موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّالِثُ: الأصْمَعيَّاتُ


هي مَجْموعةٌ شِعْريَّةٌ تُنسَبُ إلى راويها عبْدِ المَلِكِ بنِ قُرَيبٍ الأصْمَعيِّ، اسْتَكمَلَ بها بعضًا مِن عُيونِ الشِّعْرِ مِن القَصائِدِ والمَقْطوعاتِ الَّتي فاتَتِ المُفَضَّلَ الضَّبِّيَّ في المُفَضَّليَّاتِ، وتَتألَّفُ مِن اثْنَتَينِ وتِسْعينَ قَصيدةً ومَقْطوعةً، لواحِدٍ وسَبْعينَ شاعِرًا، مِنهم أرْبعةٌ وأرْبعونَ شاعِرًا جاهِليا، وأرْبَعةَ عشَرَ مُخَضرَمًا، وسِتَّةٌ مِن الإسلاميِّينَ، وسَبْعةُ مَجْهولينَ. والقَصائِدُ الكامِلةُ فيها أَكْثَرُ عَدَدًا مِن المَقْطوعاتِ.
وقد اقْتَدى الأصْمَعيُّ بالمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ في إيثارِ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ، الَّذين لا يُرْوى عنهم شِعْرٌ كَثيرٌ، وقد قيلَ: إنَّه اخْتارَ تلك المَجْموعةَ لِهارونَ الرَّشيدِ.
وتَتَجلَّى في "الأصْمَعيَّاتِ" بَراعةُ الأصْمَعيِّ نَحْويًّا ولُغَويًّا، وتَعكِسُ عَقْليَّةَ عالِمٍ لُغويٍّ خَبَرَ الشِّعْرَ الجاهِليَّ وعرَفَه حَقَّ المَعْرفةِ.
وقد أوْرَدَ عندَ بعضِ القَصائِدِ نِقاطًا مُهمَّةً في بَيانِ مُناسَبةِ النَّصِّ وتَفْسيرِ بعضِ غَريبِه. وقد أوْرَدَ فيه أشْعارَ شُعَراءَ، مِثلُ: امْرِئِ القَيْسِ، والحارِثِ بنِ حِلِّزةَ، ودُرَيدِ بنِ الصِّمَّةِ، وعُرْوةَ بنِ الوَرْدِ، وطَرَفةَ، وقَيْسِ بنِ الخَطيمِ، والسَّمَوألِ بنِ عادِياءَ اليَهوديِّ وغيْرِهم.
وتُعَدُّ الأصْمَعيَّاتُ مِثلَ المُفَضَّليَّاتِ في الثِّقةِ بها؛ لأنَّها تُلْقي ضَوءًا كاشِفًا على حَياةِ العَربِ، وتُقَدِّمُ نَماذِجَ لأغْراضِ شِعْرِهم، مِثلُ الغَزَلِ والرِّثاءِ والمَديحِ، والوَصْفِ والهِجاءِ [110] ينظر: ((تاريخ الأدب الربي)) لشوقي ضيف (1/178)، ((تاريخ الأدب العربي)) بركلمان (1/75). .

انظر أيضا: