الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - جاء جِبريلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين زالَتِ الشَّمسُ، فقالَ: قُم -يا مُحَمَّدُ- فَصَلِّ الظُّهرَ، فقام فصَلَّى الظُّهرَ حين زالَتِ الشَّمسُ، ثمَّ مَكَث حتَّى كان فَيءُ الرَّجُلِ مِثلَه، فجاءه للعَصر، فقالَ: قُم -يا مُحَمَّدُ- فصَلِّ العَصرَ، فقام فصَلَّى العَصرَ، ثمَّ مَكَث حتَّى غابَتِ الشَّمسُ، فقالَ: قُمْ فصَلِّ المَغرِبَ، فقام فصَلَّاها حين غابَت سَواءً الشَّمسُ، ثمَّ مَكَث حتَّى ذَهَب الشَّفَقُ، فجاءه، فقالَ: قُم فصَلِّ العِشاءَ، فقام فصَلَّاها، ثمَّ جاءه حين سُطِعَ بالصُّبحِ، فقالَ: قُم يا مُحَمَّدُ فصَلِّ، فقام فصَلَّى الصُّبحَ، ثمَّ جاءه منَ الغَدِ حين كان فَيءُ الرَّجُلِ مِثلَه، فقالَ: قم يا مُحَمَّدُ فصَلِّ الظُّهرَ، فقام فصَلَّى الظُّهرَ، ثمَّ جاءه حين كان فَيءُ الرَّجُلِ مِثلَيه، فقالَ: قم يا مُحَمَّدُ فصَلِّ، فقام فصَلَّى العَصرَ، ثمَّ جاءه المَغرِبَ حين غابَتِ الشَّمسُ وَقتًا واحِدًا لم يَزُلْ عنه، فقالَ: قُم فصَلِّ؛ فصَلَّى المَغرِبَ، ثمَّ جاءه العِشاءَ حين ذَهَب ثُلُثُ اللَّيلِ الأوَّلُ، فقالَ: قُم فصَلِّ؛ فصَلَّى العِشاءَ، ثمَّ جاءه الصُّبحَ حين أسفَرَ جدًّا، فقالَ: قُم فصَلِّ الصُّبحَ، ثمَّ قالَ: ما بيْنَ هَذَينِ كلُّه وَقتٌ.
الراوي : جابر بن عبدالله الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 707 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة

2 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في غزوةِ تبوكَ إذا ارتحل قبل زيغِ الشَّمسِ أخَّر الظُّهرَ حتَّى يجمعَها إلى العصرِ فيصلِّيَهما جميعًا وإذا ارتحل بعد زيغِ الشَّمسِ صلَّى الظُّهرَ والعصرَ جميعًا ثمَّ سار وكان إذا ارتحل قبل المغربِ أخَّر المغربَ حتَّى يصلِّيَها مع العشاءِ وإذا ارتحل بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلَّاها مع المغربِ
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : معرفة علوم الحديث
الصفحة أو الرقم : 183 | خلاصة حكم المحدث : رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح | شرح حديث مشابه

3 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كان يُصَلِّي العَصرَ والشَّمسُ بَيضاءُ مُرتَفِعةٌ، ثمَّ يَسيرُ الرَّجُلُ حتَّى يَنصَرِفَ منها إلى ذي الحُلَيفةِ -وهي سِتَّةُ أميالٍ- قبْلَ غُروبِ الشَّمسِ.
الراوي : أبو مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 704 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة

4 - انصَرَفْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن خَيْبرَ إلى وادِي القُرى، ومعَه غُلامٌ له أهْداهُ له رِفاعةُ بنُ زَيدٍ الجُذاميُّ، فبيْنَما هو يضَعُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ مُغَيْرِبِ الشَّمسِ أَتاهُ سَهمُ غَربٍ فقتَلَه، وهو السَّهمُ الَّذي لا يُدْرى مَن رَمى به، فقُلْنا له: هَنيئًا له الجنَّةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كلَّا والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّ شَملَتَه الآنَ لَتحتَرِقُ عليه في النَّارِ غلَّها من فَيءِ المُسلِمينَ يَومَ خَيْبرَ»، فجاءَ رَجلٌ من أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا حينَ سمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ ذلك، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أصبْتُ شِراكَينِ لنَعلَينِ لي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يُقَدُّ لكَ مِثلُها في النَّارِ».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4401 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

5 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العصرِ، ثمَّ قام خَطيبًا بعْدَ العصْرِ إلى مَغربانِ الشَّمسِ، حَفِظها مَن حَفِظها، ونَسِيها مَن نَسِيها، وأخبَرَ فيها بما هو كائنٌ إلى يَومِ القيامةِ، فحَمِد اللهَ تعالَى وأثْنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعْدُ؛ فإنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالَى مُسْتخلِفُكم فيها، فناظرٌ كيْف تَعمَلون، ألَا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساءَ، ألَا إنَّ بَني آدَمَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ شتَّى؛ فمنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ألَا إنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جَوفِ ابنِ آدَمَ، ألمْ تَرَوا إلى حُمرةِ عَيْنَيه وانتفاخِ أوْداجِه؟ فإذا وَجَد أحدُكم مِن ذلكَ شَيئًا، فلْيَلْزَقْ بالأرضِ. أَلا إنَّ خيْرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ بَطِيءَ الفَيءِ، فإذا كان الرَّجلُ سَريعَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ بَطيءَ الغضَبِ بَطيءَ الفَيءِ فإنَّها بها. ألَا إنَّ خيْرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ، وشَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان الرَّجلُ حسَنَ القضاءِ سيِّئَ الطَّلبِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ سيِّئَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ فإنَّها بها. ألَا لا يَمْنَعَنْ رجُلًا مَهابةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ بالحقِّ إذا عَلِمه، ألَا إنَّ لكلِّ غادرٍ لَواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرتِه، ألَا وإنَّ أكبَرَ الغدْرِ غدْرُ إمامٍ عامَّةً، ألَا وإنَّ الغادرَ لِواؤه عِندَ اسْتِه، ألَا وإنَّ أفضَلَ الجهادِ كَلمةُ حقٍّ عِندَ سُلطانٍ جائرٍ. فلمَّا كان عِندَ مَغربانِ الشَّمسِ، قال: إنَّ مَثلَ ما بَقِي مِنَ الدُّنيا فِيما مَضى منها كمَثلِ ما بَقِي مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
الراوي : أبو  سعيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8767 | خلاصة حكم المحدث : تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة. والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعف إسناده

6 - «ما طَلَعَتْ شمسٌ قَطُّ إلَّا بُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ، إنَّهما ليُسْمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقلينِ: يا أيُّها النَّاسُ، هلُمُّوا إلى ربِّكم فإنَّ ما قلَّ وكفى خيرٌ ممَّا كثُرَ وأَلْهى، ولا غَرَبَتْ شمسٌ قَطُّ إلَّا وبجنبَتَيْها ملَكانِ يُناديانِ اللَّهُمَّ عجِّلْ لمُنفقٍ خلَفًا، وعجِّلْ لمُمسكٍ تلَفًا».
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3707 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد | أحاديث مشابهة
 

91 - عنْ عَبدِ اللهِ قالَ: إنَّ أوَّلَ مَن أظهَرَ إسْلامَه سَبعةٌ: رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبو بَكرٍ، وعَمَّارٌ، وأُمُّه سُميَّةُ، وصُهَيبٌ، والمِقْدادُ، فأمَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فمنَعَه اللهُ بعَمِّه أبي طالِبٍ، وأمَّا أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه فمنَعَه اللهُ تَعالَى بقَومِه، وأمَّا سائِرُهم فأخَذَهمُ المُشرِكونَ، فألْبَسوهم أدْراعَ الحَديدِ، وأوْقَفوهُم في الشَّمسِ، فما مِن أحَدٍ إلَّا قد واتَاهُم على ما أرادُوا غيرَ بِلالٍ؛ فإنَّه هانَتْ عليه نفْسُه في اللهِ عزَّ وجلَّ، وهانَ على قَومِه، فأعْطَوْه الوِلْدانَ، فجَعَلوا يَطوفونَ به في شِعابِ مكَّةَ، وجعَلَ يَقولُ: أحَدٌ أحَدٌ.
الراوي : زر بن حبيش | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5328 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد

92 - قال بَرِيرٌ الْبَاهِلِيُّ سألْتُ عَبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ عنْ هَلاكِ قَومِ شُعَيبٍ، وقَولِ اللهِ: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 189]، قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: «بعَثَ اللهُ عليهم وَقْدةً وحرًّا شَديدًا فأخَذَ بأنْفاسِهم، فدَخَلوا أجْوافَ البُيوتِ، فدخَلَ عليهم أجْوافَ البُيوتِ فأخَذَ بأنْفاسِهم، فخَرَجوا منَ البُيوتِ هِرابًا إلى البَرِّيَّةِ، فبعَثَ اللهُ سَحابةً فأظلَّتْهم منَ الشَّمسِ، فوَجَدوا لها بَرْدًا ولذَّةً، فنَادى بَعضُهم بَعضًا حتَّى إذا اجتَمَعوا تحتَها أرسَلَ اللهُ عليهم نارًا»، قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: «فذاك {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الشعراء: 189]».
الراوي : برير الباهلي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4124 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

93 - كنْتُ معَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه يومَ الجمَلِ، فلمَّا رأيْتُ عائشةَ واقِفةً دخَلَني بَعضُ ما يَدخُلُ النَّاسَ، فكشَفَ اللهُ عنِّي ذلك صَلاةَ الظُّهرِ، فقاتَلْتُ معَ أميرِ المُؤمِنينَ، فلمَّا فرَغَ ذهبْتُ إلى المَدينةِ فأتَيْتُ أمَّ سَلَمةَ فقلْتُ: إنِّي واللهِ ما جِئْتُ أسألُ طَعامًا ولا شَرابًا، ولكنِّي مَولًى لأبي ذَرٍّ، فقالَتْ: مَرْحبًا، فقصَصْتُ عليها قِصَّتي، فقالَتْ: أين كنْتَ حينَ طارَتِ القُلوبُ مَطائرَها؟ قلْتُ: إلى حيثُ كشَفَ اللهُ ذلك عنِّي عندَ زَوالِ الشَّمسِ، قالَتْ: أحسَنْتَ، سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «عَليٌّ معَ القُرآنِ، والقُرآنُ معَ عَليٍّ، لن يَتفرَّقا حتَّى يَرِدَا عَليَّ الحَوْضَ».
الراوي : أمَّ سَلَمةَ | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4687 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون

94 - سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ نَبيًّا مِن الأنبياءِ قاتَلَ أهلَ مدينةٍ حتَّى إذا كاد أنْ يَفْتَتِحَها خَشِيَ أنْ تَغرُبَ الشَّمسُ، فقالَ لها: أيَّتُها الشَّمسُ، إنَّكِ مَأْمورَةٌ وأنا مَأْمورٌ بحُرْمَتي عليكِ إلَّا رَكَدْتِ ساعةً مِنَ النَّهارِ. قالَ: فحَبَسَها اللهُ حتَّى افتَتَحَ المدينةَ، وكانوا إذا أَصابوا الغَنائمَ قَرَّبوها في القُربانِ، فجاءتِ النَّارُ، فأَكَلَتْها، فلمَّا أَصابوا، وضَعوا القُربانَ، فلمْ تَجئِ النَّارُ تَأكُلُه، فقالوا: يا نَبيَّ اللهِ، ما لنا لا يُقبَلُ قُربانُنا؟ قالَ: فيكم غُلولٌ، قالوا: وكيف لنا أنْ نَعلَمَ مَنْ عندَهُ الغُلولُ؟ قالَ: وهُم اثنا عَشَرَ سِبْطًا، قالَ: يُبايِعُني رَأسُ كُلِّ سِبْطٍ مِنْكم. فبايَعَه رَأسُ كُلِّ سِبْطٍ، قالَ: فلَزِقَتْ كَفُّ النَّبيِّ بكَفِّ رَجلٍ مِنْهم، فقالَ له: عندَكَ الغُلولُ، فقالَ: كيف لي أنْ أَعلَمَ عندَ أيِّ سِبطٍ هو؟ قالَ: تَدْعو سِبطَكَ فتُبايِعْهم، رَجلًا رَجلًا، قالَ: ففَعَلَ فلَزِقَتْ كَفُّه بكَفِّ رَجلٍ مِنْهم، قالَ: عندَكَ الغُلولُ؟ قالَ: نَعَمْ، عندي الغُلولُ، قالَ: وما هو؟ قالَ: قالَ: رَأسُ ثَوْرٍ مِن ذَهَبٍ أَعْجَبَني، فغَلَلْتُه, فجاءَ به، فوَضَعَه في الغنائمِ، فجاءتِ النَّارُ، فأَكَلَتْه، فقالَ كَعْبٌ: صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، هكذا واللهِ في كتابِ اللهِ -يعني في التَّوْراةِ- قالَ: يا أبا هُريرةَ، أَحدَّثَكُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيَّ نَبيٍّ كان؟ قالَ: لا، قالَ كعبٌ: هو يُوشَعُ بنُ نونٍ، قالَ: فحَدَّثَكُم أيُّ قريةٍ هي؟ قالَ: لا، قالَ: هي مَدينةُ أَريحاءَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2655 | خلاصة حكم المحدث : غريب صحيح

95 - أَتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أَوَّلِ ما بُعِثَ وهو بِمكَّةَ، وهو حينَئذٍ مُسْتَخْفٍ، فقلتُ: ما أنتَ؟ قالَ: «أنا نَبيٌّ». قُلتُ: وما نَبيٌّ؟ قالَ: «رسولُ اللَّهِ». قلتُ: آللهُ أَرْسَلَكَ؟ قالَ: «نعم». قُلتُ: بما أَرْسَلَكَ؟ قالَ: «أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وتَكْسِرَ الأَوْثانَ والأَدْيانَ، وتوصِلَ الأَرْحامَ». قُلْتُ: نِعْمَ ما أَرْسَلَكَ به. قُلْتُ: فَمَنْ يَتَّبِعُكَ على هذا؟ قالَ: «عَبْدٌ وحُرٌّ» -يعني أَبا بَكْرٍ وبِلالًا- فكان عَمرٌو يقولُ: لقد رَأَيْتُني وأَنا رُبْعُ –أَوْ: رابِعُ- الإسْلامِ، قالَ: فَأَسْلَمْتُ. قُلْتُ: أَتْبَعُكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: «لا، ولَكِنِ الْحَقْ بِقَوْمِكَ، فإذا أُخْبِرْتَ أَنِّي قدْ خَرَجْتُ فاتَّبِعْني». قالَ: فَلَحِقْتُ بِقَوْمي، وَجَعَلْتُ أَتَوَقَّع خَبَرَهُ وخُروجَهُ حتَّى أَقَبَلَتْ رُفْقَةٌ مِنْ يَثْرِبَ فَلَقيتُهُمْ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الخَبَرِ، فقالوا: قد خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إلى المَدينَةِ، قلتُ: وقد أَتاها؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: فارْتَحَلْتُ حتَّى أَتَيْتُهُ. قُلتُ: أَتَعْرِفُني يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَعَمْ، أنتَ الرَّجُلُ الَّذي أَتاني بِمكَّةَ». فَجَعَلْتُ أَتَحَيَّنُ خَلْوَتَهُ، فلَمَّا خَلا قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْني مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُ، قالَ: «فَسَلْ عَمَّ شِئْتَ»، قُلْتُ: أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَصَلِّ ما شِئْتَ؛ فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهودَةٌ، مَكْتوبةٌ حتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَقْصِرْ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَتَرْتَفِعُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ؛ فإنَّها تَطْلُعُ بينَ قَرْنَيْ شَيْطانٍ، وتُصَلِّي لها الكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ ما شِئْتَ، فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهودَةٌ مَكْتوبَةٌ حتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحُ ظِلَّهُ، ثُمَّ أَقْصِرْ؛ فإنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وتُفْتَحُ أَبْوابُها، فإذا زالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ ما شِئْتَ، فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهودَةٌ مَكْتوبَةٌ، ثُمَّ صَلِّ حتَّى تُصَلِّي العَصْرَ ثُمَّ أَقْصِرْ حتَّى تَغْربَ الشَّمْسُ؛ فإنَّها تَغْرُبُ بينَ قَرْنَيْ شَيْطانٍ، وتُصَلِّي لها الكُفَّارُ، وإذا تَوَضَّأْتَ فاغْسِلْ يَدَيْكَ؛ فإنَّكَ إذا غَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ أَظْفارِ أَنامِلِكَ، ثُمَّ إذا غَسَلْتَ وَجْهَكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ وَجْهِكَ، ثُمَّ إذا مَضْمَضْتَ واسْتَنْثَرْتَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ مَناخِرِكَ، ثُمَّ إذا غَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ ذِراعَيْكَ، ثُمَّ إذا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ أَطْرافِ شَعْرِكَ، ثُمَّ إذا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، فإنْ ثَبَتَّ في مَجْلِسِكَ كان لكَ حَظُّكَ مِنْ وُضوئِكَ، وإنْ قُمْتَ فَذَكَرْتَ رَبَّكَ، وحَمِدْتَه، ورَكَعتَهُ ركْعَتَيْنِ مُقْبِلًا عليهما بِقَلْبِكَ كُنْتَ مِنْ خَطاياكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ».
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 594 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

96 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قاتَلَ عُمَرُ المُشْركينَ في مَسجِدِ مكَّةَ، فلم يزَلْ يُقاتِلُهم منذُ غَدْوةٍ، حتَّى صارَتِ الشَّمسُ حيالَ رأْسِه، قالَ: أعْيا وقعَدَ، فدخَلَ رَجلٌ عليه بُردٌ أحمَرُ وقَميصٌ قُومِسيٌّ حسَنُ الوَجهِ، فجاءَ حتَّى أفرَجَهم، فقالَ: ما تُريدونَ من هذا الرَّجلِ؟ قالوا: لا واللهِ إلَّا أنَّه صَبأَ، قالَ: فنِعمَ رَجلٌ اخْتارَ لنَفْسِه دِينًا، دَعوه وما اخْتارَ لنَفْسِه، ترَوْنَ بَني عَديٍّ تَرْضى أنْ يُقتَلَ عُمَرُ؟ لا واللهِ لا تَرْضى بَنو عَديٍّ، قالَ: وقالَ عُمَرُ يومَئذٍ: «يا أعْداءَ اللهِ، واللهِ لو قد بلَغْنا ثَلاثَ مائةٍ لقدْ أخرَجْناكم منها»، قلْتُ لأبي بعدُ: مَن ذاك الرَّجلُ الَّذي ردَّهُم عنكَ يومَئذٍ؟ قالَ: «ذاك العاصُ بنُ وائلٍ أبو عَمرِو بنِ العاصِ».
الراوي : نافع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4549 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

97 - عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كنْتُ امْرأً تاجِرًا، وكنْتُ صَديقًا للعبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ في الجاهِليَّةِ، فقدِمْتُ لتِجارةٍ فنزَلْتُ على العبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ بمنًى، «فجاءَ رَجلٌ، فنظَرَ إلى الشَّمسِ حينَ مالَتْ فقامَ يُصلِّي، ثمَّ جاءَتِ امْرأةٌ فقامَتْ تُصلِّي، ثمَّ جاءَ غُلامٌ حينَ راهَقَ الحُلُمَ، فقامَ يُصلِّي»، فقلْتُ للعبَّاسٍ: مَن هذا؟ فقالَ: هذا محمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ابنُ أخي يَزعُمُ أنَّه نَبيٌّ، ولم يُتابِعْه على أمْرِه غيرُ هذه المَرأةِ وهذا الغُلامِ، وهذه المَرأةُ خَديجةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ امْرأتُه، وهذا الغَلامُ ابنُ عمِّه عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ، قالَ عَفيفُ بنُ عَمرٍو: «أسلَمَ وحسُنَ إسْلامُه، لوَدِدْتُ أنِّي كنْتُ أسلَمْتُ يومَئذٍ، فيكونُ لي رُبعُ الإسْلامِ».
الراوي : عفيف بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4910 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، وله شاهد مفسرر عن أولاد عفيف بن عمرو

98 - أَبطَأَ عنَّا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ الفجرِ حتَّى كادتْ أنْ تُدرِكَنا الشَّمسُ، ثُمَّ خَرَجَ فصلَّى بنا فخفَّفَ في صلاتِهِ، ثُمَّ انصَرَفَ، فأَقبلَ علينا بوَجهِهِ، فقالَ: على مكانَتِكُم أُخبِرْكم ما بَطَّأَني عنكم اليوم في هذه الصَّلاةِ، إنِّي صلَّيتُ في لَيْلتي هذه ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ مَلَكَتْني عَيني فنِمتُ، فرَأيتُ ربِّي تباركَ وتَعالَى، فأَلهمَني أنْ قلتُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ الطَّيِّباتِ، وتَركَ المُنكراتِ، وحُبَّ المساكينِ، وأنْ تَتوبَ عَلَيَّ، وتَغفِرَ لي، وتَرحمَني، وإذا أَردتَ في خلقِكَ فِتنةً فنجِّني إليكَ منها غيرَ مفتونٍ، اللَّهُمَّ وأَسألُكَ حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يُحبُّكَ، وحُبَّ عَملٍ يُقرِّبُني إلى حُبِّكَ، ثُمَّ أَقبلَ إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: تَعلَّموهُنَّ وادرُسوهنَّ؛ فإنَّهنَّ حقٌّ.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1937 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

99 - عنْ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، قالَ: جاءَتْ قُرَيشٌ إلى أبي طالِبٍ، فقالوا: إنَّ ابنَ أخيكَ يُؤْذينا في نادِينا وفي مَجلِسِنا، فانْهَهُ عنْ أذانَا، فقالَ لي: يا عَقيلُ، ائْتِ مُحمَّدًا، قالَ: فانطلَقْتُ إليه، فأخرَجْتُه مِن كِبْسٍ، قالَ طَلْحةُ: بَيتٌ صَغيرٌ فجاءَ في الظُّهرِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، فجعَلَ يَطلُبُ الفَيءَ يَمْشي فيه مِن شدَّةِ حَرِّ الرَّمْضاءِ، فأتَيْناهُم، فقالَ أبو طالِبٍ: إنَّ بَني عمِّكَ زَعَموا أنَّكَ تُؤْذيهم في نادِيهم وفي مَجلِسِهم فانْتَهِ عنْ ذلك، فحلَّقَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببصَرِه إلى السَّماءِ، فقالَ: ما ترَوْنَ هذه الشَّمسَ؟ قالوا: نعمْ، قالَ: ما أنا بأقْدَرَ على أنْ أدَعَ ذلك منكم، على ألَّا تُشعِلوا منها شُعلةً، فقالَ أبو طالِبٍ: ما كَذَبَنا ابنُ أخي قطُّ فارْجِعوا.
الراوي : موسى بن طلحة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6628 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

100 - عنْ أبي سَلَمةَ، قالَ: قُلتُ: واللهِ لو جِئتُ أبا سَعيدٍ الخُدريَّ فسَألتُه عنْ هذه السَّاعةِ؛ لَعلَّه أن يَكونَ عِندَه منها عِلمٌ، فأتَيتُه فقُلتُ: يا أبا سَعيدٍ، إنَّ أبا هُرَيرةَ حَدَّثَنا عنِ السَّاعةِ الَّتي في الجُمُعةِ، فهل عِندَكَ منها عِلمٌ؟ فقالَ: سَأَلْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنها، فقالَ: إنِّي كُنتُ أعلَمُها، ثمَّ أُنسِيتُها كما أُنسِيتُ لَيلةَ القَدْرِ، ثمَّ خَرَجتُ من عِندِه فدَخَلتُ على عَبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ... ثمَّ ذَكَر الحَديثَ. [خَيرُ يَومٍ طَلَعَت فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّةٍ إلَّا وهي مُصيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ من حينِ يُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ؛ شَفَقًا من السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه قالَ كَعبٌ: ذلكَ في كلِّ سَنةٍ يَومٌ؟ فقُلتُ: بل في كلِّ جُمُعةٍ، قالَ: فقَرَأ كَعبٌ التَّوراةَ، فقالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ أبو هُرَيرةَ: ثمَّ لَقيتُ عَبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ، فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ، فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: قد عَلِمتُ أيَّةَ سَاعةٍ هي، قالَ أبو هُرَيرةَ: فقُلتُ له: فأخبِرْني بها. فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ. فُقلتُ: كيف هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ وقد قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي وتلكَ السَّاعةُ لا يُصَلَّى فيها؟ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن جَلَس مَجلِسًا يَنتَظِرُ الصَّلاةَ فهو في صَلاةٍ حتَّى يُصَلِّيَ]
الراوي : أبو سعيد الخدري وعبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1048 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

101 - أَمَّ جِبريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَ البَيتِ مَرَّتَين؛ فصَلَّى به الظُّهرَ حين مالَتِ الشَّمسُ وكانت قَدْرَ الشِّراكِ، ثمَّ صَلَّى به العَصرَ حين كان ظِلُّ كلِّ شَيءٍ بقَدْرِه، وصَلَّى به المَغرِبَ حين أفطَرَ الصَّائمُ، ثمَّ صَلَّى به العِشاءَ حين غابَ الشَّفَقُ، ثمَّ صَلَّى به الفَجرَ حين حَرُمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائمِ، ثمَّ صَلَّى به الظُّهرَ منَ الغَدِ حين كان ظِلُّ كلِّ شَيءٍ بقَدْرِه كوَقتِ العَصرِ بالأمسِ، ثمَّ صَلَّى به العَصرَ حين كان ظِلُّ كلِّ شَيءٍ مِثلَيهِ، ثمَّ صَلَّى به المَغرِبَ حين أفطَرَ الصَّائمُ، ثمَّ صَلَّى به العِشاءَ لثُلُثِ اللَّيلِ الأوَّلِ منَ اللَّيلِ، ثمَّ صَلَّى به الفَجرَ حين أسفَرَ، ثمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، هذا وَقتُ الأنبِياءِ من قَبلِكَ، ما بيْنَ هَذَينِ الوَقتَينِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 712 | خلاصة حكم المحدث : ]فيه[عبد الرحمن بن الحارث فإنه ابن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي من أشراف قريش والمقبولين في الرواية، وحكيم بن حكيم هو ابن عباد بن حنيف الأنصاري وكلاهما مدنيان

102 - انصَرَفْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن خَيْبرَ إلى وادِي القُرى، ومعَه غُلامٌ له أهْداهُ له رِفاعةُ بنُ زَيدٍ الجُذاميُّ، فبيْنَما هو يضَعُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ مُغَيْرِبِ الشَّمسِ أَتاهُ سَهمُ غَربٍ فقتَلَه، وهو السَّهمُ الَّذي لا يُدْرى مَن رَمى به، فقُلْنا له: هَنيئًا له الجنَّةُ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كلَّا والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، إنَّ شَملَتَه الآنَ لَتحتَرِقُ عليه في النَّارِ غلَّها من فَيءِ المُسلِمينَ يَومَ خَيْبرَ»، فجاءَ رَجلٌ من أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَزِعًا حينَ سمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ ذلك، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أصبْتُ شِراكَينِ لنَعلَينِ لي، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يُقَدُّ لكَ مِثلُها في النَّارِ».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4401 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

103 - صلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العصرِ، ثمَّ قام خَطيبًا بعْدَ العصْرِ إلى مَغربانِ الشَّمسِ، حَفِظها مَن حَفِظها، ونَسِيها مَن نَسِيها، وأخبَرَ فيها بما هو كائنٌ إلى يَومِ القيامةِ، فحَمِد اللهَ تعالَى وأثْنى عليه، ثمَّ قال: أمَّا بعْدُ؛ فإنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ تعالَى مُسْتخلِفُكم فيها، فناظرٌ كيْف تَعمَلون، ألَا فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساءَ، ألَا إنَّ بَني آدَمَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ شتَّى؛ فمنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ مُؤمنًا، ويَحْيا مُؤمنًا، ويَموتُ كافرًا، ومنْهم مَن يُولَدُ كافرًا، ويَحْيا كافرًا، ويَموتُ مُؤمنًا، ألَا إنَّ الغضَبَ جَمْرةٌ تُوقَدُ في جَوفِ ابنِ آدَمَ، ألمْ تَرَوا إلى حُمرةِ عَيْنَيه وانتفاخِ أوْداجِه؟ فإذا وَجَد أحدُكم مِن ذلكَ شَيئًا، فلْيَلْزَقْ بالأرضِ. أَلا إنَّ خيْرَ الرِّجالِ مَن كان بَطِيءَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ، وشَرَّ الرِّجالِ مَن كان سَريعَ الغضَبِ بَطِيءَ الفَيءِ، فإذا كان الرَّجلُ سَريعَ الغضَبِ سَريعَ الفَيءِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ بَطيءَ الغضَبِ بَطيءَ الفَيءِ فإنَّها بها. ألَا إنَّ خيْرَ التُّجَّارِ مَن كان حسَنَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ، وشَرَّ التُّجَّارِ مَن كان سَيِّئَ القضاءِ سَيِّئَ الطَّلبِ، فإذا كان الرَّجلُ حسَنَ القضاءِ سيِّئَ الطَّلبِ فإنَّها بها، وإذا كان الرَّجلُ سيِّئَ القضاءِ حسَنَ الطَّلبِ فإنَّها بها. ألَا لا يَمْنَعَنْ رجُلًا مَهابةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ بالحقِّ إذا عَلِمه، ألَا إنَّ لكلِّ غادرٍ لَواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرتِه، ألَا وإنَّ أكبَرَ الغدْرِ غدْرُ إمامٍ عامَّةً، ألَا وإنَّ الغادرَ لِواؤه عِندَ اسْتِه، ألَا وإنَّ أفضَلَ الجهادِ كَلمةُ حقٍّ عِندَ سُلطانٍ جائرٍ. فلمَّا كان عِندَ مَغربانِ الشَّمسِ، قال: إنَّ مَثلَ ما بَقِي مِنَ الدُّنيا فِيما مَضى منها كمَثلِ ما بَقِي مِن يَومِكم هذا فيما مَضى منه.
الراوي : أبو  سعيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8767 | خلاصة حكم المحدث : تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي، عن أبي نضرة. والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعلي بن زيد | أحاديث مشابهة

104 - عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحوَه [أَمَّ جِبريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَ البَيتِ مَرَّتَين؛ فصَلَّى به الظُّهرَ حين مالَتِ الشَّمسُ وكانت قَدْرَ الشِّراكِ، ثمَّ صَلَّى به العَصرَ حين كان ظِلُّ كلِّ شَيءٍ بقَدْرِه، وصَلَّى به المَغرِبَ حين أفطَرَ الصَّائمُ، ثمَّ صَلَّى به العِشاءَ حين غابَ الشَّفَقُ، ثمَّ صَلَّى به الفَجرَ حين حَرُمَ الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائمِ، ثمَّ صَلَّى به الظُّهرَ منَ الغَدِ حين كان ظِلُّ كلِّ شَيءٍ بقَدْرِه كوَقتِ العَصرِ بالأمسِ، ثمَّ صَلَّى به العَصرَ حين كان ظِلُّ كلِّ شَيءٍ مِثلَيهِ، ثمَّ صَلَّى به المَغرِبَ حين أفطَرَ الصَّائمُ، ثمَّ صَلَّى به العِشاءَ لثُلُثِ اللَّيلِ الأوَّلِ منَ اللَّيلِ، ثمَّ صَلَّى به الفَجرَ حين أسفَرَ، ثمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، هذا وَقتُ الأنبِياءِ من قَبلِكَ، ما بيْنَ هَذَينِ الوَقتَينِ]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 713 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

105 - جِئتُ الطُّورَ، فلَقِيتُ هُناكَ كَعبَ الأحبارِ، فحَدَّثتُه عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحدَّثَ عنِ التَّوراةِ، فما اختَلَفا حتَّى مَرَرتُ بيَومِ الجُمُعةِ قالَ: قُلتُ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: في كلِّ يَومِ جُمُعةٍ ساعةٌ لا يُوافِقُها مُؤمِنٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاه قالَ كَعبٌ: تلكَ في كلِّ سَنةٍ؟ فقُلتُ: ما كذلكَ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرَجَع فتَلَا، ثمَّ قالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ جُمُعةٍ. قالَ: أبو هُرَيرةَ، ثمَّ لَقِيتُ عبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ. فذَكَر الحَديثَ بنَحوٍ من حَديثِ مالِكٍ. [أي: بنَحوِ حَديثِ: خَيرُ يَومٍ طَلَعَتْ فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّةٍ إلَّا وهي مُصيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ من حينِ يُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ شَفَقًا من السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه قالَ كَعبٌ: ذلكَ في كلِّ سَنةٍ يَومٌ؟ فقُلتُ: بل في كلِّ جُمُعةٍ، قالَ: فقَرَأ كَعبٌ التَّوراةَ، فقالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ أبو هُرَيرةَ: ثمَّ لَقيتُ عَبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ، فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ؛ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: قد عَلِمتُ أيَّةَ سَاعةٍ هي، قالَ أبو هُرَيرةَ: فقُلتُ له: فأخبِرْني بها. فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ. فُقلتُ: كيف هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ وقد قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي وتلكَ السَّاعةُ لا يُصَلَّى فيها؟ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن جَلَس مَجلِسًا يَنتَظِرُ الصَّلاةَ فهو في صَلاةٍ حتَّى يُصَلِّيَ].
الراوي : أبو هريرة وعبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1046 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

106 - عن وَهبِ بنِ جابرٍ الخَيْوانيِّ، قال: كُنتُ عِندَ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو، فقَدِم عليه قَهْرمانٌ مِنَ الشَّامِ، وقدْ بَقِيَتْ لَيلتانِ مِن رَمَضانَ، فقال له عبدُ اللهِ: هلْ تَرَكْتَ عِندَ أهْلي ما يَكفِيهم؟ قال: قدْ ترَكْتُ عِندهم نَفقةً، فقال عبدُ اللهِ: عزَمْتُ عليكَ لَما رجَعْتَ فتَرَكْتَ لهم ما يَكْفِيهم؛ فإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: كَفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضيِّعَ مَن يَعولُ، قال: ثمَّ أنشَأَ يُحدِّثُنا، فقال: إنَّ الشَّمسَ إذا غرَبَت سلَّمَت وسَجَدَت واسْتأذَنَتْ، قال: فيُؤذَنُ لها، حتَّى إذا كان يومًا غرَبَت فسلَّمَت وسَجَدَت واسْتأذَنَتْ، فلا يُؤذَنُ لها، فتقولُ: يا ربِّ، إنَّ المسيرَ بَعيدٌ، وإنِّي إنْ لا يُؤذَنْ لي لا أبْلُغْ، قال: فتُحبَسُ ما شاء اللهُ، ثمَّ يُقالُ لها: اطْلُعي مِن حيثُ غرَبْتِ، قال: فمِن يومئذٍ إلى يَومِ القيامةِ لا يَنفَعُ نفْسًا إيمانُها لم تكُنْ آمنَتْ مِن قبْلُ. قال: وذكَرَ يَأْجوجَ ومأْجوجَ، قال: وما يَموتُ الرَّجلُ منهم حتَّى يُولَدَ له مِن صُلبِه ألْفٌ، وإنَّ مِن وَرائهم لَثَلاثَ أُمَمٍ، ما يَعلَمُ عِدَّتَهم إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ: مَنسَكٌ، وتَأويلُ، وتاريسُ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8750 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

107 - شَكا النَّاسُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُحوطَ المَطَرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِعَ له في المُصَلَّى، ووَعَدَ النَّاسَ يَومًا يَخرُجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخَرَج رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بَدَا حاجِبُ الشَّمسِ، فقَعَد على المِنبَرِ فكَبَّرَ وحَمِدَ اللهَ، ثمَّ قالَ: إنَّكُم شَكَوتُم جَدْبَ دِيارِكُم، واستِئخارَ المَطَرِ عنْ إبَّانِ زَمانِه عنكم، وقد أمَرَكُمُ اللهُ أن تَدعُوه، ووَعَدَكُم أن يَستَجيبَ لَكُم، ثمَّ قالَ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4]، لا إلَهَ إلَّا اللهُ يَفعَلُ ما يُريدُ، اللَّهُمَّ أنت اللهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحن الفُقَراءُ، أنزِلْ عَلَينا الغَيثَ، واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قُوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ، ثمَّ رَفَع يَدَيه، فلم يَزَلْ في الرَّفعِ حتَّى بَدَا بَياضُ إبِطَيهِ، ثمَّ حَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَه، وقَلَب -أو: حَوَّلَ- رِداءَه وهو رافِعٌ يَدَيه، ثمَّ أقبَلَ على النَّاسِ، ونَزَل فصَلَّى رَكعَتَينِ، فأنشَأَ اللهُ سَحابًا فرَعَدَت وبَرَقَت، ثمَّ أمطَرَت بإذنِ اللهِ، فلم يَأتِ مَسجِدَه حتَّى سالَتِ السُّيولُ، فلمَّا رَأى سُرعَتَهُم إلى الكِنِّ ضَحِكَ حتَّى بَدَت نَواجِذُه، فقالَ: أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وأنِّي عَبدُ اللهِ ورَسولُه.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1242 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

108 - خُروجُ الدَّابَّةِ بعْدَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغربِها، فإذا خرَجَت قَتَلت إبليسَ وهو ساجدٌ، ويَتَّمتَعُ المؤمنونَ في الأرضِ بعْدَ ذلكَ أربعينَ سَنةً، لا يَتمنَّونَ شَيئًا إلَّا أُعْطوه ووَجَدوه، ولا جَوْرَ ولا ظُلْمَ، وقدْ أسلَمَ الأشياءُ لرَبِّ العالَمِين طَوعًا وكَرهًا، والسَّبُعُ والطَّيرُ كَرْهًا، حتَّى إن َّالسَّبُعَ لا يُؤذي دابَّةً ولا طَيرًا، ويَلِدُ المؤمنُ فلا يَموتُ حتَّى يَتِمَّ أربعينَ سَنةً بعْدَ خُروجِ دابَّةِ الأرضِ، ثمَّ يَعودُ فيهم الموتُ، فيَمكُثون كذلكَ ما شاء اللهُ، ثمَّ يُسرِعُ الموتُ في المُؤمنينَ، فلا يَبْقى مُؤمنٌ، فيَقولُ الكافرُ: قدْ كنَّا مَرْعوبينَ مِنَ المُؤمنينَ، فلم يَبْقَ منهم أحدٌ، وليْس تُقبَلُ منَّا تَوبةٌ، فما لنا لا نَتَهارَجُ؟ فيَتهارَجون في الطَّريقِ تَهارُجَ البهائمِ، ثمَّ يقومُ أحدُهم بأُمِّه وأُختِه وابنتِه، فيَنكِحُ وسَطَ الطَّريقِ، يقومُ عنها واحدٌ ويَنْزو عليها آخَرُ، لا يُنكِرُ ولا يُغيِّرُ، فأفضَلُهم يومئذٍ مَن يَقولُ: لوْ تَنحَّيْتُم عن الطَّريقِ كان أحسَنَ، فيَكونون بذلكَ حتَّى لا يَبْقى أحدٌ مِن أولادِ النِّكاحِ، ويكونُ أهلُ الأرضِ أولادَ السِّفاحِ، فيَمْكُثون بذلكَ ما شاء اللهُ، ثمَّ يَعقِرُ اللهُ أرحامَ النِّساءِ ثَلاثينَ سَنةً، لا تَلِدُ امرأةٌ، ولا يكونُ في الأرضِ طِفلٌ، ويكونُ كلُّهم أولادَ الزِّنا، شِرارُ النَّاسِ، وعليهم تقومُ السَّاعةُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8815 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن ثابت بن أسلم البناني من أعز البصريين وأولاد التابعين، إلا أن عبد الوهاب بن الحسين مجهول

109 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ عِندَها فسلَّمَ علينا رَجلٌ ونحن في البَيتِ، فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فزِعًا، فقمْتُ في أثَرِه، فإذا دِحْيةُ الكَلْبيُّ، فقالَ: «هذا جِبْريلُ عليه السَّلامُ يَأمُرُني أنْ أذهَبَ إلى بَني قُرَيْظةَ»، فقالَ: «قد وضَعْتمُ السِّلاحَ، لكنَّا لم نضَعْ، قد طلَبْنا المُشْرِكينَ حتَّى بلَغْنا حَمْراءَ الأسَدِ»، وذلك حينَ رجَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الخَندَقِ، فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فزِعًا، فقالَ لأصْحابِه: «عزَمْتُ عليكم ألَّا تُصَلُّوا صَلاةَ العَصرِ حتَّى تَأْتوا بَني قُرَيْظةَ»، فغرَبَتِ الشَّمسُ قبلَ أنْ يَأْتوهم، فقالَتْ طائِفةٌ منَ المُسْلِمينَ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُرِدْ أنْ تَدَعوا الصَّلاةَ فَصَلُّوا، وقالَتْ طائِفةٌ: إنَّا لَفي عَزيمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما علينا من إثْمٍ، فصلَّتْ طائِفةٌ إيمانًا واحْتِسابًا، وترَكَتْ طائِفةٌ إيمانًا واحْتِسابًا، ولم يَعِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واحِدًا منَ الفَريقَينِ، وخرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَرَّ بمَجالِسَ بيْنَه وبيْنَ قُرَيْظةَ، فقالَ: «هل مَرَّ بكم من أحَدٍ؟» قالوا: مَرَّ علينا دِحْيةُ الكَلْبيُّ على بَغْلةٍ شَهْباءَ تحتَه قَطيفةُ دِيباجٍ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ليس ذلك بدِحْيةَ، ولكنَّه جِبْريلُ عليه السَّلامُ، أُرسِلَ إلى بَني قُرَيْظةَ ليُزَلزِلَهم ويَقذِفَ في قُلوبِهمُ الرُّعبَ»، فحاصَرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمَرَ أصْحابَه أنْ يَستَتِروا بالحَجَفِ حتَّى يُسمِعَهم كَلامَه، فنادَاهُم: «يا إخْوةَ القِرَدةِ والخَنازيرِ»، قالوا: يا أبا القاسِمِ، لم تَكُ فَحَّاشًا، فحاصَرَهم حتَّى نَزَلوا على حُكمِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ، وكانوا حُلَفاءَه، فحكَمَ فيهم أنْ تُقتَلَ مُقاتِلَتُهم، وتُسْبى ذَراريُّهم ونِساؤُهم.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4385 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

110 - عن ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهُما، قال: كُنتُ في الحَطيمِ مع حُذَيفةَ فذكَرَ حَديثًا، ثمَّ قال: لَتُنقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، ولَيَكونَنَّ أئمَّةٌ مُضِلُّون، وليَخرُجَنَّ على أثرِ ذلكَ الدَّجَّالُون الثَّلاثةُ، قُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، قدْ سَمِعتَ هذا الَّذي تقولُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعمْ سَمِعتُه. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ الدَّجَّالُ مِن يَهوديَّةِ أصبهانَ، عَيْنُه اليُمنى مَمسوخةٌ، والأُخرى كأنَّها زَهْرةٌ تَشُقُّ الشَّمسَ شقًّا، ويَتناوَلُ الطَّيرَ مِنَ الجَوْلةِ ثَلاثَ صَيْحاتٍ، يَسْمَعُهنَّ أهلُ المشرِقِ وأهلُ المغرِبِ، ومعه جَبَلانِ: جبَلٌ مِن دُخَانٍ ونارٍ، وجبَلٌ مِن شجَرٍ وأنهارٍ، ويقولُ: هذه الجنَّةُ، وهذه النَّارُ. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ مِن قبْلِه كذَّابٌ، قال: قُلتُ: فما الثَّالثُ؟ قال: إنَّه أكذَبُ الكذَّابينَ؛ إنَّه يَخرُجُ مِن قِبلِ المشرِقِ، يَتْبَعُه حُشارةُ العربِ وسِفلةُ الموالي، أوَّلُهم مَنصورٌ، وآخِرُهم مَثْبورٌ هَلاكُهم على قَدْرِ سُلطانِهم، عليهم اللَّعنةُ مِنَ اللهِ دائمةً. قال: فقُلتُ: العجَبُ كلُّ العجَبِ! قال: وأعجَبُ مِن ذلكَ سيكونُ، فإذا سَمِعتَ به فالهرَبَ الهرَبَ، قال: قُلتُ: كيْف أصنَعُ بمَن خلَّفْتُ؟ قال: مُرْهُم فلْيَلحَقوا برُؤوسِ الجبالِ، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: مُرْهُم أنْ يَكونوا أحلاسًا مِن أحلاسِ بُيوتِهم، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: يا ابنَ عُمرَ، زَمانُ خَوفٍ وهَرْجٍ وسَلْبٍ، قال: فقُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما لهذا الهرْجِ مِن فَرَجٍ؟ قال: بَلى؛ إنَّه ليْس مِن هَرْجٍ إلَّا وله فَرَجٌ، ولكنْ أيْن ما يَبْقى لها؟! إنَّها فِتنةٌ يُقالُ لها: الخارقةُ، تَأْتي على صَريحِ العربِ، وصَريحِ المَوالي، وذَوِي الكُنوزِ، وبقيَّةِ النَّاسِ، ثمَّ تَنْجلي عن أقلَّ مِنَ القليلِ.
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8836 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه

111 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّه قالَ لرجُلٍ جالِسٍ عندَه وهو يُحدِّثُ أصْحابَه: ادْنُ منِّي، فقالَ له الرَّجلُ: أبْقاكَ اللهُ، واللهِ ما أُحسِنُ أنْ أسألَكَ كما سألَ هؤلاء، فقالَ: ادْنُ منِّي فأُحدِّثَكَ عنِ الأنْبياءِ المَذْكورينَ في كِتابِ اللهِ، أُحدِّثُكَ عن آدَمَ أنَّه كان عَبدًا حرَّاثًا، وأُحدِّثُكَ عن نوحٍ أنَّه كانَ عَبدًا نجَّارًا، وأُحدِّثُكَ عن إدْريسَ أنَّه كانَ عَبدًا خيَّاطًا، وأُحدِّثُكَ عن داودَ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّادًا، وأُحدِّثُكَ عن موسَى أنَّه كانَ عَبدًا راعيًا، وأُحدِّثُكَ عن إبْراهيمَ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّاعًا عَظيمَ الضِّيافةِ، يؤثِرُ المَساكينَ على نفْسِه، ويُحِبُّهم في اللهِ، وأُحدِّثُكَ عن شُعَيبٍ أنَّه كانَ عَبدًا راعيًا، وأُحدِّثُكَ عن لوطٍ أنَّه كانَ عَبدًا زرَّاعًا، وأُحدِّثُكَ عن صالِحٍ أنَّه كانَ عَبدًا تاجِرًا، وأُحدِّثُكَ عن سُلَيمانَ أنَّه كانَ عَبدًا آتاهُ اللهُ المُلكَ وكان يَصومُ في أوَّلِ الشَّهرِ ستَّةَ أيَّامٍ وفي وسَطِه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وفي آخِرِه ثَلاثةَ أيَّامٍ، وكانتْ له تِسعُ مائةِ سُرِّيَّةٍ، وثَلاثُ مائةِ فِهريَّةٍ، وأُحدِّثُكَ عنِ ابنِ العَذْراءِ البَتولِ عيسَى ابنِ مَرْيمَ أنَّه كانَ لا يَخْبأُ شيئًا لغدٍ، ويقولُ: الَّذي غَدَّاني سوف يُعَشِّيني، والَّذي عَشَّاني سوف يُغَدِّيني، يَعبُدُ اللهَ ليلةً كلَّها يُصلِّي حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ وهو بالنَّهارِ سائحٌ، ويَصومُ الدَّهرَ كلَّه، ويَقومُ اللَّيلَ كلَّه، "وأُحدِّثُكَ عنِ النَّبيِّ المُصْطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كانَ يَرْعى غنَمَ أهْلِ بَيتِه بأجْيادَ، وكانَ يَصومُ فنَقولُ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ، فنَقولُ: لا يَصومُ، وكلُّها ما رَأَيْناه صائمًا، ويَصومُ من كلِّ شَهرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ، وكانَ أليَنَ النَّاسِ جانبًا، وأطْيَبَهم خَبرًا، وأطْوَلَهم عِلمًا"، وأُخبِرُكَ عن حوَّاءَ أنَّها كانتْ تَغزِلُ الشَّعرَ، فتُحوِّلُه بيَدِها فتَكْسو نفْسَها وولَدَها، وأنَّ مَرْيمَ بنتَ عِمْرانَ كانتْ تَصنَعُ ذلك.
الراوي : وهب بن منبه | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4216 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

112 - عنْ أبي رافِعٍ قالَ: " كانَ أبو لُؤْلؤةَ للمُغيرةِ بنِ شُعْبةَ، وكانَ يَصنَعُ الرَّحى، وكانَ المُغيرةُ يَستَعمِلُه كلَّ يَومٍ بأربَعةِ دَراهِمَ، فلَقيَ أبو لُؤْلؤةَ عُمَرَ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ المُغيرةَ قد أكثَرَ عَليَّ، فكَلِّمْه أنْ يُخفِّفَ عنِّي، فقالَ له عُمَرُ: اتَّقِ اللهَ وأحْسِنْ إلى مَوْلاكَ"، قالَ: ومن نيَّةِ عُمَرَ أنْ يَلْقى المُغيرةَ فيُكلِّمَه في التَّخْفيفِ عنه، قالَ: فغضِبَ أبو لُؤْلؤةَ، وكانَ اسْمُه فَيْروزَ، وكانَ نَصرانيًّا، فقالَ: يسَعُ النَّاسَ كلَّهم عَدلُه غَيْري، قالَ: فغضِبَ وعزَمَ على أنْ يَقتُلَه، فصنَعَ خِنجَرًا له رَأْسانِ، قالَ: فشحَذَه وسَمَّه، قالَ: وكبَّرَ عُمَرُ، وكان عُمَرُ لا يُكبِّرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ حتَّى يَتكلَّمَ، ويَقولَ: أَقِيموا صُفوفَكم، فجاءَ، فقامَ في الصَّفِّ بحِذاهُ ممَّا يَلي عُمَرَ في صَلاةِ الغَداةِ، فلمَّا أُقيمَتِ الصَّلاةُ تَكلَّمَ عُمَرُ، وقالَ: أَقيموا صُفوفَكم، ثمَّ كبَّرَ، فلمَّا كبَّرَ وَجأَهُ على كَتِفِه وَجْأةً على مَكانٍ آخَرَ، ووَجأَهُ في خاصِرَتِه فسقَطَ عُمَرُ، قالَ: ووَجأَ ثَلاثةَ عَشرَ رَجلًا معَه، فأفرَقَ منهم سَبعةٌ، وماتَ منهم ستَّةٌ، واحتُمِلَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه، فذُهِبَ به وماجَ النَّاسُ حتَّى كادَتِ الشَّمسُ تَطلُعُ، قالَ: فنادى عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: أيُّها النَّاسُ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ، ففَزِعَ إلى الصَّلاةِ، قالَ: فتقَدَّمَ عَبدُ الرَّحمَنِ فصَلَّى بهم، فقَرأَ بأقْصَرِ سورَتَينِ في القُرآنِ، قالَ: فلمَّا انصَرَفَ تَوجَّهَ النَّاسُ إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: فدَعا بشَرابٍ لينظُرَ ما مَدى جُرحِه، فأُتيَ بنَبيذٍ فشَرِبَه، قالَ: فخرَجَ، فلم يَدرِ أدَمٌ هو أمْ نَبيذٌ؟ قالَ: فدَعا بلَبنٍ، فأُتيَ به فشَرِبَه، فخرَجَ من جُرحِه، قالوا: لا بأْسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: «إنْ كانَ القَتلُ بأْسًا؛ فقدْ قُتِلْتُ».
الراوي : ثابت البناني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4568 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

113 - أنَّه خرَجَ وافدًا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعه نَهِيكُ بنُ عاصمِ بنِ مالكِ بنِ المُنْتَفِقِ، قال: فقَدِمنا المدينةَ لانسلاخِ رجَبٍ، فصَلَّينا معه صَلاةَ الغَداةِ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّاسِ خَطيبًا، فقال: يا أيُّها النَّاس، إنِّي قدْ خبَأْتُ لكم صَوتي منذُ أربعةِ أيَّامٍ لِأُسمِعَكم، فهلْ مِنِ امرئٍ بَعَثه قوْمُه قالوا: اعلَمْ لنا ما يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ لعلَّه أنْ يُلْهِيَه حَديثُ نفْسِه، أو حَديثُ صاحبِه، أو يُلْهِيهِ الضَّلالُ؟ ألَا إنِّي مَسؤولٌ: هلْ بلَّغْتَ؟ ألَا فاسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا فاسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا اجلِسوا، فجلَسَ النَّاسُ، وقُمتُ أنا وصاحِبي حتَّى إذا فرَغَ لنا فُؤادُه وبصَرُه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أسْألُكَ عن حاجَتي فلا تَعجَلَنْ علَيَّ، قال: سَلْ عمَّا شِئتَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ عندَك مِن عِلمِ الغيبِ؟ فضَحِكَ لَعَمْرُ اللهِ، وهَزَّ رأْسَه، وعَلِم أنِّي أبْتَغي بسَقْطِه، فقال: ضَنَّ ربُّك بمَفاتيحِ خمْسٍ مِنَ الغيبِ، لا يَعلَمُهنَّ إلَّا اللهُ، وأشار بيَدِه، فقُلتُ: وما هنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: عِلمُ المَنيَّةِ؛ قدْ عَلِم متى مَنيَّةُ أحدِكم ولا تَعلَمونه، وعِلمُ يومِ الغيثِ يُشرِفُ عليكم آزِلِين مُشفِقِين، فظلَّ يَضحَكُ، وقدْ عَلِم أنَّ فَرَجَكم قَريبٌ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لنْ نَعدِمَ مِن ربٍّ يَضحَكُ خيْرًا. وعِلمُ ما في غَدٍ، وقدْ عَلِمَ ما أنتَ طاعمٌ في غَدٍ ولا تَعلَمُه، وعِلمُ يومِ السَّاعةِ، قال: وأحسَبُه ذكَرَ ما في الأرحامِ. قال: فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْنا ممَّا تُعلِّمُ النَّاسَ وما نَعلَمُ؛ فإنَّا مِن قَبِيلٍ لا يُصدِّقون تَصديقَنا أحدٌ مِن مَذحِجٍ الَّتي تَدْنو علينا، وعَشيرتِها الَّتي نحنُ منها، قال: تَلبَثون ما لَبِثتُم ثمَّ يُتوفَّى نَبيُّكم، ثمَّ تَلْبَثون ما لَبِثْتُم ثمَّ تُبعَثُ الصَّيحةُ، فلَعَمرُ إلهَكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِ الأرضِ شَيئًا إلَّا مات، والملائكةَ الَّذين مع ربِّكَ، فخَلَت الأرضُ، فأرسَلَ ربُّك السَّماءَ تَهضِبُ مِن تحْتِ العرشِ، فلَعَمْرُ إلهِكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن مَصرَعِ قَتيلٍ ولا مَدفَنَ ميِّتٍ إلَّا شقَّتِ القبرَ عنه حتَّى يَخلُقَه مِن قِبَلِ رأْسِه، فيَستوِيَ جالسًا، يَقولُ ربُّك: مَهْيَمْ؟ فيَقولُ: يا ربِّ أمسِ، لِعَهدِه بالحياةِ يَحسَبُه حديثًا بأهلِه. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، كيْف يَجمَعُنا بعْدَما تُمزِّقُنا الرِّياحُ والبِلى والسِّباعُ؟ قال: أُنَبِّئُك بمِثلِ ذلكَ في آلاءِ اللهِ: الأرضُ أشْرَفْتَ عليها مَدَرةً باليةً، فقُلتُ: لا تَحْيا أبدًا، فأرسَلَ ربُّك عليها السَّماءَ، فلم تَلبَثْ عليها أيَّامًا حتَّى أشْرَفْتَ عليها، فإذا هي شَرْبةٌ واحدةٌ، ولَعَمْرُ إلهِكَ لَهو أقْدَرُ على أنْ يَجمَعَكم مِنَ الماءِ على أنْ يَجمَعَ نباتَ الأرضِ، فتَخرُجون مِنَ الأجداثِ مِن مَصارعِكم، فتَنظُرون إليه ساعةً ويَنظُرُ إليكم. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، كيْف وهو شَخصٌ واحدٌ ونحْنُ مِلْءُ الأرضِ نَنظُرُ إليه ويَنظُرُ إلينا؟ قال: أُنَبِّئُك بمِثلِ ذلكَ في آلاءِ اللهِ: الشَّمسُ والقمرُ آيةٌ منه قَريبةٌ صَغيرةٌ، تَرَونَهما في ساعةٍ واحدةٍ، ويَرَيانكم، ولا تُضامُّون في رُؤيتِهما، ولَعَمْرُ إلهِكَ لَهو على أنْ يَراكم وتَرَونَه أقدَرُ منهما على أنْ يَرَيانِكم وتَرَونَهما. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فما يَفعَلُ بِنا ربُّنا إذا لَقِيناهُ؟ قال: تُعرَضُونَ عليه بادِيةً له صَفحاتُكم، فلَعَمْرُ إلهِكَ، ما تُخطِئُ وجْهَ واحدٍ منكم قَطْرةٌ، فأمَّا المؤمنُ فيَدَعُ وَجْهَه مِثلَ الرَّيطةِ البيضاءِ، وأمَّا الكافرُ فتَخطِمُه بمِثلِ الحُمَمِ الأسودِ، ثمَّ يَنصَرِفُ نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَمُرُّ على أثَرِه الصَّالِحون -أو قال: يَنصَرِفُ على أثرِه الصَّالِحون- قال: فيَسْلُكون جِسرًا مِنَ النَّارِ يَطَأُ أحدُكم الجَمْرةَ فيَقولُ: حِسِّ، فيَقولُ ربُّك -أو إنَّه قال: فيَطَّلِعون على حَوضِ الرَّسولِ على أظمَأِ ناهلةٍ ما رأَيْتُها قطُّ، فلَعَمرُ إلهِكَ ما تُبسَطُ -أو قال: ما تَسقُطُ- واحدٌ مِنكم يَدُه، إلَّا وقَعَ عليها قدَحٌ يُطَهِّرُه مِنَ الطَّرفِ والبَولِ والأذَى، وتَخلُصُ الشَّمسُ والقمرُ -أو قال: تُحبَسُ الشَّمسُ والقمرُ- فلا تَرَونَ منهما واحدًا. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُبصِرُ يومئذٍ؟ قال: مِثلُ بصَرِ ساعتِكَ هذه، وذلكَ في يومٍ أسفَرَتْه الأرضُ وواجَهَتْه الجبالُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُجازى مِن سيِّئاتِنا وحَسناتِنا؟ قال: الحسنةُ بعشْرِ أمثالِها، والسَّيِّئةُ بمِثلِها أو تُغفَرُ. قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، فما الجنَّةُ وما النَّارُ؟ قال: لَعَمرُ إلهِكَ، إنَّ الجنَّةَ لها أبوابٌ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا وبيْنهما مَسيرةُ الرَّاكبِ سَبعينَ عامًا، وإنَّ للنَّارِ سَبعةَ أبوابٍ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا وبيْنهما مَسيرةُ الرَّاكبِ سَبعينَ عامًا، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، على ما يَطلُعُ مِنَ الجنَّةِ؟ قال: أنهارٌ مِن عسَلٍ مُصفًّى، وأنهارٌ مِن لبَنٍ لم يَتغيَّرْ طَعمُه، وأنهارٌ مِن كأسٍ ما لها صُداعٌ ولا نَدامةٌ، ومِن ماءٍ غيرِ آسِنٍ، وبفاكهةٍ، لَعَمرُ إلهِكَ ما تَعلَمون وخيْرٌ مِن مِثلِه، معه أزواجٌ مُطَهَّرةٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أوَلَنا فيها أزواجٌ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالِحاتُ للصَّالحينَ، تَلذُّوهنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلَذْذَنَكم، غيرَ أنَّه لا تَوالُدَ. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هذا أقْصى ما نحنُ بالِغون ومُنتهُون إليه؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، على ما أُبايِعُك؟ قال: فبسَطَ يَدَه وقال: على إقامةِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ، وإيَّاكَ والشِّركَ، لا تُشرِكْ باللهِ شَيئًا، أو لا تُشرِكْ مع اللهِ إلهًا غيْرَه. فقُلتُ: وإنَّ لنا ما بيْن المشرقِ والمغرِبِ، فقَبَض وبسَطَ أصابعَه، وظنَّ أنِّي مُشترِطٌ شَيئًا لا يُعطِينِيه، فقُلتُ: نَحُلُّ منها حيثُ شِئنًا، ولا يَجْني امرؤٌ إلَّا على نفْسِه؟ قال: ذلكَ لكَ، حُلَّ منها حيثُ شِئتَ، ولا تَجْنِ عليك إلَّا نفْسِكَ، فبايَعْناه ثمَّ انصَرَفْنا، فقال: إنَّ هَذَين لَعَمرُ إلهِكَ مِن أصدَقِ النَّاسِ حَديثًا؛ لأنَّهم مِن أتْقى النَّاسِ للهِ في الأوَّلِ والآخِرِ. فقال كَعبُ بنُ فلانٍ أحدُ بَني بَكرِ بنِ كِلابٍ: مَن همْ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: بَنو المُنتَفِقِ، فأقبلْتُ عليه فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ أحدٌ ممَّن مَضى منَّا في جاهليَّةٍ مِن خَيرٍ؟ فقال رجُلٌ مِن عُرْضِ قُرَيشٍ: إنَّ أباكَ المُنتَفِقَ في النَّارِ، فكأنَّه وقَعَ حَرٌّ بيْن جِلْدِ وَجْهي ولَحْمِي ممَّا قال لِأَبي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهَمَمْتُ أنْ أقولَ: وأبوكَ يا رَسولَ اللهِ؟ ثمَّ نظَرْتُ فإذا الأُخرى أجمَلُ، فقُلتُ: وأهْلُكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: وأهْلي، لَعَمْرُ اللهِ، ما أتيْتَ عليه مِن قَبرِ قُرَشيٍّ أو عامريٍّ مُشرِكٍ، فقُلْ: أرْسَلَني إليكَ محمَّدٌ، فأبشِرْ بما يَسُوؤكَ؛ تَخِرُّ على وَجهِك وبطْنِكَ في النَّارِ، فقُلتُ: فبِمَ أفعَلُ ذلكَ لهم يا رَسولَ اللهِ، وكانوا على عمَلٍ يُحسِنون إلَّا إيَّاهُ، وكانوا يَحسَبونهم مُصلِحين؟ قال: ذلكَ بأنَّ اللهَ بعَثَ في آخِرِ كلِّ سَبعِ أُمَمٍ نبيًّا، فمَن أطاع نبيَّه كان مِنَ المهْتَدِين، ومَن عَصى نَبيَّه كان مِنَ الضَّالِّين.
الراوي : لقيط بن عامر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8909 | خلاصة حكم المحدث : حديث جامع في الباب صحيح الإسناد، كلهم مدنيون

114 - أنا أعلَمُ بما مع الدَّجَّالِ منه؛ نَهرانِ: أحدُهما نارٌ تَأجَّجُ في عَينِ مَن رآهُ، والآخَرُ ماءٌ أبيضُ، فإنْ أدرَكَه منكم أحدٌ فلْيُغمِضْ، ولْيَشرَبْ مِنَ الَّذي يراهُ نارًا؛ فإنَّه ماءٌ باردٌ، وإيَّاكم والآخَرَ؛ فإنَّه الفِتنةُ، واعْلَموا أنَّه مَكتوبٌ بيْن عَيْنَيه: كافرٌ، يَقرَؤه مَن يَكتُبُ ومَن لا يَكتُبُ، وأنَّ إحْدى عَيْنَيه مَمسوحةٌ عليها ظَفَرةٌ، أنَّه يَطلُعُ مِن آخِرِ أمرِه على بطْنِ الأُردنِّ، على بَيتِه أفِيقٍ، وكلُّ واحدٍ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ ببَطْنِ الأُردنِّ، وأنَّه يَقتُلُ مِنَ المسْلِمين ثُلثًا، ويَهزِمُ ثُلثًا، ويُبْقي ثُلثًا، ويَجِنُّ عليهم اللَّيلُ، فيَقولُ بعضُ المُؤمنينَ لبعضٍ: ما تَنتَظِرون أنْ تَلْحَقوا بإخوانِكم في مَرْضاةِ ربِّكم؟ مَن كان عِنده فضْلُ طَعامٍ فلْيَعُدْ به على أخيهِ، وصَلُّوا حِين يَنفَجِرُ الفجْرُ، وعَجِّلوا الصَّلاةَ، ثمَّ أقْبِلوا على عدُوِّكم، فلمَّا قاموا يُصَلُّون نزَلَ عِيسى ابنُ مَرْيمَ صَلواتُ اللهِ عليه إمامُهم، فصَلَّى بهم، فلمَّا انصَرَف قال: هكذا افْرِجوا بيْني وبيْن عدُوِّ اللهِ. قال أبو حازمٍ: قال أبو هُرَيرةَ: فيَذوبُ كما تَذُوبُ الإهالةُ في الشَّمسِ. وقال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: كما يَذوبُ المِلحُ في الماءِ، وسلَّطَ اللهُ عليهم المسْلِمين، فيَقتُلونهم، حتَّى إنَّ الشَّجرَ والحجَرَ لَيُنادِي: يا عبْدَ اللهِ، يا عبْدَ الرَّحمنِ، يا مُسلِمُ، هذا يَهوديٌّ فاقْتُلْه، فيَنْفِيهم اللهُ، ويَظهَرُ المسْلِمون، فيَكسِرون الصَّليبَ، ويَقتُلون الخِنزيرَ، ويَضَعون الجِزيةَ. فبيْنما هُم كذلك، أخرَجَ اللهُ أهْلَ يَأجوجَ ومَأْجوجَ، فيَشرَبُ أوَّلُهم البُحَيرةَ، ويَجِيءُ آخِرُهم وقدِ اسْتَقَوه، فما يَدَعون فيه قَطْرةً، فيَقولُون: ظَهَرْنا على أعدائِنا، قدْ كان هاهنا أثرُ ماءٍ، فيَجِيءُ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه وَراءه، حتَّى يَدْخلوا مَدينةً مِن مَدائنِ فِلَسطينَ، يُقالُ لها: لُدٌّ، فيَقولُون: ظَهَرْنا على مَن في الأرضِ، فتَعالَوا نُقاتِلْ مَن في السَّماءِ، فيَدْعو اللهُ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَ ذلك، فيَبعَثُ اللهُ عليهم قَرْحةً في حُلوقِهم، فلا يَبْقى منهم بشَرٌ، فتُؤذِي رِيحُهم المسْلِمين، فيَدْعو عِيسى صَلواتُ اللهِ عليه عليهم، فيُرسِلُ اللهُ عليهم رِيحًا، فتَقْذِفُهم في البحرِ أجمعينَ.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8731 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه

115 - قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، هل نَرى ربَّنا يَومَ القيامةِ؟ قال: هلْ تُضارُّون في رُؤيةِ الشَّمسِ بالظَّهيرةِ صَحْوًا ليْس فيها سِحابٌ؟ فقُلْنا: لا يا رَسولَ اللهِ، قال: فهلْ تُضارُّون في رُؤيةِ القمرِ في لَيلةِ البدْرِ صَحْوًا ليْس فيه سِحابٌ؟ قالوا: لا، قال: ما تُضارُّون في رُؤيتِه يَومَ القيامةِ إلَّا كما تُضارُّون في رُؤيةِ أحدِهما، إذا كان يَومُ القيامةِ نادى مُنادٍ: ألَا لِتَلحَقْ كلُّ أُمَّةٍ بما كانت تَعبُدُ، فلا يَبْقى أحدٌ كان يَعبُدُ صَنمًا ولا وَثنًا ولا صُورةً؛ إلَّا ذَهَبوا حتَّى يَتَساقطوا في النَّارِ، ويَبْقى مَن كان يَعبُدُ اللهَ وحْدَه مِن بَرٍّ وفاجرٍ وغَبَراتِ أهلِ الكتابِ، ثمَّ تَعرِضُ جَهنَّمُ كأنَّها سَرابٌ يَحطِمُ بعضُها بعضًا، ثمَّ يُدْعى اليهودُ فيَقولُ: ماذا كُنتُم تَعبُدون؟ فيَقولُون: عُزَيرًا ابنَ اللهِ، فيَقولُ: كذَبْتُم؛ ما اتَّخَذَ اللهُ مِن صاحبةٍ ولا ولَدٍ، فما تُرِيدون؟ فيَقولُون: أيْ ربَّنا، ظَمِئْنا، فيَقولُ: أفلَا تَرِدُون، فيَذهَبون حتَّى يَتساقَطوا في النَّارِ. ثمَّ يُدْعى النَّصارى، فيَقولُ: ماذا كُنتُم تَعبُدون؟ فيَقولُون: المسيحُ ابنُ اللهِ، فيَقولُ: كذَبْتُم، ما اتَّخَذَ اللهُ مِن صاحبةٍ ولا ولَدٍ، فماذا تُرِيدون؟ فيَقولُون: أيْ ربَّنا، ظَمِئْنا، اسْقِنا، فيَقولُ: أفلَا تَرِدون، فيَذهَبون حتَّى يَتساقَطوا في النَّارِ، فيَبْقى مَن كان يَعبُدُ اللهَ وحْدَه مِن بَرٍّ وفاجرٍ. ثمَّ يَتبدَّى اللهُ لنا في صُورةٍ غيرِ صُورتِه الَّتي كنَّا رَأيْناهُ فيه أوَّلَ مرَّةٍ، فيَقولُ: أيُّها النَّاسُ، لَحِقَت كلُّ أُمَّةٍ بما كانت تَعبُدُ وبَقِيتُم، فلا يُكلِّمُه يومئذٍ إلَّا الأنبياءُ، يَقولُون: فارَقْنا النَّاسَ في الدُّنيا ونحنُ كنَّا إلى صُحبتِهم فيها أحوَجَ، لَحِقَت كلُّ أُمَّةٍ بما كانت تَعبُدُ، ونحنُ نَنتظِرُ ربَّنا الَّذي كنَّا نَعبُدُ، فيَقولُ: أنا ربُّكم، فيَقولُون: نَعوذُ باللهِ منكَ، فيَقولُ: هلْ بيْنكم وبيْن اللهِ مِن آيةٍ تَعرِفونها؟ فيَقولُون: نعمْ، فيُكشَفُ عن ساقٍ، فيَخِرُّ ساجدًا أجْمَعون، ولا يَبْقى أحدٌ كان يَسجُدُ في الدُّنيا سُمعةً ولا رِياءً ولا نِفاقًا، إلَّا على ظَهرِه طبَقٌ واحدٌ، كلَّما أراد أنْ يَسجُدَ خرَّ على قَفاهُ. قال: ثمَّ يَرفَعُ بَرُّنا ومُسِيئُنا، وقدْ عاد لنا في صُورتِه الَّتي رأيْناه فيها أوَّلَ مرَّةٍ، فيَقولُ: أنا ربُّكم، فيَقولُون: نعمْ، أنتَ ربُّنا، ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يُضرَبُ الجِسرُ على جَهنَّمَ، قُلْنا: وما الجِسرُ يا رَسولَ اللهِ، بأبِينا أنتَ وأُمِّنا؟ قال: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، لها كَلاليبُ وخَطاطيفُ وحَسَكةٌ، بنَجْدٍ عَقيقٍ، يُقالُ لها: السَّعدانُ، فيَمُرُّ المؤمنُ كلَمْحِ البرْقِ، وكالطَّرْفِ، وكالرِّيحِ، وكالطَّيرِ، وكأجاوِدِ الخيْلِ والمراكِبِ، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخدوشٌ مُرسَلٌ، ومُكَرْدَسٌ في نارِ جَهنَّمَ، والَّذي نَفْسي بيَدِه، ما أحدُكم بأشدَّ منا شِدَّةً في الحقِّ يَراه مِنَ المُؤمنينَ في إخوانِهم إذا رَأَوهم قدْ خَلَصوا مِنَ النَّارِ، يَقولُون: أيْ ربَّنا، إخوانُنا كانوا يُصَلُّون معنا، ويَصومون معنا، ويَحُجُّون معنا، ويُجاهِدون معنا، قدْ أخَذَتْهم النَّارُ، فيَقولُ اللهُ تَبارك وتعالَى: اذْهَبوا، فمَن عرَفْتُم صُورتَه فأخْرِجوه، وتُحرَّمُ صُورتُهم على النَّارِ، فيَجِدُ الرَّجلَ قدْ أخَذَتْه النَّارُ إلى قَدَمَيه، وإلى أنصافِ ساقيْه، وإلى رُكبَتَيْه، وإلى حِقْوَيْه، فيَخرُجون منها بشَرًا، ثمَّ يَعودون فيَتكلَّمون، فلا يَزالُ يَقولُ لهم حتَّى يَقولَ: اذْهَبوا، فأخْرِجوا مَن وجَدْتُم في قَلبِه مِثقالَ ذرَّةٍ مِن خَيرٍ فأخْرِجوه. فكان أبو سَعيدٍ إذا حدَّث بهذا الحديثِ، يَقولُ: إنْ لم تُصَدِّقوا فاقْرَؤوا {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، فيَقولُون: ربَّنا، لم نَذَرْ فيها خَيرًا، فيَقولُ: هلْ بقِيَ إلَّا أرحمُ الرَّاحمينَ؟ قدْ شَفَعَت الملائكةُ وشَفَع الأنبياءُ، فهلْ بَقِيَ إلَّا أرحَمُ الرَّاحمينَ؟ قال: فيَأخُذُ قَبْضةً مِنَ النَّارِ، فيُخرِجُ قومًا قدْ عادُوا حُمَمةً، لم يَعمَلوا له عمَلَ خَيرٍ قطُّ، فيُطرَحون في نَهرٍ يُقالُ له: نَهرُ الحياةِ، فيَنبُتون فيه -والَّذي نَفْسي بيَدِه- كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيلِ، ألمْ تَرَوها وما يَلِيها مِن الظِّلِّ أصفَرَ، وما يَلِيها مِنَ الشَّمسِ أخضَرَ؟ قال: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، كأنَّك تكونُ في الماشيةِ، قال: يَنبُتون كذلك، فيَخرُجون أمثالَ اللُّؤلؤِ، يُجعَلُ في رِقابِهم الخواتيمُ، ثمَّ يُرسَلون في الجنَّةِ، فيَقولُ أهلُ الجنَّةِ: هؤلاء الجَهنَّميون، هؤلاء الَّذين أخْرَجَهم مِنَ النَّارِ بغيرِ عَملٍ عَمِلوه ولا خَيرٍ قَدَّموه. يَقولُ اللهُ تعالَى: خُذوا، فلكمْ ما أخَذْتُم، فيَأخُذون حتَّى يَنتهَوا، ثمَّ يَقولُون: لنْ يُعطِينا اللهُ عزَّ وجلَّ ما أخَذْنا، فيَقولُ اللهُ تَبارك وتعالَى: فإنِّي أعْطَيْتُكم أفضَلَ ممَّا أخَذْتُم، فيَقولُون: ربَّنا، وما أفضَلُ مِن ذلكَ وممَّا أخَذْنا؟ فيَقولُ: رِضواني بلا سَخطٍ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8962 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة

116 - إنَّ المَيِّتَ لَيَسمَعُ خَفْقَ نِعالِهم إذا وَلَّوْا مُدبِرين، فإنْ كان مُؤمِنًا كانتِ الصَّلاةُ عِندَ رَأسِه، وكان الصَّومُ عنْ يَمينِه، وكانتِ الزَّكاةُ عنْ يَسارِه، وكان فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ، والصَّلاةِ، والصِّلةِ، والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عِندَ رِجلَيهِ، فيُؤتَى من قِبَلِ رَأسِه، فتَقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتى من عنْ يَمينِه، فيَقولُ الصَّومُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من عنْ يَسارِه، فتَقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيهِ، فيَقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ والمَعروفِ والصِّلةِ والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ فيَقعُدُ، وتُمَثَّلُ له الشَّمسُ قد دَنَت للغُروبِ، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وما شَهِدَ به؟ فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه قالَ: عَمَّ تَسألوني؟ فيَقولُون: أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، قالَ: وعَمَّ تَسألوني؟ فيَقولون: أخبِرْنا ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم وما تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أمُحَمَّدًا! أشهَدُ أنَّه عَبدُ الله، وأنَّه جاءَ بالحَقِّ من عِندِ اللهِ، فيُقالُ له: على ذلكَ حَيِيتَ، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له باب من قِبَلِ النَّارِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ لو عَصَيتَ؛ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، وذلكَ قَولُ اللهِ تَبارَكَ وتَعالَى: {‌يُثَبِّتُ ‌اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قالَ: وقالَ أبو الحَكَمِ، عنْ أبي هُرَيرةَ: فُيقالُ له: ارقُدْ رَقْدةَ العَروسِ الَّذي لا يُوقِظُه إلَّا أعَزُّ أهلِهِ إليه، -أو: أحَبُّ أهلِهِ إليه-. ثمَّ رَجَع إلى حَديثِ أبي سَلَمةَ، عنْ أبي هُرَيرةَ، قالَ: وإنْ كان كافِرًا أُتِيَ من قِبَلِ رَأسِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ويُؤتى عنْ يَمينِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى عنْ يَسارِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيه فلا يوجَدُ شَيءٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ، فيَقعُدُ خائفًا مَرعوبًا، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وماذا تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أيُّ رَجُلٍ؟ فيَقولون: الرَّجُلُ الَّذي كان فيكم. قالَ: فلا يَهتَدي له، قالَ: فيَقولون: مُحَمَّدٌ؛ فيَقولُ: سَمِعتُ النَّاسَ قالوا فقُلتُ كما قالوا، فيَقولون: على ذلكَ حَيِيَت، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إنْ شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعدَّ اللهُ لكَ لو كُنتَ أطعْتَه؛ فيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا، قالَ: ثمَّ يُضَيَّقُ عليه قَبْرُه حتَّى تَختَلِفَ أضلاعُه، قالَ: وذلكَ قَولُه تَبارَك وتَعاَلى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ‌ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1421 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

117 - والَّذي نَفسي بيَدِه، إنَّه ليَسمَعُ خَفْقَ نِعالِهِم حين يُوَلُّون عنه، ثمَّ ذَكَر الحَديثَ بنَحوِه. [ إنَّ المَيِّتَ لَيَسمَعُ خَفْقَ نِعالِهم إذا وَلَّوْا مُدبِرين، فإنْ كان مُؤمِنًا كانتِ الصَّلاةُ عِندَ رَأسِه، وكان الصَّومُ عنْ يَمينِه، وكانتِ الزَّكاةُ عنْ يَسارِه، وكان فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ، والصَّلاةِ، والصِّلةِ، والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عِندَ رِجلَيهِ، فيُؤتَى من قِبَلِ رَأسِه، فتَقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتى من عنْ يَمينِه، فيَقولُ الصَّومُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من عنْ يَسارِه، فتَقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيهِ، فيَقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ والمَعروفِ والصِّلةِ والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ فيَقعُدُ، وتُمَثَّلُ له الشَّمسُ قد دَنَت للغُروبِ، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وما شَهِدَ به؟ فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه قالَ: عَمَّ تَسألوني؟ فيَقولُون: أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، قالَ: وعَمَّ تَسألوني؟ فيَقولون: أخبِرْنا ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم وما تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أمُحَمَّدًا! أشهَدُ أنَّه عَبدُ الله، وأنَّه جاءَ بالحَقِّ من عِندِ اللهِ، فيُقالُ له: على ذلكَ حَيِيتَ، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له باب من قِبَلِ النَّارِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ لو عَصَيتَ؛ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، وذلكَ قَولُ اللهِ تَبارَكَ وتَعالَى: {‌يُثَبِّتُ ‌اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قالَ: وقالَ أبو الحَكَمِ، عنْ أبي هُرَيرةَ: فُيقالُ له: ارقُدْ رَقْدةَ العَروسِ الَّذي لا يُوقِظُه إلَّا أعَزُّ أهلِهِ إليه، -أو: أحَبُّ أهلِهِ إليه-. ثمَّ رَجَع إلى حَديثِ أبي سَلَمةَ، عنْ أبي هُرَيرةَ، قالَ: وإنْ كان كافِرًا أُتِيَ من قِبَلِ رَأسِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ويُؤتى عنْ يَمينِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى عنْ يَسارِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيه فلا يوجَدُ شَيءٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ، فيَقعُدُ خائفًا مَرعوبًا، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وماذا تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أيُّ رَجُلٍ؟ فيَقولون: الرَّجُلُ الَّذي كان فيكم. قالَ: فلا يَهتَدي له، قالَ: فيَقولون: مُحَمَّدٌ؛ فيَقولُ: سَمِعتُ النَّاسَ قالوا فقُلتُ كما قالوا، فيَقولون: على ذلكَ حَيِيَت، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إنْ شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعدَّ اللهُ لكَ لو كُنتَ أطعْتَه؛ فيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا، قالَ: ثمَّ يُضَيَّقُ عليه قَبْرُه حتَّى تَختَلِفَ أضلاعُه، قالَ: وذلكَ قَولُه تَبارَك وتَعاَلى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ‌ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1422 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

118 - عنْ مَعقِلِ بنِ يَسارٍ، أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه شاوَرَ الهُرْمُزانَ في أصْبَهانَ وفارِسَ وأذْرَبِيجانَ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أصْبَهانُ الرَّأسُ، وفارِسُ وأذْرَبِيجانُ الجَناحانِ، فإذا قطَعْتَ إحْدى الجَناحَينِ، فالرَّأسُ بالجَناحِ، وإنْ قطَعْتَ الرَّأسَ، وقَعَتِ الجَناحانِ، فابدَأْ بأصْبَهانَ، فدخَلَ عُمَرُ المَسجِدَ، فإذا هو بالنُّعْمانِ بنِ مُقرِّنٍ يُصلِّي، فانتَظَرَه حتَّى قَضى صَلاتَه، فقالَ: إنِّي مُستَعمِلُكَ، فقالَ: أمَّا جابيًا فلا، وأمَّا غازيًا فنعمْ، قالَ: فإنَّكَ غازٍ، فسرَّحَه، وبعَثَ إلى أهْلِ الكوفةِ أنْ يَمُدُّوه ويَلْحَقوا به، وفيهم حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ، والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ، والزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ، والأشعَثُ بنُ قَيسٍ، وعَمْرُو بنُ مَعْدي كَرِبَ، وعَبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو، فأتاهُمُ النُّعْمانُ وبيْنَه وبيْنَهم نَهرٌ، فبعَثَ إليهمُ المُغيرةَ بنَ شُعْبةَ رَسولًا، ومَلِكُهم ذو الجَناحَينِ فاستَشارَ أصْحابَه: ما ترَوْنَ أقعُدُ لهم في هَيْئةِ الحَربِ أو في هَيْئةِ المُلكِ وبَهجَتِه؟ فجلَسَ في هَيْئةِ المُلكِ وبَهجَتِه على سَريرٍ، ووضَعَ التَّاجَ على رأْسِه، وحَولَه سِماطَينِ عليهم ثِيابُ الدِّيباجِ، والقُرْطةِ، والأَسْوَرةِ، فجاء المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ، فأخَذَ بضَبعَيْه، وبيَدِه الرُّمحُ والتُّرسُ، والنَّاسُ حَولَه سِماطَينِ على بِساطٍ له، فجعَلَ يَطعَنُه برُمحِه، فخَرَّقَه لكي يَتطَيَّروا، فقالَ له ذو الجَناحَينِ: إنَّكم يا مَعشَرَ العرَبِ أصابَكم جوعٌ شَديدٌ وجَهدٌ فخرَجْتُم، فإنْ شِئْتم مُرْناكم ورَجَعْتم إلى بِلادِكم، فتكَلَّمَ المُغيرةُ فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، وقالَ: إنَّا كنَّا مَعشرَ العَربِ نأكُلُ الجِيَفَ والمَيْتةَ، وكانَ النَّاسُ يَطَؤُونا، ولا نَطَؤُهم، فابتَعَثَ اللهُ منَّا رَسولًا في شرَفٍ منَّا أوسَطَنا حَيًّا وأصدَقَنا حَديثًا، وإنَّه قد وعَدَنا أنَّ هاهنا ستُفتَحُ علينا، وقد وجَدْنا جَميعَ ما وعَدَنا حقًّا، وإنِّي لأرَى هاهنا بَزَّةً وهَيْئةً ما أرَى مَن مَعي بذاهِبينَ حتَّى يَأْخُذوه، فقالَ المُغيرةُ: فقالَتْ لي نَفْسي: لو جمَعْتَ جَراميزَكَ فوثَبْتَ وَثْبةً، فجلَسْتُ معَه على السَّريرِ؛ إذ وجَدْتُ غَفْلةً فزَجَروني، وجَعَلوا يَجُبُّونَه، فقُلْتُ: أرأيْتُم إنْ كنْتُ أنا استَجمَعْتُ، فإنَّ هذا لا يُفعَلُ بالرُّسلِ، وإنَّا لا نَفعَلُ هذا برُسُلِكم إذا أتَوْنا، فقالَ: إنْ شِئْتم قطَعْنا إليكم، وإنْ شِئْتم قطَعْتم إلينا، فقُلْتُ: بل نقطَعُ إليكم، فقطَعْنا إليهم، وصافَفْناهُم، فتَسَلسَلوا كلُّ سَبعةٍ في سِلسلةٍ، وخَمسةٌ في سِلسِلةٍ حتَّى لا يَفِرُّوا، قالَ: فرامَوْنا حتَّى أسْرَعوا فينا، فقالَ المُغيرةُ للنُّعْمانِ: إنَّ القَومَ قد أسْرَعوا فينا فاحمِلْ، فقالَ: إنَّكَ ذو مَناقِبَ، وقد شهِدْتَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنِّي شهِدْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا لم يُقاتِلْ أوَّلَ النَّهارِ أخَّرَ القِتالَ حتَّى تَزولَ الشَّمسُ، وتهُبَّ الرِّياحَ ويَنزِلَ النَّصرُ، فقالَ النُّعْمانُ: يا أيُّها النَّاسُ، اهْتَزُّوا ثَلاثَ هَزَّاتٍ، فأمَّا الهَزَّةُ الأُولى: فلْيَقضِ الرَّجلُ حاجَتَه، وأمَّا الثَّانيةُ: فلْيَنظُرِ الرَّجلُ في سِلاحِه وسَيفِه، وأمَّا الثَّالثةُ: فإنِّي حامِلٌ فاحْمِلوا، فإنْ قُتِلَ أحَدٌ، فلا يَلْوي أحَدٌ على أحَدٍ، وإنْ قُتِلْتُ فلا [تَلْوُوا] عَلَيَّ، وإنِّي داعٍ اللهَ بدَعْوةٍ فعزَمْتُ على كلِّ امْرئٍ منكم لَما أمَّنَ عليها، فقالَ: اللَّهمَّ ارزُقِ اليَومَ النُّعْمانَ شَهادةً بنَصرِ المُسلِمينَ، وافتَحْ عليهم، فأمَّنَ القَومُ وهَزَّ لِواءَه ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ حمَلَ، فكانَ أوَّلَ صَريعٍ رَضيَ اللهُ عنه، فذكَرْتُ وَصيَّتَه فلم آلُو عليه، وأعلَمْتُ مَكانَه، فكنَّا إذا قتَلْنا رَجُلًا منهم شُغِلَ عنَّا أصْحابُه يَجُرُّونَه، ووقَعَ ذو الجَناحَينِ مِن بَغلَتِه الشَّهْباءِ، فانشَقَّ بَطنُه، وفتَحَ اللهُ على المُسلِمينَ، فأتيْتُ النُّعْمانَ وبه رَمَقٌ، فأتَيْتُه بماءٍ، فجعَلْتُ أصُبُّه على وَجهِه أغسِلُ التُّرابَ عنْ وَجهِه، فقالَ: مَن هذا؟ فقُلْتُ: مَعقِلُ بنُ يَسارٍ، فقالَ: ما فعَلَ النَّاسُ؟ فقُلْتُ: فتَحَ اللهُ عليهم، فقالَ: الحَمدُ للهِ، اكْتُبوا بذلك إلى عُمَرَ، وفاضَتْ نفْسُه، فاجتمَعَ النَّاسُ إلى الأشعَثِ بنِ قَيسٍ، قالَ: فأتَيْنا أمَّ ولَدِه فقُلْنا: هل عهِدَ إليكِ عَهدًا؟ قالتْ: لا، إلَّا سُفَيطٌ له فيه كِتابٌ، فقَرأْتُه: فإذا فيه إنْ قُتِلَ فُلانٌ ففُلانٌ، وإنْ قُتِلَ فُلانٌ، قالَ حمَّادٌ: فحَدَّثَني علِيُّ بنُ زَيدٍ، حدَّثَنا أبو عُثْمانَ النَّهْديُّ، أنَّه أتَى عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: ما فعَلَ النُّعْمانُ بنُ مُقَرِّنٍ؟ فقالَ: قُتِلَ، قالَ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، ثمَّ قالَ: ما فعَلَ فُلانٌ؟ قلْتُ: قُتِلَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، وآخَرينَ لا نَعلَمُهم، قالَ: لا نَعلَمُهم لكنَّ اللهَ يَعلَمُهم.
الراوي : معقل بن يسار | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5369 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

119 - عنْ زاذانَ أَبي عُمرَ قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ يقولُ: خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ، ولَمَّا يُلْحَدْ بَعْدُ، قالَ: فَقَعَدْنا حَوْلَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ ينْظُرُ إلى السَّماءِ وينْظُرُ إلى الأرْضِ، وجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ ويَخفِضُهُ ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ». ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرَّجُلَ المسْلِمَ إذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا جاءَ مَلَكُ الموْتِ فقَعَدَ عندَ رَأْسِهِ، وتَنزِلُ ملائكَةٌ مِنَ السَّماءِ كأَنَّ وُجوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ أَكْفانٌ مِنْ أَكْفانِ الجَنَّةِ وحَنوطٌ مِنْ حَنوطِ الجَنَّةِ، فَيَقْعُدونَ مِنْه مَدَّ البَصَرِ». قالَ: «فَيقولُ مَلَكُ الموتِ: أَيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخْرُجي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ». قالَ: «فَتَخْرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِنَ السِّقاءِ، فلا يَترُكونَها في يدِهِ طرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ بها على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطَّيِّبةُ؟ فيقولونَ: فُلانٌ بأَحْسَنِ أسْمائهِ، فإذا انتَهى إلى السَّماءِ فُتِحَتْ لهُ أبوابُ السَّماءِ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تَليها، حتَّى يُنتَهى إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ يُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في عِلِّيِّينَ، ثُمَّ يُقالُ: أرْجِعوا عَبْدي إلى الأَرْضِ، فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْها خَلَقْتُهُمْ وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنْها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرَى، فتُرَدُّ رُوحُهُ إلى جَسَدِهِ، فَتَأْتيهِ الملائكةُ فيَقُولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ قالَ: فيقولُ: اللهُ، فيقولونَ: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: الإسْلامُ، فيقولونَ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي خرَجَ فيكُمْ؟». قالَ: «فيقولُ: رسولُ اللَّهِ». قالَ: «فيقولونَ: وما يُدْريكَ؟». قالَ: «فيقولُ: قَرَأْتُ كِتابَ اللهِ فآمَنْتُ بهِ وصدَّقْتُ». قالَ: «فيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ صَدَقَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ الجنَّةِ وأَلْبِسوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الجنَّةِ». قالَ: «ويُمَدُّ لهُ في قَبْرِهِ ويَأْتيهِ رَوْحُ الجَنَّةِ ورَوْحُها». قالَ: «فيُفْعَلُ ذلك بِهِ، ويَمثُلُ لهُ رجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ حَسَنُ الثِّيابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ لهُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسُرُّكَ، هذا يَوْمُكَ الَّذي كنتَ توعَدُ، فيقولُ: مَنْ أنتَ، فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بالخيرِ؟». قالَ: «فيقولُ أنا عَمَلُكَ الصَّالِحُ»، قالَ: «فهو يقولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعةَ كيْ أرْجِعَ إلى أهْلي وَمالي». ثُمَّ قَرَأَ: «{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]. وَأمَّا الفاجِرُ فإذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا أَتاهُ مَلَكُ الموْتِ فيَقْعُدُ عندَ رأْسِهِ، وتَنْزِلُ الملائكةُ سُودُ الوجُوهِ، مَعَهُمُ المُسوحُ، فيَقْعُدونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، فَيقولُ ملَكُ الموتِ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ إلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وغَضَبٍ». قالَ: «فتَفَرَّقُ في جَسدِهِ، فينقَطِعُ معها العُروقُ والعَصَبُ كما يُستْخرجُ الصُّوفُ الْمَبْلولُ بالسَّفودِ ذي الشُّعَبِ». قالَ: «فَيقُومونَ إليهِ، فلا يَدَعُونَها في يدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الخَبيثةُ؟». قالَ: «فيقولونَ: فُلانٌ بأقْبحِ أسمائهِ». قالَ: «فإذا انتُهيَ بهِ إلى السَّماءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أبْوابُ السَّمواتِ». قالَ: «ويُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في سِجِّينٍ». قالَ: «ثُمَّ يُقالُ: أَعيدوا عَبْدي إلى الأَرْضِ؛ فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي منها خَلَقْتُهُمْ، وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرى». قالَ: «فَيُرْمى بِروحِهِ حتَّى تَقَعَ في جَسَدِهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: «{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]». قالَ: «فتَأْتيهِ الملائكةُ فيقولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟». قالَ: «فيقولُ: لا أدْري، فيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ قدْ كَذَبَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ النَّارِ، وأَلْبِسوهُ مِنَ النَّارِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ». قالَ: «ويُضَيَّقُ عليه قَبرُهُ حتَّى تَخْتَلِفَ فيه أَضْلاعُهُ». قالَ: «ويَأْتيهِ ريحُها وحَرُّها». قالَ: «فيُفْعَلُ به ذلك، ويَمْثُلُ لهُ رَجلٌ قَبيحُ الوَجْهِ، قَبيحُ الثِّيابِ، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسوؤكَ، هذا يَومُكَ الَّذي كُنتَ تُوعدُ». قالَ: «فيقولُ: مَنْ أنتَ؟ فوَجْهُكَ الوَجْهُ بَشَّرَ بالشَّرِّ». قالَ: «فيقولُ: أنا عَمَلُكَ الخبيثُ». قالَ: «وهو يقولُ: رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ».
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 107 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

120 - نَحْو [عنْ زاذانَ أَبي عُمرَ قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ يقولُ: خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ فانْتَهَيْنا إلى القَبْرِ، ولَمَّا يُلْحَدْ بَعْدُ، قالَ: فَقَعَدْنا حَوْلَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَعَلَ ينْظُرُ إلى السَّماءِ وينْظُرُ إلى الأرْضِ، وجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ ويَخفِضُهُ ثلاثًا، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذابِ القَبْرِ». ثُمَّ قالَ: «إنَّ الرَّجُلَ المسْلِمَ إذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا جاءَ مَلَكُ الموْتِ فقَعَدَ عندَ رَأْسِهِ، وتَنزِلُ ملائكَةٌ مِنَ السَّماءِ كأَنَّ وُجوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ أَكْفانٌ مِنْ أَكْفانِ الجَنَّةِ وحَنوطٌ مِنْ حَنوطِ الجَنَّةِ، فَيَقْعُدونَ مِنْه مَدَّ البَصَرِ». قالَ: «فَيقولُ مَلَكُ الموتِ: أَيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبةُ، اخْرُجي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ». قالَ: «فَتَخْرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القَطْرةُ مِنَ السِّقاءِ، فلا يَترُكونَها في يدِهِ طرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ بها على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطَّيِّبةُ؟ فيقولونَ: فُلانٌ بأَحْسَنِ أسْمائهِ، فإذا انتَهى إلى السَّماءِ فُتِحَتْ لهُ أبوابُ السَّماءِ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سماءٍ مُقَرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تَليها، حتَّى يُنتَهى إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ يُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في عِلِّيِّينَ، ثُمَّ يُقالُ: أرْجِعوا عَبْدي إلى الأَرْضِ، فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْها خَلَقْتُهُمْ وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنْها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرَى، فتُرَدُّ رُوحُهُ إلى جَسَدِهِ، فَتَأْتيهِ الملائكةُ فيَقُولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟ قالَ: فيقولُ: اللهُ، فيقولونَ: ما دِينُكَ؟ فيقولُ: الإسْلامُ، فيقولونَ: ما هذا الرَّجلُ الَّذي خرَجَ فيكُمْ؟». قالَ: «فيقولُ: رسولُ اللَّهِ». قالَ: «فيقولونَ: وما يُدْريكَ؟». قالَ: «فيقولُ: قَرَأْتُ كِتابَ اللهِ فآمَنْتُ بهِ وصدَّقْتُ». قالَ: «فيُنادِي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ صَدَقَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ الجنَّةِ وأَلْبِسوهُ مِنَ الجَنَّةِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الجنَّةِ». قالَ: «ويُمَدُّ لهُ في قَبْرِهِ ويَأْتيهِ رَوْحُ الجَنَّةِ ورَوْحُها». قالَ: «فيُفْعَلُ ذلك بِهِ، ويَمثُلُ لهُ رجُلٌ حَسَنُ الوَجْهِ حَسَنُ الثِّيابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ لهُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسُرُّكَ، هذا يَوْمُكَ الَّذي كنتَ توعَدُ، فيقولُ: مَنْ أنتَ، فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بالخيرِ؟». قالَ: «فيقولُ أنا عَمَلُكَ الصَّالِحُ»، قالَ: «فهو يقولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعةَ كيْ أرْجِعَ إلى أهْلي وَمالي». ثُمَّ قَرَأَ: «{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]. وَأمَّا الفاجِرُ فإذا كان في قُبُلٍ مِنَ الآخِرةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنْيا أَتاهُ مَلَكُ الموْتِ فيَقْعُدُ عندَ رأْسِهِ، وتَنْزِلُ الملائكةُ سُودُ الوجُوهِ، مَعَهُمُ المُسوحُ، فيَقْعُدونَ مِنهُ مَدَّ البَصَرِ، فَيقولُ ملَكُ الموتِ: اخْرُجي أيَّتُها النَّفْسُ الخبيثةُ إلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وغَضَبٍ». قالَ: «فتَفَرَّقُ في جَسدِهِ، فينقَطِعُ معها العُروقُ والعَصَبُ كما يُستْخرجُ الصُّوفُ الْمَبْلولُ بالسَّفودِ ذي الشُّعَبِ». قالَ: «فَيقُومونَ إليهِ، فلا يَدَعُونَها في يدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فيَصْعَدونَ بها إلى السَّماءِ، فلا يَمُرُّونَ على جُنْدٍ مِنَ الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الخَبيثةُ؟». قالَ: «فيقولونَ: فُلانٌ بأقْبحِ أسمائهِ». قالَ: «فإذا انتُهيَ بهِ إلى السَّماءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أبْوابُ السَّمواتِ». قالَ: «ويُقالُ: اكتُبوا كِتابَهُ في سِجِّينٍ». قالَ: «ثُمَّ يُقالُ: أَعيدوا عَبْدي إلى الأَرْضِ؛ فإنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي منها خَلَقْتُهُمْ، وفيها أُعيدُهُمْ، ومِنها أُخْرِجُهُمْ تارةً أُخْرى». قالَ: «فَيُرْمى بِروحِهِ حتَّى تَقَعَ في جَسَدِهِ». قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: «{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]». قالَ: «فتَأْتيهِ الملائكةُ فيقولونَ: مَنْ رَبُّكَ؟». قالَ: «فيقولُ: لا أدْري، فيُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أنْ قدْ كَذَبَ فَأَفْرِشوهُ مِنَ النَّارِ، وأَلْبِسوهُ مِنَ النَّارِ، وأَروهُ مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ». قالَ: «ويُضَيَّقُ عليه قَبرُهُ حتَّى تَخْتَلِفَ فيه أَضْلاعُهُ». قالَ: «ويَأْتيهِ ريحُها وحَرُّها». قالَ: «فيُفْعَلُ به ذلك، ويَمْثُلُ لهُ رَجلٌ قَبيحُ الوَجْهِ، قَبيحُ الثِّيابِ، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبْشِرْ بالَّذي يَسوؤكَ، هذا يَومُكَ الَّذي كُنتَ تُوعدُ». قالَ: «فيقولُ: مَنْ أنتَ؟ فوَجْهُكَ الوَجْهُ بَشَّرَ بالشَّرِّ». قالَ: «فيقولُ: أنا عَمَلُكَ الخبيثُ». قالَ: «وهو يقولُ: رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ»] إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " ارْقُدْ رَقْدَةَ الْمُتَّقِينَ، لِلْمُؤْمِنِ الْأَوَّلِ، وَيُقَالُ لِلْفَاجِرِ: ارْقُدْ مَنْهُوشًا، فَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَلَهَا فِي جَسَدِهِ نَصِيبٌ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 108 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]