موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِن السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


في السُّنَّةِ الكثيرُ من وصايا النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الجامعةِ لكُلِّ خيرٍ، المانعةِ مِن كُلِّ شَرٍّ، نَذكُرُ بعضًا منها:
1- الوَصيَّةُ بالمرأةِ:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((استوصوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَت من ضِلَعٍ، وإنَّ أعوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعلاه، فإنْ ذهَبْتَ تُقيمُه كسَرْتَه، وإنْ ترَكْتَه لم يَزَلْ أعوَجَ؛ فاستوصوا بالنِّساءِ)) [2111] أخرجه البخاري (3331) واللفظ له، ومسلم (1468). .
قال التُّورِبِشْتيُّ: (أي: أوصيتُكم بهِنَّ خيرًا؛ فاقبَلوا وصيَّتي فيهِنَّ) [2112] ((الميسر في شرح مصابيح السنة)) للتوربشتي (3/ 766). .
2- الوصيَّةُ بأعمالِ الخيرِ ونوافِلِ العباداتِ:
(عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: بصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كُلِّ شَهرٍ، وركعَتَيِ الضُّحى، وأن أوتِرَ قَبلَ أن أرقُدَ) [2113] أخرجه مسلم (721). .
3- الوصيَّةُ بالجيرانِ:
عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ما زال جِبريلُ يُوصيني بالجارِ حتَّى ظنَنْتُ أنَّه سيُوَرِّثُه)) [2114] أخرجه البخاري (6014) واللفظ له، ومسلم (2624). .
عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوصاني: ((إذا طبَخْتَ مَرَقًا فأكثِرْ ماءَه، ثمَّ انظُرْ أهلَ بيتٍ مِن جيرانِك فأصِبْهم منها بمعروفٍ)) [2115] أخرجه مسلم (2625). .
4- بَذلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الوصيَّةَ لِمَن طلَبَها:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رجُلًا قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوصِني، قال: ((لا تَغضَبْ، فرَدَّد مِرارًا، قال: لا تَغضَبْ)) [2116] أخرجه البخاري (6116). .
5- وعن تميمٍ الدَّاريِّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الدِّينُ النَّصيحةُ. قُلْنا: لِمَن؟ قال: للهِ ولكِتابِه ولرَسولِه، ولأئمَّةِ المُسلمين وعامَّتِهم)) [2117] أخرجه مسلم (55). .
قال النَّوويُّ: (هذا حديثٌ عظيمُ الشَّأنِ، وعليه مدارُ الإسلامِ) [2118] ((شرح النووي على مسلم)) (2/37). .
6- وعن زيادِ بنِ عِلاقةَ، قال: (سمِعتُ جريرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ يومَ مات المغيرةُ بنُ شُعبةَ، قام فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، وقال: عليكم باتِّقاءِ اللهِ وَحْدَه لا شريكَ له، والوَقارِ، والسَّكينةِ، حتى يأتيَكم أميرٌ، فإنَّما يأتيكم الآنَ. ثمَّ قال: استَعْفوا لأميرِكم؛ فإنَّه كان يحِبُّ العَفوَ، ثمَّ قال: أمَّا بَعدُ؛ فإنِّي أتيتَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلتُ: أبايِعُك على الإسلامِ، فشَرَط عليَّ: والنُّصحِ لكُلِّ مُسلِمٍ. فبايَعْتُه على هذا، ورَبِّ هذا المسجِدِ إنِّي لناصِحٌ لكم، ثمَّ استغفَرَ ونَزَل) [2119] أخرجه البخاري (58) واللفظ له، ومسلم (56). .
قال ابنُ بَطَّالٍ: (الشُّروطُ الجائزةُ في الإسلامِ والأحكامِ هي الشُّروطُ الموافِقةُ لكتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه، وشروطُ المبايَعةِ هي التزامُ الفرائِضِ، والنَّصيحةُ للمُؤمِنينَ) [2120] ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (8/104-105). .

انظر أيضا: