موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّالثُ: كَثْرةُ مَجالِسِ الشِّعْرِ والأدَبِ


اهْتَمَّ أهْلُ هذا العَصْرِ بالشِّعْرِ والأدَبِ، فكانوا يَعقِدونَ مَجالِسَ الشِّعْرِ يَتَفاكَهونَ فيها بالطَّريفِ مِن الشِّعْرِ، ويَتَسامَرونَ بالغَريبِ مِن الرِّوايةِ، ويَتَجاذَبونَ الرَّائِعَ مِن القَوْلِ، ويَتَبادَلونَ التَّعْليقَ والنَّقْدَ، ويَسْتَجيدونَ الجَيِّدَ ويُهَجِّنونَ الضَّعيفَ.
وكانت أسْواقُ النَّاسِ ومَجالِسُهم بمَنزِلةِ نَدْوةٍ أدَبيَّةٍ حافِلةٍ، يَجْتمِعُ إليها الشُّعَراءُ فيُنْشِدونَ أشْعارَهم، كما كانَ سوقُ عُكاظٍ في الجاهِليَّةِ، وسوقُ المِربَدِ في أيَّامِ الأُمَوِيِّينَ، واسْتَمرَّ زَمانَ العبَّاسيِّينَ، فانْتَشَرَ الأدَبُ في مَجالِسِ النَّاسِ وأسْواقِهم وطُرُقاتِهم وبُيوتِهم، فاهْتَمَّ النَّاسُ كلُّهم به، وأُولِعوا بحِفْظِه وفَهْمِه وإنْشادِه، فأدَّى ذلك إلى اسْتِمرارِ الشِّعْرِ فيهم وازْدِهارِه [523] ينظر: ((الأدب العربي)) لمُحمَّد عبد المنعم خفاجي (ص:81)، ((تاريخ الأدب العربي)) لشوقي ضيف (3/180). .

انظر أيضا: