موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الثَّاني والعشرون: الاسْتِئْنافُ


هو في اللُّغةِ: الابْتِداءُ بالشَّيءِ، أو إكْمالُه بَعْدَ انْقِطاعٍ.
وفي النَّحْوِ: الجُملةُ الاسْتِئْنافيَّةُ هي الَّتي تَقَعُ في أثْناءِ الكَلامِ مُنقَطِعةً عمَّا قَبْلَها لاسْتِئْنافِ كَلامٍ جَديدٍ، مِثلُ قَولِه تعالى: وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [يونس: 65] ، وقَولِه: فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [يس: 76] ؛ فجُملةُ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا، وإِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ جُملتانِ اسْتِئْنافيَّتانِ لا مَحَلَّ لهما مِنَ الإعْرابِ، ولَيْستا مَقولَ القولِ؛ فالجُملتانِ اللَّتانِ قَبْلَهما انْتَهتا عِنْدَ قَولِه تعالى: قَوْلُهُمْ.
وتَقْترِنُ بالواوِ الاسْتِئْنافيَّةِ، كقَولِه تعالى: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً [الحج: 5] ؛ فإنَّ جُملةَ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً جُملةٌ اسْتِئْنافيَّةٌ مُنقَطِعةٌ عمَّا قَبْلَها في المَعْنى، ولا مَحَلَّ لها مِنَ الإعْرابِ.
وتَقْترِنُ كذلك بالفاءِ الاسْتِئْنافيَّةِ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
إنَّ الحياةَ لشَوكٌ وَسْطَهُ زَهَرٌ
فحَطِّمِ الشَّوكَ حتَّى تَبلُغَ الزَّهَرا
فجُملةُ: «فحطِّمِ الشَّوكَ» اسْتِئْنافيَّةٌ سُبِقتْ بالفاءِ الاسْتِئْنافيَّةِ [39] يُنظر ((معجم المُصْطلَحات النَّحْوية)) لمحمد سمير اللبدي (ص:15). .

انظر أيضا: