موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانِيَ عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


لماذا ذُمَّت الغَفلةُ ومُدِحَ استعمالُها؟
قال ابنُ حَزمٍ: (من عجائِبِ الأخلاقِ أنَّ الغفلةَ مذمومةٌ، وأنَّ استعمالَها محمودٌ، وإنما ذلك لأنَّ من هو مطبوعٌ على الغفلةِ يستعمِلُها في غيرِ مَوضِعِها وفي حيثُ يجِبُ التَّحفُّظُ، وهي تُغَيِّبُ عن فهمِ الحقيقةِ، فدخلَت تحت الجهَلِ، فذُمَّت لذلك، وأمَّا المتيقِّظُ الطَّبعِ فإنَّه لا يضَعُ الغفلةَ إلَّا في موضِعِها الذي يُذَمُّ فيه البحثُ والتَّقصي. والتَّغافُلُ فَهمٌ للحقيقةِ، وإضرابٌ عن الطَّيشِ، واستعمالٌ للحِلمِ، وتسكينٌ للمكروهِ؛ فلذلك حُمِدَت حالةُ التَّغافُلِ، وذُمَّت الغَفلةُ) [1963] ((الأخلاق والسير)) (ص: 86). .

انظر أيضا: