كُلُّ بَني آدمَ يَأتي يومَ القيامةِ وله ذنبٌ إلَّا ما كان مِن يحيى بنِ زكريَّا». قالَ: ثُمَّ دَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَهُ إلى الأرضِ، فأَخَذَ عُودًا صغيرًا ثُمَّ قالَ: «وذلك أنَّه لمْ يكن له ما للرِّجالِ إلَّا مِثلُ هذا العودِ؛ لذلك سمَّاهُ اللهُ سيِّدًا وحصورًا ونبيًّا مِنَ الصَّالحينَ».
الراوي : عمرو بن العاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3455 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

33 - كُلُّ ابنِ آدَمَ يَأتي يومَ القيامةِ ولهُ ذنْبٌ، إلَّا ما كانَ مِن يَحْيى بنِ زكريَّا، قالَ: ثمَّ دَلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه إلى الأرْضِ، فأخَذَ عُوَيْدًا صَغيرًا، ثمَّ قالَ: وذلكَ أنَّه لم يكُنْ له ما للرِّجالِ إلَّا مِثلُ هذا العُودِ، وبذلكَ سَمَّاهُ اللهُ سيِّدًا وحَصُورًا ونَبيًّا مِن الصَّالِحينَ.
الراوي : عمرو بن العاص | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7827 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

34 - عن عُمرِو بنِ حَنْظلةَ، قال: لَمَّا قُتِل عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه، دخَلْنا على حُذَيفةَ، فإذا القومُ عِنده، فقال: واللهِ لا تَدَعُ ظَلَمةُ مُضَرَ عبْدًا للهِ مُؤمنًا إلَّا قَتَلوه أو فَتَنوه حتَّى يَضرِبَهم اللهُ، والمؤمنونَ حتَّى لا يَمْنَعوا ذَنَبَ تَلْعةٍ، فقال رجُلٌ: أتقولُ هذا وأنتَ رجُلٌ مِن مُضَرَ؟! قال: لا أقولُ إلَّا ما قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8672 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

35 - أنَّ امرَأةً كانتْ بَغِيًّا في الجاهِلِيَّةِ، فمَرَّ بها رَجُلٌ -أو مَرَّت به- فبَسَط يَدَه إليها، فقالتْ: مَهْ! إنَّ اللهَ أذهَبَ بالشِّركِ، وجاءَ بالإسلامِ، فتَرَكَها ووَلَّى، وجَعَل يَنظُرُ إليها حتَّى أصابَ وَجهَه الحائطُ، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذَكَر ذلكَ له فقالَ: أنت عَبدٌ أرادَ اللهُ بكَ خَيرًا، إنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالَى إذا أرادَ بعَبدٍ خَيرًا عجَّلَ له عُقوبَة ذَنبِه حتَّى يُوافَى به يَومَ القِيامةِ.
الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1309 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

36 - خرَجَ علينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومًا فقَعَد، فقالَ: منَ كانتْ له حاجةٌ إلى اللهِ، أو إلى أحَدٍ من بَني آدَمَ فليَتَوَضَّأْ وليُحسِنْ وُضوءَهُ، ثمَّ ليُصَلِّ ركَعَتَينِ، ثمَّ يُثني على اللهِ، ويُصَلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وليَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللهُ الحَليمُ الكَريمُ، سُبحانَ اللهِ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ، الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، أسألُكَ عَزائمَ مَغفِرَتِكَ، والعِصمةَ من كلِّ ذَنبٍ، والسَّلامةَ من كلِّ إثمٍ.
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1216 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] فائد بن عبدالرحمن أبو الورقاء مستقيم الحديث

37 - عن ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهُما، قال: يَبيتُ النَّاسُ يَسِيرون إلى جَمْعٍ، وتَبيتُ دابَّةُ الأرضِ تَسْري إليهم، فيُصبِحون وقدْ جعَلَتْهم بيْن رأْسِها وذنَبِها، فما مؤمنٌ إلَّا تَمسَحُه، ولا مُنافقٌ ولا كافرٌ إلَّا تَخطِمُه، وإنَّ التَّوبةَ لَمفتوحةٌ حتَّى يَخرُجَ الدُّخانُ، فيَأخُذُ المؤمنَ منه كهَيئةِ الزَّكْمةِ، وتَدخُلُ في مَسامعِ الكافرِ والمنافِقِ، حتَّى يكونَ كالشَّيءِ الحَنِيِذ، وإنَّ التَّوبةَ لَمفتوحةٌ، ثمَّ تَطلُعُ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها.
الراوي : عبد الرحمن بن البيلماني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8716 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

38 - عن ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهُما، قال: كُنتُ في الحَطيمِ مع حُذَيفةَ فذكَرَ حَديثًا، ثمَّ قال: لَتُنقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، ولَيَكونَنَّ أئمَّةٌ مُضِلُّون، وليَخرُجَنَّ على أثرِ ذلكَ الدَّجَّالُون الثَّلاثةُ، قُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، قدْ سَمِعتَ هذا الَّذي تقولُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعمْ سَمِعتُه. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ الدَّجَّالُ مِن يَهوديَّةِ أصبهانَ، عَيْنُه اليُمنى مَمسوخةٌ، والأُخرى كأنَّها زَهْرةٌ تَشُقُّ الشَّمسَ شقًّا، ويَتناوَلُ الطَّيرَ مِنَ الجَوْلةِ ثَلاثَ صَيْحاتٍ، يَسْمَعُهنَّ أهلُ المشرِقِ وأهلُ المغرِبِ، ومعه جَبَلانِ: جبَلٌ مِن دُخَانٍ ونارٍ، وجبَلٌ مِن شجَرٍ وأنهارٍ، ويقولُ: هذه الجنَّةُ، وهذه النَّارُ. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ مِن قبْلِه كذَّابٌ، قال: قُلتُ: فما الثَّالثُ؟ قال: إنَّه أكذَبُ الكذَّابينَ؛ إنَّه يَخرُجُ مِن قِبلِ المشرِقِ، يَتْبَعُه حُشارةُ العربِ وسِفلةُ الموالي، أوَّلُهم مَنصورٌ، وآخِرُهم مَثْبورٌ هَلاكُهم على قَدْرِ سُلطانِهم، عليهم اللَّعنةُ مِنَ اللهِ دائمةً. قال: فقُلتُ: العجَبُ كلُّ العجَبِ! قال: وأعجَبُ مِن ذلكَ سيكونُ، فإذا سَمِعتَ به فالهرَبَ الهرَبَ، قال: قُلتُ: كيْف أصنَعُ بمَن خلَّفْتُ؟ قال: مُرْهُم فلْيَلحَقوا برُؤوسِ الجبالِ، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: مُرْهُم أنْ يَكونوا أحلاسًا مِن أحلاسِ بُيوتِهم، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: يا ابنَ عُمرَ، زَمانُ خَوفٍ وهَرْجٍ وسَلْبٍ، قال: فقُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما لهذا الهرْجِ مِن فَرَجٍ؟ قال: بَلى؛ إنَّه ليْس مِن هَرْجٍ إلَّا وله فَرَجٌ، ولكنْ أيْن ما يَبْقى لها؟! إنَّها فِتنةٌ يُقالُ لها: الخارقةُ، تَأْتي على صَريحِ العربِ، وصَريحِ المَوالي، وذَوِي الكُنوزِ، وبقيَّةِ النَّاسِ، ثمَّ تَنْجلي عن أقلَّ مِنَ القليلِ.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8836 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه

39 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: يا فاطمةُ، قُومِي إلى أُضْحِيَّتِكِ فاشْهَدِيها؛ فإنَّه يُغفَرُ لكِ عندَ أوَّلِ قَطْرةٍ تَقْطُرُ مِن دَمِها كُلُّ ذنْبٍ عَمِلْتِيهِ، وقُولي: إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي، ومَحْيايَ ومَمَاتِي؛ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، لا شَريكَ له، وبذلكَ أُمِرْتُ، وأنا مِنَ المُسلِمِينَ. قالَ عِمرانُ: قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، هذا لكَ ولأهْلِ بيتِكَ خاصَّةً، فأهْلُ ذاكَ أنتْمُ، أمْ لِلمُسْلِمينَ عامَّةً؟ قالَ: لا، بل للمُسلِمينَ عامَّةً.
الراوي : عمران بن حصين | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7731 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

40 - يَخرُجُ رجُلٌ يُقالُ له: السُّفيانيُّ في عُمقِ دِمَشقَ، وعامَّةُ مَن يَتْبَعُه مِن كَلْبٍ، فيَقتُلُ حتَّى يَبْقُرَ بُطونَ النِّساءِ، ويَقتُلُ الصِّبيانَ، فتَجمَعُ لهم قَيسٌ، فيَقتُلُها حتَّى لا يُمنَعُ ذنَبُ تَلْعةٍ، ويَخرُجُ رجُلٌ مِن أهلِ بَيْتي في الحَرَّةِ، فيَبلُغُ السُّفيانيَّ، ويُوفِيَ إلى جُندٍ مِن جُندِه فيَهزِمُهم، فيَسيرُ إليه السُّفيانيُّ بمَن معه، حتَّى إذا صار ببَيْداءَ مِنَ الأرضِ خُسِفَ بهم، فلا يَنْجو منهم إلَّا المخبِرُ عنهم.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8811 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

41 - أنَّ امرأةً كانت بَغيًّا في الجاهليَّةِ مرَّ بها رجُلٌ، فبَسَط يَدَه إليها ولاعَبَها، فقالت: مَهْ؛ إنَّ اللهَ تعالَى ذهَبَ بالشِّركِ وجاء بالإسلامِ، فتَرَكَها ووَلَّى، فجَعَلَ يَلتفِتُ يَنظُرُ إليها حتَّى أصاب وَجْهَه الحائطُ، قال: فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَر ذلكَ له، فقال: أنتَ عبْدٌ أراد اللهُ بكَ خيْرًا؛ إنَّ اللهَ إذا أراد بعَبدٍ خَيرًا عجَّلَ له عُقوبةَ ذَنْبِه، وإذا أراد بعبْدٍ شَرًّا أمسَكَ عليه العُقوبةَ بذَنْبِه حتَّى يُوافَى به يَومَ القيامةِ كأنَّه عَيْرٌ.
الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8345 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ولم يخرجاه

42 - بيْنا راعٍ يَرْعى بالحَرَّةِ إذ عَدا الذِّئْبُ على شاةٍ مِنَ الشِّياهِ، فحال الرَّاعي بيْن الذِّئْبِ وبيْن الشَّاةِ، فأقْعَى الذِّئْبُ على ذَنَبِه، فقال: يا عبدَ اللهِ، تَحولُ بيْني وبيْن رِزقٍ ساقَه اللهُ إلَيَّ؟! فقال الرَّجلُ: يا عَجَباهُ! ذِئبٌ يُكلِّمُني بكلامِ الإنسانِ؟! فقال الذِّئبُ: ألَا أُخبِرُكَ بأعجَبَ منِّي؟ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْن الحَرَّتينِ يُخبِرُ النَّاسَ بأنباءِ ما قدْ سَبَق، فزَوى الرَّاعي شِياهَهُ إلى زاويةٍ مِن زَوايا المدينةِ، ثمَّ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَه، فخَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى النَّاسِ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَق والَّذي نَفْسي بيَدِه.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8665 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه

43 - لَقدْ سَمِعْتُ مِن فِي رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَديثًا، لو لمْ أسمَعْهُ إلَّا مرَّةً أو مرَّتَيْنِ -حتَّى عَدَّ سَبْعًا- ولكِنِّي سمِعْتُه أكثرَ مِن ذلكَ، قالَ: كان الكِفْلُ مِن بَني إسرائيلَ لا يَتوَرَّعُ عنْ ذنْبٍ عمِلَه، فأتَتْهُ امرأةً فأعطاها سِتِّينَ دِينارًا على أنْ يَطَأَها، فلَمَّا قَعَدَ منها مَقْعَدَ الرُّجلِ مِن امرأتِهِ أَرْعَدَتْ فبَكَتْ، فقالَ: ما يُبكِيكِ، أكْرَهتُكِ؟ قالتْ: لا، ولكنْ هذا عمَلٌ لم أعمَلْهُ قَطُّ، وإنَّما حَمَلني عليه الحاجةُ، قالَ: فتَفعلِينَ هذا ولَمْ تَفْعليهِ قَطُّ؟! قالَ: ثمَّ نزَلَ، فقالَ: اذهَبِي والدَّنانيرُ لَكِ، قالَ: ثُمَّ قالَ: واللهِ لا يَعصِي الكِفْلُ ربَّهُ أبدًا، فماتَ مِن لَيلتِه، وأصبحَ مَكتوبًا على بابِهِ: قدْ غُفِرَ للكِفْلِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7860 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

44 - عن أبي الطُّفيلِ، قال: انطلَقْتُ أنا وعمرُو بنُ صُلَيعٍ إلى حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ، وعندَه سِماطانِ مِنَ النَّاسِ، فقُلْنا: يا حُذَيفُة، أدْركْتَ ما لم نُدرِكْ، وعَلِمتَ ما لم نَعلَمْ، وسَمِعتَ ما لم نَسمَعْ، فحَدِّثْنا بشَيءٍ؛ لعلَّ اللهَ أنْ يَنفَعَنا به، فقال: لوْ حَدَّثْتُكم بكلِّ ما سَمِعتُ ما انتَظَرْتُم بي اللَّيلَ القَريبَ، قال: قُلنا: ليْس عن هذا نَسْألُك، ولكنْ حَدِّثْنا بأمرٍ؛ لَعلَّ اللهَ أنْ يَنفَعَنا به، قال: لوْ حَدَّثْتُكم أنَّ أُمَّ أحدِكم تَغزُو في كَتيبةٍ حتَّى تُضرَبَ بالسَّيفِ، ما صَدَّقْتُموني، قُلنا: ليْس عن هذا نَسألُك، ولكنْ حَدِّثْنا بشَيءٍ؛ لَعلَّ اللهَ أنْ يَنفَعَنا به، فقال حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنَّ هذا الحيَّ مِن مُضَرَ لا يَزالُ بكلِّ عبدٍ صالحٍ يَقتُلُه ويُهلِكُه ويُفْنِيه حتَّى يُدرِكَهم اللهُ بجُنودٍ مِن عِندِه فتَقتُلَهم، حتَّى لا يُمنَعَ ذَنَبُ تَلْعةٍ. قال عمرُو بنُ صُلَيعٍ: وا ثُكْلةَ أُمِّه! ألْهَوْتَ النَّاسَ إلَّا عن مُضَرَ، قال: ألسْتَ مِن مُحارِبِ خَصَفةَ؟ قال: بَلى، قال: فإذا رَأيتَ قَيْسًا قدْ تَوالَت الشَّامِ، فخُذْ حِذْرَكَ.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8670 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

45 - عنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضيَ اللهُ عنها، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، هذا ما سَأَلَ مُحمَّدٌ ربَّهُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ خيرَ المَسألةِ، وخيرَ الدُّعاءِ، وخيرَ النَّجاحِ، وخيرَ العملِ، وخيرَ الثَّوابِ، وخيرَ الحياةِ، وخيرَ المَماتِ، وثبِّتْني وثَقِّلْ مَوازيني، وحَقِّقْ إيماني، وارفَعْ دَرجاتي، وتَقبَّلْ صلاتي، واغفِرْ خطيئتي، وأَسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ فَواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه، وجوامِعَه، وأوَّلَهُ، وظاهِرَهُ وباطِنَهُ، والدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، آمينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ خيرَ ما آتِي، وخيرَ ما أَفعلُ، وخيرَ ما أَعملُ، وخيرَ ما بَطَنَ، وخيرَ ما ظَهَرَ، والدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، آمينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ أنْ تَرفَعَ ذِكْري، وتَضعَ وِزْري، وتُصلِحَ أَمْري، وتُطهِّرَ قلبي، وتُحصِّنَ فَرْجي، وتُنوِّرَ لي قلبي، وتَغفِرَ لي ذَنبي، وأَسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، آمينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ أنْ تُبارِكَ لي في نَفسي، وفي سَمْعي، وفي بَصَري، وفي رُوحي، وفي خَلْقي، وفي خُلُقي، وفي أَهلي، وفي مَحْيايَ، وفي مَماتي، وفي عَمَلي، وتَقبَّلْ حَسناتي، وأَسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ.
الراوي : أم سلمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1935 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

46 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه خَرَجَ في مَجلِسٍ، وهو في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهُم يَذكُرونَ سَريَّةً مِنَ السَّرايا هَلَكَتْ في سبيلِ اللهِ، فيقولُ قائلٌ منهم: هُم عُمَّالُ اللهِ هَلَكوا في سبِيلِه، وقد وَجَبَ لهم أَجْرُهُم عليه. ويقولُ قائلٌ: اللهُ أَعلمُ بهم، لَهُم ما احتَسَبوا، فلمَّا رَأَوْا عُمَرَ مُقبِلًا مُتوكِّئًا على عَصاهُ سَكَتوا، فأَقْبَلَ عُمَرُ حتَّى سَلَّمَ، فقالَ: ما كنتُم تَتحدَّثونَ؟ قالوا: كنَّا نَذكُرُ هذه السَّريَّةَ الَّتي هَلَكَتْ في سبيلِ اللهِ، يقولُ قائلٌ مِنَّا: هُم عُمَّالُ اللهِ هَلَكوا في سبِيلِه وقد وَجَبَ لهُم أَجْرُهُم عليه، ويقولُ قائلٌ: اللهُ أَعلمُ بهِم، لهُم ما احتَسَبوا، فقالَ عُمَرُ: اللهُ أَعلمُ، إنَّ مِن النَّاسِ ناسًا يُقاتِلونَ رِياءً وسُمْعَةً، وإنَّ مِنَ النَّاسِ ناسًا يُقاتِلونَ وإنْ دَهَمَهُم القِتالُ فلا يَسْتَطيعونَ إلَّا إيَّاه، وإنَّ مِنَ النَّاسِ ناسًا يُقاتِلونَ ابتغاءَ وَجهِ اللهِ، فأولئك الشُّهَداءُ، وكُلُّ امرئٍ منهم يُبعَثُ على الَّذي يَموتُ عليه، واللهِ ما تَدْري نَفسٌ ماذا مَفعولٌ بها، ليس هذا الرَّجلُ الَّذي قد بيَّنَ لنا أنَّه قد غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه وما تَأخَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : مالك بن أوس بن الحدثان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

47 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سفَرٍ، فكنَّا نَتناوبُ الرِّعيَةَ، فلمَّا كانت نَوْبَتي سرَّحتُ إِبِلي، ثُمَّ رُحتُ، فجئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَخطُبُ النَّاسَ فسَمِعْتُهُ يقولُ: «ما مِن مسلمٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوُضوءَ، ثُمَّ يقومُ في صلاتِهِ فيَعلَمُ ما يَقولُ إلَّا انفَتَلَ كيومِ ولدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الخطايا، ليس عليه ذنبٌ». قالَ: فما مَلكْتُ نفْسي عند ذلك أنْ قلتُ: بَخٍ بَخٍ. فقالَ عُمَرُ -وكنتُ إلى جنبِهِ-: أتعجبُ مِن هذا؟ قد قالَ قبلَ أنْ تَجيءَ ما هو أجودُ منه. فقلتُ: ما هو فِداكَ أبي وأُمِّي؟ قالَ: قالَ: «ما مِن رَجلٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوُضوءَ، ثُمَّ يقولُ عندَ فراغِهِ مِن وُضوئِهِ: أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ إلَّا فُتِحتْ له ثمانيةُ أبوابٍ مِنَ الجنَّةِ يَدخلُ مِنْ أيِّها شاءَ». ثُمَّ قالَ: «يُجمعُ النَّاسُ في صَعيدٍ واحدٍ، يَنفذُهم البَصرُ، ويُسمِعُهم الدَّاعي، فيُنادي مُنادٍ: سيَعلمُ أهلُ الجمعِ لمَنِ الكرمُ اليومَ». ثلاثَ مرَّاتٍ. «ثُمَّ يقولُ: «أين الَّذين كانت تَتجافى جُنوبُهم عنِ المضاجِعِ؟»، ثُمَّ يقولُ: «أين الَّذين كانوا {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37] إلى آخرِ الآيةِ، ثُمَّ يُنادي مُنادٍ: سيَعلمُ الجمعُ لمَنِ الكرمُ اليومَ»، ثُمَّ يقولُ: «أين الحمَّادونَ الَّذين كانوا يَحمَدونَ ربَّهم؟».
الراوي : عقبة بن عامر الجهني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3554 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

48 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَّمَه وأَمَرَه أنْ يَتعاهدَ أهلَه في كُلِّ صباحٍ: لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ وسَعديْكَ، والخيرُ في يَديْكَ ومنكَ وإليكَ، اللَّهُمَّ ما قُلتُ مِن قَولٍ، أوْ حَلَفتُ مِن حَلِفٍ، أوْ نَذرْتُ مِن نَذْرٍ فمَشيئتُكَ بيْنَ يديْ ذلك كُلِّهِ، ما شئتَ كان، وما لمْ تَشأْ لا يكُنْ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا بكَ، إنَّكَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ ما صلَّيتُ مِن صلاةٍ فعلى مَنْ صلَّيتَ، وما لَعنتُ مِن لَعنٍ فعلى مَنْ لَعنتَ، أنتَ وَليِّي في الدُّنيا والآخِرةِ، تَوفَّني مسلمًا، وأَلحِقني بالصَّالحينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ الرِّضا بعدَ القضاءِ، وبَرْدَ العَيشِ بعدَ الموتِ، ولَذَّةَ النَّظرِ إلى وَجهِكَ، وشوقًا إلى لقائكَ في غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتنةٍ مُضلَّةٍ، وأَعوذُ بكَ أنْ أَظلِمَ أوْ أُظلَمَ، أوْ أَعتدِيَ أوْ يُعتدَى عَلَيَّ، أوْ أَكسِبَ خطيئةً أوْ ذنبًا لا تَغفِرُه، اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ ذا الجلالِ والإكرامِ، فإنِّي أَعهدُ إليكَ في هذه الحياةِ الدُّنيا، وأُشهِدُكَ، وكفى بكَ شَهيدًا أنِّي أَشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا أنتَ، وحْدَكَ لا شريكَ لكَ، لكَ المُلكُ، ولكَ الحمدُ، وأنتَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبدُكَ ورسولُكَ، وأَشهدُ أنَّ وَعدَكَ حقٌّ ولقاءَكَ حقٌّ، والسَّاعةَ آتيةٌ لا رَيبَ فيها، وأنَّكَ تَبعثُ مَن في القُبورِ، وأنَّكَ إنْ تَكِلْني إلى نفسي؛ تَكِلْني إلى ضَعفٍ وعَورةٍ وذَنبٍ وخطيئةٍ، وإنِّي لا أَثِقُ إلَّا برحمتِكَ، فاغفرْ لي ذنوبي كُلَّها؛ إنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، وتُبْ عَلَيَّ؛ إنَّكَ أنتَ التَّوابُ الرَّحيمُ.
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1924 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

49 - كنَّا في مَسيرٍ عامدينَ إلى الكوفةِ مع أميرِ المُؤمنينَ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا بلَغْنا مَسيرةَ لَيلتينِ أو ثلاثٍ مِن حَروراءَ شَذَّ منَّا ناسٌ، فذكَرْنا ذلكَ لعلِيٍّ، فقال: لا يَهُولَنَّكم أمْرُهم؛ فإنَّهم سيَرجِعون، فنَظَرْنا، فلمَّا كان مِنَ الغدِ شذَّ مِثلَيْ مَن شذَّ، فذكَرْنا ذلكَ لعلِيٍّ، فقال: لا يَهُولَنَّكم أمْرُهم؛ فإنَّ أمْرَهم يَسيرٌ، وقال علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه: لا تَبْدؤُوهم بقِتالٍ حتَّى يَكونوا هُم الَّذين يَبدَؤونَكم، فجَثَوا على رُكَبِهم واتَّقَيْنا بتُرُسِنا، فجَعَلوا يَنَالُونَا بالنُّشَّابِ والسِّهامِ، ثمَّ إنَّهم دَنَوا منَّا، فأسْنَدوا لنا الرِّماحَ، ثمَّ تَناوَلونا بالسُّيوفِ حتَّى همُّوا أنْ يَضَعوا السُّيوفَ فِينا، فخرَجَ إليهم رجُلٌ مِن عبْدِ القَيسِ يُقالُ له: صَعْصعةُ بنُ صُوحانَ، فنادى ثلاثًا، فقالوا: ما تشاءُ؟ فقال: أُذَكِّرُكم اللهَ أنْ تَخرُجوا بأرضٍ تكونُ مَسبَّةً على أهلِ الأرضِ، وأُذَكِّرُكم اللهَ أنْ تَمرُقوا مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرَّميَّةِ. فلمَّا رَأَيناهم قدْ وَضَعوا فِينا السُّيوفَ، قال علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه: انْهَضوا على بَرَكةِ اللهِ تعالَى، فما كان إلَّا فُواقٌ مِن نَهارٍ حتَّى ضَجَعْنا مَن ضَجَعْنا، وهرَبَ مَن هَرَب، فحَمِدَ اللهَ علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه، فقال: إنَّ خَلِيلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَني أنَّ قائدَ هؤلاء رجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ، على حَلَمةِ ثَدْيِه شُعيراتٍ كأنَّهنَّ ذنَبُ يَرْبوعٍ، فالْتَمِسوه، فالْتَمَسوه فلم يَجِدوه، فأتَيْناه، فقُلْنا: إنَّا لم نَجِدْه، فقال: الْتَمِسوه؛ فواللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، فما زِلْنا نَلتمِسُه حتَّى جاء علِيٌّ بنفْسِه إلى آخِرِ المعْركةِ الَّتي كانتْ لهم، فما زال يَقولُ: اقْلِبوا ذا، اقْلِبوا ذا، حتَّى جاء رجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ، فقال: ها هو ذا، فقال علِيٌّ: اللهُ أكبَرُ! واللهِ لا يَأتيكم أحدٌ يُخبِرُكم مَن أبوهُ مَلَكٌ، فجَعَل النَّاسُ يَقولُون: هذا مالِكٌ هذا مالِكٌ، يَقولُ علِيٌّ: ابنُ مَن؟ يَقولُون: لا نَدْري، فجاء رجُلٌ مِن أهلِ الكوفةِ، فقال: أنا أعلَمُ النَّاسِ بهذا، كُنتُ أَرُوضُ مُهْرةً لفلانِ بنِ فُلانٍ؛ شَيخٍ مِن بَني فُلانٍ، وأضَعُ على ظَهرِها جَوالِقَ سَهلةً، أُقبِلُ بها وأُدبِرُ، إذ نَفَرَت المُهرةِ فَناداني، فقال: يا غُلامُ، انظُرْ فإنَّ المُهْرةَ قدْ نَفَرَت، فقُلتُ: إنِّي لَأرى خيالًا كأنَّه غُرابٌ أو شاةٌ، إذ أشْرَفَ هذا عليْنا، فقال: مَنِ الرَّجلُ؟ فقال: رجُلٌ مِن أهلِ اليمامةِ، قال: وما جاء بكَ شَعْثًا شاحبًا؟ قال: جِئتُ أعبُدُ اللهَ في مُصلَّى الكوفةِ، فأخَذَ بيَدِه ما لنا رابعٌ إلَّا اللهُ حتَّى انطَلَقَ به إلى البيتِ، فقال لامرأتِه: إنَّ اللهَ تعالَى قدْ ساق إليك خيْرًا، قالت: واللهِ إنِّي إليه لَفقيرةٌ، فما ذلكَ؟ قال: هذا الرَّجلُ شَعثٌ شاحبٌ كما تَرَين، جاء مِنَ اليمامةِ لِيَعبُدَ الله في مُصلَّى الكوفةِ، فكان يَعبُدُ اللهَ فيه ويَدْعو النَّاسَ حتَّى اجتمَعَ النَّاسُ إليه، فقال علِيٌّ: أمَا إنَّ خَليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَني أنَّهم ثَلاثةُ إخوةٍ مِنَ الجنِّ، هذا أكبَرُهم، والثَّاني له جَمعٌ كثيرٌ، والثَّالثُ فيه ضَعفٌ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8842 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد والسند

50 - أُحدِّثُكم عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ثَمودَ، وكانتْ ثَمودُ وقَومُ صالحٍ أعمَرَهمُ اللهُ في الدُّنيا، فأطالَ أعْمارَهم حتَّى جعَلَ أحَدُهم يَبْني المَسكَنَ منَ المدَرِ، فيَنهدِمُ والرَّجلُ منهم حَيٌّ، فلمَّا رأَوْا ذلك اتَّخَذوا منَ الجِبالِ بَيوتًا فَرِهينَ، فنَحَتوها وجابُوها وجَوَّفوها، وكانوا في سَعةٍ من مَعائشِهم، فقالوا: يا صالِحُ، ادْعُ لنا ربَّكَ ليُخرِجَ لنا آيةً نَعلُمُ أنَّكَ رَسولُ اللهِ، فدَعا صالِحٌ ربَّه، فأخرَجَ لهُمُ النَّاقةَ، وكانَ شِرْبُها يَومًا وشِرْبُهم يَومًا مَعلومًا، فإذا كانَ يَومُ شِرْبِها خَلَّوْا عنها وعنِ الماءِ وحَلَبوا الماءَ، فمَلؤُوا كلَّ إناءٍ ووعاءٍ وسِقاءٍ، فإذا كان يَومُ شِرْبِهم صَرَفوها عنِ الماءِ فلم تَشرَبْ منه شَيئًا، فمَلؤُوا كلَّ إناءٍ ووعاءٍ وسِقاءٍ، فأوْحى اللهُ إلى صالِحٍ أنَّ قَومَكَ سيَعْقِرونَ ناقتَكَ، فقالَ لهم، فقالوا: ما كنَّا لِنَفعَلَ، قالَ: «إنْ لم تَعْقِروها أنتم يوشِكُ أنْ يولَدَ فيكم مَوْلودٌ يَعْقِرها»، قالَ: ما عَلامةُ ذلك المَوْلودِ؟ فواللهِ لا نجِدُه إلَّا قتَلْناه، قالَ: «فإنَّه غُلامٌ أشقَرُ أزرَقُ أصهَبُ»، قالَ: وكان في المدينةِ شَيْخانِ عَزيزانِ مَنيعانِ لأحَدِهما ابنٌ يَرغَبُ له عنِ المناكِحِ، وللآخَرِ ابْنةٌ لا يجِدُ لها كُفُوًا، فجمَعَ بيْنَهما مجلِسٌ، فقالَ أحَدُهما لصاحِبِه: ما منَعَكَ أنْ تُزوِّجَ ابنَكَ؟ قالَ: لا أجِدُ له كُفُوًا، قالَ: فإنَّ ابنَتي كُفءٌ له، وأنا أُزَوِّجُكَ، فزَوَّجَه، فوُلِدَ بيْنَهما ذلك المَوْلودُ، وكان في المَدينةِ ثَمانيةُ رَهْطٍ يُفسِدونَ في الأرْضِ ولا يُصلِحونَ، قالَ لهم صالِحٌ: "إنَّما يَعقِرُها مَوْلودٌ فيكم، اخْتارَ ثمانيةَ نِسوةٍ قَوابِلَ منَ القَريةِ، وجَعَلوا معَهم شُرَطًا، فكانوا يَطوفونَ في القَريةِ، فإذا وَجَدوا امْرأةً تُمخَضُ نَظَروا ما ولَدُها، فإنْ كان غُلامًا قلَبْنَه يَنظُرْنَ ما هو، وإنْ كانت جاريةً أعرَضْنَ عنها، فلمَّا وَجَدوا ذلك المَوْلودَ صرَخْنَ النِّسوةُ، قُلْنَ: هذا الَّذي يُريدُ رَسولُ اللهِ صالِحٌ، فأرادَ الشُّرَطُ أنْ يأْخُذوه فحالَ جَدَّاه بيْنَهم وبيْنَه، وقالوا: لو أنَّ صالِحًا أرادَ هذا قتَلْناه، وكان شرَّ مَوْلودٍ، وكان يَشِبُّ في اليومِ شَبابَ غيرِه في الجمُعةِ، ويَشِبُّ في الجمُعةِ شَبابَ غيرِه في الشَّهرِ، ويَشِبُّ في الشَّهرِ شَبابَ غيرِه في السَّنةِ، فاجتمَعَ الثَّمانيةُ الَّذين يُفسِدونَ في الأرْضِ ولا يُصلِحونَ والشَّيخانِ، فقالوا: نَستَعمِلُ علينا هذا الغُلامَ لمَنزِلَتِه وشَرَفِ جدَّيْه، فكانوا تِسْعةً، وكان صالِحٌ لا يَنامُ معَهم في القَريةِ، كان في البرِّيَّةِ في مَسجِدٍ، يُقالَ له: مَسجِدُ صالِحٍ فيه يَبيتُ باللَّيلِ، فإذا أصبَحَ أتاهُم فوعَظَهم وذكَّرَهم، وإذا أمْسى خرَجَ إلى المسجِدِ فباتَ فيه، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ولمَّا أرادوا أنْ يَمْكُروا بصالِحٍ مشَوْا حتَّى أتَوْا على شِرْبٍ على طَريقِ صالِحٍ، فاخْتَبأ فيه ثَمانيةٌ، وقالوا: إذا خرَجَ علينا قتَلْناه وأتَيْنا أهْلَه فبَيَّتْناهُم، فأمَرَ اللهُ الأرْضَ فاستَوَتْ عليهم، فأجْمَعوا ومشَوْا على النَّاقةِ، وهي على حَوْضِها قائمةٌ، فقالَ الشَّقيُّ لأحَدِهم: ائْتِها فاعْقِرْها، فأَتَاها فتَعاظَمَه ذلك، فأضرَبَ عن ذلك، فبعَثَ آخَرَ، فأعظَمَ ذلك، فجعَلَ لا يبعَثُ رجُلًا إلَّا يُعاظِمُه ذلك من أمْرِها حتَّى مَشى إليها وتَطاوَلَ فضرَبَ عُرْقوبَها، فوقَعَتْ تَركُضُ، فأتى رجُلٌ منهم صالحًا فقالَ: أدْرِكِ النَّاقةَ؛ فقدْ عُقِرَتْ، فأقبَلَ وخَرَجوا يتَلقَّوْنَه ويَعتَذِرونَ إليه: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّما عقَرَها فلانٌ لا ذَنبَ لنا، قالَ: انْظُروا، هل تُدْرِكونَ فَصيلَها، فإنْ أدْرَكْتُموه فعَسى اللهُ أنْ يَرفَعَ عنكمُ العَذابَ، فخَرَجوا يَطلُبونَه، ولمَّا رَأى الفَصيلُ أمَّه تَضطَرِبُ أتَى جَبلًا يُقالُ له الغارةُ قَصيرًا، فصعِدَ وذَهَبوا يأْخُذوه، فأوْحى اللهُ إلى الجبَلِ فطالَ في السَّماءِ حتَّى ما يَنالُه الطَّيرُ، قالَ: «ودخَلَ صالحٌ القَريةَ، فلمَّا رَآه الفَصيلُ بَكى حتَّى [ سالَتْ ] دُموعُه، ثمَّ استَقبَلَ صالحًا فرَغَا رَغْوةً، ثمَّ رَغَا أُخْرى، ثمَّ رَغَا أُخْرى، فقالَ صالحٌ لكلِّ رَغْوةٍ أجَلُ يَومٍ تَمَتَّعوا في دارِكم ثَلاثةَ أيَّامٍ، ذلك وَعدٌ غيرُ مَكْذوبٍ، إلَّا أنَّ آيةَ العَذابِ أنَّ اليَومَ الأوَّلَ تُصبِحُ وُجوهُهم مُصفَرَّةً، واليَومَ الثَّانيَ مُحمَرَّةً، واليَومَ الثَّالثَ مُسوَدَّةً، فلمَّا أصْبَحوا إذا وُجوهُهم كأنَّما طُليَتْ بالخَلوقِ كَبيرُهم وصَغيرُهم ذَكَرُهم وأُنْثاهم، فلمَّا أمسَوْا صاحوا بأجْمعِهم، قد مَضى يَومٌ منَ الأجَلِ، وحضَرَكمُ العَذابُ، فلمَّا أصْبَحوا اليَومَ الثَّانيَ إذا وُجوهُهم مُحمَرَّة ٌكأنَّما خُضِبَتْ بالدِّماءِ، فصاحُوا وضَجُّوا وبكَوْا وعَرَفوا أنَّه العَذابُ، فلمَّا أمسَوْا صاحُوا بأجمَعِهم ألَا قد مَضى يَومانِ منَ الأجَلِ وحضَرَكمُ العذابُ، فلمَّا أصْبَحوا اليَومَ الثَّالثَ، إذا وُجوهُهم مُسوَدَّةٌ كأنَّما طُلِيَتْ بالقارِ، فصاحوا جَميعًا ألَا قد حضَرَكمُ العَذابُ فتَكفَّنوا وتَحنَّطوا، وكان حَنوطُهمُ الصَّبرَ والمُرَّ، وكانتْ أكْفانُهمُ الأنْطاعَ، ثمَّ ألقَوْا أنفُسَهم بالأرْضِ، فجَعَلوا يُقلِّبونَ أبْصارَهم إلى السَّماءِ مرَّةً وإلى الأرْضِ مرَّةً لا يَدْرونَ من حيثُ يأْتيهمُ العَذابُ من فَوقِهم منَ السَّماءِ، أو من تحتِ أرجُلِهم منَ الأرْضِ خُشَّعًا وفُرُقًا، فلمَّا أصْبَحوا اليَومَ الرَّابعَ أتَتْهم صَيْحةٌ منَ السَّماءِ فيها صَوتُ كلِّ صاعِقةٍ، وصَوتُ كلِّ شَيءٍ له صَوتٌ في الأرْضِ فتَقطَّعتْ قُلوبُهم في صُدورِهم، فأصْبَحوا في ديارِهم جاثِمينَ».
الراوي : عمرو بن خارجة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4119 | خلاصة حكم المحدث : تفرد به شهر بن حوشب، وليس له إسناد غيرها، ... وله شاهد على سبيل الاختصار بإسناد صحيح دلَّ على صحة الحديث الطويل على شرط مسلم.

51 - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كان بَنو أُبيَرِقٍ رهطًا مِن بَني ظَفَرٍ، وكانوا ثَلاثةً: بَشيرٌ وبِشرٌ ومُبشِّرٌ، وكان بَشِيرٌ يُكْنى أبا طُعْمةَ، وكان شاعرًا، وكان مُنافِقًا، وكان يَقولُ الشِّعرَ يَهْجو به أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يَقولُ: قالَه فلانٌ، فإذا بَلَغَهم ذلك، قالوا: كذَبَ عدُوُّ اللهِ؛ ما قاله إلَّا هو، فقال: أَوَكُلَّمَا قالَ الرِّجَالُ قَصِيدَةً ... ضَمُّوا إلَيَّ بأَنْ أُبَيْرِقَ قالَها مُتَخَطِّمِينَ كأَنَّنِي أخْشاهُمُ ... جَدَعَ الإِلَهُ أُنُوفَهُمْ فأَبَانَها وكانوا أهْلَ فَقرٍ وحاجةٍ في الجاهليَّةِ والإسلامِ، وكان عمِّي رِفاعةُ بنُ زَيدٍ رجُلًا مُوسِرًا أدْرَكَه الإسلامُ، فواللهِ إنْ كنتُ لَأَرى أنَّ في إسلامِه شَيئًا، وكان إذا كان له يَسارٌ، فقَدِمَت عليه هذه الطَّائفةُ مِنَ السَّدَمِ تَحْمِلُ الدَّرْمكَ ابْتاعَ لنفْسِه ما يَحِلُّ به، فأمَّا العِيالُ فكان يُقِيتُهم الشَّعيرَ، فقَدِمَت ضافِطةٌ -وهُم الأنباطُ- تَحمِلُ دَرْمَكًا، فابتاعَ رِفاعةُ حِملَينِ مِن شَعيرٍ، فجَعَلَهما في عُلِّيَّةٍ له، وكان في عُلِّيَّتِه دِرعانِ له وما يُصلِحُهما مِن آلَتِهما، فطَرَقه بَشيرٌ مِنَ اللَّيلِ، فيَخرِقُ العُلِّيَّةَ مِن ظَهرِها، فأخَذَ الطَّعامَ، ثمَّ أخَذَ السِّلاحَ، فلمَّا أصبَحَ عمِّي بَعَث إلَيَّ فأتَيْتُه، فقال: أُغِيرَ علينا هذه اللَّيلةَ، فذُهِبَ بطَعامِنا وسِلاحِنا، فقال بَشِيرٌ وإخوتُه: واللهِ ما صاحبُ مَتاعِكم إلَّا لَبيدُ بنُ سَهلٍ -لرجُلٍ منَّا كان ذا حسَبٍ وصَلاحٍ- فلمَّا بَلَغَه، قال: أُصْلِتُ واللهِ بالسَّيفِ، ثمَّ قال: أيْ بَني الأُبَيرِقِ، أنا أسْرِقُ؟! فواللهِ لَيُخالِطَنَّكم هذا السَّيفُ أو لَيَتبيَّنْ مَن صاحبُ هذه السَّرقةِ، فقالوا: انصَرِفْ عنَّا؛ فواللهِ إنَّك لَبِريءٌ مِن هذه السَّرقةِ، فقال: كلَّا وقدْ زعَمْتُم. ثمَّ سَألْنا في الدَّارِ وتَجسَّسْنا، حتَّى قِيل لنا: واللهِ لَقدِ استَوقَدَت بَنو أُبَيرِقٍ اللَّيلةَ، وما نَراهُ إلَّا على طَعامِكم، فما زِلْنا حتَّى كِدْنا نَستيقنُ أنَّهم أصحابُه، فجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكَلَّمتُه فيهم، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ بَيتٍ منَّا أهلُ جَفاءٍ وسَفهٍ، غَدَوا على عمِّي، فخَرَقوا عُلِّيَّةً له مِن ظَهرِها، فغَدَوا على طَعامٍ وسِلاحٍ؛ فأمَّا الطَّعامُ فلا حاجةَ لنا فيه، وأمَّا السِّلاحُ فلْيَرُدَّه علينا، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأنظُرُ في ذلكَ. وكان لهُم ابنُ عمٍّ يُقالُ له: أُسَيرُ بنُ عُروةَ، فجمَعَ رِجالَ قَومِه، ثمَّ أتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ رِفاعةَ بنَ زَيدٍ وابنَ أخيهِ قَتادةَ بنَ النُّعمانِ قدْ عَمِدَا إلى أهلِ بَيتٍ منَّا أهلِ حَسبٍ وشرَفٍ وصَلاحٍ، يَأْبِنُونَهم بالقبيحِ، ويَأْبِنُونَهم بالسَّرقةِ بغَيرِ بيِّنةٍ ولا شَهادةٍ، فوضَعَ عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلسانِه ما شاء ثمَّ انصَرَفَ، وجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكلَّمْتُه، فجَبَهَني جَبَهًا شَديدًا، وقال: بِئسَ ما صنَعْتَ! وبِئسَ ما مَشِيتَ فيه! عَمِدتَ إلى أهلِ بَيتٍ منكم أهلِ حَسبٍ وصَلاحٍ تَرمِيهم بالسَّرقةِ وتَأْبِنُهم فيها بغَيرِ بيِّنةٍ ولا تَثبُّتٍ. فسَمِعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أكرَهُ، فانصَرَفْتُ عنه ولَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْه، فلمَّا أنْ رجَعْتُ إلى الدَّارِ أرسَلَ إلَيَّ عمِّي: يا ابنَ أخي، ما صنَعْتَ؟ فقُلتُ: واللهِ لَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه، وايمُ اللهِ لا أعودُ إليه أبدًا، فقال: اللهُ المستعانُ! فنزَلَ القرآنُ {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] أبو طُعْمةَ بنُ أُبَيرِقٍ، فقَرَأ حتَّى بلَغَ {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: 106-112] لَبيدُ بنُ سَهلٍ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} [النساء: 113]، يَعني أُسَيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه، ثمَّ قال: يَعني بذلك أُسيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} إلى قولِه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 114-116]، أي: كان ذنْبُه دونَ الشِّركِ، فلمَّا نزَلَ القرآنُ هَرَب فلَحِق بمكَّةَ. وبَعَث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ الدِّرعينِ وأداتَهُما، فرَدَّهما على رِفاعةَ. قال قَتادةُ: فلمَّا جِئتُه بهما وما مَعهما، قال: يا ابنَ أخي، هما في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فرجَوتُ أنَّ عمِّي حَسُنَ إسلامُه، وكان ظنِّي به غيرَ ذلك، وخرَجَ ابنُ أُبَيرِقٍ حتَّى نزَلَ على سُلامةَ بنتِ سَعدِ بنِ سُهَيلٍ أختِ بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ، وكانت عندَ طَلْحةَ بنِ أبي طَلْحةَ بمكَّةَ، فوقَعَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه يَشتُمُهم، فرَماهُ حسَّانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ، فقال: أَيَا سَارِقَ الدَّرْعَيْنِ إِنْ كُنْتَ ذَاكِرًا ... بِذِي كَرَمٍ بَيْنَ الرِّجَالِ أُوَادِعُهْ وَقَدْ أَنْزَلْتَهُ بِنْتُ سَعْدٍ فَأَصْبَحَتْ ... يُنَازِعُهَا جَلْدَ اسْتِهِ وَتُنَازِعُهْ فَهَلَّا أَسِيرًا جِئْتَ جَارَكَ رَاغِبًا ... إِلَيْهِ وَلَمْ تَعْمَدْ لَهُ فَتُدَافِعُهْ ظَنَنْتُمْ بِأَنْ يَخْفَى الَّذِي قَدْ فَعَلْتُمُ ... وَفِيكُمْ نَبِيٌّ عِنْدَهُ الْوَحْيُ وَاضِعُهْ فَلَوْلَا رِجَالٌ مِنْكُمُ تَشْتُمُونَهُمْ ... بِذَاكَ لَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ طَوَالِعُهْ فَإِنْ تَذْكُرُوا كَعْبًا إِلَى مَا نَسَبْتُمُ ... فَهَلْ مِنْ أَدِيمٍ لَيْسَ فِيهِ أَكَارِعُهْ وَجَدْتَهُمُ يَرْجُونَكُمْ قَدْ عَلِمْتُمُ ... كَمَا الْغَيْثُ يُرْجِيهِ السَّمِينُ وَتَابِعُهْ فلمَّا بلَغَها شِعرُ حسَّانَ أخَذَت رَحْلَ أُبَيرِقٍ، فوَضَعَتْه على رأْسِها حتَّى قَذَفَته بالأبطَحِ، ثمَّ حلَقَت وسَلَقت وخَرَقَت وحَلَفت: إنْ بِتَّ في بَيتي لَيلةً سَوداءَ؛ أهْدَيْتَ لي شِعرَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ، ما كُنتَ لِتَنزِلَ علَيَّ بخَيرٍ، فلمَّا أخرَجَتْه لَحِقَ بالطَّائفِ، فدخَلَ بيتًا ليْس فيه أحدٌ، فوَقَع عليه فقَتَله، فجَعَلَت قُرَيشٌ تقولُ: واللهِ لا يُفارِقُ محمَّدًا أحدٌ مِن أصحابِه فيه خَيرٌ.
الراوي : عمر بن قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8376 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه