موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


هل التَّواصي بالخيرِ مُرتَهِنٌ باستجابةِ الموصى إليهم، فيتوقَّفُ الموصي بالخيرِ عنه إذا تكرَّر إعراضُهم؟
لا يتوقَّفُ الموصي بالخيرِ عنه أبدًا ما دام قادِرًا على النُّصحِ بالخيرِ وبَذلِه، مستطيعًا لذلك، وإن تكَرَّر الإعراضُ والصَّدُّ عن الخيرِ من الموصى إليهم، وهذا هو نَهجُ الأنبياءِ والمُرسَلينَ والصَّالحينَ؛ فقد لَبِث نوحٌ عليه السَّلامُ في قومِه ألفَ سَنةٍ إلَّا قليلًا، يوصي وينصَحُ ويدعو ويُنذِرُ، وما آمَن من قومِه إلَّا قليلٌ؛ فما منَعَه ذلك يومًا عن وصاياه ونصائِحِه وبَذلِه، ويأتي النَّبيُّ من الأنبياءِ يومَ القيامةِ وليس معه أحَدٌ!
قال تعالى عن المُؤمِنينَ من قومِ نُوحٍ عليه السَّلامُ: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود: 40] .
وعن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عُرِضَت علَيَّ الأمَمُ، فجَعَل النَّبيُّ والنَّبيَّانِ يمرُّونَ معهم الرَّهْطُ، والنَّبيُّ ليس معه أحدٌ)) [2171] أخرجه مطولًا البخاري (5705) واللفظ له، ومسلم (220). .
قال الكِرْمانيُّ: (فإنْ قُلتَ: النَّبيُّ هو المُخبِرُ عن اللهِ للخَلقِ، فأين الذين أخبَرَهم؟ قلتُ: ربَّما أخبَرَ ولم يؤمِنْ به أحَدٌ، ولا يكونُ معه إلَّا المؤمِنُ) [2172] ((الكواكب الدراري)) للكرماني (20/218). .

انظر أيضا: