موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال كُلثومُ بنُ عَمرٍو التَّغلِبيُّ، من شُعَراءِ الدَّولةِ العبَّاسيَّةِ:
إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عُسْرَتَه
حتَّى تراه غَنِيًّا وهْوَ مَجهودُ
وللبَخيلِ على أموالِه عِلَلٌ
زُرقُ العُيونِ عليها أوجُهٌ سُودُ
إذا تكَرَّمْتَ عن بَذلِ القليلِ ولم
تقدِرْ على سَعَةٍ لم يَظهَرِ الجُودُ
بُثَّ النَّوالَ [2880] أي: العطاء. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (31/ 42). ولا تمنَعْك قِلَّتُه
فكُلُّ ما سَدَّ فَقْرًا فهْوَ مَحمودُ [2881] يُنظَر: ((الحماسة البصرية)) لأبي الحسن البصري (2/63).
2- وقال المنتَصِرُ بنُ بلالٍ الأنصاريُّ:
الجُودُ مَكرُمةٌ والبُخلُ مَبغَضةٌ 
لا يستوي البُخلُ عِندَ اللهِ والجُودُ
والفَقرُ فيه شُخوصٌ والغِنى دَعَةٌ
 والنَّاسُ في المالِ مَرزوقٌ ومحدودُ [2882] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 235).
3- وقال أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ اليَمانيُّ:
سأبذُلُ مالي كُلَّما جاء طالِبٌ 
وأجعَلُه وَقفًا على القَرضِ والفَرضِ
فإمَّا كريمًا صُنتُ بالجُودِ عِرْضَه
 وإمَّا لئيمًا صُنتُ عن لُؤمِه عِرْضي [2883] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص: 238).
4- وقال حُجَيَّةُ بنُ المُضَرَّبِ:
أُناسٌ إذا ما الدَّهرُ أظلَمَ وَجْهُه
 فأيديهم بِيضٌ وأوجُهُهم زُهرُ
يصونون أحسابًا ومجدًا مُؤَثَّلًا
ببَذلِ أكُفٍّ دُونَها المُزنُ [2884] المُزنُ: هو الغَيمُ والسَّحابُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/406). والبَحرُ
سَمَوا في المعالي رُتبةً فوقَ رُتبةٍ 
أحَلَّتْهم حيثُ النَّعائِمُ [2885] النَّعائِمُ: منزلةٌ من منازِلِ القَمَرِ، وهي ثمانيةُ أنجُمٍ، وقيل: أربعةٌ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (33/ 512). والنَّسْرُ [2886] النَّسْرُ: كوكَبٌ في السَّماءِ معروفٌ، على التَّشبيهِ بالنَّسرِ الطَّائِرِ، وهما نَسْرانِ يقالُ لكُلِّ واحدٍ منهما نَسْرٌ، ويصفونَهما فيقولون: النَّسرُ الواقِعُ، والنَّسرُ الطَّائِرُ. يُنظَر: ((تاج العروس)) (14/ 208).
أضاءت لهم أحسابُهم فتضاءَلت
لنورِهم الشَّمسُ المُنيرةُ والبَدرُ
فلو لامَسَ الصَّخرُ الأصَمُّ أكُفَّهم
 أفاض ينابيعَ النَّدى ذلك الصَّخرُ
ولو كان في الأرضِ البسيطةِ منهمُ
 لمُختَبِطٍ [2887] المُختَبِطُ: الذي يسأل الرَّجُلَ من غيرِ مَعرفةٍ كانت بينَهما ولا يدٍ سَلَفَت منه إليه، يُنظَر: ((سمط اللآلي في شرح أمالي القالي)) للبكري (1/ 205). عافٍ [2888] كلُّ طالِبِ فَضلٍ أو رِزقٍ: عافٍ، وقد عفاه واعتَفاه: أتاه يطلُبُ معروفُه. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (39/ 71). لمَا عُرِف الفَقرُ
شكَرْتُ لكم آلاءَكم وبلاءَكم
 وما ضاع معروفٌ يُكافِئُه شُكرُ [2889] يُنظَر: ((الأمالي)) للقالي (1/54).
5- وقال آخَرُ:
ويُظهِرُ عَيبَ المرءِ في النَّاسِ بُخلُهُ
 ويَستُرُه عنهم جميعًا سَخاؤُهُ
تغَطَّ بأثوابِ السَّخاءِ فإنَّني
 أرى كُلَّ عَيبٍ والسَّخاءُ غِطاؤُهُ [2890] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 227).
6- وقال آخَرُ:
حُرٌّ إذا جِئْتَه يومًا لتَسألَه
أعطاك ما ملَكَت كَفَّاه واعتَذَرَا
يُخفي صنائِعَه واللهُ يُظهِرُها
 إنَّ الجميلَ إذا أخفَيْتَه ظَهَرَا [2891] يُنظَر: ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص: 92).
7- وقال الرَّاضي العبَّاسيُّ:
لا تَعْذِلوا [2892] أي لا تلوموا، والعَذْلُ: الملامةُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 204). كَرَمي على الإسرافِ 
رِبحُ المحامِدِ مَتجَرُ الأشرافِ [2893] يُنظَر: ((الأوراق قسم أخبار الشعراء)) للصولي (2/54).
8- وقال حاتِمٌ الطَّائيُّ:
أماوِيَّ [2894] أماوِيَّ: الهمزةُ للنِّداءِ. وماوِيَّ: منادًى مُرَخَّمُ ماويَّةَ، وهي زوجةُ حاتمٍ. يُنظَر: ((شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية)) (1/ 387). إنَّ المالَ غادٍ ورائِحُ
 ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ
أماوِيَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ
إذا جاء يومًا: حَلَّ في مالِنا نَذْرُ
أماوِيَّ إمَّا مانِعٌ فمُبَيَّنٌ
وإمَّا عطاءٌ لا يُنَهْنِهُهُ [2895] أي: لا يَكُفُّه. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (1/ 225). الزَّجْرُ
أماوِيَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى
إذا حشْرَجَت [2896] الحَشْرَجةُ: الغَرْغَرةُ عندَ الموتِ، وتردُّدُ النَّفسِ. يُنظَر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (1/ 306). يومًا وضاق بها الصَّدْرُ
أماوِيَّ إنْ يُصبِحْ صَدايَ [2897] أي: بدني وجُثَّتي. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/ 454). بقَفْرةٍ [2898] القَفرُ: مَفازةٌ لا نباتَ فيها ولا ماءَ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 258).
من الأرضِ لا ماءٌ لَدَيَّ ولا خَمرُ
تريْ أنَّ ما أنفَقْتُ لم يَكُ ضَرَّني
 وأنَّ يَدي ممَّا بَخِلْتُ به صِفرُ [2899] الصِّفْرُ: الخالي. يُنظَر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (2/ 714).
وقد عَلِم الأقوامُ لو أنَّ حاتِمًا 
أراد ثراءَ المالِ كان له وَفْرُ [2900] يُنظَر: ((الشعر والشعراء)) لابن قتيبة (1/239).
9- وقال آخَرُ:
لا تَبخَلَنَّ بدُنيا وهي مُقبِلةٌ
 فليس يَنقُصُها التَّبذيرُ والسَّرَفُ
فإن تولَّت فأحرى أن تجُودَ بها
 فالشُّكرُ منها إذا ما أدبَرَتْ خَلَفُ [2901] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص: 262).
10- وقال أحمدُ بنُ إبراهيمَ العبرتانيُّ:
لا تُكثِري في الجُودِ لائِمَتي
 وإذا بَخِلْتُ فأكثِري لَومي
كُفِّي فلستُ بحامِلٍ أبدًا
 ما عِشْتُ همَّ غَدٍ على يومي [2902] يُنظَر: ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (4/369). .

انظر أيضا: