موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الثَّاني: حْذَفُ (كان) وبقاءُ عَمَلِها


تُحْذَفُ (كان) ويبقى عمَلُها، ولحَذْفِها ثلاثُ صُوَرٍ:
الصورةُ الأُولى: أن تُحذَفَ مع اسمِها ويبقى خَبَرُها، وذلك بعْدَ (إنْ) و(لَوْ) الشَّرطيَّتينِ.
مِثالُ حَذْفِها بعد «إنْ» الشَّرطيَّة: «كلٌّ يُجازى بعَمَلِه؛ إنْ خيرًا فخَيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ»، أي: إن كان العَمَلُ خيرًا فالجزاءُ خيرٌ. ومنه قَولُ الشَّاعِر:
قَدْ قيلَ ما قِيلَ؛ إِنْ صِدْقًا وإِنْ كَذِبًا
فَما اعتِذارُكَ مِن قَولٍ إذا قِيلا
أي: إن كان المقولُ صِدقًا، وإن كان المقولُ كَذِبًا.
مِثالُ حَذْفِها بعد «لو» الشَّرطِيَّةِ: قَولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «التَمِسْ ولو خاتَمًا من حديدٍ » أخرجه مطولاً البخاري (5135) واللفظ له، ومسلم (1425) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ، أي: ولو كان الملْتَمَسُ خاتمًا من حديدٍ.
الصورةُ الثانيةُ: أن تُحذَفَ وَحْدَها ويبقى اسمُها وخَبَرُها، وذلك بعد «أنْ» المصدَرِيَّةِ، نَحوُ: «أَمَّا أنتَ مُنطَلِقًا انطلَقْتُ»، أصلُه: «انطلقتُ لِأَنْ كُنتَ مُنطَلِقًا»، ثم قُدِّمَت «لأنْ كُنتَ منطَلِقًا» على «انطلقتُ» لقَصدِ الاختصاصِ، ثم حُذِفت اللامُ اختصارًا؛ فصارت: «أنْ كنتَ منطلقًا انطلَقْتُ»، ثم حُذِفَت «كان» فانفصل الضَّميرُ «أنت»، فصارت: «أنْ أنت منطَلِقًا انطلَقْتُ»، ثمَّ عُوِّضَ عن «كان» بـ«ما»، فأُدغِمَت نونُ «أنْ» في الميمِ «ما».
الصورةُ الثَّالثةُ: أن تُحذَفَ مع معموليها، وذلك بعد «إنْ»، نَحْوُ:
قالَتْ بَناتُ الْعَمِّ يا سَلْمَى، وإنْ
كان فَقيرًا مُعْدِمًا؟! قالَتْ وإنْ
أي: وإن كان فَقيرًا مُعدِمًا يُنظَر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (2/ 89)، ((شرح الكافية لابن الحاجب)) لرضي الدين الإستراباذي (2/ 146). .

انظر أيضا: