موسوعة الفرق

المطلَبُ العاشِرُ: خياناتُ الشِّيعةِ في بلادِ الهِندِ


في بلادِ الهندِ كان الشِّيعةُ ظَهيرًا لأعداءِ الإسلامِ والمُسلمينَ مِنَ الوثَنيِّينَ الهندوسِ والسِّيخِ والمُستَعمِرينَ الإنجِليزِ نِكايةً في أهلِ السُّنَّةِ. ومِن ذلك أنَّه كان يوجَدُ في بلدةِ أجودهيا مَسجِدٌ كبيرٌ من أبنيةِ السُّلطانِ بابر، وكان الهَنادِكُ يعتَقِدونَها أرضًا مُقدَّسةً، فلمَّا انقَرَضَتِ الدَّولةُ التَّيموريَّةُ غَصَبوا المَسجِدَ، وجَعَلوه جُزءًا لمَعبَدِهم، وكان ذلك عامَ 1273هـ، فقَدِم الشَّيخُ غُلامُ حُسَين الأودي ومَن مَعَه مِنَ المُسلمينَ لاستِخلاصِ المَسجِدِ من أيديهم، فقَتَلوه وحَرَقوا المَصاحِفَ، فلمَّا سَمِعَ ذلك الشَّيخُ أمير عَلي الأميتهوريُّ دَخَل لكهنؤ، وحَرَّضَ الوُلاةَ وكانوا مِنَ الشِّيعةِ لاستِعادةِ المَسجِدِ، ولكِنَّ الوزيرَ الشِّيعيَّ تَقي علي كان مُرتَشيًا، والدِّيوانُ وثَنيًّا، فطَفِقا يدفعانِ عنِ الكُفَّارِ، ولكِنَّ الأميرَ عَلي خَرَجَ إلى أجودهيا ليأخُذَ بثَأرِ المُسلمينَ وينتَزِعَ المَسجِدَ من أيديهم، فمَنَعَه الوزيرُ المَذكورُ، واستَفتى العُلماءَ في ذلك، وخَلعَ عليهم ثيابًا، فأفتَوه بأنَّه لا يجوزُ الخُروجُ، وكان واجِد علي شاه أميرُ تلك النَّاحيةِ مَغبونَ العَقلِ والدِّينِ، مشغولًا بالمَلاهي والمُنكَراتِ، فحَشد الوزيرُ الجُندَ وأمَرَ بالغارةِ على أميرِ علي ومَن كان مَعَه مِنَ المُسلمينَ، فلمَّا كادَ أن يصِلَ إلى أجودهيا أغارَت عليه العَساكِرُ الشَّاهانيَّةُ، فقُتِل الشَّيخُ ومَن مَعَه مِنَ المُسلمينَ [2459] يُنظر: ((نزهة الخواطر وبهجة السامع والناظر)) للطالبي (7/82)، ((الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين)) (1/581). .
وفي أوائِلِ القَرنِ الثَّالثَ عَشَرَ الهِجريِّ شَهدَتِ الهندُ نَشاطًا شيعيًّا مَلحوظًا على يدِ أحَدِ عُلمائِهم، وهو دلدار عَلي النَّصير آبادي المُتَوفَّى سَنةَ 1235هـ، وكانتِ الشِّيعةُ الإماميَّةُ في عَصرِه مُتَفرِّقينَ في بلادِ الهندِ، وليست لهم دَعوةٌ إلى مَذهَبِهم، ولا جامِعةٌ تَجَمعُهم، فاجتَهَدَ وأقامَ الجَماعةَ في الجُمَعِ والأعيادِ، وبَذَل جُهدَه في إحقاقِ مَذهَبِه وإبطالِ غَيرِه مِنَ المَذاهِبِ، حتَّى انتَشَرَ مَذهَبُه في بلادِه، وكادَت تَتَشَيَّعُ كُلُّ الفِرَقِ بسَبَبِه [2460] يُنظر: ((نزهة الخواطر وبهجة السامع والناظر)) للطالبي (7/ 966). .

انظر أيضا: