موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّانِي: أحكامُ آخِرِ الفِعْلِ المؤكَّدِ بالنُّونِ


1- إن اتَّصَلَت النُّونُ الخفيفةُ أو الثَّقيلةُ بالفِعْلِ فُتح ِآخِرُه، ولا يُحذَفُ منه شيءٌ:
فإن كانت لامُ الفِعْلِ مَحذوفةً، فإنها تُردَّ، مِثْلُ: ادعُ، واطوِ، تقولُ: ادعُوَنَّ، واطوِيَنَّ.
وإن كانت عَينُ الفِعلِ محذوفةً، فإنها تُرَدُّ، مِثْلُ: قُلْ، تقول: لَتَقولَنَّ، وقُولَنَّ.
إن كانت لامُ الفِعْلِ ألفًا، فإنها تُقلَبُ ياءً مطلقًا، مِثْلُ: لترضَيَنَّ، وارضَيَنَّ.
2- إن كان الفِعلُ متَّصِلًا بواوِ الجماعةِ أو ياءِ المُخاطَبةِ المُؤَنَّثة:
إن كان الفِعلُ مَرفوعًا تُحذَفُ نُونُ الرَّفعِ لتوالي الأمثالِ.
فإن كان الفِعلُ صَحيحًا، فإنَّ واوَ الجماعةِ وياءَ المُخاطَبةِ تُحذَفانِ، وتبقى الضَّمَّةُ على ما قَبْلَ واوِ الجماعةِ، وتبقى الكَسْرةُ على ما قَبْلَ ياءِ المُخاطَبةِ، تقولُ: لَتجتَهِدُنَّ يا قَومِ، ولتجتَهِدِنَّ يا هِندُ.
فإن كان الفِعلُ مُعْتَلَّ الآخِرِ، فإنَّك تحذِفُ آخِرَ الفِعْلِ مُطلَقًا، وبعد ذلك ننظُرُ:
إن كان الفِعلُ مُعْتَلَّ الآخِرِ بالألِفِ، فإنَّ واوَ الجماعةِ وياءَ المخاطَبةِ تَثبُتانِ ولا تُحذَفانِ، ويُفتَحُ ما قَبْلَهما، وتُضَمَّ الواوُ، وتُكسَرُ الياءُ، مِثْلُ: لَترضَوُنَّ يا قومِ، ارضَوُنَّ يا قَومِ، ولِتَرضَيِنَّ يا هِندُ، وارضَيِنَّ يا هِندُ.
إن كان الفِعلُ مُعْتَلَّ الآخِرِ بالواوِ أو بالياءِ، فإنَّك تحذِفُ -مع حَذْفِ آخِرِه- واوَ الجماعةِ وياءَ المخاطَبةِ، ويُضمُّ ما قَبْلَ واوِ الجماعةِ، ويُكسَرُ ما قَبْلَ الياءِ، مِثْلُ: لَتَدْعُنَّ يا قَومِ، وادعُنَّ يا قَومِ، ولَتَدعِنَّ يا هِندُ، وادعِنَّ يا هندُ.
3- وإن اتَّصَلَت نونُ التوكيدِ الثَّقيلةُ بالفِعْلِ المتَّصِلِ بألِفِ الاثنينِ مَرفوعًا، فإنَّ نُونَ الإعرابِ تُحذَفُ لتوالي الأمثالِ، وتُكسَرُ نُونُ التوكيدِ، مِثْلُ: اضربانِّ ولا تَضْرِبانِّ؛ وفي القُرآنِ: وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [يونس: 89] ، وفي دُخولِ النُّونِ الخفيفةِ في هذا الموضِعِ قولانِ:
قَولُ الجُمهورِ وسِيبَوَيهِ [949] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 526). : لا تدخُلُ النُّونُ الخفيفةُ؛ لالتِقاءِ السَّاكِنَينِ.
قَولُ الكُوفِيِّينَ ويُونُسَ [950] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 527). : يرون أنَّ الخفيفةَ تَلحَقُ الفِعْلَ مُتَّصِلًا بألِفِ الاثنَينِ ولا يبالُونَ بالتِقاءِ السَّاكِنَينِ، يقولونَ: اضْرِبَانْ زَيدًا.
4- وإن اتَّصَلَت نونُ التوكيدِ الثَّقيلةُ بالفِعْلِ المتَّصِلِ بنُونِ النِّسوةِ، فإنَّه يُفصَلُ بين نونِ النِّسوةِ ونُونِ التوكيدِ الثَّقيلةِ بألِفٍ فاصِلةٍ، وكُسِرَت نونُ التوكيدِ؛ تقولُ: اضربْنَانِّ يا هِنداتُ.
وما قِيلَ في ألِفِ الاثنَينِ مِن مَذهَبَي جوازِ إلحاقِ نُونِ التوكيدِ الخَفيفةِ بها، يُقالُ مِثْلُه في إلحاقِها بنونِ النِّسوةِ [951] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 527). .
5- إن كان الفِعْلُ مُضَعَّفًا، فعندما تُلحِقُه النُّونَ لا تَفُكَّ التضعيفَ، تقولُ: رُدَّنَّ، ولا تقولُ: ارْدُدَنَّ [952] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 662 – 664)، ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 672 – 674). .

انظر أيضا: