الموسوعة الفقهية

المطلب الثَّاني: حُكمُ الرُّقْيَةِ والاسترقاءِ


الرُّقيَةُ [7182] يباحُ طلبُ الرُّقية، وإن كان تركُه، والاستغناءُ عن النَّاسِ، وقيامُ المسلمِ بها لنفسِه؛ أفضلَ. يُنظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (24/ 261). جائزةٌ [7183] تجوز الرُّقي عندَ اجتماعِ ثلاثةِ شروطٍ: أن يكونَ بكلامِ اللهِ تعالى أو بأسمائِه وصفاتِه، وباللسانِ العربيِّ، أو بما يُعرفُ معناه مِن غيرِه، وأن يعتقدَ أنَّ الرقيَةَ لا تؤثِّرُ بذاتِها بل باللهِ تعالى. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (10/195). ، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعة: الحَنفيَّة [7184] ((البناية)) للعيني (10/281)، ((حاشية ابن عابدين)) (6/57). ويُنظر: ((اللباب في الجمع بين السنة والكتاب)) للمنبجي (2/534). ، والمالِكيَّة [7185] ((حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني)) (2/490). ويُنظر: ((البيان والتحصيل)) لابن رشد الجد (18/426)، ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/340). ، والشافعيَّة [7186]  ((المجموع)) للنووي (9/64). ويُنظر: ((الأم)) للشافعي (7/241). ، والحَنابِلَة [7187] ((الإقناع)) للحجاوي (4/308)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/81). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك [7188] قال ابن حجر: (وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى)  ((فتح الباري)) (10/195). وقال الشَّوكاني: (وقد نقلوا الإجماعَ على جوازِ الرُّقى بالآياتِ وأَذكارِ اللهِ تبارك وتعالى). ((نيلُ الأوطارِ)) (8/231)
الأدلَّة من السُّنَّة:
1- عن أنسِ بن مالكٍ رَضِيَ الله عنه، في الرُّقَى قال: ((رُخِّصَ في الحُمَةِ [7189] الحُمَة: بضَمِّ الحاء المهملَة وتخفيفِ الميمِ: سُمُّ العقربِ وشِبْهِها، وقيل: هي حِدَّة السُّم وحرارتُه، والمراد أو ذي حُمَة كالعقرب وشِبْهِها. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (1/446)، ((شرح النووي على مسلم)) (3/93). ، والنَّمْلة، والعَيْن )) [7190] أخرجه مسلم (2196).
2- عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه، قال: ((كانَ لي خالٌ يَرْقِي من العَقْربِ، فنهى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الرُّقَى، قال: فأتاه، فقال: يا رسولَ الله، إنَّكَ نهيْتَ عن الرُّقى، وأنا أَرْقي من العقربِ، فقال: مَنِ استطاعَ منكم أن ينفَعَ أخاه فلْيَفْعلْ )) [7191] أخرجه مسلم (2199).
3- عن جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أيضًا قال: ((نهى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الرُّقَى، فجاء آلُ عمرِو بنِ حَزْمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّه كانت عندنا رُقيةٌ يُرقَى بها من العَقْربِ، وإنَّك نهيْتَ عن الرُّقَى. قال: فعَرَضُوها عليه، فقال: ما أرى بأسًا؛ منِ استطاعَ مِنْكم أن ينفَعَ أخاه فلْيَنْفَعْه )) [7192] أخرجه مسلم (2199).
4- عن عَوفِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((كنَّا نرقِي في الجاهليَّةِ، فقُلنا: يا رسولَ الله، ما تقولُ في ذلك؟ فقال: اعْرِضوا عليَّ رُقاكم، لا بأسَ بالرُّقى ما لم يكنْ فيه شِرْكٌ )) [7193] أخرجه مسلم (2200).
5- عن عبد العزيزِ، قال: ((دخلْتُ أنا وثابتٌ على أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ الله عنه، فقال ثابتٌ: يا أبا حمزةَ، اشتَكَيْتُ، فقال أنسٌ: ألَا أَرْقيكَ بِرُقيةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: بلى، قال: اللَّهُمَّ، رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الباسِ، اشْفِ أنتَ الشَّافي، لا شافِيَ إلَّا أنت، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا )) [7194] أخرجه البخاري (5742).

انظر أيضا: