موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّالثُ: التَّشْبيهُ المُفصَّلُ


هو التَّشْبيهُ الَّذي ذُكِر فيه وجْهُ الشَّبهِ، كقولِ الشَّاعِرِ: الرمل
يا شَبيهَ البدْرِ حُسْنًا
وضِياءً ومَنالَا
وشَبيهَ الغُصْنِ لِينًا
وقَوامًا واعْتِدالَا
أنتَ مِثْلُ الوَرْدِ لَوْنًا
ونَسيمًا وملَالَا
فالشَّاعِرُ هنا ذكَر وجْهَ الشَّبهِ في تَشْبيهاتِه كلِّها؛ فالحُبيبُ شَبيهُ البدْرِ في الحُسْنِ والضِّياءِ وبُعْدِ المَنالِ، وشَبيهُ الغصْنِ في اللِّينِ والقَوامِ والاعْتِدالِ، وشَبيهُ الورْدِ في اللَّونِ والنَّسيمِ وعبَقِ الرَّائِحةِ. وهذه كلُّها أوجُهُ شَبَهٍ بَيْنَ المُشبَّهِ والمُشبَّهِ به.
وهذه الأبْياتُ جاء فيها التَّصْريحُ بالأداةِ؛ ولِهذا فهِي تَشْبيهٌ مُرْسَلٌ مُفصَّلٌ؛ مُرْسَلٌ بالنِّسبةِ لذِكْرِ أداةِ الشَّبَهِ، مُفصَّلٌ لذِكْرِ وجْهِ الشَّبهِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الخفيف
كمْ وُجوهٍ مِثلِ النَّهارِ ضِياءً
لِنُفوسٍ كاللَّيلِ في الإظْلامِ
فشبَّه الشَّاعرُ الوجْهَ بالنَّهارِ في ضِيائِه ونُورِه، والنَّفْسَ باللَّيلِ في الظَّلامِ، وهذا البيتُ أيضًا مِنَ التَّشْبيهِ المُرسَلِ المُفصَّلِ [302] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 235)، ((علم البيان)) لعبد العزيز عتيق (ص: 89). .

انظر أيضا: