موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الثَّاني والأربعون: التَّضادُّ


يُطلَقُ التَّضادُّ في عِلمِ البَلاغةِ على الطِّباقِ، وهو أن يكونَ اللَّفْظُ مُقابِلًا لِلَفْظٍ آخَرَ في المَعْنى، مِثلُ: الحَياةِ والمَوْتِ، النَّجاحِ والفَشَلِ، الغِنى والفَقْرِ، الطُّولِ والقِصَرِ...
ويُرادُ به في عِلمِ اللُّغةِ نَوْعٌ مِنَ المُشْترَكِ اللَّفْظيِّ، وهو أن يُطلَقَ اللَّفْظُ على المَعْنى وضِدِّه، كقَولِ العَربِ: "جَلَلٌ" للأمْرِ الكَبيرِ والصَّغيرِ؛ تقولُ: هذا أمْرٌ جَلَلٌ، و"الصَّارِخُ" الَّتي تقالُ للمُسْتغيثِ والمُغيثِ، و"القُرْءُ" للطُّهْرِ والحَيْضِ.
ويُفرِّقُ بَيْنَ المَعْنيَينِ دَلالةُ السِّياقِ الكَلاميِّ.
ولا يُسمَّى اخْتِلافُ مَعْنى اللَّفْظِ الواحِدِ تَضادًّا إلَّا بشَرْطِ أن يكونَ ذلك في لَهْجةٍ واحِدةٍ، أمَّا إذا كان اللَّفْظُ دالًّا على مَعنًى في لَهْجةٍ، وعلى آخَرَ في لَهْجةٍ أُخْرى، فليس هذا مِنَ التَّضادِّ، بل مِنِ اخْتِلافِ اللَّهَجاتِ.
والفائِدةُ الكُبْرى مِنَ التَّضادِّ أنَّه يُسهِمُ في اتِّساعِ الدَّلالةِ اللُّغويَّةِ، ويَمنَحُ العَربيَّةَ خَصائِصَ وسِماتٍ تُميِّزُها مِن سائِرِ اللُّغاتِ [247] يُنظر: ((دراسات لغوية في أمهات كتب اللُّغة)) إبراهيم أبو سكين (ص:225)، ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل بديع يعقوب وميشال عاصي (ص:423). .

انظر أيضا: