موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: صُوَرُ ومظاهِرُ صِفاتِ الكَرَمِ والجُودِ والسَّخاءِ والبَذْلِ


1- العطاءُ من المالِ، ومن كُلِّ ما يمتَلِكُ الإنسانُ من أشياءَ يُنتَفَعُ بها؛ كالذَّهَبِ والفِضَّةِ، والخيلِ والأنعامِ والحَرثِ، وكُلِّ مأكولٍ أو مشروبٍ، أو ملبوسٍ أو مركوبٍ، أو مسكونٍ أو يُؤوي إليه، وكُلِّ آلةٍ أو سَبَبٍ أو وسيلةٍ يُنتَفَعُ بها، وكُلِّ ما يُتداوى به أو يَقي ضرًّا أو يدفَعُ بأسًا، إلى غيرِ ذلك من أشياءَ يَصعُبُ إحصاؤُها.
2- ومنها العطاءُ من العِلمِ والمعرفةِ، والمِعطاءُ في ذلك هو الذي لا يدَّخِرُ وُسعًا في بَذلِ العِلمِ والمعرفةِ لِمن ينتَفِعُ بهما، والبخيلُ هو الذي يحتَفِظُ بمعارِفِه وعلومِه لنَفسِه، فلا يُنفِقُ منها لمستحقِّيها؛ ضنًّا بها ورغبةً بالاستِئثارِ.
3- ومنها عطاءُ النَّصيحةِ؛ فالإنسانُ الجوادُ كريمُ النَّفسِ، لا يبخَلُ على أخيه الإنسانِ بأيِّ نصيحةٍ تنفَعُه في دينِه أو دُنياه، بل يُعطيه نُصحَه الذي ينفَعُه مبتَغيًا به وَجهَ اللهِ تعالى.
4- ومنها العطاءُ من النَّفسِ؛ فالجوادُ يُعطي من جاهِه، ويُعطي من عَطفِه وحَنانِه، ويُعطي مِن حُلوِ كَلامِه وابتِسامتِه وطلاقةِ وَجهِه، ويُعطي مِن وَقتِه وراحتِه، ويُعطي مِن سَمعِه وإصغائِه، ويُعطي مِن حُبِّه ورحمتِه، ويُعطي مِن دعائِه وشفاعتِه، وهكذا إلى سائِرِ صُوَرِ العطاءِ من النَّفسِ.
5- ومنها العطاءُ من طاقاتِ الجَسَدِ وقُواه؛ فالجوادُ يُعطي مِن معونتِه، ويُعطي مِن خِدماتِه، ويُعطي من جُهدِه، فيُعينُ الرَّجُلَ في دابَّتِه فيَحمِلُه عليها أو يحمِلُ له عليها، ويُميطُ الأذى عن طريقِ النَّاسِ وعن المرافِقِ العامَّةِ، ويأخُذُ بيَدِ العاجِزِ حتَّى يجتازَ به إلى مكانِ سلامتِه، ويمشي في مصالِحِ النَّاسِ، ويتعَبُ في مساعدتِهم، ويسهَرُ من أجلِ مَعونتِهم، ومن أجلِ خِدمتِهم، وهكذا إلى سائِرِ صُوَرِ العطاءِ من الجَسَدِ.
6- ويرتقي العطاءُ حتَّى يصِلَ إلى مستوى التَّضحيةِ بالحياةِ كلِّها، كالمجاهِدِ المقاتِلِ في سبيلِ اللهِ، يجودُ بحياتِه لإعلاء كَلِمةِ اللهِ ونُصرةِ دينِه؛ ابتغاءَ مَرضاةِ رَبِّه [2764] يُنظَر: ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن الميداني (2/361-363). .
7- إكرامُ الضُّيوفِ والجيرانِ والأصدقاءِ ونحوِهم؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((من كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصمُتْ، ومن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِمْ جارَه، ومن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِمْ ضَيفَه)) [2765] أخرجه البخاري (6475)، ومسلم (47) واللفظ له .
8- إكرامُ الأهلِ؛ قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [البقرة: 215] .
9 -الكَرَمُ والسَّخاءُ مع الفُقَراءِ والمساكينِ؛ فقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((السَّاعي على الأرملةِ والمِسكينِ كالمجاهِدِ في سبيلِ اللهِ)) [2766] أخرجه البخاري (5353)، ومسلم (2982) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
10- إكرامُ اليتيمِ، كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنا وكافِلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هكذا، وأشار بالسَّبَّابةِ والوُسطى، وفرَّج بينهما شيئًا)) [2767] أخرجه البخاري (5304) من حديثِ سهلِ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ رَضِيَ اللهُ عنه. .

انظر أيضا: