موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّالثُ: حَرفُ التَّاءِ


حَرفُ التَّاءِ يكونُ عاملًا، وغيرَ عامِلٍ، فالعاملُ مثلُ تاءِ القسَمِ، وغيرُ العاملِ مثلُ تاءِ التَّأنيثِ وتاءِ الخِطابِ.
وأقسامُه ثَلاثةٌ: تاءُ التأنيثِ، وتاءُ القَسَمِ، وتاءُ الخِطابِ.
أولًا: تاءُ التَّأْنِيثِ، وهي حَرفٌ يلْحَقُ الاسمَ، والفِعلَ، وبَعْضَ الحُروفِ.
فأمَّا لُحوقُه الفِعلَ فدَلالةٌ على تَأنيثِ فاعِلِه؛ لُزومًا في مَواضِعَ، وجَوازًا في مواضع [40] يُنظَر ذلك في مبحث: مُطابَقة الفاعِلِ لفِعْلِه من حيثُ التذكيرُ والتأنيثُ، من كتابِ النَّحوِ من الموسوعةِ، وينظر: ((شرح ابن عقيل على الألفية)) (2/88)، ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (1/388)، ((حاشية الصبان على الأشموني)) (2/72)، ((التصريح بمضمون التوضيح)) لخالد الأزهري (1/406) ، وهي حَرفٌ ساكِنٌ، ولا تَدخُلُ إلَّا على الفِعلِ الماضي، وتُكتَبُ تاءً مَفْتُوحةً؛ نَحْوُ: كَتَبَتْ، خرَجَتْ، سَمِعَتْ، وتُحرَّكُ بالكسرةِ لالتقاءِ الساكنينِ، نحوُ قامتِ الفتاةُ.
وأمَّا تاءُ التَّأنيثِ التي تَلحَقُ الاسمَ فتُكْتَبُ تاءً مَرْبوطةً؛ نَحْوُ: كاتِب وكاتِبة. وليستْ مِن حُروفِ المعاني، بلْ هي تاءٌ في الأصلِ، وتُسمَّى هاءَ التَّأْنِيثِ؛ لأنَّهُ يُوقَفُ عليها بالهاءِ. وقدْ تدُلُّ على المُبالغةِ في الوَصْفِ مِثلُ: عَلَّامة وفَهَّامة، وليست هذه الهاءُ مِن بِنيةِ الكَلمةِ [41] ينظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/247)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (1/269)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (9/72)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (4/1960). . ويُفَرَّقُ بها بيْن المُفْرَدِ والجَمعِ، مِثلُ: شَجَرة وَشَجَر، وتَدخُلُ على الحرفِ، مثلُ: لاتَ، ورُبَّت، فدخلت على (لا) و(رُبَّ) [42] ينظر: ((المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية)) للشاطبي (6/409)، ((الأصول في النحو)) لابن السراج (2/407)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (3/322)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (4/1735). .
ثانيًا: تاءُ القَسَمِ: وهي مِن حُروفِ الجَرِّ، ولا تَدخُلُ إلَّا على اسمِ (الله)؛ نَحْوُ قَولِ اللهِ تعالَى: تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ [يوسف: 85] ، وحُكِيَ دخولُها على كَلِمةِ (الرَّبِّ) مُضافةً إلى الكعبةِ أو لياءِ المتكلِّمِ؛ قالوا: تَرَبِّ الكَعْبة، وتَرَبِّي، وندَرَ: "تالرَّحمنِ"، و"‌تحياتِك"، وقال بعضُهم: إنَّها بدَلٌ مِن واوِ القسَمِ [43] ينظر: ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (2/743)، ((شرح الأشموني)) (2/65)، ((التصريح بمضمون التوضيح)) لخالد الأزهري (1/636)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/492)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 259)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (4/1717)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (11/159). .
ثالثًا: تاءُ الخِطابِ، وهي التَّاءُ اللَّاحِقةُ للضَّميرِ المرفوعِ المنفَصِلِ؛ نَحْوُ: أنتَ وأنتِ، وأنتمْ وأنتُنَّ. فالتَّاءُ في ذلك حَرفُ خِطابٍ، و(أنْ) هو الضَّميرُ على مَذهَبِ الجُمهورِ. وقيل: الكَلِمةُ كُلُّها الضَّميرُ [44] يُنظر: ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 58)، ((شرح ابن الناظم على الألفية)) (ص: 10)، ((توضيح المقاصد والمسالك)) للمرادي (1/288). .

انظر أيضا: