موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


1- رُبَّ عَجَلةٍ تَهَبُ رَيثًا.
يُضرَبُ مثَلًا للرَّجُلِ يشتَدُّ حِرصُه على الحاجةِ فيَخرَقُ فيها ويفارِقُ التُّؤَدةَ في التِماسِها، فتفوتُه وتسبِقُه، وأصلُه في الرَّجُلِ يُغِذُّ [1520] الإغذاذُ في السَّيرِ: الإسراعُ. يُنظَر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (2/ 567). السَّيرَ ويواصِلُه حتَّى يَعطَبَ ظَهرُه، فيَقعُدَ عن حاجتِه، والرَّيثُ: الإبطاءُ، راث يَريثُ رَيثًا: إذا أبطأ [1521] يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص232)، ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/482). .
2- ضَحِّ رُوَيدًا.
أي: لا تعجَلْ في الأمرِ. يقالُ: ضَحِيَت الإبِلُ: إذا أخَذَت في رَعْيِها من أوَّلِ النَّهارِ، ويقالُ للرَّاعي: ضَحِّها: أي: ارْعَها في الضُّحى، وهو أوَّلُ النَّهارِ عندَ الشُّروقِ، فيرادُ بهذا المَثَلِ التَّمهُّلُ في الأمرِ والتُّؤَدةُ، كما يؤمَرُ الرَّاعي أن يُضَحِّيَ إبِلَه رُوَيدًا مترَفِّقًا [1522] يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص233)، ((فصل المقال في شرح كتاب الأمثال)) لأبي عبيد البكري (ص337). .
3- الرَّشْفُ أنقَعُ.
معناه: أنَّ الرِّفقَ في طلَبِ الحاجةِ أجلَبُ لها وأسهَلُ للوُصولِ إليها.
وأصلُه: أنَّ الشَّرابَ الذي يُرتَشَفُ رُوَيدًا، أقطَعُ للعَطَشِ وأنجَعُ، وإن كان فيه بطءٌ، وقولُه: (أنقع)، أي: أروى.
يقال: شَرِب حتَّى نقَعَ، أي: رَوِيَ [1523] يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص233)، ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/484). .
4- اللَّيلُ طويلٌ وأنت مُقمِرٌ.
يُضرَبُ مَثَلًا في التَّأنِّي والصَّبرِ على الحاجةِ حتَّى تمكَّنَ، ومعناه: اصبِرْ على حاجتِك فإنَّك تجِدُها في بقيَّةِ ليلتِك؛ فإنَّها طويلةٌ وأنت مُقمِرٌ، أي: ليس فيها ظُلمةٌ تمنَعُك عن قَصدِها [1524] يُنظَر: ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (2/189). .
5- العَجَلةُ فُرصةُ العَجَزةِ.
يُضرَبُ في مدحِ التَّأنِّي وذَمِّ الاستِعجالِ [1525] يُنظَر: ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (2/37). .
6- وأوصى بعضُ الحُكَماءِ ابنَه، فقال له: (يا بُنيَّ... استَعِدَّ لحريقِ الغَضَبِ بالأناةِ قبلَ أن تلتَهِبَ نارُه في لحمِك ودَمِك؛ فإنَّ إطفاءَه قَبلَ استيثارِه سريعٌ) [1526] يُنظَر: ((المجالسة وجواهر العلم)) للدينوري (5/ 167). .



انظر أيضا: