موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّاني: التَّضْمينُ


وهو أن يُضَمِّن كَلامَه البَيتَ الكامِلَ أو بَعْضَه لبَعْضِ القَرينةِ، كقَولِ القَلَقْشَنْديِّ: (قد لَبِس شَرَفًا لا تطمَعُ الأيَّامُ في خَلْعِه، ولا يتطلَّعُ الزَّمانُ إلى نَزْعِه، وانتهى إليه المجْدُ فوَقَف، وعرَف الكَرَمُ مكانَه فانحاز إليه وعَطَف، وحلَّت الرِّياسةُ بغَنائِه فاستغنَتْ به عن السِّوَى، وأناخت السِّيادةُ بفِنائِه... فألقَت عَصاها واستقرَّ بها النَّوْى) [68] يُنظر: ((صبح الأعشى في صناعة الإنشاء)) للقلقشندي (1/ 327). .
فإنَّ قَولَه: (فألقَت عَصاها واستَقرَّ بها النَّوى) صدرُ بَيتٍ مِنَ الطَّويلِ، وعَجُزُه:
كما قرَّ عَيْنًا بالإيابِ مُسافِرُ
وهو بيَتٌ مَشهورٌ [69] اختُلِف في قائِلِ البَيتِ؛ فقيل: مُضَرِّسٌ الأسْديُّ، وقيل: المعَقِّرُ البارقيُّ، وقيل: عبد ربه سلمى. يُنظر: ((البيان والتَّبيين)) للجاحظ (3/ 27)، ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (6/ 12). ، فاستخدمه الكاتِبُ في بَعْضِ الغَرَضِ الَّذي هو له؛ فإنَّ البَيتَ يرادُ منه المُقامُ والمُكْثُ بعد السَّفَرِ والتَّرْحالِ، وأراد منه الشَّاعِرُ المُكْثَ والمُقامَ فحَسْبُ دونَ أن يكونَ سَفَرٌ.

انظر أيضا: